مسرحية الورشة
- فبراير 18, 2012
- 0
قدمت وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقى ومسرح حلب القومي مسرحية “الورشة”، كوميديا سوداء يلفها البياض وذلك على مسرح دار الكتب الوطنية بتاريخ 16/2/2012
مسرحية الورشة
قدمت وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقى ومسرح حلب القومي مسرحية "الورشة"، كوميديا سوداء يلفها البياض وذلك على مسرح دار الكتب الوطنية بتاريخ 16/2/2012.
للحديث عن العرض وبعض الشؤون الأخرى التقى عالم نوح بالكاتب "نادر عقّاد" الذي تحدث عن النص قائلاً:
النص عبارة عن لوحات متعددة تعتمد على البساطة في التعبير عن الذي نعانيه اليوم، وهي تعالج الأزمة الإنسانية والأزمة الوطنية في هذا الوطن.
وعن بعض تخوفاته قبل العرض أضاف الكاتب:
صراحةً كنت متخوفاً من استخدامي للهجة العامية في المسرحية بالإضافة إلى تخوفي من عدم وصول الفكرة المرجوة من العمل ولكن أعتقد أن الفكرة وصلت بدرجة عالية وهذا ما ساهم الإخراج فيه.
أما عن مدى التناغم بين المخرج والكاتب لإيصال الفكرة للمتلقي فقال عقاد:
استطاع المخرج إيصال الفكرة بدرجة جيدة جداً ولا أستطيع القول بدرجة ممتازة لأنه بتقديري كانت اللوحات بحاجة إلى أشياء أخرى لتبدو بحالة أفضل.
وعن تشابه الطرح بين "الورشة" وعرض"نخب النسيان" الذي عرض في فترة سابقة قال الأستاذ نادر عقاد:
أولاً أنا لم أشاهد هذه المسرحية أبداً ولم أكن موجوداً أثناء عرضها في حلب، وفي النهاية أرى أن تجربة الورشة هي تجربة جديدة باللهجة العامية ولا أستطيع القول أني تأثرت بنخب النسيان لأنني لم أره أبداً.
أما عن تفاوت طريقة الطرح في عرض "الورشة" بين الإغراق في الرمزية والطرح المباشر فأجاب:
صحيح فقد لجأ المخرج في الجزء الأخير إلى الطرح المباشر وهذه رؤيته وهي غير موجودة في النص الأساسي الذي أعددته، ولكنه أراد أن يوضّح الفكرة أكثر لذلك لجأ إلى المباشرة على الرغم من أنني كنت ضد ذلك.
وأضاف قائلاً:
أتمنى من الوسط الفني أن يكون متضافراً أكثر ليقدّم أعمالاً جيدة، وهذا العمل قد شجعني على تقديم نصوص أخرى باللهجة العامية وطرح أسلوب جديد في المسرح، وأقول لكل مواطن في سورية "انتبهوا أن تطلق الرصاصة من الخلف".
كما التقينا بالمخرج الشاب "حكمت نادر عقاد" الذي تحدث عن عرضه:
إنّ عرض "الورشة" يطرح العديد من القضايا التي لها علاقة مباشرة مع الوضع الحالي في سورية، وكان هذا البلد في العرض هو "الورشة"، فطرحنا كيفية الإصلاح والعيش ومبدأ الانطلاق من إصلاح الذات لنصل إلى الغاية المنشودة وهو الإصلاح الكامل.
وعن الذي شجعه لخوض هذه التجربة أجاب المخرج:
إن الذي شجعني على ذلك أن هكذا عمل يتحمل إعادته أكثر من مرة وبطرق جديدة لا تشابه بعضها، إذ يمكن العمل على العديد من المدارس المسرحية في عرض واحد وهذا ما يشجعني على هذا الطرح والذي أعتبر أنني أملك بعض أجوائه سواء كان ذلك على صعيد الإضاءة أو التشكيل الحركي أو الملابس أو حتى الديكور وتكنولوجيا العرض المسرحي بشكل عام، وقد اعتمدت في عرض "الورشة" على العديد من المدارس فاعتمدت على العبث والتجريد والرقص التعبيري والدبكة بالإضافة إلى خلط العديد من الأنماط الأخرى وقد أكون مصيباً في ذلك أو مخطئاً فهذا يحدده الحضور على الغالب.
وأضاف: بدأنا في منتصف كانون الأول من العام الماضي وصراحة كنا مندفعين جداً في خلق حالة فنية جميلة في مدينة حلب وفي المسرح القومي بشكل خاص وخاصة في الوقت الحاضر وبهذه المناسبة أود توجيه الشكر الجزيل للمسرح القومي والأستاذ أسامة السيد يوسف على تبنيه لهذا العمل إذ كانت فرصة لأثبت نفسي على صعيد وزارة الثقافة.
وحول الفترة الزمنية الطويلة نسبياً بالنسبة لعرض رمزي واحتمالية إجهاد المتلقي في ذلك، أجاب المخرج:
من وجهة نظري لا أعتقد أن مدة العرض من الممكن أن تجهد المتلقي ذهنياً حتى أنني في القسم الأخير حاولت إدخال المباشرة الكاملة في العمل لإيصال الفكرة، ولا أعتقد أن يصل المتلقي لهذه الحالة لأن العمل يحمل تنوعاً وتغيراً في الحالات بشكل دائم وليس هنالك نمطية في الحوار أو الحالات النفسية أو حتى في الرقصات، وكان هذا التجديد على كافة الأصعدة سواء أكان ذلك في الإضاءة أو إدخال عنصر جديد إلى المسرح مما يكسر حاجز الروتين والملل لدى الجمهور.
