معرض محمد زيدان 19-5-2014 في صالة الخانجي
شاب يمتلك روح الإبداع وشغف في التجربة, طموح في ظروف قهرية, مراحله كثيرة وتشابهيه أكثر، إنه الفنان الشاب محمد بن عثمان زيدان

عالم نــوح
لقاء صحفي: أديب السيد
تصوير :  طريف مغامس –
وسام كوسه
متابعة : نوح حمامي


                  معرض محمد زيدان "مرحلة"  19-5-2014 في صالة الخانجي

شاب يمتلك روح الإبداع وشغف في التجربة, طموح في ظروف قهرية, مراحله كثيرة وتشابهيه أكثر، إنه الفنان الشاب محمد بن عثمان زيدان
زرنا معرضه الثاني، تجولنا بين لوحاته تأملنا تشكيلات استثنائية بمفردة واحدة, وفي نهاية المطاف إلتقينا هذا الفنان الموهوب والذي تراه تارة خجولا في طرحه وتارة أخرى جريئاً
وفي لقاءنا طرحنا سؤالنا الأول لنتعرف عليه أكثر.

من هو محمد زيدان ؟
أسمي محمد زيدان نشأت في منزل فني, فوالدي هو المرحوم النحات عثمان زيدان تمرس على يد الفنان الكبير النحات وحيد اسطنبولي رحمه الله. انتسبت لمركز الفنون التشكيلية باختصاص نحت بصالة الفنان وحيد اسطنبولي, كان أستاذي في النحت الفنان ماجد خليل وأستاذي في التصوير الفنان وحيد قصاص. هنالك هاجس أشعر به منذ الطفولة ألا وهو النحت وهذا الشيء واضح جدا في لوحاتي.. هنالك شحنات علينا أن نفرغها دائما وخاصة في مثل هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها, فأنا مع فكرة أن النحات يستطيع أن يرسم لوحة بعكس المصور أو الرسام فمن الصعب جدا أن ينهي عملا نحتياً. هذا محمد زيدان بموجز سريع.

حدثنا عن معرضك أكثر ؟
هذا معرضي الثاني بعنوان (مرحلة) عبارة عن مفردة حيوانية وهي (الثور) في معرضي السابق في صالة أثر الفراشة قدمت به اثنان وعشرون عملاً يحمل ذات المفردة بحالات مغايرة, واليوم أستطيع أن أقول بأن تلك الحالة قد ظهرت وتبلورت أكثر منذ سنة ليومنا هذا.

ما هي مدلولات اختيارك لمفردة ( الثور)
بخصوص المفردة يبقى لها تشعبات كثيرة, ولكنها تحكي عن الخصب والقوة وهنالك بعض من اللوحات تراها حالمة حنونة, وأحيانا تراها تشبهني في التعبيرية والتجريدية.

ذكرنا بعنوان معرضك الأول ؟
كان بعنوان ( تجليات ثور ) تستطيعون رؤيته في موقع عالم نوح أيضاً

هل تتوقع بمعرضك الثالث أن تختزل بعض الخطوط وأن تقدم مفردتك بتجريد أكبر ؟

هنالك نقطة أسمها تحوير المفردة من المفروض أن تكون في معرضي القادم, أستطيع أن أقول بأنه سيكون بخصوصية أكثر ودلالات أعمق مع اختزال كبير ورشاقة في الخط و وضوح تام لدلالات اللون بشكل مباشر

هل تعتقد بأن معرضك القادم سيكون نهاية المرحلة ؟ وكم عملا قدمت اليوم في معرضك ( مرحلة ) ؟
لا أستطيع الجزم متى النهاية , معرضي اليوم هو عبارة عن ما يقارب الخمسون عملا بمرحلة على الصعيد العام كانت قاسية ومأساوية علينا جميعا , وعلى الصعيد الخاص كانت صدمة لرحيل والدي المرحوم عثمان زيدان>

