
معرض ربيع حلب 2012 ربيع فض العتب
- يوليو 8, 2012
- 0
الفنان التشكيلي محمود الساجر: معرض ربيع حلب 2012، إنه ربيع فض العتب والانحطاط والصعود نحو الهاوية ..
معرض ربيع حلب 2012
انه ربيع فض العتب
والانحطاط والصعود نحو الهاوية ..
الفنان التشكيلي
محمود الساجر
رئيس مركز الفنون التشكيلية بحلب
لابد للنقد أن ( يجرح) لكن بالورد لابالسكين..
لقد ظهر وبشكل واضح, إحجام معظم الفنانين التشكيليين والمهمين في الحركة التشكيلية السورية المعاصرة… عن المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية التشكيلية الهامة, لأنها خالية من روح الإبداع والتجريب والبحث الجاد والمغامرات التشكيلية المعاصرة.
لا بل هناك حضور كبير وقوي وملموس لأصحاب المواهب والمفاجآت الغير تشكيلية, والمغمورين بملامح الماضي .. والمسكونين دائماً بالمفردات الحياتية العادية ..
يطرح علينا المعرض تساؤلات كثيرة – هل هناك أزمة في التشكيل الحلبي ..؟
هل هناك غياب للحالة الثقافية والإبداعية ؟.. وهلّات كثيرة …
إن أزمة التشكيل في حلب ليست أزمة عدد, أو أزمة أدوات, أو أزمة تقليد, أو أزمة مظاهر, بل إنها أزمة ثقافة وفكر, تجريب وبحث ..
أزمة فرد أغلق على نفسه جميع أبواب الثقافة والمعرفة … ونوافذ الثورة التشكيلية والبصرية العالمية المعاصرة … ورفض كل روافد التجديد والتحديث, والتقط لنفسه وبالمصادفة مفردة(رمز ) وقيم لونية … وبدأ يدور حولها وبدون وعي, فأصبح أسيراً للتنميط والتكرار, وتضخمت لديه الأنا النرجسية, لدرجة لم يعد قادراً على حملها, وعلى احترام تجارب الآخرين, بل ازدراء الآخر …
وانتفخت ذاكرته الفارغة, وامتلأت بالمفاهيم والأشياء المغلوطة ورائحة النفط والمخلوطة……….
ولحسن الحظ تأتي بعض المتغيرات والقرارات التنظيمية لصالحه دائماً .. وتجري الرياح لصالح جهله وسفنه الورقية.
لماذا نصر دائماً نحن القائمين عليها, بأننا نملك كل الحقيقة, لا بل على شمولية اهتماماتنا وقدراتنا الفكرية والثقافية الغير محدودة, بل ونتغنى أحيانا بتخلفنا التشكيلي, وجهلنا المعرفي, ونقوم بالتحطيم الغبي للقواعد والأسس الأكاديمية والمنهجية للعلوم والفكر والمعرفة والثقافة البصرية…الخ.
لماذا يصر البعض على أنه من حق الكل أن يعرض بضاعته / لوحته وأن الكل يتمتع بالموهبة والإبداع..
ألا يوجد لدينا هناك إعاقات تشكيلية وفكرية, تجارب وأعمال ليست لها علاقة بالتشكيل أو الفن. لابل يستحيل تصنيفها. بل هي أقرب لذاك الغراب الذي حاول الغناء.
ألا يكفينا تشويهاً وإساءةً بل وتدميراً للمفاهيم التشكيلية والقيم الجمالية المقدسة .. والأشياء الجميلة …
هل أصبحت مقولة كل شيء مع العرب صابون –حقيقة ؟
هل ماتت فيروز ….. وسادت ناسي وهيفا ؟
إنه ربيع النكسات التشكيلية – والخيبات الثقافية، أسميه بل المفاجآت والصدمات المجانية … والأمية التشكيلية والدبكة الهرمونية (اللونية )
ربيع حلب 2012 أعمال مطروشة على جدار صالة الاتحاد … وبعفوية دون ترتيب أو سيناغرافيا…
أعمال بقياسات مختلفة وتقنيات تتراوح بين المائي وألوان الزجاج والزيتي والمواد الأخرى ..لكنها خالية من نكهة الإبداع والانفعال … وضياء الروح .
