مـدام ريكامييـه Juliette Bernard Recamier
تألقت في عصر النهضة الفنية على عرش الجمال الأنثوي الصارخ .. و الملهمة لعديد من الآعمال الفنية لفنانين عظماء مثل جاك لويس دافيد زعيم المدرسة الكلاسيكية العائدة وأحد عباقرة التاريخ العظام- جيــرار – آنجــر وكتاب وسياسيين.

يسعدنا عالم نوح أن ننشر لكم بالمشاركة مع صفحة "بحور المعرفة" على الفيس، هذه المقالة التي قامت بإعادادها الأستاذة رانيا عبدو*
مواليد حلب
حاصلة على اجازة في الكيمياء التطبيقية من جامعة حلب

 

مـدام ريكامييـه
.. ملهمــة الفنانيـن العظـام
"Juliette" Bernard Recamier"

1777-1849 "



جولييت "حسناء زمانها ومن أجمل نساء فرنسا في ذلك الوقت ..


تألقت في عصر النهضة الفنية على عرش الجمال الأنثوي الصارخ .. و الملهمة لعديد من الآعمال الفنية لفنانين عظماء مثل جاك لويس دافيد زعيم المدرسة الكلاسيكية العائدة وأحد عباقرة التاريخ العظام- جيــرار – آنجــر وكتاب وسياسيين.

كان والدها لايطمح الا بـ تزويجهـا من طبقتهم الوسطى والتي ينتمون اليهـا .. لكنه حظي بأكثر مما كان يتمنى فقد تقدم لإبنته أحد أثرياء فرنسـا يدعى .. " جاك ريكامييه " من كبار رجال المال وأصحاب البنوك في باريس .. فـ تم الزواج بالرغم من ان " برنــار " كانت تبلغ من العمر خمسة عشر .. بينما كان " ريكامييه " بعمر/ 45/ عاما أكبر من والدها سناً .. !!!


كانت مدام ريكامييه شديدة الذكاء كرست فكرها لـ تحقيق طموحاتها وأحلامها .. فتعلمت اللغات واكتساب الثقافه والفنون والأدب .. أقامت في قصرها ( صالونا ) يؤمه رجال الفن العظام، ومفكري العصر من رجال الأدب والسياسة. و الذى يعد من أهم صالونات الفكر والفن فى باريس يحضرونه كل يوم و هي تتنقل بينهم كالملـكه بينما هم يتأملونها ليستلهموا من جمالها في فنهم وشعرهم يقال بأنها أصبحت ذات نفوذ سياسي فـ تزعمت أنصار الملكيـه المناهضين لسياسة نابليون .. مما جعل نابليون بونابرت يأمر بنفيها عن فرنسا … في عام /1800 /كتبت مدام ريكامييه إلى ( دافيد ) أشهر رسامي عصره آنذاك تقول: " أرجو أن تتفهم ما أرمي إليه من وراء أن أحظى بصورة لي من عملك" ، وعندما كـاد دافيد أن ينتهي من رسم لوحتها، علم أنها تجلس أمام فنان آخر من تلاميذه هو ( جيــرار) من أجل عمل صورة أخرى لها في نفس الوقت.. وعندها، أرسل دافيد للفاتنة رسالة قال فيها: «سيدتي، إني أعلم أن للفاتنات هوى وشغفا وافتتانا بجمالهن … إن للفنان عزة نفس، إذا خسرها خسر كل شيء. فاسمحي لي أن أتوقف عند هذا الحد في رسم اللوحة. وحسبك أن إحدى اللوحتين ستكون منتهية.» وبالفعل .. ما زالت اللوحة الشهيرة حتى يومنا هذا لم تكتمل في بعض أجزائها في متحف اللوفر.

                

  يذكر المؤرخون أنه كان لها محبون ومعجبون كثيرون، من أبرزهم لوسيان بونابرت، والبرنس أوجستاس، وشاتوبريان الذي كان من أكبر وأشهر أدباء فرنسا ومفكريها السياسين فعندما تعرض الزوج لخسائر مالية فادحة أتت على ثروته.. لوحظ أن شاتوبريان كان يتصرف معها ومع ضيوفها وأصدقائها من رواد صالونها كمن يملك الدار فكان رغم تعسفه وجبروته ـ وفياً لها فلم يتخلى عنها حتى آخر أيامها ، وكان يلازمها ملازمة الظل أينما ذهبت، وقد ردت له الجميل، فقد سهرت عليه في مرضه الأخير، وقامت بخدمته رغم فقدانها البصر، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. لم يمضِ عام واحد على رحيله حتى لحقت به.
رانيــا عبــدو ( بتصرف )