قدّمت فرقة الأخوين دندش بالتعاون مع أسرة تراكم لفنون الأداء والأدب عرضاً مسرحياً تحت عنوان “حفلة وداع حنظلة” وذلك في صالة القوّاف بحلب

مسرحية حفلة وداع حنظلة

 

قدّمت فرقة الأخوين دندش بالتعاون مع أسرة تراكم لفنون الأداء والأدب عرضاً مسرحياً تحت عنوان "حفلة وداع حنظلة" وذلك في صالة القوّاف بحلب 20/10/2012، والعمل من تأليف وإخراج الفنان الشاب معتز دغيم وتمثيل كل من جلال مولوي ومحمود بلال.
وقد التقى عالم نوح بالمخرج الشاب معتز دغيم الذي تحدث عن العرض قائلاً:

حفلة وداع حنظلة هيّ العمل الأوّل والتجربة الاولى كتعاون مع اسرة تراكم، تحكي هذه المسرحية عن تناقضات الشارع في العالم العربي والصراع بين النخبة وبين المسحوق وبين المادة وبين الزمن ويجيب على الكثير من الأسئلة ويطرح الكثير أيضاً، وهو يدخل ضمن دائرة السهل الممتنع وهو عمل يتحدّث عن كل شيء ..دون ان يحكي شيئاً ..وهذا هو المبدأ الذي انطلقت منه في تأليف هذا العمل ..ولكن شاءت الظروف بأن يكون هناك بعض العراقيل ولكنّا تجاوزناها بسبب ايماننا بهذه التجربة وبالرسالة التي سنؤديها. وأضاف: انا راضٍ عن هذه التجربة وانا سعيد جداً بالتعاون مع اسرة تراكم ومع الاستاذ جلال والاستاذ محمود وطبعاً لا انسى معلمي الاستاذ نوح حمّامي 

وعن انتقال الفنان الشاب إلى المسرح التجريبي مباشرة دون أن يكون له تجارب إخراجية في أنواع مسرحية أخرى قال:

طغى على المسرح في حلب والمسرح في سورية بشكل عام الطابع الكوميدي الهزلي وظلّ مستمراً لمدّة طويلة لدرجة ان مفهوم المسرح لدى الناس هو المسرح الكوميدي، البعيد تماماً عن كوميدية المسرح المتعارف عليها والتي تقوم على النكتة ذات العمق وذات الأبعاد وليس النكتة التي الغاية منها هو الإضحاك فقط دون النظر إلى ماهيتها، لذلك ورّث لنا هذا المسرح، ولكننا حاولنا الإبتعاد عنه بشكل عام لاسترجاع الهوية المسرحية إلى الجمهور، وإلى حد الآن في مسرح الهواة مازالت هذه المحاولات عبارة عن تجارب بسيطة وقد شهدت المسارح في حلب في الآونة الأخيرة العديد من التجارب التي لم تحظى بجماهيريتها التي تستحقها بسبب ما ذكرناه سابقاً، لذلك تم انتقال الفنان أي هواة الشباب إلى المسرح التجريبي ثائراً على ما طغى من ثياب مهترئة ارتداها المسرح في الفترة الأخيرة.

أما عن مساحة اللعب والخيال في المسرح التجريبي ومدى صعوبته فقال:

باعتبار أن المسرح التجريبي هو مسرح خارج عن الأطر التقليدية وعن حدود الزمان والمكان لذلك مساحات اللعب  فيها واسعة مع امتلاء الفضاء المسرحي بالسينوغرافيا التي يضعها المختص.

وهذه التجربة هي سلاح ذو حدين فإما أن يفشل العمل تماماً أو أن ينجح نجاحاً كاملاً، ولا يوجد فيه معيار وسطي للنجاح، وقد تفرّ ع منه العديد من المدارس ولعل أهمها مدرسة مسرح القسوة التجريبي الذي يعتمد فيه المخرج على إيضاح الألم العام والضغط عليه مجسداً لك بإيماءات حركية بالإضافة إلى الكلام القليل العبثي ذو الرسالة المنطقية الشاملة، وما حاولت أن أقدّمه في هذا العرض هو الدمج بين القديم والحديث.

وحول نشاطاته القادمة أضاف:

أحضر حالياً للجزء الثاني من "حفلة وداع حنظلة" كما أحضر لديواني الشعري الأول الذي سيكون بعنوان "قنديل بين الشجر"، كما هنالك العديد من الأمسيات التي سأقيمها لاحقاً.

كما التقينا بالفنان جلال مولوي المشاركة في العمل بدور حنظلة والذي تحدث عن هذه المشاركة قائلاً:

شاركت في هذا العمل لأنني عشقت النص ومدلولاته، ولأنني أؤمن بروح الكاتب والمخرج معتز دغيم الذي يسعى جاهداً إلى اتخاذ نمط ومبدأ غير مطروق على صعيدي الكتابة والإخراج، وأنا ألعب في العرض شخصيتين متناقضتين، الأولى شخصية حنظلة الفتى البريء الطيب لدرجة الغباء والثانية شخصية حاجب المتحف المنفي خارج سرب المجتمع والذي يعتبر نفسه تمثال من تماثيل المتحف.

إلى أي حد كانت الحالة النفسية التي قدمتها مجهدة لك نفسياً وجسدياً؟

بالفعل إن صعوبة الشخصيات وتعقيداتها مجهدة نفسياً وجسدياً لما تحتويه من تقلبات مفاجئة في السياق العام، ولكنني أجد في التمثيل نوعاً من التفريغ للشحنات والضغوطات السلبية التي تمارسها علينا حياتنا وبالتالي استغللت ما مررت به من ظروف مؤلمة لأكثّف الحالات ولأشحن عواطف كل من الشخصيتين فأشعر بنوع من الراحة النفسية والتعب الجسدي التي تتطلبه بعد كل تدريب وعرض.

برأيك هل الصدق في التعبير بالنسبة للممثل يعود إلى قناعته ومعايشته للأفكار التي تطرحها الشخصية أم لبراعة أداء الممثل فقط؟

ليس من المشترط أن يكون الممثل سبق وأن مرّ بحالات تشبه ما يؤديه فإذا كان كل ممثل أدّى الحالات التي مرّ بها لا نستطيع اعتباره ممثلاً بل من الممكن أن نسميه مجسداً لأدوار ما دون الأخرى ولكن في الوقت نفسه فإن ذلك يجعله يشعر بالشخصية أكثر ويدرك تفاصيلها وأبعادها مما يسهّل عليه معرفة مفاتيحها، ولكن ذلك أيضاً ليس له علاقة بقوّة الموهبة أو بضعفها، فالممثل يتمتع بموهبة فطرية قبل كل شيء، ويكون قادراً من خلالها على تجسيد أي دور وأية حالة سواءً كان قد مرّ بها في حياته أم لا، ودقة الملاحظة والتثقيف الذاتي والتراكم المشهدي الذي يكتسبه الممثل تجعله قادراً على ذلك.

 

أغيد شيخو_ عالم نوح