عالم نوح ـ بيروت ـ شادي نصير
لريشتها رقة أجنحة الفراش ونعومة الحرير تنقل واقع البيئ التي تعيشها بكامل تفاصيلها وتزودها بأناقة ألوانها إنها الفنانة التشكيلية اللبنانية “ماري خوري”

 

 

ماري خوري ورقة فراشة الربيع
بيروت ـ عالم نوح ـ شادي نصير:

 

لريشتها رقة أجنحة الفراش ونعومة الحرير تنقل واقع البيئ التي تعيشها بكامل تفاصيلها وتزودها بأناقة ألوانها إنها الفنانة التشكيلية اللبنانية "ماري خوري" وقد شاركت الفنانة في عدد من المعارض منها معرض في دير عمار (يوم من الرسامين) ، في الفترة من 05-25 يوليو منذ العام 2001 الى عام 2008 ومعرض "20" لوحة مائية "معرض الخروج" في الأشرفية والمعرض السنوي منذ عام 1995 إلى عام 2013 في مستشفى بيت شباب ومعرض بلدية غزير ومعرض البيال عام 2003 إلى 2006 وقد إلتقاها "عالم نوح" بالمحبة وكان معها الحوار التالي:

عالم الفن له طقسه ورونقه الخاص، كيف تختار الفنانة ماري اللقطة التي تجسدها عملاً فنياً؟
أختار اللقطة من الزاوية التي هي برأيي أراها الأجمل والتي أعبر من خلالها أو أستطيع من خلالها أن أوصل الفكرة أو المشهد بالطريقة الأفضل

في اختيارك للرسم بتقنية المائي تدخلين عالماً مليئا بالفرضيات فالرسم بهذه التقنية صعب وله حساسية، حدثينا عن عالمك المائي الذي يسمو بالشفافية والإحساس العالي؟
نعم من المعروف أن الفن المائي دقيق وصعب ولكني اعتمدت طريقة خاصة نظراً لوضع يدي الخاص أولا أعمل على مهل لا أحب السرعة في العمل أتعامل مع اللوحة بحب وشغف وإحساس كما أني لا أجد مانعاً من مزج العديد من الألوان والاهم من كل هذا أني أعمل على مساحات صغيرة.

تتقنين رسم الطبيعة الصامتة ولك فيها باع طويل وتصورين الطبيعة اللبنانية الجميلة، هل ترين ان الفنان من واجبه ان ينقل الواقع بجمالياته وان يحسن من صورته وان يكون حافظا لتراث لبلده؟
هذا يعود للفنان، كل فنان له ذوقه وإحساسه وطريقة تعبيره منهم من يهوى البورتريه وآخرين الطبيعة وغيرهم يغوصون في عالم التجريد الخ….
أما من ناحيتي فأنا أعشق الطبيعة ومغرمة ببلدي لبنان، وحبه يجري في عروقي من هنا أجد لذة كبيرة وأشعر بسعادة أكبر عندما أقوم برسمه ونعم أرى من واجب كل فنان لا بل كل إنسان أن يقدم أو يخدم وطنه بطريقة ما.

في عالم التشكيل هناك مدارس كثيرة بين واقعية وتجريدية وما بينهما… في أعمالك مع كل الواقعية فهناك لمسة من السريالية والشغف نحو المجهول في الألوان وضربات الريشة حبذا لو تحدثينا عن ذلك؟
أنا من محبي المدرسة الانطباعية لذلك عندما أقوم بنقل الواقع أريد أن يكون هذا الواقع غنياً بالأضواء والألوان كما أحاول الحفاظ على حركة الريشة في العمل والتي تضفي عليه المزيد من التعبير والشفافية والإحساس المرهف.

هناك الكثير من الألوان المتضادة في الطبيعة وأثناء رسمك للأعمال الفنية تنقلين الواقع كما هو، كيف يثيرك العمل مع التضاد اللوني على القماش والذي استطعت ببراعة أن تنقليه كما هو فبرز جمالية اللون؟
بكل بساطة لأني أعيش المشهد أو العمل الذي ارسمه يعني أكون حاضرة وموجودة بكليتي في المشهد.

تعيش لبنا حركة تشكيلية مهمة ومهرجانات فنية تستقطب التشكيليين من كل العالم …. هل ترين أن دمج الموروثات الفنية يساهم في تنوع الفن ام ان ذلك يؤثر على الفن المناطقي ويضمحل البصمو الخاصة لكل بلد؟
على العكس أن المهرجانات التشكيلية العالمية التي تقام ذو فائدة كبيرة لأنها تحمل تنوع والتنوع غنى والإختلاف يزيدنا معرفة وثقافة فنية مهمة هنا تكمن إرادة وقدرة وذكاء الفنان أن لا يذوب في هذا التنوع ويبقى محافظاً على بصمته وهويته الخاصة.

هل ترين أن التشكيل العربي استنهل من الواقع التشكيلي الأوربي واستبط منه وإذا كان ذلك هل استطاع أن يحول ما تعلمه من أوربا إلى واقع لبناني خاص؟
بطبيعة الحال التشكيل العربي استنهل من التشكيل الأوروبي واستنبط منه نظراً للتفاعل العفوي بين الإثنين خاصة وأن معظم الفنانين درسوا وتخصصوا في أوروبا فمن الطبيعي أن يتأثروا بالفن الأوروبي ويتفاعلوا معه ولكنهم حولوا ما اكتسبوه إلى واقع جديد عرف بالتشكيل اللبناني لأن الفنان ابن بيئته ومحيطه وتلقائياً يتأثر بهما لينبع منه فناً مختلفاً ولو بدرجات متفاوتة عن ما تعلمه واكتسبه.

الكثير من الفنانين العرب دخلوا في الصراع الفني بين المدرسة الكلاسيكية الروسية وبين المدارس الحداثة الأوربية والأميركية وانعكس ذلك على الفنانين العرب، على اي مدرسة اعتمدت كفنانة حتى استطعت أن تبرزي فنك الخاص؟
أحببت المدرسة الانطباعية التي تأتي ما بين الكلاسيكية والحداثة والتي تعتمد على إبراز النور ولعبة الضوء في العمل والتي تركز على الطبيعة والإنسان وهذا ما أحبه.

هل يعلق جزء من روحك وإحساسك في اللوحة التي ترسمينه وكيف تعاملين مع اللوحة التي تباع أو تهدينها إلى شخص ما؟
عندما تقوم برسم لوحة تمتزج الأحاسيس والمشاعر بالفكرة التي تجسدها وتتفاعل مع الألوان التي تضعها يعني أنك تضع جزء من ذاتك في اللوحة وأنا أحب كل أعمالي وإن كانت متفاوتة بالنجاح أو لم تأتي كما كنت أتوقع وشعور جميل أن تكون أعمالك منتشرة هنا وهناك وفي متناول الناس تشعر أن جزء منك ومن روحك هناك وتكون قد تركت بصمة ما في مكان ما.