أما حول التناغم بين المخرج والكاتب لولادة العمل بشكل سليم، قال المخرج حكمت عقاد:
صحيح أن الكاتب هو والدي الأستاذ نادر عقاد، ولكن من وجهة نظري فإن المخرج هو قارئ ثانٍ للنص، فهنالك أشياء تمت بناءً على اقتراح الكاتب وهنالك أشياء أخرى أضيفت نتيجة قراءتي الثانية للنص، وطبعاً نحن نتمنى دائماً أثناء عملنا على البروفات أن يكون الكاتب موجوداً بيننا لنفهم وجهة نظره أكثر وليطينا مفاتيح العمل التي قد تخفى علينا في بعض الأحيان ولكن مع الأسف فإننا في كثير من الأحيان نفتقد هذا العنصر في مسارحنا ويبقى الأمر محصوراً في خيال المخرج فقط دون وجود الكاتب، ومن الجميل في هذا العمل أن الكاتب كان دائماً متواجداً بيننا كونه والدي فهو إلى حد ما أستاذي في المسرح، وقد قدّمت بالمجمل ما أراده الكاتب في العرض والباقي أضفته أنا كرؤية إخراجية، وفي بعض المشاهد لم يكن الكاتب راضياً عن بعض المشاهد وحدثت خلافات بسيطة درامياً على النص ولكن تبقى هذه وجهة نظر خاصة بي.
وعن وجود نفسين واضحين في العمل الواحد والذي تراوح بين الرمزية والمباشرة، قال المخرج:
أنا كنت بالفعل ضد طرح الموضوع بطريقة مباشرة في بداية العمل ولكننا عند وصلنا إلى نهاية العمل "القفلة" كان من المفترض أن نقول شيئاً وبطريقة مباشرة دون اللجوء إلى الرمزية لأن الوضع الحالي برأيي يتطلب أن نكون مباشرين في طرحنا له وحتى أن المباشرة التي رأيناها اليوم برأيي كانت ضعيفة جداً لأنني صراحةً أردت أن تكون المباشرة أكثر وضوحاً، فالبلد في هذا الوضع منذ حوالي السنة وحان الوقت لنقول للفاسد أنه فاسد بطريقة مباشرة و أن نثني على الجيد في عمله لذلك لا أعتقد أن المباشرة قد أضرّت بالعمل بل برأي كان يجب أن تكون مكثّفة أكثر من ذلك.
وأضاف ختاماً:
أشكر موقع عالم نوح الذي أتابعه منذ حوالي السنتين، ونحن سعيدون جداً بهذا العمل إذ رغم الظروف والوضع الذي نعيشه فإن العرض الأول للورشة قد لاقى حضوراً جميلاً، وأود أن أرسل عبر موقعكم رسالة إلى كل شخص لأن نكون بالفعل يداً واحدة وأن نكون مع بعضنا البعض في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها بلدنا، ودائماً أقول لكل شخص أعرفه سواء أكان عدواً أو صديقاً….لنكن معاً إذاً.
والتقى عالم نوح أيضاً بالفنان "يمان الخطيب" الذي تحدّث عن دوره قائلاً:
بشكل عام يمكنني القول أنني راضٍ تماماً بالذي قدمها ومقتنعون به تماماً لأننا إن لم نكن كذلك لما افتتحنا عرضنا اليوم، أما على صعيد النص والإخراج فيمكنني القول أننا تعبنا بحق وأرهقنا وكان هنالك تعب واضح للكادر الفني ككل بالإضافة إلى الاهتمام الواضح من قبل إدارة المسرح القومي بهذا العرض، فقد قدمنا العديد من العروض مع المسرح القومي إلا أنني صراحةً وجدت لأول مرّة هذا الاهتمام المكثّف من قبلهم لعرض هذا العمل، وبرأيي كان النص قوياً جداً وكان الإخراج على المستوى ذاته وكلاهما قد كملا بعضهما في هذا العرض.
وأضاف ختاماً:
أودّ القول أننا جميعاً، كباراً كنا أم صغاراً، يجب أن نتكاتف ونوحّد جهودنا لنسيّر هذه الورشة وهذا البلد فإمّا أن نتكاتف لعماره وبنيانه وإمّا ستكون التفرقة بطلة العمل وستنتهي الورشة بالخراب.
بقي أن نذكر في الختام أن العمل من تأليف: نادر عقاد وإخراج: حكمت نادر عقاد
والفنيون هم:
مساعد المخرج: سعيد خليلي
ديكور وإعلان: ريزان عبدو
تصميم الإضاءة: عمار جرّاح
تنفيذ الإضاءة: نوفل جدّوع
هندسة الصوت: بيبرس ماوردي
مدير المنصة: حسين عابدين
إكسسوار: إياد شحادة
تنفيذ الديكور: رفعت شرباتي
كريو غراف: ريزان عبدو
اختيار الموسيقى: حكمت عقاد
فوتوغراف: ماهر طرّاب
التصوير المرئي: خالد أرناؤوط
أما بالنسبة للممثلين فكانوا:
محمد شمّا محمد سالم
يمان خطيب محمود هارون
تالار هاروتونيان أحمد عيد
كلمة المخرج فقال:
سُئل حكيم…بما ينتقم الإنسان من عدوه
فقال: بإصلاح نفسه…
الورشة….تجربة مسرحية جديدة أتمنى أن تنال إعجابكم ….لنكن معاً إذاً….حكمت عقاد..
رابط إضاءة نقدية حول مسرحية الورشة
أغيد شيخو_ عالم نوح
تصوير: نوح حمامي_ ماهر طرّاب