الفنان المغربي عبد المجيد العمراني عن التكنيك وبعض الممثلين السوريين:
طبعاً في النهاية هذا الاصطناع والعمل اللا إحساسي لا يمكن أن يظهر طبيعياً إلا عندما يكون الممثل ذاته محتكماً على سلطة مميزة على أدواته من صوت و تحكم إرادي بحركات الوجه و الجسد.

الفنان المغربي عبد المجيد العمراني

 Abdelmajid Elamrani

للمهتمين فقط:

منذ نشأة هذا الفن وهذا السؤال يحتل مكانه في كل نقاش يتناول موضوع التمثيل وطاقات الممثل.
أما عني أنا فقد رغبت في طرح هذا السؤال والسماح له بأن يشغل جزءاً من تفكير كل منا حتى نعرف نحن (المتلقون) ماذا نريد من هذا الممثل أو ذاك.

التكنيك : بالتعريف هو الوسيلة الآلية التي يتمكن فيها الممثل من أداء دوره دونما الحاجة إلى الاستناد إلى إحساس صحيح أو موقف درامي ما
فالتكنيك يسمح لمن يمتلكه بأن يبكي وقت يشاء وينهار من شدة الضحك وقت يشاء ويسمح له بأن يجعل المشاهد يقتنع بما يرى حتى لو لم يكن الممثل ذاته مقتنعاً بذلك.
في الدراما السورية بتنا نشاهد هذا النوع من الفن (التكنيك) سائداً ومنشراً بكثرة
فبعض الممثلين يعبرون عن وجهة نظرهم بطرح بسيط..
"
أنا كممثل لست قادراً على البحث عن إحساسي ولست قادراً على بثق ما أشعر به لكل متفرج حين أتحمل مسؤولية مراعاة أجهزة الإضاءة وملاحقة كاميرات المصورين والبحث عن الطريقة التي يمكن لوجهي من خلالها أن يظهر بالطريقة السليمة والمرتجاة.

1 مارس 2014 العرض المسرحي "زمان جديد"


ماذا لو علمنا أن بعض الممثلين السوريين والذين قد ينتمي بعضهم إلى جيل الأساتذة يعتمد في أعماله على اليافطات العملاقة فهو يجد نفسه ليس مضطراً حتى لقراءة دوره أو العمل والتعب على حفظه في المنزل يكفيه أن تعلق لافتة كبيرة خلف الكاميرا مباشرة حتى يتمكن من قراءة حواره منها خلال التصوير
طبعاً في النهاية هذا الاصطناع والعمل اللا إحساسي لا يمكن أن يظهر طبيعياً إلا عندما يكون الممثل ذاته محتكماً على سلطة مميزة على أدواته من صوت و تحكم إرادي بحركات الوجه و الجسد.
ولكن هذا الممثل "الذي يعتمد على هذا النوع الآلي في أدائه يجد التكنيك وسيلة حقيقية كي يتمكن من المشاركة في خمسة أو ستة أعمال تصور دفعة واحدة.
ولا يخفى علينا أنه وبالمقابل لا يمكن أن يخلو العمل التمثيلي من الإحساس الذي من شأنه أن يمنح أداء الممثل بريقاً ولماعية تشد الناظر إليه
هذا وإن كان العمل على الإحساس في مجال دراما المسلسلات والعمل التلفزيوني قليلاً فهو شرط أساسي من شروط العمل السينمائي أو الصنعة المسرحية وهذا ما يجعل بعض نجوم دراما التلفزيون لا يجرؤون على الوقوف على خشبة المسرح أو الظهور في فيلم سينمائي حتى لو كان من إنتاجهم.
وبالعودة إلى تاريخ علم التمثيل فقد نشأت مذاهب عديدة لتعليم الممثل الآلية المناسبة التي يمكن له من خلالها أن يقود الشخصية
فالمنظر المسرحي الأول في العالم "كونستانتين ستانسلافسكي" كان قد أشار في كتابه "إعداد الممثل في المعاناة الإبداعية" إلى أن الممثل يجب أن يبحث عن كل الوسائل التي تسمح له بأن يستخرج إحساسه في العمل التمثيلي.
وعلى وجه النقيض فقد اعتبر العلامة المسرحي "مايرخولد" بأن فشل الممثل في الاعتماد على إحساسه كي يكسب الحركة الصحيحة يمكن أن يقوده كي يستخدم الحركة الصحيحة في استخراج الإحساس
"
بيتر بروك" واحد من الأسماء التدريسية العالمية اعتبر أن على الممثل أن يشرك التكنيك والإحساس في سبيل العمل الصافي … فعندما يفقد الممثل إحساسه على خشبة المسرح ليس يملك سبباً كي يوقف العرض ويخرج الجمهور القادم لمشاهدة المسرحية بسبب ضعفه سيطرته على إحساسه والحل الوحيد في مثل هذه الورطة أن يلجأ الممثل إلى تكنيكه الشخصي لمتابعة العرض