هناك العديد من الأفكار التي لابدّ للمشاهد لمسرحية ” الملك فانوس ” أن يلاحظها، فقد كلن هناك تشتيت للمتلقي قليلاً نت ناحية التلقي ففي كثير من الأحيان…

عرضت على مسرح دار الكتب الوطنية يوم السبت 25-6-2011 مسرحية الملك فانوس يبحث عن ملبوس وهي مسرحية من الكوميديا الهادئة تطرح عدداً من المواضيع التي سنتحدث عنها.

هناك العديد من الأفكار التي لابدّ للمشاهد لمسرحية " الملك فانوس " أن يلاحظها، فقد كلن هناك تشتيت للمتلقي قليلاً نت ناحية التلقي ففي كثير من الأحيان يخرج المشاهد من خضام الحكاية التي تروى ويشعر أنه منفصل تماماً عن العرض الذي يقدّم وكأن العرض يقدّم لأجل نفسه لا لأجل الحضور فقد كان هناك شرخ بين الممثلين وبين الجمهور على الرغم من أن المخرج حاول كسر الجدار الرابع بإدخال شخصيتين بين الحضور وهذا أيضاً تعتبر إشكالية بالنسبة له إذ أن الفكرة مطروقة سابقاً ولاحظناها في العروض الأخيرة التي عرضت في حلب، أيضاً إن أردنا الحديث عن الديكور والإكسسوارات فقد كان هناك صرف مادي على العمل وديكور جميل اعتبر نقطة إيجابية للعرض ولكن أيضاً لم يتم استغلال بعض النقاط والعمل عليها كالملابس الداخلية التي هي معاصرة تماماً على الرغم من أن أحداث المسرحية هي من قصص ألف ليلة وليلة واللباس كذلك بالإضافة إلى " العكازات" كون الممثلين من ذوي الإحتياجات الخاصة التي كانت معاصرة أيضاً فكان من الممكن أن يستبدلها المخرج بعكازات خشبية تلائم الجو العام للعرض ففي هذه الحالة وصلنا كأن العرض له كون خاص به ولا علاقة له بالمشاهد، أيضاً تم إدخال موسيقى حديثة وهي معزوفة الزفة إلى الجو التاريخي للعرض وهذا أعتبره أيضاً إخراجاً للمتلقي من الحالة الدرامية للعمل، ولكن رغم ذلك كله كان الأداء المسرحي يمكن اعتباره جيداً بشكل عام حيث شاهدنا عرضاً كوميدياً خفيفاً للعائلة يتضمن مجموعة من الأفكار عن الغش والكذب والخداع هذه الصفات التي لا يستغني عنها مسرح الطفل والعائلة والمخرج جمال خللو في عروضه.

وللحديث عن هذه النقاط كان لنا هذا اللقاء مع المخرج جمال خللو :


ما سبب اختيارك لهذا النص ، و هل هناك أية علاقة بين الاختيار والأوضاع التي تمر بها سوريا ؟


لا علاقة لاختيار النص بالأوضاع السائدة فلقد تم اختياره منذ فترة سبقت الأزمة بالإضافة إلى كون هذا النص هو نص معروف للأستاذ نور الدين الهاشمي يتضمن محتوى توجيهي للأطفال من خلال القيم التربوية والأخلاقية التي يعرضها و أهمها صدق فطرة الأطفال و كذب بعض الكبار الذين تعلموا الغش والخداع عبر سنين كبرهم، وأوضحنا من خلال العمل أهمية كشف المتآمرين على الملك , كما أن الصديق هو من يرشدك إلى الطريق الصحيح و ليس الذي يمدحك دائماَ.


هل من الممكن أن نرى جمال خللو في عمل خارج نطاق مسرح الطفل؟


أنا عملت خارج نطاق مسرح الطفل فقد قدمت العديد من الأعمال في مسارح الشبيبة والقطاع الخاص و من هذه الأعمال أذكر "هاملت يعود مهرجاً" و "الملك هو الملك" .


مسرح الطفل يولد العديد من الصعوبات عداك على أن الممثلين من ذوي الاحتياجات الخاصة , تحدثنا عن أهم الصعوبات التي واجهتك؟

 
في الدرجة الأولى أنا كنت أعمل على قضية الإعاقات لدى كل ممثل و بالأخص موضوع الإعاقة الحركية فأخذت هذا الأمر بالاعتبار كما ولدت لديهم الشعور بأن المسرح والإبداع الفني لا يقف عند الإعاقة الحركية و بالفعل هذا الشعور أدى إلى التغلب على الإعاقات و نسيانها في بعض الأحيان على خشبة المسرح .

إن العمل هو كوميدي هادف , هل تجد أن التوقيت مناسب لعرض هكذا نوع من الأعمال؟


الطفل لا ذنب له فيما يحصل , و يجب علينا أن نبقي على ضحكته و أن نمتعه أثناء عطلته الصيفية بأن يمارس حياته الطبيعية من حضوره للمسرح و القيام بالرحلات الترفيهية , لكي لا ينعكس الأمر عليه سلباً , والأمر نفسه بالنسبة للكبار.


