لقاء مع عيسى بعجانو ..هيشون
- يناير 2, 2010
- 0
ماكتب عن الفنان التشكيلي هيشون في مقالة الشكل.. هو ميدان الإبداع للصحفي وئام امون…
في الملحق الثقافي جريدة الثورة مقالة للأستاذ وئام امون…
عيسى بعجانو »هيشون«:
الشكل.. هو ميدان الإبداع
من الفنان هيشون
الثلاثاء 26/4/2005
حوار: وئام أمون
إنه الفنان عيسى بعجانو ( هيشون) الذي كان لنا معه هذا الحوار:
* نعرف من خلال متابعتنا للحدث الثقافي انك مؤسس لأكثر من جماعة تشكيلية ماذا عن هذه المجتمعات?.
** التجمعات التشكيلية التي شاركت في حضورها كانت موجودة قبل التسمية. نحن »فنانون وشعراء« اصدقاء..مرات نتفق على الاتفاق ومرات نتفق على الاختلاف.. وتسمية المجموعات فقط زادت عدد المشاركين في النشاط.. وهذه المجموعات مازالت قائمة فهي ليست مؤسسة, أو تنظيماً, أو فكرة نجتمع حولها ليست لهذه المجموعات أي خاصة او صفة من صفات الاتحادات أو التجمعات, فقط انها تنطلق من حاجة للعرض الجماعي لها صفة واحدة حسب رأيي ان هناك حقاً لاثنين من الفنانين المؤسسين أو اكثر على اقامة معرض جماعي او فردي بأسماء قديمة او جديدة دون العودة للآخرين, حتى لو كان ذلك ضد رأيهم.. وربما بعد إنجاز مشروع قانون اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين, تعود تلك المجموعات للنشاط الثقافي والفني بشكل أوضح.
*أنت كاتب قصة وعندك مجموعتان قصصيتان هما»طائرة هيشون« والأخرى» شلالو لاقبر له« وأنت غرائبي في قصتك وتشكيلك.
**القصة القصيرة لدي هي اقرب إلى الجغرافية, القصة القصيرة عندي, نص مختلف كلياً عن اي فنية قصصية في العالم.. استفاد شكل القصة في »طائرة هيشون, و شلالو.. لا قبر له« من التشكيل, والمسرح, والسينما, ومن الواقع. نص يبتعد عن الجمل الاخبارية ومنطق الصورة الشعرية.
يتكلم النص من خلال عدسة الكاميرا, والقارئ يصير له عينٌ اخرى يؤلف صوراً وهو يتنقل بين تضاريس النص القصة القصيرة لدي هي اقرب ما يكون الى الجغرافيا ترسم لنا طرقاً لمعرفة الخفايا.
*قدمت اكثر من محاضرة في التشكيل ومن اهم هذه المحاضرات »ذاكرة الشكل« وقد كررت هذا العنوان في اكثر من محاضرة نشرتها في اكثر من مكان.. لماذا هذا الاصرار على نفس الموضوع?
** ذاكرة الشكل هو ما اضعه في حوار مع جميع المفردات صوراً, وكلمات, فيما اختلف عليه المجتمع, بعض آمن بالروح.. وبعض آمن بالمادة.. وانا اقول شيئاً آخر بعد فاصل بينهما وبعض دمجهما كتب عن هذا الموضوع الجميع, وسيكتب كثيرون أيضا..هناك من يسأل من أولاً, وكيف, ومن أين?» البيضة أوالدجاجة« في ذاكرة الشكل أحاور مفهوم الشكل, ومفهوم الذاكرة وتلك التساؤلات.. فتدور كطبق من القش حول تدويرها.. مرات نذهب الى اللانهاية ومرات لانجد الوقت الكافي للحوار.
* ما رأيك باللوحة التي تتناول موضوعاً معيناً.. هناك فنانون يهتمون بالشكل على حساب المضمون.. هل يمكن ان نتحدث عن الشكل من غير مضمون?
** المضمون والشكل هو حوار من حوارات المادية والروحية. اقول: في كل قول ضلال..اذا قلنا كل الحقيقة, واذا قلنا كل الخطأ.. المتصوفون وصلوا الى المطابقة بطريق واضح وصريح لكن طريق الصوفية المعرفية لايصلح سبيلاً للبشرية, لأنها عماء التراب والمختلفون مازالوا مختلفين مرات يصلون الى وحدة الطريق فالصراع حتى الفناء وأرى ان ما قاله أوتا* نبشتم على رحاب سفينة الطوفان لجلجامش:
»ياجلجامش ماذا فعلت لكي تجتمع الآلهة من اجلك.. وتقرر مصيراً لك يختلف عن مصير البشر«.
