الشاعر محمود محمد الدالي و “قصيدة لربيع القلب” : حيث التقيتك في ربيع الأغنيات ـ ويداك يا وجعي المعرِّش ـ فوق نافذة الحنين ـ ليس ينقصها اغترابٌ ـ عُدْ فالعصافيرُ التي، لونْتَ بالألق الممزق ريشها .. ـ رقصت تهلل كي تراك …. ـ فلم يزل في الروح متسع لموسم جلنار

شعر محمود محمد الدالي

*سورية


أغنية لربيع القلب

       (1)

عبثا أحاول أن أكونك
وأشم في وله عيونك
يا أيها الوطنُ الموشَّى
بالحبِّ لن ننسى فتونك
عبثا تحررني الخطا
فأعود مشتاقا سجونك
وهواك يُقرَأ آية
في وجههم من يحسدونك
وأبعثر الأحلام في
كفيك كي أرفو شجونك
وطني سقيت ثراك من
وجعي فأنبتَ زيزفونَك
فنثرتني في اللامكان ـ
وأدمعي ملأت جفونك
لك ما تحب بأن نضمـَّ..ك
في القلوب وأن نصونك
لك أن تعيش معززا
ولنا الوفا والموت دونك

          (2)

غرقت عيونك يا غريب ..
ولي شراع لا يمل الانتظار …
غرقت وفي أفقي بقايا من شموس
ترشف الأوجاع من شفة النهار …
وجعي انتظارك يا غريب …
ولي جناح من خرير الضوء
يطفح كاللهيبِ
مصافحا جرحي المسافر
في دروب الأمنيات …
برقتْ عيونك يا غريبُ …
فغرَّدتْ للشوقِ نورستان في نهر الحياة…
إني انتظرتكَ كي تعودَ …
وأحرفي في الظلِّ ترقبُ كالبلابل
حين بللها المطر
وتعانق الشفق المورَّد
في السفوح تزف أغنية الغياب
ويدي تغازل أدمعي
والذكريات تلفني
حيث التقيتك في ربيع الأغنيات
ويداك يا وجعي المعرِّش
فوق نافذة الحنين
ليس ينقصها اغترابٌ
عُدْ فالعصافيرُ التي
لونْتَ بالألق الممزق ريشها ..
رقصت تهلل كي تراك ….
فلم يزل في الروح متسع لموسم جلنار

محمود محمد الدالي