..لي إيمان عميق بالإنسان و بالخير النابض بالكون… من حوار مع الفنانة التشكيلة والكاتبة سالبي بغده صاريان، ومن شعرها: بيني و بينكَّ
شـِعْر ٌ
يَعرِفـُنـِي
يُعَرِّفـُنـِي
بأني أحبُّكّ.

حوار من القلب للقلب مع الكاتبة والرسامة سالبي بغده صاريان

– كيف كانت بداية توقك للفن التشكيلي ؟
* العالم مجموعة فراغات , ننساب فيها بدورنا مع استمرارية الحياة . و انسيابي كان في رحم الفن لأخطو خطواتي الأولى في عالم التشكيل و الأدب , لأحيى في كل لحظة مخاضا ً جديدا ً و أشهد َ ولادة ً جديدة لي في كل لوحة و قصيدة .
– هل للأسرة دور في تنمية مواهب الطفل الموهوب ؟
* منذ طفولتي و كل من يعرفني يلمس دفء جذوة موهبة الرسم و الكتابة المخبأة بين أناملي ( البيت – المدرسة – المجتمع ) أما في البيت كبداية فقد كان يشع ُّ دائما ًبدفء الكتب و الموسيقى و اللوحات. فوالدي الموثق الصلة مع الكتب و الموسيقى الراقية زرع في َّ عشق الكلمة و اللحن لأبحر َ بعدها في كل كتاب ٍ تمتد ُّ أمواجه إلي َّ.و هذا ما أثار في َّ اهتمامي بالأدباء و الفنانين و الموسيقيين. أما في مراحلي الدراسية فأنا أدين لكل أساتذتي لجهودهم و تشجيعهم لي . أما فيما بعد فإن انتسابي لمركز رولان خوري للفنون التشكيلية و تعارفي مع الشاعر الكبير سمير طحان كانا بمثابة اكتشاف للذات و تيقن كامل لما كنت ُ أريده من نفسي . أما نضوجي الفكري و النفسي و الفني فقد اكتمل بزواجي من الفنان التشكيلي المهندس هاكوب دولمه جيان , و الذي بانفتاحه الفكري و ثقافته العالية و تجدده الإبداعي في كل ما يقوم به ترك بصمته في قناعاتي و نظرتي للحياة و الفن على حد ٍّ سواء .
– ما الذي تكتبينه ولا ترسمينه , وما الذي ترسمينه و لا تكتبينه ؟
* إن الفن التشكيلي محصور ضمن حيز مكاني محدد و هو مساحة اللوحة (الشاسيه ) وهو تصوير لحظي لحالة بحد ِّ ذاتها و لا يمكنها استيعاب اتساع زماني أكبر, فمثلا ً يمكن للوحة بورتريه لأن تعطي تعبيرا ًنفسيا ً و فيزيولوجيا ً محدد الزمن للشخص, أما الكلمة فبإمكانها تلخيص حياة كاملة للشخص نفسه لإمكانية خلق أكثر من صورة زمنية و مكانية له.
– عمدت ِ إلى تسمية أغلبية لوحاتك, لماذا ؟
* لوحاتي هي بمثابة قصائد أكتبها بالألوان, أرغب بتسميتها مثلما تسمي الأم أطفالها , ربما لأن لكل لوحة ٍ مكانتها في قلبي و فكري, و أريد بأن يكون لكل منها هويتها .
– تميلين إلى إنجاز لوحات تميل إلى روح التعبيرية الغنائية المتماهية بالإنطباعية مع حضور الإنسان دائما ً في أغلب الأعمال؟
* لي إيمان عميق بالإنسان و بالخير النابض بالكون, فأعبر عن جوهر الإنسان و ما لدي من انطباع عنه في كل حالاته و مواقفه . و حتما ًأنطلق ُ دائما ً من نفسي لأترك تأثري من الحياة على الأوراق و اللوحات .أؤمن أبدا ً بالحب و أسعى إليه في الطبيعة و الإنسان .أكره الكره و أفضحه في كتاباتي و لوحاتي ليتمجد و يشع الحب .
– لك تصاميم لأغلفة عديدة و رسوم داخلية لكتب كيف ترين نفسك في هذا المجال ؟
* لي خبرة جيدة في الغرافيك والتصميم, فقد كنت ُ أدرِّس ُ فن الغرافيك والتصميم الداخلي في معهد أكاد, و من ثم قمت ُ بتصميم عدة أغلفة كتب منها ثلاث كتب للكاتب سمير طحان ( أحبك ) (لجنك) ( رزنامة حلب ) كما و قد قمت بالمساهمة في تنفيذ لوحات داخلية لتلك الكتب.
– ما هي طموحاتك المستقبلية ؟
* أن أحطم الجليد الذي نسجناه بيننا وبين أنفسنا لنتعرف على ذواتنا, أن أزيل الأقنعة التي تحجبنا عن أشعة الحياة والحقيقة و الحياة, أن أحيا إنسانيتي بعيدا ً عن أمطار الأقنعة والقيود و العتمة. أن أحيا حية بحقيقتي في نطاق مسيرتي أسريا ًو فنيا ًواجتماعيا, لأتذوق السر اللذيذ للحياة من خلال الكلمة و اللون و النغم.

أحبك َ
بيني و بينك َ
عِطر ٌ
يُبَهِّرُني
و يُبْهـِرُني
كأني أحبك.

بيني و بينك َ
فجر ٌ
يُعَـشِّـقـُـنِي
ويَعْشَقـُـنـِي
لأني أحبكّ.

بيني و بينكَّ
شـِعْر ٌ
يَعرِفـُنـِي
يُعَرِّفـُنـِي
بأني أحبُّكّ.

بيني و بينك َ
عُمْر ٌ
يُطـَيـِّبُـنـِي
و يُطِيْبُنـِي
إنــِّي أحبُّـكَ .

بيني و بينك َ
سِحْرٌ
يُحَوِّرُنـي
يُحَرِّرُنـي
ها إنـي أحبُّـكّ. 

السيرة الذاتية للفنانة سالبي بغده صاريان وبعض رسوماتها