على ضوء العروض المسرحية التي يتم تقديمها في حلب بشكل دوري والتي أصبحت مسرحا دائما في حلب التقى عالم نوح بالأستاذ غالب برهودي للحديث عن فكرة مسرح حلب الدائم وآلية التقديم وتفاصيل أخرى ناقشناها في هذا اللقاء :

 

 

 

 

على ضوء العروض المسرحية التي يتم تقديمها في حلب بشكل دوري والتي أصبحت مسرحاً دائماً في حلب التقى عالم نوح بمدير الثقافة غالب الأستاذ غالب برهودي للحديث عن فكرة مسرح حلب الدائم وآلية التقديم وتفاصيل أخرى ناقشناها في هذا اللقاء :

ماذا تحدثنا عن بداية نشوء فكرة مسرح الهواة الدائم في حلب ؟

فكرة مسرح الهواة الدائم في حلب هي مبادرة من مبادرات محافظة حلب و مديرية الثقافة, انطلقت من الفنان عمر حجو وفي رغبته بأن يكون هناك مسرح دائم للهواة في محافظة حلب, يقدم عروض مسرحية بشكل متواصل دون انقطاع على مدار العام, فشكّل السيّد المحافظ في عام 2010 لجنة سميت باسم "لجنة مسرح الهواة الدائم في حلب" برئاسة مدير الثقافة وعدد من الفنانين والأدباء، وهم:

الأستاذ الأديب وليد إخلاصي،الأستاذ الفنان عمر حجو،الأستاذ أحمد محسن معاون مدير الثقافة،الأستاذ الفنان أسامة السيد يوسف مدير مسرح حلب القومي، الأستاذ عبد الحليم حريري رئيس مكتب فرع نقابة الفنانين في حلب، الأستاذ الفنان غسان مكانسي، الأستاذ ياسر زيتون محاسب الإدارة في مديرية الثقافة.

مهمة هذه اللجنة دعم الهواة المسرحيين من خلال عدة محاور و البدء بتنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع من خلال العروض المسرحية المتتالية التي تجمع فرق المسرحيين الهواة.

ما هي المحاور التي يدعمها هذا المشروع في تصقيل الشباب الهاوي ؟

مديرية الثقافة و من خلال مسرح الهواة الدائم تقدم أشكال الدعم التالية:

أولاً تقديم المسرح بما يحتويه من أجهزة صوت و إضاءة …الخ

ثانياً تقديم الدعاية و الإعلان للعمل المسرحي

ثالثاً تقديم اللباس و الديكور

أخيراً تقديم مكافآت للعاملين في كل فرقة مسرحية حسب الواردات المتأتية من شباك التذاكر للعمل المسرحي

هناك بعض الشباب ممن شاركوا في مسرح الهواة ولم يكونوا راضين عن المكافآت المادية على اعتبارهم يقدمون العمل لفترة قد تتجاوز العشرة أيام, ما هو رد مديرية الثقافة على ذلك؟

حسب معلوماتي و قبل إحداث مشروع مسرح الهواة الدائم هناك مسرحيين هواة كانوا يدفعون تكاليف العمل المسرحي كاملاً على نفقتهم الخاصة و كانوا يبحثون عن مسرح لتقديم العروض المسرحية فلا يجدونه, أما الآن فنحن نقدّم كل أشكال الدعم التي ذكرتها سابقاً للهواة المسرحيين, أما مبلغ المكافأة للعاملين في الفرقة المسرحية فهذا يتعلّق بواردات شبّاك التذاكر, و بشكل عام كل واردات شباك التذاكر تدفع كمكافآت للهواة المسرحيين بل بالعكس أحياناً عندما نرى أن هذه الواردات قليلة يمكننا كمديرية الثقافة أن نقدم بعض الدعم كي تكون المكافأة معقولة للمسرحيين الشباب و بالتالي الدعم أصبح واضحاً و صريحاً عندما تقدم المسرح و تجهيزاته و أيضاً الإعلان من براويز و لافتات و نشرات متعلقة بالعمل المسرحي و أيضاً بطاقات الدعوة و البيع, إضافة إلى الديكور و الملابس.

و الفرق المسرحية السابقة التي قدمت أعمال مسرحية كانت مكافآتها معقولة بحسب وارداتها من شباك التذاكر و الآن في إطار هذا المشروع قدمت عدة أعمال مسرحية افتتحت بمسرحية "كاسك يا وطن" إخراج الأستاذ مضر رمضان و انتهى مؤخراً عرض ثالث مشروع مسرحي للهواة و هو عرض "سرّي للغاية" للمخرج الأستاذ مصطفى الآغا.

