ماذا لو كنتَ سوريا للشاعر عبد الرحمن كنجو
- يونيو 29, 2013
- 0
ماذا لو كنتَ سوريا للشاعر عبد الرحمن كنجو
أو بطلا” سينمائيا” وجدَ نفسهُ عن غير قصدٍ على خشبةِ مسرح مستديرة حولَ هذا الحشدِ الهائل من الجمهور المتعبين من فرط الكراسي المشطّحة التي أرهقها التصفيق قبل أن يبدأ العرض .
ماذا لو كنتَ سوريا … للشاعر عبد الرحمن كنجو
أو بطلا" سينمائيا" وجدَ نفسهُ عن غير قصدٍ على خشبةِ مسرح مستديرة حولَ هذا الحشدِ الهائل من الجمهور المتعبين من فرط الكراسي المشطّحة التي أرهقها التصفيق قبل أن يبدأ العرض .
ماذا لو كان العرضُ مؤلما" وفقدت الرغبة في المتابعه بذريعة احترام عواطف الآخرين .
أو كان العرض أكثرَ طولا" وتكلفة من حسابات العرض المجاني .
ماذا لو أصابكَ الخرسُ مثلا" أو لم يبقَ أحد لتقول له أن هناك خطأ ما في العرض والتجهيزات وأنك حقّا" فقدت زراعك بسكين الساحر ,
ماذا لو صدّق الحضور أن زراعكَ المرمية على الخشبة وتسيل منها رائحة شواط قلبك هي من سيناريو المشهد ؟!
وليست خروجا" عن النص .
ماذا لو كان الكاتب يجلس بين الحضور أيضا" ويصفّق بكل ما ُأوتي من إعجاب وحماس على قدرتك الهائلة بالتخلص من أعضاءك دونَ حتى أن تسقط .
ماذا لو كان الكاتب تعمّد خلق فكرة " الكراسي والخشبة " (1)
بدلا" من أن تكون السينما عبارة عن مسرح فقط ويشاركك الجمهور أيضا" بلعبة الساحر والاعضاء المبعثرة .
ماذا لو كنتَ أنتَ الذي تقرأ الآن تظن أني أحاول ان أصنع هذيان أدبي لتصفّق لي وتهز رأسك راضيا"بما أنجزتهُ من خسارات ,
وأنا تهّزُ يداي قيودٌ تمنعني من صفعك لتدرك أن العرض لم يكن مجانيا" بقدر ماكان مكلفا" للساحر ذاتُه الذي لم يعد بوسعِه أن يشيّع رتابة المشهد ويخفقُ كل مرّةٍ بلفت انتباهك وهو يكررّ ذبح البطل بتلك البشاعة المفتعلة حتى كاد أن تتلوّى زراعهُ أيضا" ..
ماذا لو كنتَ سوريا" ولم ينتبهِ أحد إلى كرُسيّكَ الشاغِرِ بينهم
ولا إلى أمتعتك وكيس البوشار المدلوق بالوقت بجانب مقاعدهم التي تفوحُ منها بعض رائحتهم الفاسدة وكثير من أرقك ..
وأنّكَ حينَ ترّجلتَ عن مكانك بأعلى قدر ممكن من المجازفة كانوا يستميتون دفاعا" عن مواقعهم الهلامية في الصفوفِ الأولى للخيبة التي تواصل غيبوبة الذهول ..
بينما أنتَ الذي كنت أكثر عُطبا" من أن تقف أمامهم ..
وأقل بهجة منهم في ابتلاع غصّة محشوة مع حبّات البوشار المفرقعه,
كنتَ متورّطا" أيضا" في إفسادِ متعتهم وتعكير صفوهم بإيقاع صراخك المهدد بالزوال وأنت تحاول استبدالهُ بصوتٍ أكثر إلحاحا" .
أنت تكون سوريا" يعني أن تتنحّى عن مكانك في منصّة الخراب الممعن بتلكَ الاستقامة المشدودة التي أُقحِمت بها لتكونَ بطلا" بذّلةِ كلام وربما بذّلة كرامة .
وأن تقع ألف مرّة بتلك الهيبة المخيفة وأنت تحاول تطوير ثقافة الموت لفرط حماقتهِ في اهدار عمره بالوفاء للذين لن يسقطون يوما" .
أن تكونَ سوريا" يعني أن تتنحّى عن مكانك ألف مرّة لتفوّتُ " عن الذين لم يبرحوا خوفهم ولو بشجاعةِ الوقوف تقديرا" أمام أكثر المشاهد تبذيرا" في استنطاقِ الجحيم "
فرصة السقوط .