معرض المتمرنين في اتحاد الفنانين التشكيليين 2-5-2012
- مايو 3, 2012
- 0
معرض الفنانين المتمرنين في اتحاد الفنانين التشكيليين الذي أقيم في صالة الاتحاد يوم الأربعاء 2-5-2012.
معرض الفنانين المتمرنين في اتحاد الفنانين التشكيليين الذي أقيم في صالة الاتحاد يوم الأربعاء 2-5-2012.
وقد كتب لنا الفنان التشكيلي والناقد عبد القادر الخليل:
حفلة التخصص التشكيلي حادثة واحدة تمر في حياة الفنان. وعند قطف الثمار نغيب. انتظرنا طويلاً حتى وصلنا الى هذا الحفل, شابت الأيام وتحطمت الأحلام في بعض الزمن لكن وصلنا للمطلوب وتم إفتاح معرض التقييم الأخير لكل فنان منتسب، وحان الأوان أن نقطف الثمار, لكن لم يخرج في الصورة الا القليل من الزملاء, لقد تم الافتتاح بعد انتظار الحاضرين طويلاً كي يصل كل متأخر, بل لم يأتوا المتأخرين و للأسف. كيف نطالب في الإصلاح ونطالب في حقوقنا وننسى الواجب علينا؟ كيف نطالب في مساعدة الفن التشكيلي من الأخرين ونحن الفنانين لا نساعد حتى في وجودنا. فلماذا لم يحضر هذا الافتتاح الذين أقيمت لهم الحفلة؟ من طبيعتي أنني أتحدث عن الفن دون الإشارة للأشخاص, ومن طبيعة الناقد أن يكون بناء في حديثه, لهذا أخص بحديثي الأهمية الكبرى التي وجدت على أرض المعرض, هذه الأهمية هي غياب ملحوظ من قبل المشاركين ومن قبل الفنانين بصورة عامة. أنا من الفنانين المتمرنين, أربعون سنة وأنا أعرض في الدول الغربية وهذا لا يمنعني أن أكون سعيداً بهذا الوسام, كنت مشهوراً في مكان إقامتي ولي الفخر أنني عضواً في اتحادات عالمية, لكن سعادتي ليس لها مثيل في الماضي من سعادة هذا اليوم, ألا وهو إنني أصبحت عضواً أساسياً في مدينتي وبين زملائي, ومع كل نجاحي في الخارج، لم أتقاعس عن مهماتي هنا وسرت في نفس الطريق كما سار أي زميل لي في سورية.
وانتظرت كأنني مبتدئ, وانتظرت حتى حان الأوان مثل اي زميل, ولهذا بدأت في الحديث متسائلاً, يوم السعادة نغيب؟ لماذا؟ هذا السؤال تتراكم عليه أسئلة اخرى لا أريد الجواب عنها, بل أضيف: من الأفضل أن يصل الإنسان ولو كان متأخر. أما عن المنجزات الفنية في هذا المعرض, فهي ككل المعارض الجماعية, لا تأتي بأفضل منجزات الفنانين, نعرف أعمال الجميع, وكل فنان يمتلك منجزات أهم مما كانت في هذا المعرض. من المعروف في الدول العالمية هو أن تعيش منجزات الانتساب في متاحف البلد ومتاحف المدينة, لهذا تُقدم أفضلُ أعمالهم, لكن وبالإضافة الى أن أعمالنا هذه لن تسكن في المتاحف, هذا من طرف ومن ناحية أخرى إن العدد المطلوب كان كثيراً. لهذا يقدم الفنان أشياء من المستوى الوسطي. ومع هذا أقول لقد جاء هذا المعرض بأعمال هامة وإضاءة واسعة. لقد شاهدنا تآلف المدارس المتفرقة, وشاهدنا أمثلة جيدة من كل مدرسة, الواقعية والانطباعية, ومن فن الحروف العربية, ومن الفن الحديث. من التعبيرية الى الرمزية, ومن التراث القومي إلى الحداثة العمرانية, بشكل عام هناك تجديد في التقنية, وفي التصميم, هناك حداثة موضوعية وحداثة لونية. ما هو ظاهراً في هذا المعرض هو عدم التقيد في الألوان الأكاديمية, الألوان التي تتميز بإشارة المدرسي، بوسعي أن أقول إن هؤلاء المشاركين هم ثروة غنية وذات مستقبل هام لصالح الفن في حلب وللفن السوري. جميع المشاركين لهم مسيرة واسعة, وشاركوا في المعارض الهامة داخل القطر ومنهم من شارك في المعارض العالمية. يصعب التعبير لدى الفنان , حين يتحدث عن نفسه وعن أعماله, لكن يجب علي أن أوضح بعض الشيء عن أعمالي في هذا المعرض, وأطلب السماح سلفاً من كل زميل من زملائي المشاركين.
لقد شاركت بأعمال تعبيرية وإن كنت أخذتها من الواقع. من يعرف مسيرتي الفنية يعرفني فناناً متآلفاً مع معظم المدارس, إنني منساق مع جميع المذاهب التشكيلية, وحين يطرح علي السؤال, لماذا لا تأخذ شيء يميزك بنفسك, فأقول لازلت في أول الطريق وإن كنت تجاوزت الستين من عمري.
