معرض ولقاء الفنان أحمد الوعري
إذن إن اعمال الفنان أحمد الوعري لاتعنى بالظاهر فقط بل بالمشاعر والأحاسيس الداخلية للمتلقي من خلال حوارية تنشأ بينه وبين قماش اللوحة والألوان والخطوط والموضوع المطروح.

• يستنبط من الواقع أعماله، يبحث في جوهر المادة وروحها، ويؤكد من خلال أعماله على أنه مستودع للألوان، و الأضواء والخطوط، فأعمال الفنان أحمد الوعري ليست حدث تصويري، بل استقصاء مولَه لمعنى التصوير، هي ترسيخ لقيمة الفن كفن من خلال إبراز جوانب الواقعية والإبهار الفني الذي يقدمه.

الذاكرة في أعماله واضحة ولها دلالاتها اللونية ومفاهيمها وقيمها، وقد التقاه عالم نوح وشادي نصيروكان معه الحوار التالي بالمحبة.

– في أعمالك مزيج من واقعية حية باحثة عن حياة المجتمع وبين واقعية تلثم الخيال … إلام يسعى الفنان الوعري في بحثه الدؤوب في العمل التشكيلي الواقعي ؟

مشروعي هو تقوية الروابط بين الواقعية والمدارس الفنية الحديثة هذا ما يطور هذه المدرسة ويحافظ عليها من الانقراض باعتبارها إرث ثقافي كبير.

– من يتابع تجربتك في معرضك الأخير في صالة c art gallery يرى أن أعمالك الواقعية تتشارك على مساحة القماش مع نوع أخر من التجريد في خلفية العمل والسريالي و الإنطباعي … كيف تستطيع الدمج بين عوالم التشكيل الحديث والواقعي الصرف وتحتفظ على الرونق الجميل ؟

هذا الدمج الذي تتحدث عنه هو ما يجعل من اللوحة الواقعية لوحة منافسة بين اللوحات الأخرى لأننا لو بقينا نرسم الواقعية مثلما كانو يرسموها من 3 أو 4 قرون لنكون قد أسأنا لها وأيضا لايحق لنا أن نلغيها لذلك الأفضل أن نسعى لتطويرها .

ـ تقدم ضمن أعمالك رسالة شعبية ورسالة ما وراء اللون ماهي رسالتك التشكيلية التي تقدمها كونك من شريحة الشباب ؟ ولماذا هذا الإصرار على اللوحة الواقعية في وقت يسعى فيه أغلب الفنانين الغوص في غياهب بحث جديد؟

ـ بحثي الجديد هو إخراج اللوحة الواقعية من إطارها التقليدي والإصرار عليها نتيجة لوصولنا لمرحلة أصبحت فيها أي مجموعة ألوان لوحة .. أنا احترام تجارب الجميع لكن رسالتي هي ايصال اللوحة لكل شرائح المجتمع .

لألوانك نوع من الخصوصية فيها نوع من الألم والحزن هل تسعى بألوانك على قماش اللوحة بمحاكاة الألم الفني الذي يعيشه الفن السوري والعربي وخصوصا في غياب منهجية تسعى لتكريس اسم التشكيل السوري ؟

ـ الفن انعكاس لنفسية الفنان و ما أمزجه عند بداية وضع جو عام للوحة أتركه بطريقة عفوية وبدون قرار وهذا ما يجعل اي عمل معبرا عني تماما بطريقة لا أفهما كل الأوقات…أتوقع أن المنهجية ضرورية وباعتباري من جيل الشباب فأنا أرى مستقبل التشكيلي السوري بعين متفائلة ولكن يحتاج الى كثير من التعب .

ـ في بعض الأعمال محاكاة ورسائل سياسية لواقع مجتمعك كيف أثرت هذه الأحداث على نقل ما تجيش به نفسك على قماش اللوحة ؟

أثرت هذه الأحداث تأثيرا كبيرا لأنا دخلت في تفاصيل يومية لكل شخص لأنها دخلت في تفاصيل الحياة اليومية لكل شخص … المهم الجانب الإنساني لأن حياة الانسان باتت في مجتمعاتنا غير محترمة .. والرسائل التي أوجهها هي رمزية لأنني لا أريد تحويل اللوحة لنشرة أخبار .

– هل ترى أن الأعمال الفنية تكون نوعا من التوثيق لمراحل هامة في حياة الفنانين والمجتمع والحضارة الانسانية ؟

نعم بالطبع وأهمية هذا التوثيق هو أنه نابع بشكل فطري من حياة الفنان وبالطبع إن كان الفن يوثّق حياة الأفراد فهو يوثّق حياة مجتمع وحضارة ونحن عرفنا الشعوب القديمة من خلال ما تركته لنا من أرث فني.

ـ ما هي مشاريعك الجديدة في العمل التشكيلي ؟

مشكلتي أني طموح جدا فعلى أهمية المعرض هذا لكنني من أكثر من شهر بدأت التحضير لمعرض جديد وبدأت أعتبر هذا المعرض خطوة خطيتها وأحضّر لغيرها.

إذن إن اعمال الفنان أحمد الوعري لاتعنى بالظاهر فقط بل بالمشاعر والأحاسيس الداخلية للمتلقي من خلال حوارية تنشأ بينه وبين قماش اللوحة والألوان والخطوط والموضوع المطروح.