معرض برصوم برصوما 2010
- ديسمبر 19, 2010
- 0
من حضارة ما بين النهرين، جاء الفنان برصوم برصوما يحمل في وجدانه انسانية جمالية لائقة بحضارة وطنه…
من حضارة ما بين النهرين، جاء الفنان برصوم برصوما يحمل في وجدانه انسانية جمالية لائقة بحضارة وطنه. فهو يقف إلى جانب الإنسان في مأساته في تراجيديات تصويرية مشبعة بالعاطفة ونلاحظ في أعماله الملامح المسرحية وعلاقة الإنسان برموز معمارية وبالأرض، وغني في إبداعات زخرفية حديثة تجاور الملامح الزخرفية القديمة.
فجاءت التكوينات التي عالجها الفنان تحمل الكثير من العاطفة.
الفنان التشكيلي
د. فاتح المدرس
قادماً من أغنية البدء، حاملاً في جعبته ألف لون تجوب ملامحه الحديثة بطقوسها المجنّحة، لتقف أمام نقوشها في مساحاته الملونة المتكررة في حلقات ومستويات مختلفة، استمراراً لسومريّته الأولى حاملاً في ألوانه شمس تموز، فأزرقه والأحمر وكذلك الأبيض تمده حقولاً تتألق بها غزلانه معلقة بشارتها الفكرية.
لا تستطيع المرور في أروقته الفنية من غير توقف حيث تتلاطم أفكاره الفنية المخزونة لتوصلك شطآنها وتخبرك سفنه التي ترسو بموانىء عجاجه أن عطايا سومر وبابل تبحر مجددة حاملة الفكر واللون والديانات.
برصوم برصوما متأصل بفطرته التاريخية مصقولاً بدراسته الأكاديمية وخبرته المتواصلة بالحبث والتدقيق فتكبر عنده المعرفة من خلال عرفانه الأزلي فترى عشتار أذابها العشق ولوّن صوتها الحب، فاجتازت المجرات بحثاً عن قوس النصر.
تركي محمود بك
ندفعُ النبضَ..
في مواتِ الوقتِ.
ونُذيبُ الأسودَ،
بلمسَةِ الضَّوءِ،
فَمن قَتَلَ غداً؟..
وعكّر صَفّْوَ اللونِ.
وَرَفَعَ المَوجَ عالياً،
صاخِباً بالظنَّ.
مَن أثارَ الغبارَ..
ورحّل الرُؤَى.
ودَفع الوشْوشَةَ،
لحُدودِ المدى.
أُريد ظِلاً..
بين الأرضِ.. والحُلُمِ.
وَجِداراً ..
يتَّسِعُ، لِفوضى كَلِماتي،
وَلوناً عابثاً..
صاخِباً بالأُغنياتِ،
وَزَهراً..
تهيمُ بهِ، كُلَّ الفراشات.
برصوم برصوما
السيد أيمن شهابي، الفنان برصوم برصوما* الأستاذ سمير شحادة والسيدة عقيلته
إن الزائر لصالة الكارما آرت لا يمكن أن بشعر خلال تجواله أمام لوحات الفنان "برصوم برصوما، إلا بـ (الاعتزاز بالنفس ) التي تتوج وجوه أشخاص هذا الفنان. وبالرغم من مسحة الحزن في بعض الحالات أو قليلاً من الرومانسية في حالات أخرى، فإن هامة الشخوص مرفوعة بتاريخها وتراثها وحضارتها الآشورية خاصة وما بين النهرين عامة.
وهذا نص الحوار الذي أجريناه مع الفنان التشكيلي برصوم برصوما:
أستاذ برصوم، كرؤية أولية للمعرض ماذا تحدثنا عنه ؟
بشكل عام هناك لغة خاصة تبقى في المعرض كخط عام.. و من الواضح أن مفردات هذه اللغة لها خصوصية شرقية عموماً إن من حيث اللون أو من حيث الفكرة و التكوين و الشخوص و الهموم وهي أغلبها حالات إنسانية. و هي في نفس الوقت تمتلك؛ عموماً، الروح الشرقية و المحلية و من الممكن أن يكون لها بعداً إنسانياً عالمياً واضحاً .
