مسرحية حلم 10-7-2012
- يوليو 11, 2012
- 0
عمل معاصر، أو يندرج تحت ما يسمى بالمسرح الحديث … فهو عمل عبارة عن شظايا مركبة، مشاهد متداخلة ومنفصلة في نفس الوقت .. كل لوحة تتكلم عن نفسها كما تتكلم عن اللوحات الأخرى، وتترك الرائحة في كل مكان، متجاوزاً بهذا المفهوم الزمان..
وزارة الثقافة
مديرية الثقافة في حلب
مسرح الهواة الدائم
العرض يومين فقط , الثلاثاء10/7 و الأربعاء 11/7 , الساعه 7:30 مساءً
على مسرح مديرية الثقافه في حلب – السبع بحرات
آفو كابرئيليان مخرج العمل الذي تحدّث عن الفرقة والعمل قائلاً:
فرقة ألوان كانت مؤسسة على مبدأ التعلّم والبحث والجرأة وإعادة النظر بالمسرح بشكل عام، من هنا انطلقنا ولم تكن غايتنا الأولى العروض بل جاء الأمر كتطوّر لمشروع "ألوان"، "حلم" تم العمل عليه وإعداده ومن ثم حوّلناه لتشكيل بصري، وكان لزاماً علينا إيجاد حالة من التغيير في المسرح نظراً للوضع العام الذي تعيشه البلاد، "حلم" كانت مشاهد تحمل صراع بين مفاهيم غير مألوفة.
عن تقبّل الجمهور، قال:
من وجهة نظري فإن الجمهور المتلقي استطاع أن يحسّ بنا أكثر من أن يفهم، وهذا الأمر جميل جداً، وأقول بكل صراحة إن جمهورنا لديه إشكالية في احترام العروض، ولكن بشكل عام استطاع أن يتآلف مع هذا الطرح الجديد للمفاهيم.
ختم قائلاً:
في النهاية أتمنى أن نستمر في عطاء "الوان" وألا تكون كغيرها من الفرق التي تزول بعد عرض مسرحي أو عرضين، كما أتمنى على الشباب الموهوب المتابعة في رفد المسرح والعمل به.
أما كاتب النص والممثل رافي ميناس، قال عن النص:
النص حديث يندرج ضمن المسرح المعاصر، يجمع ثلاث مدارس وهي الرمزية والتعبيرية والسريالية، ومن المميز أنه يقدّم السريالية لأول مرة على نطاق المسرح العربي وذلك تبيّن من الجماد الذي يتكلّم ويتفاعل ويشعر، والرمزية التي تتمثل بتجسيد مفهومي الصوت والصمت، النص كتب في عام 2009 وكان عبارة عن لوحات منفصلة، تم إعداده من قبل أعضاء الفرقة كاملة، وتطوير كل لوحة على حدا ثم جمعها برابط رمزي، إلى أن تولّد لدينا نص متكامل نوعاً ما.
عن دوره في العمل قال:
جسدت في العمل شخصية "الصوت" وعبّرت من خلاله مع "الصمت" على التضاد الواسع المفهوم، فالصوت يتحدّث عن المحبة والرفض و….الخ، والصمت هي نفس هذه المفاهيم ولكن تأتي معبرة بشكل أكبر، فهما شخصيتان مكمّلتان لبعضهما البعض.
وكإجابة على سؤالنا في حال إمكانية فصل العرض إلى أربعة عروض ديودرامية منفصلة، أجاب:
هذا الأمر يمكن أن يحدث ولكن ليس على نطاق مسرح بإمكانيات مسرح مديرية الثقافة، فليس من المعقول أن يأتي الجمهور لحضور عرض لا تتجاوز مدته 15 دقيقة، أما في حال فصل النص فيمكن عرضه كـ"أداء" في مسرح الغرفة أو ضمن أي مقهى فني.
أما عن تقبّل الجمهور، قال ميناس:
نحن دخلنا ضمن مغامرة من حيث تقبّل جمهور حلب لهذا النوع من المسرح، فهو معتاد على النمط الكوميدي التهريجي، ولكن هنالك بعض الفرق التي تسعى جاهدة لتقديم شيء جديد ومن ضمنها "ألوان"، وبعض العرض وجدنا استمتاع نسبي من قبل الجمهور لما قدّمناه فمنهم من أعجب بلوحة ومنهم من أعجب بالعرض كاملاً ومنهم من أعجب أحد جوانب العرض.
