يتشرف اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب بدعوتكم لحضور معرض الفنان سمير قريطبي وذلك في الساعة السادسة من مساء الاثنين 7/2/2011 في صالة الأسد للفنون الجميلة بحلب ـ حديقة الروضة ـ جانب مشفى الرازي،

 

 

الفنان سمير قريطبي

وعلى هامش معرضه التقينا بالفنان سمير قريطبي وكان هذا اللقاء:


تحدث لنا عن فكرتك الأولية عن المعرض وما هي الأشياء التي جعلتك تتجه إلى رسم المعالم الأثرية:

في المعرض شيئين أساسين دعوني إلى أن أرسم الآثار و المعالم الأثرية أول شيء القيمة التاريخية لبلاد سوريا أم الأبجدية و أم الرقميات كأبجدية رأس شمرا ورقميات إبيلا حوالي 14 ألف رقيم.            الشيء الثاني الكتلة الكلسية والتي تعود من القرن الثاني إلى الخامس ميلادي ,المميزة بمواقعها الأثرية من كنائس و مدافن و بيوت و فيلات و قصور والتي لم يتميز أحد بفن العمارة مثلها في العالم و هذا شيء أساسي, و طبيعة الأرض الخضراء التي لدينا حيث أنني حاولت أن أجعل من ألوانها ألوان بلون التراب ممزوجة باللون الأخضر والشيء الأهم صناعة سياحية, نحن اليوم في علم صراع اقتصادي عالمي, الصين غزت العالم بصناعاتها و الخليج يملكون البترول وقد ينتهي, أما الآثار فهي تراث موجود لا ينقصنا سوى الإعلان السياحي عنه لذلك اتجهت إلى هذا المجال.

لاحظنا تركيزا كبيرا على عنصر الحجر في اللوحات :

الحجر كتلة أساسية في اللوحات و كذلك تصوير موقع تدمر و طبيعة الحجر و الرمل فحاولت أن أدخل ألوانهم في اللوحة حيث أنني أعطيت من داخلي ومن طبيعة الأرض في العمل .

هل أنت راضٍ عن المعرض بعد عرضه :

عرضت في هذا المعرض قسم صغير من أعمالي, فلدي أعمال تتجاوز ال 100 عمل عن الآثار وكنت أتمنى أن تكون الصالة كبيرة لعرضها فالناس رأوا المعرض وكانت راضية عنه لأنه لامس طبيعة الواقع السوري والآثار السورية، فأنا لا أريد أن تصل الرسالة لسورية فقط وإنما أن تصل إلى الناس اللذين يجهلوننا و يجهلون التراث والحضارة السورية . هل هناك أسلوب جديد تود أن تستخدمه في لوحاتك القادمة غير أسلوب التراث :

أود أت أدخل على كل محيط و أحاول دراسة النقوش في كل موقع والمدافن الموجودة والكنائس وأن يكون كل معرض لدي مختص بنوع معين منهم , إما المدافن و إما الكنائس أو القصور أو شيء من الفيلات أو قصور البنات القصور اللذين كانوا يضعون بها جميلات المدينة للحماية من الغدر . كلمة أخيرة تحب أن تختم بها :

الشكر للإعلام الذي يحاول دائماً أن يوصل ما بداخلنا إلى العالم.

لقاء محمد فاضل

وكما عودنا الفنان عبد القادر خليل أن يرافقنا بإضاءاته المميزة المحبة والبناءة سابقاً من اسبانيا ها هو يرافقنا أيضاً ولكن هذه المرة من حلب. شكراً أستاذ خليل.

الفنان التشكيلي . سمير قريطبي. أشار أحد الناس إلى الفنان العالمي الإسباني فيلاثكيث وقال له. لماذا لاترسم الأشياء الجميلة ضمن إتقان جيد وعاطفية وإحساس, اشياء جدية حتى تكون بهذا على مستوى رفائيل. قال البروفيسور فيلاثكيث. دعني اكون الأول في هذا الإتجاه غير المعروف قبل ان أكون في الدرجة الثانية في إتجاهات أخرى ولطيفة. هذا وكان الفنان فيلاثكيث رسام في بلاط الملوك.

