مخيم الفن art camping بتاريخ 31-3-2012
- أبريل 1, 2012
- 0
حديث عن مخيم الفن الذي أقامه كلاً من الفنانين عيسى توما وناتالي كرجيان
مخيم الفن، كما أطلق عليه كلاً من الفنانين عيسى توما وناتالي كارجيان، المؤسسان لهذه الورشة الفنية بكل أبعادها، والتي تسعى إلى خلق ظروف جديدة لإبراز مواهب وأفكار وابداع المشاركين، لمساعدتهم على تعبير عن ذواتهم بعيداً عن القيود، التي قد تحد من هذا الإبداع الفني. إضافة إلى إعطائهم ثقافة بصرية عالمية من خلال صور للفن الحديث من وحي الواقع تساهم في تحرير العقل والفكر، لتبدو أعمالهم أكثر حيوية وأكثر عمقاً. فمن هنا تبدأ الفكرة المحورية لهذه الورشة الفنية في أن تصنع شيئاً من اللاشيء اعتماداً الذات المبدعة في استغلال جميع الظروف الزمنية والمكانية المحيطة بها، لربط الواقع مع الفن الحديث. وطبعاً ضمن رؤية فنية مغايرة في تناول حدث ما. وهنا تتبدى رؤية المشارك في الانحياز عن الطرق الكلاسيكية المعتادة وإبراز ما يملكه من نمط خلق ومدى الفائدة التي حصل عليها من خلال مخيم الفن.
هذه الورشة، والتي يحسب زمانها بعدد لحظات الإبداع الناتجة عن تحليق الخيال في في تكوين لغة بصرية، سواء كان ذلك بالتركيب – التصوير – العمارة الحديثة – الرقص – غرافيك- الرسم – الفيديو – تتداول بين شرائح معينة ضمن المجتمع أو بين المجتمعات لنقل انطباع عن حدث بصيغة لا تخلو من الفن.
مخيم الفن، وإن استطعنا تكوين شعار له، فسيغدوا شيئاً له علاقة بإعطاء الآخر ابتسامة كل يوم، ومنحه طاقة إيجابية، وتوليد الثقة معه. هذا الفكر وإن كان على مستوى المشاركين، إذ ما انتشر وتفشى في مجتمعنا. سنصل به إلى تقدم ورقيّ.
من خلال التأثيرات الجانبية المرتبطة بالزمان والمكان سيعمل مشاركين في مخيم الفن على التقاط الأفكار وتجسيدها في عمل فني مستخدمين جميع وسائل التعبير والتشكيل. فما سينتج عن هذه الورشات، سيتم طبعه وعرضه ضمن فعالية فنية كبيرة، سيتم تحديد تاريخه فيما بعد.
حقيقة، وإن كانت كلمتي مقتضبة حول مخيم الفن، فإن هذا المشروع بما يحمل من تأثيرات وجوانب إيجابية على الصعيد الفكري والحالة النفسية للمشارك، إضافة بما يعطيه من ثقافة عن الآخر، لتوليد روابط مشتركة لا تسعها اللغات الصوتية.
نهايةً، يمكنني القول بأن مخيم الفن يخاطب العالم أجمع بلغة إنسانية، أبدع كلماتها الشباب المشارك، ووضع حروفها كما ذكرت سابقاً الفنانين عيسى توما وناتالي كرجيان.
وقد التقينا مع ناتالي كرجيان مؤسسة في مخيم الفن، وكان لنا هذا الحديث.
ما هو مخيم الفن؟
أعتبر مخيم الفن عمل بحاجة له بلدنا، وأنا شخصياً بحاجة له، حتى كطلاب أو كمتخرجين من كلية الفنون بشكل عام. فأرى أن الفن يبرز في الظروف الصعبة ولا يأتي ضمن أجواء هادئة. ولقد سعيت في هذا العمل إلى ترويج فكرة خلق الفن من أي شيء يحيط بنا مهما كانت قيمته، وكسر الجليد في الفكر نحو التحرر.
كيف كانت البداية في هذا العمل؟
حقيقةً، بداية الفكرة كانت جداً بسيطة، فقد تبدت من خلال حوار مع الفنان عيسى توما، بأن نقوم بعمل يساعد في تحرك الفن في بلدنا بطريقة حديثة، وجذب المواهب والعمل على صقلها ودعمها سواء كان ذلك بالمكان أو المستلزمات أو حتى بتطوير فكرة ما.
كيف وجدت المشاركين في هذه الورشة؟
في بداية الأمر كان هناك بعض الفتور من قبل المشاركين إلى أن رأوا أن هناك مشاريع تم تنفيذها، وكان لها أصداء جميلة. وتحديداً حملة الوجه المبتسم الذي انتشر بشكل واسع في هذه المدينة، وحمست العديد من الشباب على رسم الوجوه الصفراء المبتسمة على الدش فوق اسطح منازلهم.
مخيم الفن إلى أين يتجه؟ أعتقد أن مخيم الفن سيغدوا له أفرع في كل من اللاذقية ودمشق، فقد بات العديد من الناس يسألونا عن هذا العمل. وفي الأيام القادمة سينضم إلينا عدد كبير من المتطوعين لحمل هذا المشروع.
كلمة أخيرة …
أتمنى من الشباب الذين وصلت إليهم فكرتنا أن يشاركونا أفكارهم، وأن يكون ذلك بمثابة تشجيع لهم، لينضموا لنا …
وتحدثت نور غولوغو احدى المشاركات في مخيم الفن قائلة:
الفكرة جديدة وهي ضرورية ليستثمر الشباب طاقتهم في أعمال الفنون، وليعبروا عن أفكارهم بكل حرية، وفي هذه الورشة يُطرح التعاون كأساس في العمل، لتغدوا الأفكار أكثر تميزاً. أما عن مشاركتي في مخيم الفن، فلدي مشروع لم يكتمل بعد حول الحالة النفسية بالفن، من ناحية، كيف أن الفنون تتبع الحالة النفسية للفنان والجو المحيط به والخلفية الثقافية وما يتأثر ويؤثر به.
في حملة الوجه المبتسم كانت الفكرة جميلة جداً من خلال منح الآخر ابتسامة، وأتمنى أن تنتشر في أرجاء المدينة.
لقد تعلمت من مخيم الفن أن أحب الفن من أجل الفن…
الجدير بالذكر أن الورشة التي حضرنا معها كانت للدكتور فواز باقر تحدث فيها العديد من النقاط كان أبرزها عن علاقة الموسيقا مع الفن كمصدر وحي، وتقطيع الزمن موسيقاً، وعن ذاكرته الفنية في مدينة حلب. وكان لحديثه انطباعاً جميلاً بين المشاركين في أجواء هذه الورشة ..
زكريا محمود _ عالم نوح