لقاء مع فنان الكاريكاتير عصام حسن
- يناير 25, 2011
- 0
ويقول لنا الفنان عصام حسن في لقاء مع المهندس أسامة شريبا: أؤمن بفكرة أن لا شيئ إيجابي في الحياة نتيجته صفر…لذلك أي نتيجة أقبل بها وأعتبرها إنجاز . وهنا أود ان اشير إلى أن هناك بعض النتائج الملموسة كقيام بعض الأطفال بتشكيل نادي سموه النادي البيئي االمعني بنظافة الحي وزراعة الأشجار وما إلى هنالك….
فنان الكاريكاتير عصام حسن
الأستاذ عصام حسن…من مواليد اللاذقية – سوريا 1964
بدأ النشر ام 1985 ..وله العديد من المساهمات في كثير من الصحف والمجلات السورية والعربية
. مجلة الحرية – دمشق 1990
. جريدة الوحدة – اللاذقية 1990
. مجلة الناقد – لندن 1998-1999
وهو إضافة إلى كونه رسام كاريكاتير فهو أيضا مؤسس أول نادي للرسم المجاني في سوريا ..وتحديدا في حي بسنادا في محافظة اللاذقية ….
وهنا كان لنا معه هذا اللقاء للحديث عن النادي…. أسامة شريبا
بداية استاذ عصام
نادي الرسم المجاني …هل هو أول نادي من نوعه في سورية؟
حسب معلوماتي..نعم…واعتقد انه حتى الآن لا يوجد نشاط مشابه ..
بدأنا العمل بتاريخ 8 / 3 / 2005 ..وقبل الخوض في الحديث عن فكرة النادي أود ان أشير إلى فكرة صغيرة..وهي أننا كبشر في المجتمع نعتبر نفسنا أناس إيجابيون ولدينا مانقدمه واعتقد ان هذه الايجابية لا تحمل قيمة في حال لم تترجم بفعل ما..
ومن هنا كانت الفكرة…ان نقدم شيئا ايجابيا وقدوة ايجابية لأطفال الحي الذي نعيش فيه بدلا من أن تتحول أنظارهم إلى الشخص الذي قد يرمي اكياس القمامة مثلا في الشارع….
كانت البداية تحديدا وبشكل عملي بعد إحدى زياراتي لفرنسا حيث كنت أقدم معرضا هناك..حيث تابعت بعض النشاطات الخاصة بالأطفال والتي تكثر في أوروبا عامة..وتحديدا في المناطق المحيطة بالمدن..
هل يختلف أطفال هذه المناطق / الضواحي / عن أطفال وسط المدينة؟
أطفال هذه المناطق كما عرفت هم غالبا من الطبقات الأفقر أو الأدنى ربما اجتماعيا او ثقافيا من طبقات وسط المدينة أو ربما هم من المهاجرين. ومن هنا كانت فكرة الدعم من الدولة هناك لتقديم كل العون ومساندة هؤلاء السكان لحمايتهم من شتى أنواع الانحرافات.
وأما صاحب فكرة اقامة المشروع في سوريا فهو صديقي الدكتور ياسر غانم وهومقيم في فرنسا . وله مشاركات في نشاطات داعمة للاطفال هناك..
في البداية لم يكن الامر سهلا ..فموضوع الرسم في الشارع مثلا ليس مألوفا في سوريا..ومع ذلك كانت البداية بإحضار المواد اللازمة لرسم الأطفال../ كرتون.ألوان.ريش….. وكل مايلزم / وهنا اود أن أشير إلى أنها كانت على نفقة الدكتور ياسر .مشكورا..
وبدأنا بتاريخ 8 / 3 / عندما نزلنا إلى الشارع في الحي حيث يتجمع الأطفال للعب وكان الهدف ان نتوجه للأطفال في محيطهم وليس أن نجعلهم يقصدون مكانا محددا لتعلم او ممارسة الرسم.
وكان بعد اليوم الأول ثلاثة أيام متتاليه من العمل مع الأطفال…لاحظنا فيها إقبالا جيدا.
..بالمناسبة..أود أن أشير إلى نقطة هامة هنا وهي أن النادي ليس لتعليم الرسم .بل الغاية الاولى هي غاية اجتماعية لخلق علاقة جديدة بين الطفل والحي الذي يسكنه وخلق ذاكرة للطفل تربطه بمحيطه الكبير الذي يبدأ من الحي.
ويجب أن نذكر ايضا أن المشروع خلق حالة اجتماعية جيدة بين اهالي الاطفال .وهو ماكنا قد بدانا نفتقده بسبب اسلوب الحياة الجديد.
ومن غاياتنا أيضا في المشروع تغيير الصفة السلبية للشارع لدى الاطفال والمجتمع عموما لئلا تكون صفة / ابن الشوارع / صفة سلبية مرافقة للطفل الذي قد يقضي الوقت الاطول من يومه في الشارع يلعب مع رفاقه.
وتطورت فيما بعد الفكرة لتشمل نشاطات مرافقة كالرسم بالطباشير على الطريق وأيضا إقامة مسرحيات وتقديم فقرات لإبراز مواهب الاطفال من عزف أو غناء…
ألا تخلق فكرة اقامة النشاط في حي واحد دائما حالة من الانعزالية لأطفال هذا الحي عن أطفال الاحياء الاخرى؟
الفكرة الأساسية من المشروع هي ربط الأطفال بحيهم وتقديرهم لهذا الحي وحرصهم الدائم على نظافته . ولا مانع أبدا من وجود أطفال من أحياء مجاورة .