لم يحصل لي الشرف قبل اليوم ان اتعرف على الفنان سمير قريطبي وذلك لسبب غربتي الطويلة في أوربا, لكن هذا لم يمنعني ان أتابع نشاطه الفني. بعد ان تخرج في مدينة اللاذقية عام 1981 أنجز كثيرآ من المعارض الهامة. وسار في طريق ثابت ومقيم. إختار الواقعية ومن الواقعية العمرانية جعل منها مذهبآ حسنآ على أسس الدقة والعناية والنظرة الخاصة, إحترفت ريشته السخية الوان الآثار القديمة, حتمآ ان الفنان سمير تعرف من خلال دراسته على جميع المدارس التشكيلية , وعرف عن الفن التشكيلي ماكثر منه, لكن إختار الواقعية بقناعة. الفنان العظيم هو الفنان الذي تشحن ريشته ألوان الأشياء التي تحيط به, ومن واجب الفنان أن يكون متأثرآ في ما هو قريب منه, وليس غريبآ ان يسير الفنان سمير على طريق الواقعية, الذي يلفت النظر هو عظمة لوحاته وألوانها الجيدة التي ينقلها بكل حرص وتقدير ويجعل من اللوحة صورة فوتوغرافية, لوحاته بوسعها ان تنطق عن ماضي هذا البلد العريق, لوحاته تحمل أسرار الماضي, لكن لها صوت واضح وتقول عن آثارنا انها اشياء لاتقبل ان تكون في عالم النسيان.

آثار سورية جميلة, وآثار تحيط في الفنان سمير لها نكهة خاصة عندما تعالج في ريشة الفنان سمير, لقد ترعرعت عيونه منذ الصغر على هذه المناظر الجميلة, على آثار مدينته ادلب وعلى آثار مدينة حلب. لقد إختار تلك المناظر بكل قناعه, وعالجها بنظرته الدافئة ,اعطاها حبه الفائض. يرسم القلاع القديمة, وقصور عريقه لها كبرتها حتى يومنا هذا ولم تسمح للسنين ان تبقى مجهولة, حجارها تنطق في منابر الغرب أيضآ ولهذا نجد لها أهمية في كل مكان. الأستاذ سمير حذف المسافة بيننا وبين آثار حلب, آثارادلب, وقرب لنا في معارضه سرجيلا بما تحتوي من فيلات وكنائس ومن مدافن محفورة. ويقول لنا في هذا إن لم تستطيعوا السفر, انا آتي لكم بكل آثار جميلة. فهو يرسمها حتى تكون قريبة من عيون الجمهور. من رسوم الفنان, القلاع البيزنطينية في القرب من حارم, وآثار ترمانين والدانا, وسرمدا, وآتارب, وديرة عزة, وقلعة سمعان, وأيضآ مملكة ايبلة ومدارس معرة النعمان وخاناتها القديمة. عندما نقف أمام لوحة من لوحات الفنان سمير نتمنى ان تحدثنا حجارة اللوحة عن أسرار ماضيها, وأيضآ عن أسرار ريشة الفنان, هذا يشير الى دقة الفنان وإعتنائه في اللون إنني سعيدآ في معرفة اعمال الفنان سمير وإنني سعيدآ لانه من أبناء بلدي , وإنني سعيدآ بأن أجد ان الفن في يومنا هذا يهتم في اشياء ماضية ويجعلنا ان لاننسى التاريخ. لوحاته الجميلة هي مرآت لنا ننظر من خلالها إلى ماضي هذا الوطن العريق. الفنان والناقد السوري المغترب, عبد القادر الخليل