افتتاح معرض المتقدمين لاتحاد الفنانيين التشكيليين في صالة الأسد للفنون الجميلة … و إضاءة نقدية من الفنان عبد القادر خليل

 

 

 

 

 

احتفاء بأعياد نيسان المجيدة
برعاية الرفيق عماد الدين نسيمي رئيس مكتب التربية والتعليم العالي الفرعي
يتشرف اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب
بدعوتكم لحضور معرض
المتقدمين بطلب انتساب لاتحاد الفنانيين التشكيليين

وذلك في الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 24-4-2012
في صالة الأسد للفنون الجميلة – حديقة الروضة – جانب مشفى الرازي

 

 

وقد سعدنا؛ عالم نوح،  بتواجدنا في هذا المعرض المميز والذي قدم له الإضاءة النقدية المليئة بالمحبة والتقدير الفنان والناقد التشكيلي عبد القادر خليل.

سمعتُ أحد الفنانين من المتقدمين للإنتساب يشرح للضيوف عن ميول اسلوبه للمناظر الإنطباعية لانه من أصل قروي. هذا المغزى أسرني في الداخل وليس لانني من أصل قروي فحسب, بل لأنه واجب على كل فنان ان يتأثر في الأشياء التي تحيط به، إن كانت من القرى أم من المدينة.

يقول الفنان ماتيز: الذين يجعلون من أسلوبهم مزار ديني , إنهم يبتعدون عن الطبيعة ويبقوا على هامش الحقيقة. بينما الفنان عندما يفكر في لوحته, يجب أن يتصور أن هذا العمل هو خيالي, لكن عندما يرسم يجب أن يشعر انه يُنجز صورة للطبيعة.

رحب اتحاد الفنانين في أعضائه الجدد. وهذا المعرض الذي رأيناه هو البادرة الأولى من نوعه, لم يسبق أن يكون معرضاَ للمنتسبين قبل تعيينهم, و نشكر إدارة الإتحاد على هذه البادرة الجديدة والجيدة. وما شاهدته العين في هذا المسرح اللوني هو برهان هام عن مستقبل وضاح في الفن التشكيلي. وإن وُجدت الصعوبات لدى أحد الأفراد المنتسبين, أذكرهم بأن علماء الفن العالمي وجدوا صعوبة الإنتساب من أجل نيلهم وسام العضوية. أفضل مثيلاً لهذا , هو ما عانه الفنان الإسباني فرانسيسكو غويا, زعيم البناء الأول لكل تجديد, لكن لم يستطيع الإنتساب من أول مرة, وحتى الثالثة لم تقبل عضويته, نحن بحاجة الى هذه الروح الفنية التي لاتقف عند المصاعب, وأصرً بأن يكون عضواً مهما طالت الأيام ومن يعشق الفن لاينظر الى الزمن, وشاءت الأيام ان يكون غويا رئيس اتحاد الفنانين في الدولة العظمى آنذاك, وأن يكون الفنان الأول في المملكة, وأن يكون فنان القصر الملكي.

 

لقد تأثر البصر فيما جاءت به بعض المنجزات, وأن هذا الربيع سيأتي بثمار ناضجة في المستقبل القريب, وزمرة جيدة من تلك الثمار رأيناها في هذا المعرض. كان حفل هام للإسلوب الواقعي, لاشك انه يلفت النظر التأثير الواضح والتقيد في القوانين الأكاديمية, لابد ان نشاهد لمسات التوجيه الأكاديمي . من لم يتأثر بإستاذه ؟ لكن مع هذا أشاهد ان هناك منجزات واقعية حملت ضمنها مواضيع تعبيرية, وأخرى رمزية وهاذ يدل على شخصية الفنان المبدع. بعينه اليمنى يتابع التوجيه وبأخرى ينظر الى أوامر الروح الداخلية.

لم يكن هذا المعرض لمدرسة واحدة بل اتى بطرقات متفرقة, وإن كانت جميع الطرقات تلتقي في روما, لكن لم يسير الجميع في طريق واحد. هذا هو نجاح الفن التشكيلي لم تبقى مدرسة دون ان يكون لها ناطق بإسمها. رأينا مشاهد من التصوير الزيتي, وأخرى من المائية, وأخرى من المواد المشتركة, وهكذا في النحت ايضاً , جاءت بتجارب عديدة من المعدن والخشب, وحتى في الفن الأسود تأثيراً في الفنان رودين.