هل لديك كلمة تحب أن توجهها لنقابة الفنانين أو أي هيئة داعمة عموما للفن التشكيلي ؟
نعم , سأكون صريحا وسأبدأ بسعر الخامة 50×70 التي يصل سعرها إلى ألفين وخمسمائة ليرة سورية في ظل هذه الظروف الصعبة , واضطررت أن ارسم على ورقيات وأن أقطرهم بنفسي مع الرسم على خامات الخشب والفضل يعود هنا للفنان محمود الساجر، أتمنى من أي جهة داعمة ترعى الفن والفنان في هكذا ظروف مراعاة الكلف لمساعدة الفنان قليلا وتشجيعه على تقديم أعمال فنيه متجددة

لمن توجه كلمتك السابقة ؟ هل تقصد نقابة الفنانين التشكيلين؟
أقصد هنا كل جهة مسؤولة عن الفن والفنان بشكل خاص, وهنالك مراكز وجهات كمركز الفنون وكلية الفنون ونقابة الفنون, أتمنى من الجميع مساعدة الفنان وتقديم دعم ومجهود أكبر , بشكل عام ومن خلال زياراتي لمركز الفنون التشكيلية أحب أن أحيي الكادر المسؤول على جهودهم والتي هي برأيي الخاص تفوق جهود كلية الفنون مع احترامي الشديد لجميع القائمين عليها وكادرها الأكاديمي
في النهاية أريد أن أشكر كافة الحضور اليوم وأهدي هذا المعرض إلى روح والدي المرحوم (النحات عثمان زيدان)

هنا استوقفتنا بعض الكلمات ومنها ذاك الاسم الذي تردد على مسامعنا الفنان محمود الساجر, فانطلقنا في جولة بحث لنخطف دقائق معدودة ونتعرف عليه, من هو الفنان التشكيلي محمود الساجر ؟

كوني مديراً لمركز الفنون التشكيلية وبحكم وظيفتي كان طالبي محمد زيدان, من البداية كان طالب مجتهد يمتلك موهبة الثقافة التشكيلية, نستطيع أن نقول كانت بدايات, ولكنها بالنسبة لي مهمة جدا , كما كان يمتلك أيضا شخصية الفنان وهذه ضرورية بالإضافة للأدوات التشكيلية>

ما سر ارتباطك القوي بـمحمد زيدان ؟
تجمعني مع الطالب الصداقة , انتهت تلك العلاقة القديمة (علاقة الطالب والأستاذ) برغم من أنه بعمر أبني ولكننا صديقان مقربان جدا

ما الذي يميز محمد زيدان عن باقي الفنانين الشباب ؟

نشاطه الدائم وحماسه , يمتلك حالة فريدة تسمى (حالة التجريب) وهي مرحلة مهمة للطالب (مشروع الفنان) فهو بحاجة ماسة لهكذا حالة في البحث والتحري والعمل المتواصل بدون قيود وتفكير في النتائج و ماستؤول إليه التجربة وعن نمط المدرسة أو الأسلوب لأننا في النهاية يمكن لأي عمل أن يوصلنا لنتائج قيمة ومقنعة جدا
اشعر بأن محمد سيكون من الفنانين المهمين على الساحة التشكيلية السورية لأنه يستحق ذلك

هل رافقته في معرضه الأول ؟ وما كان انطباعك عنه ؟

نعم , حضرت وكان حضوري سريعا بصالة أثر الفراشة المكان كان غير مناسب للعرض, أنني دائما أقول بأن المكان مهم جدا, لا يعني هذا أنني ضد إدارة اثر الفراشة و نشاطاتهم أو التقليل من أهمية المكان ولكن يجب مراعاة المعرض والصالة تقريبا نصف جمالية العمل, فالأثر هو مقهى وليس داراً للعرض.

حدثنا اليوم عن ما شاهدته في محمد ولوحاته بمعرضه الثاني ؟
بصراحة لم أتوقع تلك القيمة لمعرض اليوم برغم من إنه المعرض الثاني له وفنان شاب , لكنني رأيت بأن ذاك الشاب قد أضحى فنانا تشكيليا ناضجا , فتجربته اليوم بمعرضه الثاني كانت متبلورة بشكل ملحوظ فبعض اللوحات هنا فيها أحساس عالي مع الفهم اللوني والقطوعات الجميلة المشبعة بالاتجاه النحتي كالكتلة ومعالجة الفراغ وقوة الخط بالإضافة للعمل على الجانب اللوني والتناغم في التباينات الرائعة فهو في الأصل طالب نحت ويمتلك نظرة أراها ذكية وموهبة من الله سبحانه وتعالى ولن أنسى بان الصالة أيضا التي قدم بها معرضه اليوم تعد من أهم صالات حلب ( صالة الخانجي)