إنها لأساتذة ومحاضرين أكاديمين كبار مشهود لهم بالخبرة والزمن والحضور الاجتماعي. تحاول قراءتها.. وفجأة تصاب بالخيبة والاكتئاب الربيعي وينتابك شعور بأن هؤلاء الجماعة أصبح هاجسهم فقط المشاركة الشكلية والمجاملة ووجود الاسم.
-زهور زيتية – وعازف كيتار بألوان الباستيل. شخوص ومساحات لونية وتحويرات لطيفة.
مع تعبيرية جميلة وناعمة… سطوح وإيقاعات لونية دافئة .. تتقاطع معها خطوط من الفحم تحمل في جوانبها حساسية ومزاجية نادرة وجميلة…فهم تشكيلي وحلول مقنعة للغاية.
ويستوقفك عمل آخر (40×60) مشحون بجملة من أحاسيس وحالات إنسانية وإرهاصات لونية … يهزك وبقوة من الداخل بحرارته اللونية وإيقاعاته الحمراء . واتقانه المدهش . وتجريده التعبيري المفاجئ والبديع ..ويبعث الأمل ثانية .
تتابع المشهد التشكيلي البصري .. جدار أخر هو مزيج من أعمال التصوير الزيتي والنحت (الريليف ) والأختام القديمة .. يذكرك بسوق اسمه (سوق الدهشة )
مفاجأة مدهشة جداً. بل هي من عجائب الدنيا الغير منتهية عمل نحتي (ريليف ) في درجات لونية رمادية بيضاء يحمل رأس كائن مسكين …وفي اللاشعور تتعاطف مع ذاك المسكين …
مجموعة أعمال فيها الوجوه … والطبيعة … والمدينة … والشخوص .. والمقهى والقلعة
كلها تشير إلى أن أصحابها ( أصحاب الفيل )مشغولين بأمور أهم من الفن التشكيلي..
لكنهم وبحكم العادة ولكي لاتقل فرحتهم .. تراهم أول المشاركين ( في كل عرس لهم قرص )
عدة أعمال بقياسات كبيرة تحضر في الذاكرة وتترك أثرا لاينسى شخوص , معجونة بسماكات لونية .. وقطوعات وسطوح مشغولة بمزاجية عالية وحساسية وحرفية عالية
وفهم سليم للعملية التشكيلية حالات إنسانية تثير التساؤلات… وترتقي بالروح إلى الفضاءات البعيدة والجميلة.
فتاة حالمة ومستلقية على خلفية من ألوان الأحمر وتدريجاته مع تبانيات لونية ساحرة.
وحلول تشكيلية معاصرة ومدهشة … وعمل أخر أقرب للتجريد التعبيري .. مساحات لونية حارة. وقطوعات وإيقاعات لونية مع لمسات لونية باردةاحياناً . تضيف للعمل عمق الرؤية وجمالية التشكيل النادرة والرائعة .
إن هذه الأعمال إن دلت على شيء .. فإنها تدل على أن أصحابها يتنفسون مع الأوكسجين الثقافة والمعرفة والفن ….بل يتمتعون بذاكرة تجمع بين التراث والمعاصرة….
وروح جادة في البحث والتجريب…..وفي هذا المكان يحضر الثقل التشكيلي … الله يازمان
ويأتيك الخط العربي واثق الخطوة يتمايل لكن بدون إيقاعات اوبهجة…………….
– وهناك بعض الأعمال التي يصعب قراءتها … وفك رموزها والتي تمنحك أحساسا قوياً بالاختناق … لتخرج مندفعاً إلى هواء الحديقة المحيطة بالاتحاد …..
ملاحظة : أن عدد المشاركين في المعرض /43/ فنان منهم 10 % اكاديمين والباقي بحاجة لعبد المعين والربيع القادم دعوة للمشاركة بمعرض للأعمال المنمنمة والمجهرية
لان طوفان الهواة قادم لامحالة ومدمر .
الفنان التشكيلي
محمود الساجر
رئيس مركز الفنون التشكيلية بحلب