تعود تسمية محلة الشيباني نسبة إلى عشيرة عربية هي بنو شيبان أصلها من الكوفة عاشت في حلب

اعداد المحامي علاء السيد

صفحة أنا من حلب

تعود تسمية محلة الشيباني نسبة إلى عشيرة عربية هي بنو شيبان أصلها من الكوفة عاشت في حلب ، ترك أهلها العديد من المباني مثل دار الحديث أمام جامع الفردوس وخان الشيبان وحمام الشيباني في محلة الجلوم

تقع مدرسة الشيباني في قلب المدينة القديمة، إلى الغرب من جامع "السفاحية"، استخدم جزء من العقار كمكان لإحدى المدارس الإسلامية الهامة التي دعيت (المدرسة الزجاجية) في العهود الزنكية و الايوبية .


وصلت راهبات السان جوزيف ( مار يوسف الظهور ) الى حلب عام 1855 م .
في البداية اسسن مدرسة الشيباني على عقار ملاصق لخان العلبية اشترينه عام 1864 م في محلة الشيباني من اسطفان يوسفاني و هو يحمل الجنسية النمساوية لقاء الفي ليرة ذهبية و سجلن العقد في قنصلية فرنسا بحلب .

كان العقار اصلا لمالكيه موييز و ابراهيم سيلفيرا .و بنين عليه ديرا و كنيسة و مدرسة و ميتما وبدأ استخدامه عام /1879/م، حيث تضمن المجمع مدرسة عرفت باسم "معهد الأرض المقدسة" خرّجت هذه المدارس عددا من السياسيين والأدباء البارزين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين..

و بما ان القانون في ذلك الوقت لا يجيز تسجيل العقار باسم جهة اعتبارية هي راهبات يوسف الظهور خاصة انهن يحملن الجنسية الفرنسية فتم تسجيل العقار باسم قنصل فرنسا فيكتور برتران .

حتى سمح القانون بذلك عام 1911 م فسجل عقار مدرسة الشيباني باسم راهبات مار يوسف الظهور .في عام 1926 م مع بدء معاملات التحديد و التحرير حمل العقار رقم محضر 3234 منطقة عقارية سابعة .

راهبات السان جوزيف يتبعن الرهبنة الفرنسيسية و القديس فرنسيس الأسيزي مؤسس الرهبة الفرنسيسية كان قد قابل الملك الكامل ابن الملك العادل الأيوبي في دمياط عام (1219م ) وبعد حوار سمح له ولرهبانه اللذين سموا " رهبان الحبل " بالتجول في الأراضي المقدسة .

وقد جاء أول كاهن فرنسيسي إلى حلب اثر اتفاقية ابرمت عام (1233م) بين الملك العزيز محمد ابن الملك الظاهر غازي والبابا غريغوريوس التاسع تم بموجبها إرسال رهبان فرنسيسيين للعناية روحياً بالسجناء في قلعة حلب من أمراء الصليبيين وقوادهم إلى أن يطلق سراحهم بدفع الفدية عنهم .

وقد استقر الرهبان الفرنسيسييون في حلب حوالي عام (1560) م في مقرهم القريب من باب انطاكية وهناك سجلات لدى الطائفة تعود إلى عام (1569م ) ثم انتقلوا إلى خان القصابية ( خان أبرك ) عام (1646) ثم إلى قنصلية البندقية عام (1681م ) ثم إلى خان الشيباني عام (1695م ) ثم شيدوا كنيسة وديراً أعيد ترميمهما عام (1864م ) .

دعيت المدرسة معهد الأرض المقدسة وكانت تضم 200 طالب واستمرت فيها الدراسة حتى العام 1934 م حيث انتقل بناء المدرسة إلى حي العزيزية مكان المدرسة الأرمنية المركزية حالياً، ومن ثم انتقلت في العام 1949 م إلى الطرف الغربي من المدينة في محلة الفرقان و التي يوجد على قسم منها حاليا مدرسة الاعداد الحزبي .

افتتاح ميتم القدّيسة أوديل في الشيباني (1922-1932م ) :

بعد الحرب العالمية الاولى عُهد بالمياتم إلى سلطة الانتداب الفرنسية .
إلاّ أنّ طلبًا قدّم للراهبات ليتسلّمنه في سنة 1922 م.
وكان المركز ميتمًا لأطفال ضحايا المجازر العثمانيّة، ويأوي نحو مائة وخمسين يتيمًا معظهم من ماردين.

وُقّعت الاتفاقيّة في الرابع من آذار سنة 1922م ، بين المفوّضيّة الفرنسيّة والراهبات.
وبما أنّ المركز يقع في حلب القديمة وبمنطقة الأسواق تحديدًا، فقد اهتمّت المرسلات بتعليم الأولاد التطريز والحياكة وشغل النول لصناعة السجّاد.

استمرّت الرسالة حتّى سنة 1926م، لكنّها بدأت تتقلّص، فقد تمّ إيقاف مشغل السجّاد، وضاقت الأحوال.
وبعد سنوات طويلة من العمل، اضطرّت الراهبات إلى تركه نظرًا إلى صعوبة السوق وقلّة المردود.

في سنة 1932م ، نقلن اليتامى من الأطفال من الشيباني إلى دير الفرنسسكان في محلة السبيل الذي تمّ انتهاء بنائه.
أما كنيسة الشيباني فقد هدمت حوالي عام (1937م ) وكان قد بدء بدلا عنها بإنشاء كنيسة اللاتين في مقبرة الطائفة في العزيزية عام (1934م ) وانتهت وتم تدشينها بتاريخ 10/ تشرين الأول /1937 .

في وقت لاحق تم استملاك المبنى من قبل الحكومة السورية فأصبح من الممتلكات العامة واستخدمت إدارة التبغ جزءاً منه حيث أجريت بعض التعديلات عليه ليلائم وظيفته كمستودع للتبغ لكنه بشكل عام لم يخضع لأية أعمال صيانة .

في عام /2001/م بدأت عملية إحياء المبنى في إطار التعاون السوري الألماني بتمويل من قبل الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، وفي عام /2006/م أنهى مجلس مدينة "حلب" بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني أعمال الترميم وبدأ باستخدام المبنى كمركز لاستضافة الأحداث الثقافية والاجتماعية، بالإضافة إلى وجود المعرض الدائم لعملية الإحياء في الصالة السفلية للمبنى.