معرض خالد عقيل في الكارما آرت، من 1-5-2011 لغاية 12-5-2011. صور من المعرض وكلمة الكاتب وليد إخلاصي ولقاء معه.

خالد عقيل

من مواليد حلب 1986

خريج كلية الحقوق والعلوم السياسية ـ جامعة بيروت العربية

أقام عدة معارض فردية داخل سورية، وله أعمال مقتناة داخل سورية وخارجها

مشروعه الفني هو المعادلة بين التشكيلية والفوتوغراف

 

وقد جاء في كتاب المعرض :

تذكرني صور الفنان خالد عقيل بجداريات الشاعر محمود درويش أو فسيفساء واجهة المبنى في الجامع الأموي بدمشق أو سقفيات الكنائس الكبرى بريشه رسامي العصر الذهبي.

 وتثير لوحاته في النفس المطمئنة قلقاً لا يوقفه شيء من حساسية لقطاتها ودقة تفاصيلها، وفي النفس الثائرة استسلاماً يرؤّضه جمال الألوان المندمجة في ظلام الصورة ونورها.

هي العين التي أطلت من خلف الكاميرا تراقب وتنتظر اختطاف اللحظة المدهشة، وكأن رؤية الصور تشارك رؤياه لتمرّ عبر صفاء العدسة مثيرة غبار الابداع الذي ما يلبث أن تجمّع في تشكيل يحفر في وجدان المشاهد وشماً.

وهي العين التي خرجت تبحث عن الإثارة في ملفات المألوف، وهي التي تنقّب في طيات العادي عن المدهش.

وهكذا التقطت عين خالد عقيل العاكسة لروحه المتقدة وأحلامه المتوثبة تلك الصور التي قدّر لها أن تكون إضافات على جداريات هذه المدينة.

وهكذا أتيحت لنا فرصة في المتعة التي قدّمها لنا هذا المعرض الجميل.

وليد إخلاصي

 

 

الفنان خالد عقيل، يمثل جيل الشباب الفنان الطموح الذي يؤكد من خلال معارضه أن الفن لا حدود لإبداعه مدعماً بالفكر والفكرة و بالثقافة البصرية والأدبية والعلمية. لديه مخزون أدبي وثقافي من آل الكواكبي من طرف والدته سمر الكواكبي، ومخزون فني تشكيلي من والده الفنان يوسف عقيل. لهذا فالمتجول في معرضه؛ إن كان لا يعرف خالد، لا بد وأن ينتابه شعور أن هذا الفنان ربما قد تجاوز مرحلة الشباب بسنوات عديدة وأن هذا المعرض هو نتاج خبرة وحياة طويلة جداً… ولكن خالد لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره وهذه هي المفارقة هنا في هذا المعرض. إذن لنتعرف أكثر على الفنان الشاب خالد عقيل بعد أن تعرفتم على أعماله من خلال حضور المعرض أو مشاهدة الصور.

يبدأ الفنان خالد عقيل حديثه عن العلاقة بين حلب ومعرضه فيقول:

دائماً أفضل أن يكون المعرض الأول لي في حلب ثم أنقله لباقي المدن لأنني أشعر أن هذه المدينة لها واجب علي ويجب أن أعطيها حقها وأن أساهم بأعمالي ومعارضي ليظل فيها الفن والثقافة ساريان.

وعن رؤيته للفن يقول:

الفن هو أداة من خلاله يعبر الفنان عن مشاعره بغض النظر عن الأداة أو الشكل الذي يقدمه فيه من رسم ونحت وتصوير ضوئي وغيره. فالمادة ليست مهمة بقدر العمل المقدّم فأنا قدمت هنا مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي اخترتها والتي أشعر أني متعلق بها جداً وفيها مجموعة من الخواص التي أرى أنها توصل وجهة نظري فالفن لا حدود له فمن الممكن للفنان أن يستخدم أي مادة كانت ويقدمها بطريقة فنية ملفتة وراقية وكما قلت كل الفنون هي وسيلة لتقديم ما يخالج النفس وما يشعر به الفنان.

وعن أعماله الطاغية عليها الأبيض والأسود قال :

أشعر أن الأبيض والأسود يشابهان الواقع الذي نعيشه، إذ لا يمكن أن يكون هناك لون رمادي فقط وإنما يوجد أيضاً الأبيض والأسود .. يمكن أن تكون في هذه النظرية شيء من الفلسفة ولكنها الطريقة التي أفكر بها، أما من الناحية الفنية فأنا أشعر بجمالية اللون وبسبب هذه الجمالية فإنها تأخذنا إلى أماكن بعيدة، ولكن عندما تكون الصورة بالأبيض والأسود فإنها تجعل المتلقي يركّز أكثر على الموضوع والإضاءة.

أما بالنسبة للمواضيع التي يطرحها :

المواضيع متنوعة جداً وكلها تتمحور حول واقعنا .. إذ تشمل السياسة والدين والوجود فطرحت من خلال عملي لمدة تسعة أشهر؛ هي المدة التي استلزمت لإخراج هذا المعرض إلى الوجود، الأحاسيس التي شعرت بها والتي انتابتني من الواقع ومن وجهة نظري، وأنا في الأخير أقدم عملا فنيا يدخل فيه الفوتوغراف مع الخط مع التكنيك لتقديم فكرة متكاملة ناضجة.

 و قال عن علاقة الشباب بالتراث والحداثة أو بين الماضي والحاضر:

الشاب جزء من التراث لذلك يجب أن يقدّمه ولا يتجاهله، فأنا أعيش في هذه المدينة وبالتالي هذا ينعكس على العمل الفني الذي أعمل عليه، والتراث برأيي ليس فقط شيئاً قديماً وإنما أيضاً هو جديد، لذلك أشعر أن هذه الأعمال قريبة مني على الرغم من أن الناس يمكن أن يشعروا أنها أعمال تراثية قديمة لأن الألوان (الأبيض والأسود) يوحي بالقدم، طبعاً للدراسة دور في بعث هذا المخزون بالإضافة إلى معرفة البيئة الاجتماعية والثقافية والسياسية وله علاقة بالماضي والحاضر الذي نعيش فيه، فالصور هي رسالة كل فنان لذلك يجب أن يقدّم شيئاً من الماضي والحاضر وإلى ماذا يطمح ويعكسها في أعماله، فهناك بعض الصور التي تتجلى فيها الحداثة و التي أجسد فيها الحاضر الذي أعيشه كما أن هناك بعض الصور التي تمثل الماضي وأخرى تمثّل المستقبل الذي أتمنى أن نكون عليه ولكن إخراج الصور وتقديمها يوحي بالقدم، وهذا أسلوبي.

وبالنسبة للفرق في الطرح بين معرض دمشق ومعرض حلب:

دراستي كانت في الحقوق والعلوم السياسية والتي تستوجب علينا أن نختلط بالمجتمع أكثر وأعتقد أن هذا ما جعلني أفهم المنطقة وأعرف أبعادها بشكل أفضل، وقد يختلف المعرض الذي قدمته في دمشق عن هذا المعرض بأنني انتقلت من طور إلى طور ومن حالة إلى أخرى إن من حيث النضج الثقافي والإنساني أو من حيث النضج الفني، خلال هذه السنة التي تفصل بين المعرضين، وشعرت في هذه المرحلة أنه يجب أن أقدم شيئاً آخر مختلفا عن ما سبق وما سيأتي.

 
في الختام نتمنى لخالد المزيد من النجاح والتألق، حيث أراه منطلقاً نحو العالمية بمواضيع وهموم محلية تلامس الأحاسيس والإدراك الإنساني.

حوار نوح حمامي