بالنسبة للحضور و من خلال متابعتكم لشباك التذاكر هل كان الحضور مقبولاً و خصوصاً أن الأمر جديد عليهم؟

الفكرة جديدة و يمكنني القول بأنها لاقت رواجاً و قبولاً من جمهور حلب من مثقفين و فنانين بأن يكون مسرح دائم على مدار العام خاصةً أنه كان هنالك تقصير واضح في تقديم الأعمال المسرحية سابقاً, فالمسرح القومي كان يقدم مشكوراً أعمالاً قليلة على مدى العام أي عملاً أو عملين, أما الآن فالأعمال المسرحية لا تنقطع من خلال مسرح الهواة الدائم و بالتالي الحضور إلى حد ما كان جيداً و أعتبره نوعياً أيضاً فمن مهمتنا رفع الذائقة الفنية المسرحية من خلال ما نقدمه في مسرح الهواة.

هل مسرح الهواة الدائم خاص بالهواة في حلب أم يمكن استقطاب الهواة من محافظات أخرى ؟

هو مسرح دائم للهواة في محافظة حلب, أما أن نفتح المجال أمام المحافظات الأخرى فهي ليست من مهام مديرية الثقافة في حلب و إنما تتعلق بوزارة الثقافة و بمديرية المسارح و الموسيقى.

هناك بعض من قال بأن مسرح الهواة هو استرجاع لذاكرة مسرح الشوك، ما مدى صحة هذا الكلام؟

هذا الكلام غير صحيح فالأعمال التي تقدم في إطار مسرح الهواة الدائم هي أعمال متنوعة و لا تتعلق بمدرسة مسرحية معينة, صحيح أن أول عمل كان "كاسك يا وطن" التي قدمته فرقة أحلام كبيرة برؤية جديدة, و لكن الأعمال التي أتت بعده ليست من مسرح الشوك فعمل " المهرج" الذي أخرجه الأستاذ بشار فستق و الآن هناك عمل مسرحي قادم هو "مأساة الحلاّج" قصة صلاح عبد الصبور و إعداد علاء حلبي و إخراج محمد حسام جدعو, و هناك عمل مسرحي آخر و هو "مقام إبراهيم و صفية" قصة وليد إخلاصي و إخراج المرحوم الراحل الأستاذ محمد طيلون الذي وافته المنية منذ فترة قريبة, من خلال ما سبق يتبين لنا أن هناك أعمال جديدة متنوعة تقدم و لا يمنع أن يعرض مسرح الشوك في هذا الإطار لكن السمة العامة هي التنوع في مسرح الهواة.

وماذا عن الاعتبارات التي تتخذونها في اختيار النصوص؟

تؤخذ موافقة النصوص من لجنة قراءة النصوص التابعة لمديرية المسارح و الموسيقا في حلب فهناك لجنة قراءة مفوّضة من وزارة الثقافة للمنطقة الشمالية والشرقية, هذه اللجنة هي التي تقرأ النصوص و تعطي الموافقة عليها و نحن لا نتدخل في عملهم حيث أن لديهم أسس و مقومات للموافقة على النصوص المسرحية لكن بشكل عام هي توافق على معظم ما يقدم لها من نصوص بما لا يخدش تقاليدنا و أعرافنا و قيمنا الاجتماعية و وحدتنا الوطنية.

برأيك العمل المسرحي الذي قدّم مأخراً " سرّي للغاية" ألم يكن فيه خدش لحياء الجمهور؟

بالنسبة لهذه المسرحية فلقد تم عقد اجتماع لمناقشتها بعد عرضها و وضعنا عدة ملاحظات إيجابية و سلبية على هذا العمل و قررنا في الاجتماع أنّ أي عمل مسرحي سيقدم على مسرح الهواة الدائم سيكون هناك مشاهدة لهذا العمل قبل وقت كافٍ من قبل كافة أعضاء لجنة مسرح الهواة الدائم, و إذا ما كان هناك ملاحظات سلبية على هذا العمل "و يمكن أن تكون موجودة" فنحن سنأخذها بعين الاعتبار في الأعمال المسرحية القادمة بحيث لا تتكرر.

هل من الممكن أن يحصل تعاون بين لجنة مسرح الهواة ونقابة الفنانين لإحداث فكرة لتنسيب الهواة لنقابة الفنانين؟

نحن نرحب بأي تعاون مع أية جهة  كانت و خاصة الجهات المعنية بالشأن الفني و الثقافي في المحافظة, لكن نحن كمديرية الثقافة لا يجوز أن نتدخل في عمل فرع نقابة الفنانين فيما يتعلق بانتساب الفنانين للنقابة حيث يكون لديهم شروطٌ معيّنة للقبول كما هو الحال في أية نقابة أخرى, و من جهة أخرى أستطيع القول أننا نساهم بشكل غير مباشر في هذا الإطار من خلال مشاريعنا القادمة.