و تحدثنا الفنانة التشكيلة عائشة الخليل:
لقد تم أخيراً إفتاح معرض المتمرنين في صالة الأسد لاتحاد الفنانين في حلب, وتم تمييز المتمرنين الى الفنانين المحترفين, ومن هؤلاء الفنانين انا عائشة الخليل , شاركت في لوحتان اخذ تهم من التراث القومي, من محافظة حلب خصوصاً. كلاهما يعبرا عن مسيرتي الفردية واستعمالي للإضاءة, هاتين اللوحتان هما وجه التاريخ العريق, احدهما من قلعة حلب والأخرى من قلعة سمعان, أي إنهم الناطق الصادق عن عظمة هذه المحافظة, وهما إشارة كبرى لتاريخ حلب. هما مثل هام للفن العمراني القديم في سورية الوطن. هذا المعرض الذي أتى بجزء من حياة الفنانين المشاركين, هو جزء من تقنياتهم المتعددة في لحظة معينة من تاريخ كل فرد, هذه اللوحات هي إحساسات مختلفة لكن متآلفة بآن واحد… حضر الافتتاح بعض المشاركين ويلفت النظر غياب الكثير منهم وللأسف, كما إنني آسفة على عدم الاهتمام في الفن التشكيلي هنا في بلدي سورية كما يجب, إن الفن التشكيلي هنا لا ينال نفس الاهتمام من الجمهور كما يعتني به الجمهور الإسباني الذي عشت به ومكان ولادتي. من هنا يجب الإشارة الى التقصير الذي حدث من بعض الفنانين المشاركين, على الفنان أن يهتم بنفسه كفنان وليس في اهتمامه في الاسم الفردي, , نهتم أحياناً في أسمائنا, ولا نهتم هكذا في منجزاتنا, الفنان يذهب لكن الفن باقي, علينا أن نذهب الى المعارض كي يهتم بنا الجمهور, عدم الحضور يرشد الآخرين الى النسيان وإهمال الفن. الفنان هو الذي يعتني في المنجزات الفنية وأيضاً في العمل الدائم و الحضور للمعارض هي مهمة كل فنان.
كما التقى عالم نوح بعدد من الفنانين المشاركين، فكان لنا هذه الحوارات:
الأستاذ عبد الله الخالدي:
أنا منذ حوالي العشرين سنة كنت أعمل على المنط الكلاسيكي ومن ثم في هذا المعرض انتقلت إلى التعبيرية، ففي الحالة الإنسانية التي شاركت فيها أجسد من خلالها النمط العربي القديم والمرأة الشعبية بكل تفاصيها، ففي هذه اللوحة نراها تعمل على الصوف وبجانبها الكرسي كما كان الوضع قديماً، بالإضافة إلى أني شاركت بلوحة أخرى أجسد فيها حالة العميان الذين كنا ومازلنا نراهم كثيراً في المسجد الأموي وأثناء القيام بالإصلاحات داخل الجامع أصبحنا نراهم كثيراً أمامه، ومانراه هي لقطة فوتوغرافية لهم ومن ثم قمت بتجسيدها بلوحة فنية، أي أنني قمت بتقدم موضوع واقعي بطريقة تعبيري، وقد استخدمت في لوحاتي الألوان الزيتية فقط.
الدكتور ياس هبراوي أمام لوحة الفنان المرحوم شريف محرم
عملياً هذه اللوحات قديمة إلى حد ما بحكم أنني لم أرسم في الفترة الأخيرة، وقد شاركت بعدد من لوحات البورتريه تراوح التعبير فيها، ففي إحداها نرى الشخص يتحلى بملامح قاسية وقوية إلى حد ما وإلى جانبه صورة شخص رزين يتحلى بالوقار والهيبة، ففي كثير من الأحيان تضطر إلى تغيير اسلوب الرسم بحسب الحالة النفسية للشخص الذي ترسمه، وبالإضافة إلى هاتين اللوحتين فقد شاركت بلوحة أخرى تعبر عن الأصابع التي هي إحدى المعبرات الأساية عن شخصية الإنسان، فعندما ترسم شخصاً وأصابعه ظاهرة في اللوحة فإن تعابيره تختلف تماماً عندما ترسمه دون أصابع، وفي لوحتي اخترت العكس تماماً إذ أن الوجه غير موجود وإنما ركّزت أكثر على الأصابع فقط التي تعطيك إنطباعاً بأن الشخص في حالة شغف موسيقي هائل.
الأستاذ إبراهيم علي:
قدمت اليوم موضع يتحدث عن الطبيعة ولكن بطريقة سريالية اعتمدت فيها على تضاد الألوان التي برأي تظهر جمالية اللوحة أكثر، وقد استخدمت الألوان الزيتية في اللوحات التي ساهمت في اغناء جمالية اللوحة ورؤيتي لها، فأنا استخدم الألوان الزيتية منذ أكثر من /8/ سنوات وقد أشاد بهذا الأسلوب العديد من الأساتذة في جامعة دمشق وأرادوا مني المتابعة به، وبالفعل مع الزمن شعرت بأن اسلوبي تطور كثيراً.
لقاءات وتصوير: نوح حمامي
تحرير: أغيد شيخو_ عالم نوح