أيضاً هناك العمل الفني الجمالي البعض يراه واضحاً وصريحاً ونموذجاً للحياة الأبدية الخالدة وآخرون يرون الخلود في ذلك المشهد الذي يقدم الصراع بكل طاقاته الانفجارية »الايجابية والسلبية« دون أن يصاب بأذى »حلم الحياة الجديدة/ التي تعرفنا اليه السينما« في محاولة انتماءاتنا لأفكارنا بأوسع طاقاتها الانفجارية.
الشكل والمضمون يحتاجان الى حوار رياضي مجرد حيناً وفيزيائي احياناً.. إذ نقول النافذة مغلقة ولانستطيع رمي كرة السلة من خلالها, في حين استطعنا رمي حبوب الحنطة والماء وعبر من خلالها الضوء والهواء فكيف نجد لوحة لها مضمون فقط وليس لها شكل ,أو بالعكس..
الانسان في مرات كثيرة يقف عاجزاً عن ادراك مفهوم الاشياء ومفهوم الأسئلة ارى ان الاسئلة فتحت طرق الفكر. نحن في حوار وعلينا أن نصل الى حوار دون اسئلة ارى انه لايمكن ايجاد عمل فني دون مضمون.. وهناك اعمال لانهائية لاتهمنا, ولاتحضر اهمية العمل الفني من مضمونه, انما من الشكل, واقول: إن الشكل هو ميدان الابداع..
*ماذا عن امكنة العرض الفردية والجماعية وانت رغم تجربتك الطويلة تعرض احياناً مع فنانين شباب في بداياتهم.. ماذا تقول?
** انا احب الفن والاعمال الفنية ومنتج الاعمال الفنية ومقتنيها والمبتدئين فيها والفنانون الشباب لهم هذه المودة.. دائماً هناك بداية, هناك مدارس ابتدائية دائما, ودائماً لاطفال غير الاطفال الذين كانوا فقط علينا ان نخلي مكاناً للقادمين وان استطعنا ان نبقى امامهم فهذا امر عظيم وان ننظر اليهم فهي المودة واكتشاف الذات.
* نعرف انك عرضت كثيراً حول الاسطورة كأوغاريت وجلجامش ولك ابحاث في هذا المجال حبذا لو تحدثنا عن هذا الامر.
**لابد من اسطورة لكل فنان يجعل حواره معها.
الاسطورة اراها اجوبة كلية تهتم بالحادثة, والحوادث, والطبيعة, والخير, والشر, والجمال..و تطلق العنان والحرية, والشعر للإنسان. فكل منا يرسم ولابد من اسطورة يجعل حواره معها سلباً وايجاباً. قادر على خلق الكثير من التداعيات الابداعية عند اغلب الفنانين الذي يكتشفون العمائر الجديدة والتي تحرض على التحليق وإطلاق عطاءات اللون نرى اللون في انبوبه كمية محدودة, وما أن يصل اليه الماء حتى يطغى, ويصير له اجنحة وعجلات, تمتد وتمتد, ويذهب حيث يذهب الماء..
*انت بالإضافة الى كل هذا لك قصائد شعرية نشرت في اكثر من مكان.. والفنان الفرنسي ايريك لورو قدم اعمالاً حول قصيدة لك في الاسبوع الثقافي الفرنسي الاخير باللاذقية هل يمكن ان نتحدث عن هذا الموضوع?
** انظر في الشعر كحالة فنية تحرر اشياء خفية نحو الآخر, وترسم اهمية وجوده لاكتشاف الجمال والتجاوز وقد نشرت قصائد في الصحف والمجلات العربية. منها قصيدة تحت عنوان »فوق من ماء« في مجلة الناقد/ الاعداد الاولى/
وحرّضت الفنان الفرنسي إيريل لورو على انجاز عدة اعمال من وحي هذه القصيدة, ربما جعلت منه فناناً.. حاضراً.. وهذه الحالة قديمة هناك كثير من الاعمال الشعرية حول اعمال فنية والعكس صحيح..
اعداد ثائر مسلاتي وتصوير نوح حمامي