كما التقينا الممثلة لارا آيلو التي قالت:
في بداية تأسيسنا للفرقة لم يكن هنالك طرح لمشروع عمل مسرحي بل كانت الفرقة تجسيد لمشروع شبابي من الأجل مسرح "ما بعد الحداثة"، وهذا عملنا الأول شاركت فيه بتجسيد دورين هما الدمية والشمعة، حيث قمنا بإعداد النصوص وتحويل الأفكار التجريدية إلى الرمزية، كانت لديّ مخاوف بألا يتقبّل الجمهور هذا العمل ولكن على العكس وجدنا إقبال جميل للعمل.
وكان لنا لقاء مع الممثل أديب رزوق الذي تحدّث عن أدواره قائلاً:
أنا جسّدت دورين هما الرصيف والصحن، الرصيف هو هذا الجماد الموجود في حياتنا الذي نسيء له دائماً دون أن نضع اعتبار بأنه يمكن أن يشعر بهذه الإساءة، فالرصيف في "حلم" يتكلّم ليعبّر عن آلام الوحدة التي يعيشها من خلال حواره مع شخصية الدمية، وصعوبة تجسيد هذا النوع من الشخصيات في جعل الجماد يتكلم أي بتجسيد السريالية وهنا أود الإشارة إلى دور المخرج في مساعدتنا على ذلك.
بطاقة مسرحية حلم
إخراج: أفو كابرئليان
تأليف: رافي ميناس
دراماتورجيا: عمل جماعي
سينوغرافيا، موسيقى، ملابس: عمل جماعي
تقنيات حركية مسرحية: نارينيه كجه جيان
الإضاءة: عمار جراح
تنفيذ الإضاءة: محمد علي ابراهيم
تنفيذ الصوت: محمد علي ابراهيم
تصيميم إعلاني: كرم الكسيري
إدارة المنصة: محمد عادل درويش
الممثلون
صبحي الشامي – الشاعر –
رافي ميناس – الصوت –
جورج مقدسي – الصمت –
فراس زرقا – حبل الغسيل –
ميريام مرتا – عصفورة –
لارا أيلو – دمية /شمعة –
أديب رزوق -رصيف/صحن-
المؤدي: خاجيك كجه جيان
نبذة عن العمل:
عمل معاصر، أو يندرج تحت ما يسمى بالمسرح الحديث … فهو عمل عبارة عن شظايا مركبة، مشاهد متداخلة ومنفصلة في نفس الوقت .. كل لوحة تتكلم عن نفسها كما تتكلم عن اللوحات الأخرى، وتترك الرائحة في كل مكان، متجاوزاً بهذا المفهوم الزمان.. إنه كمن يرى في حلمه مئات الأحلام، وكمن يرى في واقعه مئات الوقائع .. إنه يحكي صراع أزلي بين الصوت والصمت، داخل الفرد. وكذلك داخل أي شيء آخر، غرض كان أم بشري. جامد كان أم حيّ. ثابت كان أم متحرك .. إنو يتمحور حول فكرة الوحدة، واليأس والأمل الباقي في كل ذرة غبار.
