نقدم لمحة عن الفنانة ليلى الديوري و لمعرضها الاخير بمراكش الذي كان 21 في يناير وامتد إلى 5 فبراير 2012، ونقدم إضاءة عنه للفنان التشكيلي محمد البندوري.

الاسم : ليلى الديوري

 

الفنانة التشكيلية ليلى الديوري

 

مستوى جامعي

مسقط رأسي مدينة الدار البيضاء إلا أن جذور الأجداد من مدينة فاس العلمية 

فنانة تشكيلية مغربية و شغوفة بكتابة الخواطر والشعر الحر

بالنسبة للفن التشكيلي أشتغل على الصباغة الزيتية والصباغة المائية وتقنيات أخرى مختلفة

كذلك تشمل مسيرتي الفنية الرسم على الزجاج والخزف والخشب

أقمت معارض تشكيلية بالدار البيضاء وأقمت خلال الشهر الجاري معرضا جديدا بمدينة مراكش

و تحدثنا الأستاذة الديوري عن نفسها وفنّها: منذ نعومة أظافري وأنا أهيم باللون وأعشق الطبيعة بدفئها وألوانها الزاهية الساحرة مما انبثق عنه حب كبير للفن الراقي وللكلمة البديعة فجاءت لوحات كلها تعبير عن هذا العشق الممزوج بشغف اللون وحب الطبيعة بمختلف فصولها ومكوناتها كذلك أجد دائما ميلا كبيرا لكتابة الخواطر والشعر الحر فلطالما أنجذب إلى الكلمة الهادفة والبناءة.

 أقول دائما أن هناك تقاربا كبيرا بين اللوحة والكلمة فهما يشكلان أداة للتعبير عما يجول في خاطر الإنسان وهنا تتجلى أهميتهما الكبيرة لذلك فكلاهما يكمل الآخر، فاللوحة هي بمثابة كتاب مفتوح أمام المتلقي يستطيع من خلالها الولوج إلى صلب الموضوع مباشرة و بدون مقدمات كذلك الكلمة فهي تشكل ذلك المتنفس الذي من خلاله نحلق في سماء الحلم الصافي تارة والواقع المعاش تارة أخرى.

أما عن البيئتين التي تنتمي اليهما الفنانة ليلى الديوري في لوحاتها فتقول:

هنا تلاقي كبير في لوحاتي بين البيئة الفاسية والبيضاوية هناك اندماج كبير بينهما لانني احاول ان ابرز مكونات تقاليدنا الاصيلة بكل مقوماتها الجميلة صحيح ان لكل مدينة تقاليد تخصها وتتفنن فيها الا انها كلها تصب في معين واحد الاهو جمال المغرب بطبيعته الخلابة وتقاليده العريقة

و في ختام حديثها تقول:

شعاري دائما أن الفن رسالة ثقافية سامية ذات مبادئ هادفة ونبيلة والفنان كالشمعة تضئ لتنشر نور الجمال والإبداع لذلك عليه أن يتفانى دائما ليقدم للناس الأفضل والأرقى.

قراءة في أعمال الفنانة التشكيلية ليلى الديوري

      بقلم الفنان التشكيلي محمد البندوري


يرتكز العمل الفني التشكيلي لدى الفنانة التشكيلية ليلى الديوري على عدة أساسيات لونية تنتهل من التراث المغربي الأصيل مقوماته الفكرية والثقافية وتتخذ من التشكيل عنصرا لنسج الرمزية والدلالات الإيحائية لتسخير الفضاء اللوني برؤى متعددة المناحي.