لاحظنا خلال العرض دمج الموسيقى الحديثة نوعاً ما مع قصة تعتبر قديمة بعض الشيء، ماذا تحدثنا عن هذا الأمر ؟


الموسيقى تم اختيارها من بعض المقطوعات العالمية للموسيقار العالمي موزارت بالإضافة إلى بعض المقطوعات المحلية التي قد تكون قريبة لذهن الطفل , فلم نتقيد بأننا في ألف ليلة وليلة بل بأننا نقدم قصة وننتقي الموسيقى التي تخدم هذه القصة .


الملابس الداخلية كانت حديثة على الرغم من أن اللباس الخارج كان تاريخياً، ألا يخلق هذا مشكلة كون القصة مستقاة من ألف ليلة وليلة ؟


إن العمل لا يعتمد على زمان ومكان معينين حتى في الملابس فهي مستقاة من الأزياء التاريخية القديمة للعديد من الشخصيات كالملوك و الوزراء و عامة الشعب.


أليس كان بالإمكان الاستيعاض عن العكازين بخشب لا يظهرهما بشكل واضح؟


نحن حاولنا قدر الإمكان التعامل مع الإعاقة على أساس عدم وجودها و بالنسبة للعكازين فلم نجد بديلاً لإخفائهما , و في النهاية نحن فرقة السلام لذوي الاحتياجات الخاصة.


هل يوجد مشروع جديد لذوي الاحتياجات الخاصة ستطرحه مستقبلاً؟


أسعدني التعامل مع الفرقة لأن لديهم أفق في تكوين شخصية خاصة بهم كونهم فرقة لذوي الاحتياجات الخاصة تقدم أعمال سواءاً للكبار أو للصغار.

ماذا تحدثنا عن آخر أعمالك التي يتم التحضير لها ؟


أعمل الآن على مسرحية للكاتب العالمي الفرنسي موليير وهي تحمل عنوان "طبيب رغم أنفه" حيث يقوم الأستاذ أحمد مكاراتي بإعداده بما يتلاءم مع الفرقة .

 
كلمة أخيرة…

أتمنى أن نكون قد قدمنا عملاً جميلاً من خلال فرقة السلام ذات الإمكانيات الخاصة وأود شكر الأستاذ الفنان أحمد مكاراتي المشرف على الفرقة والذي يعمل جاهداً على نشاطات الفرقة وعلى إعطائها هوية مستقلة وخاصة بها كفرقة مسرحية تصل للاحتراف وأعضاؤها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما التقى عالم نوح مع الممثل محمد عاشور الذي جسّد دور الملك فانوس، وأخبرنا عن شخصيته قائلاً :

تتمثل الشخصية بالتخبط و الاهتزاز فنرى الملك يتخبط بين كلمات وآراء بطانته الفاسدة .


ما هي الفترة التي أخذتها التدريبات منكم ؟


استمرت البروفات لفترة ثلاث أشهر تقريباً


هل وجدت أية إشكالية نفسية أثناء عرضك للعمل؟


ليست هذه التجربة هي الأولى لي في المسرح ولكنني في هذه المسرحية عملت جاهداَ على تطوير دور الملك فانوس منذ بدء البروفات حتى أثناء العرض ولكن أهم ما واجهني من الصعوبات هو التعب و الجهد الحركي فاضطررت إلى استعمال العكازين في بعض المشاهد , و أتمنى أن يكون العمل قد نال إعجاب الحضور .


ما الرسالة التي وددت إيصالها من خلال دورك؟


لم أقدم الدور إلا عندما أحسست أنه يعني لي و للفرقة بشكل عام وهدفي الأول والأخير هو التواصل مع هذا المجتمع بكافة فئاته أطفالاً و كباراً و الانخراط في الوسط الفني كفنان وليس كذوي احتياجات خاصة و بمعنى آخر نحن هنا لنقول "نحن مثلكم لا نختلف عنكم بشيء" , كما أن اختيارنا لعمل يقدم للأطفال كان بمثابة المواجهة والتحدي لنا بالإضافة إلى تحدي الظروف التي يمر بها البلد الحبيبة .


كيف رأيت ردة فعل الجمهور عن العرض؟


رأيتها من خلال البسمات على الوجوه , و شوق الحضور إلى التواصل معك عند نزولك من على خشبة المسرح هذا الأمر يولد لديك حالة من المشاعر الجميلة التي لا يمكن وصفها .

هل تحضرون لعمل آخر قريبا؟


لم نتطرق لهذا الأمر بعد ولكن أعتقد أننا سنحاول تطوير أنفسنا والصعود بفرقة السلام إلى مراتب الشرف .

كلمة أخيرة ….


أود شكر جميع القائمين على العمل من أصغرهم إلى أكبرهم وأخص بالشكر الأستاذ جمال خللو مخرج هذا العمل الذي تكبد معنا عناء كبيراً , و الأستاذ أحمد مكاراتي المشرف العام على العمل , في النهاية "نحن في ظل ظروف تتطلب منا الدفاع عن الوطن فيجب علينا الدفاع عنه بسلاح فإن لم نستطع فبعكاز فإن لم نستطع فبالفن نتحدى هذه الظروف".

 

أغيد شيخو_ عالم نوح

تحرير : جلال مولوي