شكر خاص
الفنان عمر حجو
الأديب وليد خلاصي
الفنان غسان مكانسي
وهذه الإضاءة من الصحفي نزهت شاهين:
أود أن أشكر كل من الكادر المسرحي من فنيين وإداريين على العمل المسرحي ولكن: يبدو أنه كان هناك وعن طريق القصد مخالفة للقواعد المسرحية إبتدائاً من الميزانسين وإنتهائاً بالإضاءة … لا أعلم لماذا ولكن السؤال الأهم هل نجح المخرج في الإبتعاد عن المألوف وكسر للقواعد: الجواب هو في البداية نحن مع الخروج من المألوف وخاصةً إذا كان هنالك إبداع والأمثلة كثيرة في ذلك .. وأما بالنسبة للعرض "حلم" أصابت في نقاط وخابت في نقاط كثيرة وأولها الإضاءة والتي كانت العامل الرئيسي في تشويش العرض.. فقد ابتعدت الإضاءة تماماً عن أداء الممثلين وكان العمل خارج البقعة مما سبب في عدم وضوح جهد الممثلين في الجانب المظلم … كان أداء بعض الممثلين صريخاً وخاصة دور الرصيف وعلى عكس الشمعة والصحن والذين لم يُسمع صوتهما .. وكان هناك ثقل واضح على المسرح في حركة الممثلين … وأما بالنسبة للديكور فقد كان معبراً جداً عن التناقضات التي في داخل كل إنسان ومع تراجع أداء بعض الممثلين مثل حسام الشامي وفراس زرقا عن مجمل أعمالهم السابقة .. وكان كنص هناك إطالة في نهاية العرض … فبعد لوحة الرصيد كنا نتوقع بأن المسرحية قد انتهت ولكن نتفاجئ بمشهد الشمعة والصحن الذي كان رتيباً جداً … بالإضافة إلى انتحار الشاعر كيف يستمر الحلم ؟؟؟؟؟ لا ننكر جهود المخرج والممثلين والمؤلف ولكن من أجل استمرار الإبداع وهو عمل إبداعي في كل المقاييس لأن التعامل مع الفضاء المسرحي كان مذهلاً جداً هذا ليس كل شيئ ولكن لعدم الإطالة في المقالة وشكراً
نزهت شاهين
ومن الصيدلانية و الأديبة منى تاجو هذه الإضاءة:
رؤية مشاهدة عادية لمسرحية حلم
أحب أن أنوه بداية ، أنا لست مختصة بالفن المسرحي و أنا لا أنتقد حتى لا يحق لي الانتقاد أنا أعرض رأيي كمشاهدة.
أعلمت بأن هناك عرضاً مسرحياً باسم حلم، للمسرح مكانة في نفسي، أحبه و أحب أن يكون هناك عروضاً مسرحية بصورة دائمة، زاد من حماسي للحضور أن المجموعة شابة، أتمنى لو استطعت تتبع الشباب و فهمهم و مجاراتهم في أنشطتهم، دخلت مديرية الثقافة سعدت بحجم الحضور، مؤشر جيد، بدأ العرض، كنت حريصة على تتبع العرض بحذافيره، يسعدني أن يكون هناك مسرح في مدينتي، و سأسعد بصورة أكبر إن كان ناجحاً و قادراً على نقل الكثير من الحداثة و الفكر الجيد، و إثارة حب الإطلاع عند الرواد.
أثبتت إيجابيات العرض وجودها بما لا يقبل النقاش، فالممثلون جيدون، و الإخراج لا بأس به، أما النص فيمكنني أن أسرد عدة ملاحظات عليه، نوعية غير عادية، نعم هذا النص لم يكن عادياً، و لا أرى هذا عيباً، ولكني مع إعطاء الجديد بتدرج، الجرعات الكبيرة قد تكون صعبة الهضم، لم يكن من السهل على كافة الحضور أن يسيروا مع النص و يفهموه، حتى أنا خرج الأمر من يدي في بعض الأماكن، خاصة أن بعض الممثلين بحاجة إلى دروس لتحسين اللفظ، ففي عدة مشاهد كان من الصعب أن نتابع ما يقال، أكثر مشهد أعجبني هو مشهد الدمية الخشبية و الرصيف، الفكرة مضيئة و الأداء جيد، فقط شعرت أن الرصيف ينفعل أكثر مما يجب أن يفعل، تمنيت أن يعالج هذا المشهد ليصبح هو المسرحية، و أن يتتالى المارة كل بحكايته على الخشبة، وهكذا يصبح الرصيف و الدمية مشاهدين ثم يعودا ليكونا المركز و هكذا.
الشخصيات المستمرة على المسرح، الصمت و الحديث و الشاعر، الأداء جيد في بعض الأحيان كان هناك مبالغة، أما الشاعر فيجب أن يراعي قواعد اللغة العربية أكثر، لم أستطع فهم ما الذي أرادنا كاتب النص السيد رافي ميناس أن نأخذ معنا بعد انتهاء العرض؟، ما هي زبدة القول؟ هل أراد أن يشير إلى أن الحياة فوضى مؤلمة؟ أم أنه لم يرد أن يعطينا شيئاً معينا؟
أعزائي يا من عملتم في هذه المسرحية لتصبح واقعاً، هل كنتم تفضلون أن أقول العمل رائع و مبدع و ليس فيه ما يمكن ملاحظته بإشارة أو كلمة، لو فعلت هذا أنا وغيري لبقيتم مكانكم و أنا أرغب بأن تسيروا إلى الأمام فأنتم تستحقون. ننتظر إطلالات جديدة و إلى الأمام دائماً.