رأينا أن هناك اهتماماً كبيراً في تفاصيل و أجزاء كل لوحة, بحيث نرى في كل عمل أبعاداً عديدة ومشاهداً مختلفة!
الفنان؛ غالباً، يجب أن يهتم بجميع الجزئيات الموجودة في اللوحة و أن يتحكم بمساحتها ككل وأن يهتم بجميع التفاصيل الموجودة فيها من أجل إيصال الحالة التي يود أن يعبر عنها بصورة.. مؤثرة .. أوجميلة ولكن متقنة وبالتالي الهيمنة على مساحة اللوحة بالكامل ضمن تكوينات بنائية معمارية أمر مهم جداً و إلا سيحصل خلل في توازن اللون أو التكوين أو المساحة .
في الفن التشكيلي هناك العديد من المعطيات.. التي يجب أن تتكامل لقول شيء ما موجود في ذات الفنان للتعبير عنه، و إلى أي درجة يستطيع كل فنان أن يعبر عن حالته، هذا عائد له.. تماماً مثل الشاعر.. فهناك كلمات معينة تحرفنا عن المدلول للمعنى و هناك كلمات هي التي تصيب المعنى تماماً فيجب إذن أن نملك المرادفات التي توصلنا لما نريد أن نبوح به في حالة الشعر مثل الفرح و الألم .
لاحظنا أن هناك تركيزاً على الإنسان والغريزة الإنسانية.. الجميلة في لوحاتك, فما هو الشيء الذي تريد أن تعبر عنه من خلال هذه الحالة ؟
هناك حوالي 50 لوحة و وغالباً ما يتواجد فيها الإنسان حتى لو كانت الطبيعة هي العنصر الرئيسي .. هو دائماً موجودا ليكون له الأهمية الأولى في لوحاتي. أما ما رأيت من "غريزة" فهو موضوع جمالي بحت.. يمكن أن يحكي عن أبعاد إنسانية أخرى لها علاقة بالذات و الألم و الانتظار و الحب والعديد من الحالات, أما موضوع الغرائز فإنني لم أقصد أن أعبر عنه بالمعنى الحقيقي للغريزة, ولكن هناك حالة تفاني و تصاعد في البعد و الشكل و المادة و الكتلة و محاولة من أجل أن نرتقي إلى أبعاد إنسانية معبرة, ولكن بالنهاية هي مسألة جمالية و إلى إي مدى نحن قادرين على أن نتفهم البعد الذي هو طبيعي و اعتيادي و مرئي فسيصعد ما هو جميل فينا .
في الفن عموماً هناك محاولات متعددة للتعامل مع نص جمالي و مفاهيم جمالية و لكن الأهم إلى أي مدى نستطيع أن ننجح في التعامل مع هذا النص, فهذا الشيء مرهون بالفنان و المتلقي و هذه العملية تدعنا نشعر بهذه الحالة من التطور في العمل ذاته .
لاحظنا أنك أخذت من الحضارة الآشورية و ما بين النهرين و كانت مواضيع لمعظم لوحاتك, فما هو رأيك ؟
في الحقيقة هناك تأثر وتأثير في مجال الفكر.. كمثال: العالم كله متأثر بالحضارة الإغريقية اليونانية, والحضارة الآشورية وحضارة ما بين النهرين، لا تقل عنها إبداعاً.. هي حضارة غنية .. والنصوص والآثار التي وصلتنا تثبت لنا ذلك، فمبدعيها قدموا لنا الحياة والموت والخلق و العديد من المواضيع الهامة الحياتية والدينية والفنية العميقة فكريا، بحيث هي موروثا إنسانيا خالصا، وبالتالي يجب علينا، كفنانين، لا أن نعاملها كمجرد "آثار"، بل أن نتعامل معها بصدق وما تستحقه من احترام و نطلع على هذا التاريخ المشرق وأن نلقي عليه الضوء وأن نستلهم منه.
محمد فاضل ـ نوح
وهذا فريق عمل قناة مسايا
السيرة الذاتية للفنان برصوم برصوما