أثناء وجود الفنان فائق عرقسوسي في حلب قام عالم نوح بإجراء لقاء معه حيث تحدث عن وجوده في حلب وآخر مشاركاته الفنية في التلفزيون بالإضافة إلى بعض بعض المواضيع الأخرى التي تطرقنا لها من خلال هذا اللقاء :

أثناء وجود الفنان فائق عرقسوسي في حلب قام عالم نوح بإجراء لقاء معه حيث تحدث عن وجوده في حلب وآخر مشاركاته الفنية في التلفزيون بالإضافة إلى بعض بعض المواضيع الأخرى التي تطرقنا لها من خلال هذا اللقاء :

ماذا تحدثنا عن مشاركتك الفنية في حلب اليوم ؟

نقوم بتصوير أغنية للوطن ولسوريا وللمحبة ، والتي تتحدث عن اللحمة الوطنية وحب الناس لبعضهم البعض وحبهم لقائدهم بالإضافة إلى استقرار الأمن في البلد.

ما المساحة التي أخذتها الدبلجة من الفنان فائق عرقسوسي ؟

إنها مساحة قليلة وبسيطة جداً والحقيقة أنني لو وجدت فيها نوعاً من المتعة لبرما كانت المساحة اكبر ، وأشعر في عمل الدبلجة أنه عمل تنفيذي والحس الإبداعي قليل جداً فيه ، أيضاً طريقة الدبلجة لدينا انك تتدخل إلى الحلقة أنت لم تراها بعد وبالتالي المساحة المتاحة لك للحركة هي مساحة اللقطة ومساحة المشهد نفسه لذلك لم أستطع أن أشعر بالمتعة لأستطيع أن أوصل المتعة للآخرين لذلك كانت تجربتي فيها بسيطة جداً .

لاحظنا أن الجمهور مال إلى متابعة المسلسلات المدبلجة على حساب الدراما السورية، فهل استحقت الدبلجة برأيك هذه الضجة التي نالتها ؟

لا أعتقد أن المسألة هي متابعة الدبلجة على حساب الدراما ففي النهاية لكل واحد منها جمهورها ، أيضاً فالمسلسل وطبيعته والإشكاليات التي يتعرض لها هي التي تجذب المشاهد لها ونحن نعلم أن مستويات الناس مختلفة و ثقافاتهم مختلفة وأفكارهم وحتى اهتماماتها مختلفة لذلك إن إطلاق حكم عام بتوجه الجمهور إلى أحدها دون الآخر عليه تحفظ نوعاً ما فكل مسلسل يصنع جمهوراً بنفسه وهناك مسلسل يأخذ جمهوراً أكثر من مسلسل آخر نتيجة أنها تلامس الناس أكثر ويقترب منهم أكثر أو ربما يكون لديها نوع من الجدّة وبناءً على ذلك تحقق نسبة مشاهدين معينة .

نلاحظ في سوريا أن الدراما غلبت على الفنون الأخرى من موسيقى ورسم وحتى رقص، برأيك ما سبب أخذها لهذه الحرية على حساب بقية الفنون ؟

أنت تعلم أن المسلسل مسألة يومية ولها علاقة بإيقاع الحياة والحقيقة إن الطرب والشعر والرقص وبقية الفنون يفترض أن تتطوّر أكثر وتجد منافذ أخرى لتقديم أعمالهم ولتصبح أعمالا مطروحة للناس ، ومع الأسف حتى على مستوى المحطات فالمساحة المتاحة للفنون الأخرى غير المسلسلات فقليلة رغم وجود محطات متخصصة بالغناء مثلاً، لذلك على فناني الفنون أن يتحركوا بأنفسهم ويقوموا ببناء العلاقات الاتصالات حتى يستطيعوا أن يقدموا فنونهم طبعاً هذا لا ينفي على الإطلاق دور الدوائر الرسمية ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام في إعادة الحياة مرة أخرى للفن السوري بكافة أنواعه، وطبعاً رأس المال له دور هام في هذا ولكنه دائماَ يبحث عن مسألة الربح وأعتقد أن هذا متوفر بشكل أكبر بالنسبة للدراما فكما تعلم فالمسلسلات على الأغلب تكون بحدود ثلاثين حلقة أي أن لديها صرفاً إنتاجياً عالياً وبالتالي هناك بيع أكثر من أي فن آخر أما بالنسبة للأغنية مثلاً فلا تتجاوز الثلاث أو خمسة دقائق وتكلفتها بسيطة نوعاً ما وللأسف لا يوجد رأس مال من الممكن أن يغامر في الدخول في إنتاج أغنية إن كان الربح متوفراً أكثر في فن آخر مثل المسلسل.

الممثل يمتلك مجوعو من الأدوات التمثيلية، ما الأدوات التي يتبعها فائق عرقسوسي للحفاظ على وجوده في الساحة الفنية ؟


إن أساس الفن بكل أنواعه يعتمد على مسألتين أساسيتين هما الإحساس والخيال فمن خلالهما جميع أدواتك كممثل من صوت وجسد وشكل عام وحتى اللباس يتوقف على هاذين العنصرين ولكن هناك تختلف مسألة الاهتمام وتناول الشخصية والبحث عن مفاتيحها وتفاصيلها لأداء الشخصية بشكل سليم تختلف من سويّة ممثل إلى سويّة ممثل آخر، ولكن أعتقد ان الفن يتوقف بشكل عام على الإحساس والخيال لأنهما لغتان عالميتان .