ملاحظة تقال دائماً عن الجمهور، أتمنى أن يعرف الجمهور أن عليه أن يجلس و أن لا يتحرك طوال العرض ذهاباً إياباً.
رد الفنان رافي ميناس على الأستاذة منى تاجو
الأستاذة " منى تاجو" … بداية أود أن أشكرك لإبداء ملاحظاتك ورأيك .. هذا أمر يسعدني بالتأكيد .
لن أتحدث إلا بخصوص النص .. النص هو نمط معاصر , هو أسلوب جديد في النصوص السورية والعربية حتى .. فالنص ينتمي إلى ثلاثة مدارس : التعبيرية والرمزية والسريالية
وهذا الأخير نادر وجوده في المسرح العربي والعالمي
لذا بالتأكيد سيكون ـ ثقيل ـ على المتلقي , وخاصة المتلقي الحلبي . وكما ذكرت سابقا بأنه يندرج تحت المسرح المعاصر , لذلك لن نجد فيه مكونات المسرحيات التي تعودنا على مشاهدتها طوال الخمسين والستين عاما التي مضت ..
لكن رغم هذا , الجمهور لم يستصعب الموضوع كثيرا , ويعود ذلك إلى العصر الذي نحن فيه . فمثلا نحن نتابع أفلام 3D و Animation وغيرها من الصرعات التي لم يكن يتقبلها العقل . فمن السهل جدا متابعة مسرحية غير مألوفة نوعا ما .
وكذلك بالنسبة إلى بعض المشاهد ,, التي تحدث عنها الكثيرون مثل نشر حمالة الصدر
وباللون الأحمر , بالتأكيد الأمر مقصود وله رسائل ودلالات , فحمالة الصدر هي من القطع الداخلية أي هي ذواتنا ,, هي الخفايا الداخلية لإنسان (إذا تم التأويل) فالإنسان من الداخل هو عبارة عن غرائز جنسية ,, وهذا الكلام تحدث عنه كبار الفلاسفة في القرون المنصرمة . وتم التأكيد على غرائز الإنسان الجنسية في مشهد صوت وصمت بالحوار .
وهذا الأمر ليس استخفافا بالجمهور أو عرض عضلات في التجديد والجرأة .. لا ليس بهذه الأمور تكون مجددا , وهي لم تمس الأخلاقيات أو الآداب ـ كما ظن البعض ـ وللأسف …
بخصوص فكرتك عن أن تكون المسرحية هي مشهد الدمية والرصيف وبما أضفت عليه , هي فكرة رائعة دون شك . ولو عرض علي كتابتها , فسأقوم بذلك .
لكن بهذه الحالة .. عدنا إلى المسرح الذي تعودنا عليه , قد نكون أضفنا شيئا جديدا لكن ليس بقدر ما أضفناه في مسرحية "حلم" ككل .
أما بالنسبة للصوت والصمت والشاعر .. أشكرك على سؤالك لأن لم يسألني أحد عن هذه الشخصيات والتي أعتبرها الأساس .
الصوت والصمت هما القوى المكملة .. التناقضات , ليس فقط عند الإنسان أو الأرض .. بل في الخليقة كلها . هما العنصران اللذان (برأيي) أسمى وأقوى من الخير والشر والأبيض والأسود . …الخ
هما صراع الإنسان منذ خلقه وحتى موته . الذي رأيناه بانتحار الشاعرالذي اعتبره الكثير بأنه نهاية الحلم, وهذا خطأ فادح .
فالحلم أساسا لم يكن حلم إنسان ,, بل حلم الجماد المؤنسن .. كان لابد من موت الشاعر. لأن التناقضات التي بداخله بين الصوت والصمت القابعين في أعماقه , ستؤدي إلى نهايته وستسألين لماذا الشاعر !! لماذ ليس الرسام الذي تم ذكره ؟
الشاعر عبر تاريخ الحضارات هو الإنسان الأسمى, خاصة في العصر والثقافة الإغريقية . الشاعر هو الذي يقول كل شيء.. يقول ما لا يقدر الإنسان قوله .
أطلت كثيرا … وهناك الكثير أود قوله عن النص. أود الحديث عنه بجلسة حوارية صغيرة أفضل .
متابعة نوح حمامي ـ عالم نوح