كيف تربط لي معرضه الأول بمعرضه الثاني ؟
استطيع أن أقول بأن معرضه اليوم هو استمراري , فمعرضه الأول كان تقريبا بذات المفردات ولكنني اليوم رأيت نضجا تام في التكوين وهذا مهم جدا بالنسبة إلي كوني فنان تشكيلي فهو حلقة من تجربة, والمفردة التي تناولها هي من حقه فهو اختار مفردة حيوانيه لها دلالات بالموروث الشعبي والحكايات , ولكني كمفردة تشكيلية أراها تشكيل بحد ذاته يضيف قيمة للعمل وجمالية وهذا ما أبحث عنه ويجذبني باللوحة

هل لديك شيء تقوله لأي جهة ترعى الفن التشكيلي ؟
لا, أنا سعيد اليوم عندما أرى نشاط في حالة ركود فني وحالة الكآبة التي تعصف في مدينتنا حلب , اشكر الصالات التي مازالت تقدم الشيء الكثير لأي فنان في ظل الظروف القاسية مع التفاعل من كل الأطراف لنكمل المشوار الثقافي الفني, مع الشكر لكافة الحاضرين اليوم من شخصيات فنية وفنانين بشتى مجالاتهم.

ومن بين الحاضرين والذين لهم حضورهم الفاعل وسط الفنانين الشباب، كان النحات بشار برازي والذي كان لا بد لنا معه من هذه الوقفة:

بشار برازي
(مرحلة) عنوانآ لمعرض الفنان التشكيلي زيدان، أكثر من أربعين عملآ فنيآ أحتضنت جدران صالة الخانجي للفنون الجميله نفذها الفنان الشاب ( محمد زيدان ) بفترات متلاحقه من العام الماضي ليقيم معرضه الفردي الثاني والذي يعتبر استمرارآ للمعرض الأول في مقهى أثر الفراشه الثقافي، وقد كتبت عنه بصفته عاشقآ لفن النحت لكن المكان والزمان لا يسعفانه فلجأ للتصوير محبآ بقوله ( إني أحب الرسم لكني أحب النحت أكثر ) لكن هذا الحب يسيطر ليتحول الى هاجس في اكتشاف اللون وضوئه رغم سيطرة الأزرق وتوشيحاته البنفسجيه والتكحيل بالأسود المزرق فإن الأحمر الصريح يتلاشى كبقعٍ صغيره لتزيد من ألق اللوحة. وكانت الكتل رغم قوتها المدروسه بعناية نحات لم تؤذ المخطط للوحة بل زادت من تماسكه. أما من حيث الدلاله فما زالت بعض الأعمال تتناول موضوع ( الثور) برمزيته المتعددة القراءات حيث ابتعد عن الإشارات الواضحه تاركآ للمتلقي حرية التأويل فيبدو الثور تارةً مقدسآ بوصفه الآلهة الأم الأولى وتارةً يبدو ذكرآ قاسيآ مسيطرآ بعنفه على ما حوله واخرى قربانآ مذبوحآ على موائد المتحاربين . وقد وفق الفنان زيدان بتسمية معرضه الفردي الثاني (مرحلة) بإعتباره استمرارآ لتجربته اللونيه السابقه وتحولها من حب ل للون الى عشقٍ له . حيث تماهت الكتل الصريحة لتبدو أكثر إنتشارآ وإشراقآ وبريقآ… وقد سيطر الفنان على ألوانه كمصور كاشفً لإحتمالات اللون الجماليه. متنقلآ ببساطة الواثق الوهوب. بين الحار والبارد. الكتلة والفراغ ليتم مرحلة أرادها ربما تنتهي هنا. ليبدأ بغيرها كأسلوب ورمز أو ربما تبدأ الآن المرحله بمرحلة جديدة ليعيد صياغة ما قدمه برؤية جديدة أنه الحصاد الوفير الجميل الذي سيدخل الذاكرة ويضاف مستقبلآ الى حقول الفنان اللونية. والتي ستنتش زهورآ أخرى تزين الساحة التشكيلية السورية