إن للورشة طابع خاص في طرحه لواقع لأمة الحالي الذي نعيشه، عمل الكاتب فيه على الرمز والمسرح التجريبي مع قليل من العبث في طرح ما يراه

مسرحية الورشة بلا هويّة

 


قدمت دار الكتب الوطنية في حلب بتاريخ16/2/2012 مسرحية تحت عنوان "الورشة" وهي من تأليف الأستاذ نادر عقّد وإخراج الأستاذ حمكت نادر عقّاد، ومن خلال هذه المادة أردت تسليط الضوء على أبرز النقاط التي استوقفتني….كمتلقي…


إن للورشة طابع خاص في طرحه لواقع لأمة الحالي الذي نعيشه، عمل الكاتب فيه على الرمز والمسرح التجريبي مع قليل من العبث في طرح ما يراه وما استشفه طوال أحد عشر شهراً المعاناة اليومية،وصحيح أن العمل حمل نكهة جميلاُ من التفكير والتتبع المستمر للأحداث بغرض الوصول إلى الفكرة التي يرديها الكاتب إلا أنه في الوقت ذاته حمل نوعاً من الإسراف في هذا الطرح، فكان المتقي مشدود الأعصاب طوال هذه المدة التي قد تعتبر طويلة نسبياً بالقياس مع الفكرة التي كان من الممكن تكثيفها في فترة أقل، ولتجنّب هذه المشكلة فقد كانت للحركات الراقصة دور هام في ذلك لنقل المتلقي إلى استراحة قصيرة قبل الدخول مجدداُ في صراع حواري قد يكون جلياً لدى البعض وقد لا يكترث له البعض الآخر، بالإضافة إلى عدم التناسق الواضح الذي شاهدناه بين الكاتب والمخرج في الفكرة نفسها، إذا حمل الطابع النصف الأول من العرض حالة السريالية البحتة بما فيها من عبث وتكثيف لنتقل في النص الثاني من المسرحية إلى الطرح المباشر للأفكار والدخول في التنظير الذي لم يكن دخوله للعرض مناسباً كون المتلقي قد تعوّد على استرسال معيّن في بداية العرض ولعل دخوله إلى نوع ثان من المسرح والمعاكس تماماً للرمزية في الجزء الثاني قد يسبب إرباكاً له واستخفافاً للتنظير الذي يعي أبعاده كل عاقل عارف بما يريد.

ومن الملاحظ  أيضاً أن الموسيقى كانت غالبة على العرض من ناحية إثبات الوجود ولم تكن متناغمة معه وكأنها عبارات عن خلطات متنوعة احتار المخرج في استخدام النمط المناسب للعمل مما أوقعه في مصيدة قد نعتبر وجودها غير مناسب، فهل كانت الورشة ضائعة الهوية وباحثة عنها..!!؟، بالإضافة إلى أن عدم توفّر المرونة الكافية للممثلين لا بدّ أنه خلق إرباكاُ في تحديد الحركات الراقصة والتصميم الذي كان من الممكن أن يظهر بصورة جميلة أكثر في حال تحلّي الممثلين بلياقة ولو قريبة من الرقص ولكن في الوقت ذاته لا بدّ لنا من الثناء على جهود الممثلين الذي أعطواً الشخصيات والكركترات التي أدوها حقها في جميع اللوحات التي تم تقديمها وحافظوا جيداً على إيقاعها وضبطها والتوحيد بينها على الرغم من انتماء كل ممثل إلى مدرسة مختلفة في التمثيل إلا أن "الورشة" جمعتهم في حلّة واحدة جميلة ومتناغمة.

العمل من تمثيل كل من: محمد شمّا، محمد سالم، يمان الخطيب، محمود هارون، تالارا هارتونيان و أحمد عيد.

كريو غراف: ريزان عبدو

اختيار الموسيقا: حكمت عقاد

رابط مسرحية الورشة

 

أغيد شيخو_ عالم نوح