مسرحية القدر والإنسان
- ديسمبر 23, 2013
- 0
تلتمس مسرحية القدر والإنسان الوضع الإنساني المعاش في البلاد من ناحية الأحداث التي شاء القدر حياكتها أحياناً وأحياناً أخرى من الرغبات الجمة في الانتقام قدمت بتاريخ 19-12-2013
ضمن فعاليات مهرجان حلب المسرحي للهواة 17-24-12-2013
نقدم لكم قراءة في مسرحية القدر والإنسان لنوح حمامي
علماً أن هذه المسرحية قد رشّحت لأربعة جوائز: أفضل عمل، أفضل مخرج، أفضل نص و أفضل ممثلة
تلتمس مسرحية القدر والإنسان التي أقيمت على مسرح نقابة الفنانيين في تاريخ 19-12-2013 الوضع الإنساني المعاش في البلاد من ناحية الأحداث التي شاء القدر حياكتها أحياناً وأحياناً أخرى من الرغبات الجمة في الانتقام تفضيلاً على مبدأ القوة في المسامحة والعفو، والتي لم تصحى كينونتها إلا عند حصارها ضمن ظروف معينة والوقوع ضمن الخندق الواحد. ليتبدى في النهاية أن الخير أقوى بكثير من الشر بالرغم من السواد الذي يلوّن المشهد.
تندرج القدر والإنسان ضمن لوحات لكل منها لون خاص يعطي معناه الاجتماعي والإنساني على حد سواء. ويتمثل ذلك في قصص قصيرة تم تمثيلها على الخشبة ضمن حوارات مختزلة جاءت نتيجة وضوح معالم الوضع المعاش الذي قد يلم بكل إنسان في ظروف الحرب.ولأن الإحساس الصادق كان إطاراً في كل لحظة، فكان من اليسر أن تتأثر دواخل الجمهور وتتسلل إليها العواطف المتباينة في موضوعها المتوحدة في مضمونها.
استهل العرض بمشهد ايمائي يشير إلى رفع الستار أمام الجمهور. ليبدأ عندئذ مشهد تعبيري يشير إلى محاولات التحرر من القيود وسعي الغير إلى الترويض أو إعادة الحبس. في ظل أصوات بشرية حية، والتي تماهت مع المشاهد طوال فترة العرض عوضاً عن موسيقا مسجلة مما أعطى طابعاً حسياً وأضاف مزيداً من الحيوية، لتتعاقب بعدها الأحداث والتطورات التي تشير بإصبع وحيد إلى مجتمع يحيط به الموت من كل صوب. علاوة على ذلك الفراق أو الغياب الذي يخطف أحد عاشقيّن أو صديقيّن. لتكسر علاقة عميقة متوجة بالحب أو الود. ما منح تموجات كثيرة بين الحزن والفرح ،وما بين اليأس والأمل. لتختلط المشاعر بين صعود وهبوط. فأضحت كسيمفونية لها ذرى القمة والقاع.
في الحديث عن الأداء التمثيلي للأبطال فلابد من الإشارة إلى اتقان الحالة أو تقمص الشخصية للعديد من الأبطال والتي برزت مواهبهم بقوة وفرضت نفسها على الخشبة على جميع الصعد من حوار ومونولوج وأداء التعبيري، ما يشير إلى الاسهام الكبير للمخرج في صقل أدواتهم كهواة، وتقديمهم بشكل رائع بما يناسب كل شخصية.
كما فرضت الإضاءة نفسها كإحدى أدوات المخرج في العرض المسرحي بطلاً إضافياً ليبرز الخلفية التي بدت كلوحة جميلة قام الأبطال برسم خطوطها وملامحها.
الجدير بالذكر أن العمل تخلله عرض لرقصة بريك، فكانت عنصراً مفاجئ أدت إلى تنوع وغنى. وأعطاها روحاً تآلفت مع روح العمل.
نهاية لابدّ من القول: أن العمل قد ألم بجميع النواحي ولم يغفل عنصراً إلا وتم استخدامه على نحو مناسب. وأعطى الجمهور الكبير الذي جاء لحضور مسرح هواة ما يستحق مشاهدته.
زكريا محمود
تصوير ماهر طراب