بعد كل ما قدمه فائق عرقسوسي، ما تقيمك له ؟

أقول أني ما زلت مبتدأ ولم أبدأ بعد ومازال الطريق أمامي طويلاً لأتعلم أكثر، باستثناء ذلك فالجمهور هو الذي يقرر تقييمي والمرحلة التي وصلت إليها.

الممثل أصبح الآن قابلاً للشهرة أكثر من ذي قبل بحكم الفضائيات والإعلام الموجود حالياً، هل تعتبر ذلك إجحافاً بحق الممثلين القدماء ؟

 المساحة الآن أصبحت أكبر والإنتاج أصبح أغزر وحتى الخيارات أصبحت متاحة أكثر أمام الفنان ، فقديماً كان الإنتاج محدوداً جداً والمشاركون كانوا محدودين وإمكانية اكتشاف الذات والموهبة وتصقيلها كانت ضمن إمكانية ضيقة بالإضافة إلى أن الإعلام والدعاية وشركات الإنتاج التي من الممكن أن تعقد معها لها دور كبير الآن في ظهور الممثل واختفائه ، ونحن كجيل ومنهم وإذا أردت أن أتحدث عن نفسي فإن متعتي الأساسية وإحساسي بوجودي وبموهبتي أجدها في المسرح ونطاق المسرح محصور بعدد محدد من المشاهدين وماكن محدد ولكن كلعبة فنيّة وكفكر وثقافة فأجد المسرح أمتع ومفيد أكثر ويحمل مضموناً حالات آنية أكثر لأن المشاهد عندما يأتي إلى لمسرح يكون قد أتى بمحض إرادته وبكليته الإنسانية ومتفرغ لمتابعة العمل المسرحي ومن هنا يكون التركيز والتواصل أكبر وبالتالي هي جلسة للمحبة ولتواصل الناس مع بعضهم البعض حتى وإن لم يتدخلوا أثناء العرض ولكن سيكون هناك تواصل بعده ونقاش وحوار فيما بينهم ، والممثل في المسرح ليس لديه حالات فصل وإنما هي حالات تواصل مستمرة وبالتالي هذه الحالة من التواصل بحاجة إلى ثقافة قويّة و نوع من العشق العالي جداً بالإضافة إلى حالة من الحب بين مجموع الفريق الذي يقوم بهذه اللعبة وإن كان ممثلاً يمتلك الموهبة ويحسن استغلال أدواته فإنه يصبح سيّد هذه الحالة حتّى أنه يمكن أن يصل في لعبة المسرح إلى حالة الانفصال عن الذات وهي مسألة مرعبة لكنها متعة لا تقدّر بثمن ، وتركيزنا على المسرح يبدو أنه أخذنا من الإعلام أما الفنانون الآن فأرى أن تركيزهم يكون على الدراما والمسلسلات والتي تحقق نسبة متابعة أكثر وبالتالي شهرة أكثر .

كيف ترى طريقة التعامل بين الوسط الفني في سوريا ؟

الحقيقة هي تحوي الأخوة والنصيحة والمنافسة وبالإضافة إلى أنها تحوي مسائل سلبية فأحياناً لا يكون الاختيار لدور ما فنياً وفي كثير من الأحيان العلاقات والاتصالات تلعب دوراً كبيراً ومع الأسف أصبح هناك أشخاص في الفن لا علاقة لهم بالفن لا من قرب ولا من بعيد وهذا في المستقبل يمكن أن يؤدي إلى حالة من الجمود وتدنّي المستوى الفني العام لأنه في النهاية إن لم يكن الفن هي المهمة الأساسية لك في الحياة فستكون عنصراً مؤقتاً وبالتالي المؤقّت لا يكتب له الاستمرار .


ما لذي يقوم بتحضيره الفنان فائق عرقسوسي حالياً ؟

انتهيت من تصوير مسلسل جديد مع الأستاذ نجدة أنزور وهو مسلسل " الشيفون " وكان لي مشاركة في مسلسل " رابعة العدوية " ولكن بسبب الظروف الاستثنائية التي نمر بها توقف العمل ولكننا سنقوم بتصويره في فترة قريبة إن شاء الله .
وهناك نص قمت بكتابته بالتعاون مع صديقي عماد عطواني والذي يتحدث عن شخصية مهمة ومتصوفة في المجتمع ألا وهو الحلاج ونحاول الآن أن نجد منفذاً ما لتنفيذ هذا المشروع .

ماذا تود أن تضيف ختاماً ؟


أعتقد أن الفن هو جلسة عائلية وهو جلسة للمعرفة و سهرة لجعل الحياة أجمل وإدراك العلوم و محاولة تنجب الأخطاء، وأجمل ما في الفن حالة الحوار التي يمكن أن تعيشها ففيها تشعر بهذه المتعة وأتمنى من كل شخص في كل مكان أن يؤمن بأن الفن هو روح وحياة وشعور ومن خلاله نتواصل معكم فتصبحون أنتم الأساس ونحن نكون الممثلون .

أغيد شيخو _ عالم نوح