كيف يستطيع الهواة تقديم نصوصهم و ما هي الإجراءات اللازمة للمشاركة؟

يتم تقديم النصوص المسرحية إما لمديرية الثقافة و بالتالي تحوّل للجنة قراءة النصوص في مديرية المسارح و الموسيقى أو تقدّم بشكل مباشر للجنة قراءة النصوص في مديرية المسارح و الموسيقى, ثم يحصل مقدم النص على الموافقة و من ثم يعرض النص مع الموافقة على لجنة مسرح الهواة الدائم فإذا قررت هذه اللجنة أن يكون هذا العمل في إطار هذه الفعالية فتبدأ التدريبات المسرحية و لا تعطى الموافقة النهائية إلى بعد المشاهدة للعمل المسرحي كمشاهدة أولى و من ثم تبدأ الخطوات العملية المتعلقة بالإعلان و الدعاية وتأمين الديكور و الملابس …الخ.

ماذا عن النشاطات القادمة لمديرية الثقافة؟

نشاط المديرية مستمر و هناك برنامج شهري للفعاليات و الأنشطة يصدر مع بداية كل شهر يحتوي كل فعاليات و أنشطة مديرية الثقافة و المراكز الثقافية في مدينة حلب, أما المراكز الثقافية في الريف فكل مركز لديه برنامج شهري يوزع في إطار المنطقة التي يتواجد فيها, و هناك فعاليات نوعية و دورية تنفذ و قد لاقت صدىً جميلاً من قبل الجمهور بشكل عام، كما ندرس في حالياً في إقامت دورات إعداد وتدريب الممثل ونحن نحضر لافتتاحها بإشراف محاضرين و فنانين محترفين يدربون في هذه الدورات و سيكون لها مستويات متعددة بحيث ندرّب الهواة الشباب على التمثيل.

وماذا عن السينما ؟

نحن في مديرية الثقافة أسسنا مع بداية العام 2011 نادي سينمائي في مديرية الثقافة و شكلنا مجلس إدارة له, و نقوم بعرض فلم سينمائي في السبت الرابع من كل شهر الساعة الثامنة مساءاً و يعقب عرض الفلم ندوة نقدية حول الفلم بحضور جمهور حلب المهتم بالسينما و بعض الكادر الفني و الإخراجي للفلم و الفلم القادم هو "طعم الليمون" و هو من إخراج الأستاذ الفنان نضال سيجري و هو من فكرة المخرج الأستاذ حاتم علي و من سيناريو و حوار الأستاذ رافي وهبي و بتعاون فني مع الأستاذ الليث حجو.

كلمة أخيرة للشباب الهواة…

بشكل عام مديرية الثقافة و مراكزها الثقافية لا يمكن أن تنجح في تقديم الخدمات الثقافية و الفنية و تؤدي رسالتها بشكل عام إلا من خلال تضافر الجهود الجماعية من خلال التعاون بين أدباء حلب و مثقفيها من جهة و المؤسسات المعنية بالثقافة و الفنون من جهة ثانية, و نتمنى أن نتعاون مع الجميع في أن نرفع سوية المستوى الثقافي و الفني في محافظة حلب لنكون مشهداً يليق بهذه المحافظة العريقة التي نحبها جميعاً.

وقد قدّم لنا مدير الثقافة مشكوراً مجمل النشاطات التي قامت بها المديرية والتي هي قيد التحضير حالياً، وهي كالتالي:

إطلاق مهرجان لقاء الأجيال الأدبي الأول للشعر والقصة القصيرة بالتعاون مع مجلس مدينة حلب

إطلاق منتدى حلب الثقافي الشهري.

إطلاق الأمسيات الموسيقية الشهرية بالتعاون مع فرع نقابة الفنانين بحلب.

إطلاق النادي السينمائي الشهري

إقامة مهرجان"نيسان الطفولة"

إقامة احتفاليات نوعية منها:

_احتفالية بمناسبة ذكر رحيل الموسيقار "فريد الأطرش"

_احتفالية بمناسبة ذكرى رحيل المؤلف الموسيقي"ضياء السكري".

إطلاق جائز الأديب والمربّي "جميل محفوض" في القصة القصير والمجموعات القصصية.

إقامة ندوة التراث اللامادي الحلبي "خير الدين الأسدي" بالتعاون مع جمعية العاديات.

إقامة أيام حلبية في إنطاكية وكذلك أيام إنطاكية في حلب.

تشكيل اللجنة التحضيرية لإطلاق مهرجان "عمر أبو ريشة" الشعري الأول في حلب في شهر تموز2011.

التحضير لإطلاق مجلة الشهباء الفصلية في 1/1/2012

إطلاق مسرح الهواة الدائم في حلب.

حوار_ أغيد شيخو

تحرير_ جلال مولوي_ عالم نوح