هل تطور العمل لاحقا وماهي نتائجه الملموسة؟
بصراحة …هذا النوع من الأعمال قد يؤدي إلى اليأس في بعض الاحيان لأن نتائجه غير فورية . فما نقوم به من عمل هو مع الأطفال ويحتاج لوقت طويل لنرى نتائجه المنعكسه في فكر الطفل وذاكرته عندما يكبر.
أؤمن بفكرة أن لا شيئ إيجابي في الحياة نتيجته صفر…لذلك أي نتيجة أقبل بها وأعتبرها إنجاز . وهنا أود ان اشير إلى أن هناك بعض النتائج الملموسة كقيام بعض الأطفال بتشكيل نادي سموه النادي البيئي االمعني بنظافة الحي وزراعة الأشجار وما إلى هنالك….
وهنا أود أن أشير إلى مشكلة وهي أن معظم الساكنين في الحي الذي نقيم فيه نشاطاتنا هم من المستأجرين لذلك فهم يغيرون مكان إقامتهم كل فترة وهذا ماقد يؤثر على استمرار ماكانوا قد بدؤوا به.
لكن ألا تعتقد أن هذه الظاهرة إيجابية ..فقد يقوم هؤلاء الاطفال بنقل هذه الثقافة إلى احيائهم الجديدة …؟؟؟
نعم..ممكن..وهنا اسمح لي أن اذكر لك قصة عن فتاة صغيرة تقوم في الروضة بجمع الأطفال وتوزيع الطباشير عليهم /الذي تشتريه من مصروفها الخاص / ليرسموا كما هو الحال في نادي الرسم في حيّها…
ماذا كانت آخر نشاطاتكم على مستوى المهرجانات أو النشاطات الثقافية في اللاذقية ؟
لا نشارك عادة في هذه المهرجانات وليستأصلا من طبيعة عملنا..لكن قد نشارك احيانا في نشاطات مرافقة . من باب االترفيه فقط .
ماهو دور المتطوعين في النادي ؟
ينقسم المتطوعون إلى قسمين : القسم الأول : / مشرفو الأدوات /و يعنى هؤلاء بالاشراف على الاطفال خلال اصطفافهم بشكل مرتب وعلى نسق لاستلام أغراض الرسم . وهنا يجب أن أذكر اهميه هذه النقطة وهي تعليم النظام للاطفال وهذا ماكنا حاسمين به جدا. إذ لا يسمح لأي طفل بتجاوز زميله مهما كان السبب. وذلك لتدريب الأطفال على احترام الآخر واحترام النظام .
القسم الثاني : / مشرفو الساحة / ومهمتهم مراقبة الاطفال أثناء الرسم ومتابعة احتياجانهم . والحرص على تشجيع الأطفال بكلمات تشجيعية وتعليمية بطريقة غير مباشرة .
وبعد كل نشاط هناك اجتماع مع المشرفين لتقييم العمل وتسجيل الملاحظات والأخطاء لتفاديها .
ماذا عن الدعم ؟
في البداية ولمدة سنة ونصف كان الدعم ذاتي والجزء الأكبر كان من الدكتور ياسر غانم ومجموعة محدودة جدا من الأصدقاء . وكان هناك قرار بألا نقبل أموال من أحد مهما كان المبلغ…وإنما من يريد الدعم فبإمكانه تقديم مواد للرسم وفقط لاغير .
بعد فترة وخلال أحد الأنشطة فوجئنا بالسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد وعقيلته يقومان بزيارة للنادي الذي لم يكن له حينها مقر محدد.. وتابع حينها السيد الرئيس وعقيلته الأطفال ونشاطهم وسألني عن النشاط بالعموم وعن احتياجاتنا في النادي.
الهم الأكبر بالنسبة لي كان المكان وهذا ما اخبرته إياه للسيد الرئيس الذي أمن لنا مكان وهيّا المنطقة من حيث الشوارع والأرصفة بشكل جيد.
ومن ثم بدا دعم النادي من قبل محافظة اللاذقية وبعدها من قبل جمعية جايكو اليابانية ومن ثم بلدية جبلة وبعدها جمعية قوس قزح للاطفال التي كان ت داعم كامل ولمدة سنتين متتاليتين….وكان الدعم دائما مؤقت وليس دائم ومن خلال المواد فقط بناء على طلبنا .. وحاليا ليس لنا دعم وإنما نعتمد على ماتبقى من دعم سابق.
هل النشاطات مستمرة حتى الآن؟ وبشكل دوري؟
طبعا..النشاط مستمر وبشكل دوري كل اسبوعين في مكان..في ضاحية بسنادا ومن ثم وبعد 15 يوم في مشروع القلعة .
وحاليا تم نقل التجربة إلى طرطوس وتم تأمين مبنى خاص لهم أيضا وندعمهم بالمواد وتجربتهم حتى الآن تعتبر ناجحة وسريعة .
ماذا تفكر للمستقبل؟؟
هناك الكثير من الأفكار ولكن هناك دائما مشكلة وهي أن الأفكار بحاجة إلى من ينفذها . وطبعا لا يمكن لشخص واحد أن يقوم بها . فمشروع النادي ليس مشروع ناجح بسبيي فقط وإنما هناك العديد من الشباب والشابات قاموا ببناء وتطوير هذا المشروع .. وهؤلاء ليسوا دائمين بسبب ظروف الدراسة والسفر والعمل . لذلك لم نتمكن من تشكيل كادر ثابت ولفترة طويلة.
هل تعتبر ان الفكرة بدأت بالصدفة؟؟
لا أحب كلمة الصدفة..أعتقد ان لي علاقة سابقة بهذا الجو منذ أيام الدراسة فقد كان لي حينها تجربة تشكيل فريق كرة قدم ….لذلك لا أعتقد ان الصدفة هيي سبب المشروع……
شكرا……
لقاء وتحرير المهندس أسامة شريبا