 


أسماء المشاركين
زهراء حلاق
رمزي حسين صباح
أيمن الأمين
علاء يوسف
حسن ابراهيم
ريما بتراكي
محمد هادي محمد
نورا بغدي
رزان خليفة السعدي
مصطفى جرجنازي
بتول غجر
مريم عيشو
نجلاء دالاتي
ضياء طاووز
علي حرب
مصطفى ماهر بوشناق
عبد الغني أبو صالح
غياث ناصر
حسن الحديد
الفضل حاج درويش
بثينه عرابي

 

 

أيضاً يشاهد الزائر تجارب جيدة من الإنطباعية و من التعبيرية ومن التكعيبية. وفي الإضافة إلى هذا, هناك لمسات داخلية ضمن المنجزات والتي فيها ادخال لأساليب أخرى. لكن الذي أضاء المعرض بصورة عامة, هو الطابع الأرضي في منجزاتهم بصورة عامة, جسدوا المناظر الطبيعية والإنطباعية منها, وجسدوا الطبيعة العمرانية وخاصة الأثرية والقديمة.

هذا نوع من التأثيرمن جه, كما نشاهد ان البعض لهم تأثير في الفن العالمي, هنا عليً ان أشير ان التأثير حين يتجاوز حدوده يضعفُ الفنان ولو كانت منجزاته ممتازه. نغض الإشارة لأنها لوحات قليلة لاغير. وعلىً ان أضيف ان هناك بعض المنجزات لم تُعطى من الزمن الكافي وأخذت على عجل, في حين يبدأ اللون عمليته التفاعلية وتبدأ المرحلة الجلوسية للون هذا يؤثر على المنجزات التي هي سريعة الإنجاز وتفقد اللوحة زهوتها البصرية.

 

 

 وجود بعض الأخطاء القلية, لاتخص هذا المعرض فقط, بل ككل المعارض . في هذا المعرض وجدنا الإعتناء في الإضاءة وهذا واضح , لكن ضمن بعض المنجزات لانجد نفس العناية في الظل, الظل والإضاءة هم رأس الحكمة لكل فنان.

ليس بوسعي أن أنهي هذه المقالة عن هذا المعرض دون أن اقف سويعات للحديث عن بعض المنجزات الهامة والتي لها جاذبية خاصة, هم مُتعددين لكن اخص منهم بفنانين جاؤا بأشياء فريدة و يجب الوقوف عندها.

لوحة الفنانة ريما بتراكي. لقد أعطت لمحة عما يدور في مشاعرها الداخلية وجسدت الأبعاد الثلاثة . التشريح الكامل الدقة في البعد الأول وإحتضانها للألوان الخاصة, هي أنشودة سحرية من عالم الجمال, اما في البعد الثاني فجسدت أسلوب هاذا الشعب الذي تُدان له الإنسانية وأعطته من الرمزية الوان ذهبية. وجائت في البعد الثالث بغيوم كثيفة تعبر بها عن أزمة الوطن وتركت مخرجاً يضيئ في نهاية هذا النفق . في هذه اشارة ان لا أزمة دائمة وللجميع طريق واحد. لوحة هامة فيها تلتقي القوة الفكريةو والقوة التعبيرية ضمن إطار واقعي.

 

الفنانة بتول غجر ولوحتها الأم تحمل ولدها. نظرة الأم تعبرُ القارات وتشرح للناظر عن آمالها . لوحة تسير بثلاثة أساليب مدرسية جنباً الى جنب وبآن واحد دون اي تحطيم لمدرسة أخرى, الواقعية والتكعيبية والتعبيرية, ثلاة مدارس قي لوحة واحدة, وثلاث أهداف تشير بها في هذه اللوحة, ولكل ناظر له الحرية في إختاير تلك الأهداف.

الفنان محمد هادي. من الطبيعة أخذ مناظر وعالجها بإسلوب خاص, وخاصة في مُهمتين. استعمل الألوان المضيئة كي يظهر مغزى الظل, لواحت جميلة وغنية في استعمال الكاشف والغامق, ايضاً له تعبير بهذا الصدد, لكن نسي ان الإضاءة تأتي من جهة واحدة .أ ما في تصميم وتكوين اللوحة أتى في ألوان جميلة وأعطى الأبعاد البصرية مقاييسها. لوحاته فيها جاذبية جميلة, منها الألوان الكثيفة والكاشفة.

 

الحديث عن أفراد لاغير هو من أجل الزمن, بينما جميع اللوحات المشاركة اجد الحديث عنها مناسباً وفيها اشياء غنية. . ويسعدني ان التقي مع جميعهم في المعارض المقبلة.

متمنياً لهم كل خير ونجاح.

 الفنان والناقد التشكيلي : عبد القادر الخليل
abdulkaderalkhalil@gmail.com

متابعة زكريا محمود_عالم نوح