تأتي هذه السيولة الفنية لدى ليلى في نطاق تجربة فنية انطباعية معاصرة, تجربة تضطلع بتقاطعات تتسم بالجدلية أثناء طبع مكونات الحياة لديها بطابع الهدوء والسكينة حينا وبطابع الحركة حينا آخر, وذلك في وضع تشكيلي يأخذ بلب المتلقي ويفضي إلى إنجاز لمسة جديدة في المنجز التشكيلي المعاصر ,إنه أسلوب يفترش الطبيعة كبناء عميق الدلالة, ويتخذ من فضاء اللوحة مادة بعيدة الرؤية تتوقف على مسافات تضخم الفراغ وتعمق من رمزية اللون وأبعاده,بإلهام فني عميق الدلالة, وبعلامات لونية فريدة, وأشكال منسجمة, تتوقف على مسافات تحدها أشكال تعبيرية مغلقة, واستنادا إلى قاعدة النقد التشكيلي فإن أعمال ليلى الديوري التشكيلية الإبداعية تتبدى فيها اجتهادات تقارب ماهية العمل بالمادة والنسيج العملي التشكيلي الصرف, وهي المتمرسة في العمل الفني المنجز على مواد مختلفة, لذلك تقودها التجربة إلى إظهار إنتاجها الفني مثقلا بالإيحاءات والعلامات الرمزية الدالة على أشياء معينة, بل وعلى سيميولجيتها الخاصة بها, إنه منهج لدى الفنانة التشكيلية ليلى تنسج من خلاله أسلوبا تعبيريا خاصا, وفريدا يمتح من الهوية المغربية الأصيلة ومقوماتها الاساسية وينفذ بخيوط إبداعية صرفة نحو الابتكار بتدفق اللون المعاصر, وهو أمر أساسي ومهم غاية الأهمية, مما يعطي اللوحة أبعادا زمانية ومكانية تتيح الفرصة لخلق سلسلة من العلاقات التحاورية بين مختلف الألوان والرموز والعلامات, والعلاقات الوجدانية بين العمل والمتلقي, وتقود إلى تحقيق مقاربة بين مختلف العناصر المكونة للعمل, وأيضا تحقيق التوازن بين المفارقات المبنية على السكون والحركة والذي تلعب فيه نفسية المبدعة ليلى دورا محوريا للوصول إلى دائرة تفاعل المتلقي, وهي طريقة تبنيها على مجموعة من الآليات كالتنغيم والتباين والتكامل والانسجام لتنشئ اللوحة وفق أبعاد فلسفية عميقة ومعرفية محسوسة, تنطلق من اللون الأخضر والألوان الساخنة ومحيطها داخل الفضاء, وهي معالجات تقوم بها المبدعة ليلى كمصدر جمالي تعالج به الصخب والضوضاء بوضوح التكامل في الوصف والتعبير عن طريق التجميعات اللونية والكتل والأشكال الزخمية, ثم تبسط التحوير في شكل شهي ومريح بعدما أمررته من تطورات وتعبيرات, وبعدما أخضعته لقناعاتها الشخصية,بروح تواقة لعشق الجمال,وأيضا لاظهار أهم مناحيه وتأكيده داخل الفضاء, إنها تروم التعبير من خلال تقديم الطبيعة والعروس أي قيم جمالية رائعة ولائقة تستهدف بها المتلقي, وتحدث تآلفات مختلفة المصادر والمناهج, تعكسها ملامح الألوان الساخنة والتجسيد للعلامات والرموز المختلفة في توق للأفق الجديد, الحابل بالمعاني الجميلة, بتعبير عميق تروم به ما هو مخزون في دواخلها من انفعالات وأحاسيس تتخذ صبغة رسالة حضارية سامية تزفها إلى المتلقي, لا تحدها حدود ولا أمكنة ولا أزمنة…

وتعتمد الفنانة ليلى في مزجها هذا على إمكانات تقنية كبيرة, لنسج الألوان ووضعها بالشكل السليم رغم عفويتها وطلاقتها, وخلق أسلوب جديد في التعبير ملتصق بثقافتها المغربية الأصيلة, بكل تفاعلاتها الايجابية مع الواقع,إنها بصمة في إبداعها الذي يعكس تصوراتها واختياراتها في مجال التشكيل,آملة في إرساء تخصص وأسلوب فريد ينبني على أرضية صلبة من المعارف الأصيلة,التي تفرزها هياكل اللوحة وتتبدى في تفاعل صامت عبر اللون مع الطبيعة وكائناتها الحية بالرغم من عالم المفارقات أحيانا في بعض العناصر البنائية,إلا أن السمة البارزة والأسلوب التعبيري الموحد يظل رهين ريشة المبدعة, التي ترسم بعفوية رقيقة حتى تظهر أعمالها في سكينة وهدوء عاليين يطبعها التأمل العميق, إنه خروج من ضجر الحياة وفوضويتها الحالية, إنها تبدي تفاعليا ما يخالج شعورها من خلال تثبيت العناصر اللونية للطبيعة من الطبقات المختلفة, إنه توظيف تؤكده بأسلوبها النوعي والفريد وبتقنيات عالية ومتنوعة.

 

وقد رافق الافتتاح الأستاذ في كونسرفاتوار مراكش محمد سلامات

 

رابط صفحة الفنان التشكيلي محمد البندوري

 

 

صورة أمام إحدى لوحاتي خلال المعرض الدولي للفن التشكيلي المعاصر

الذي نظم بجاليري IGHOBEL ART يوم الخميس 21 يونيو 2012 بمدينة مراكش

عالم نوح