هو باحث في الموسيقي والشعر والتراث له عدد كبير من الألحان الموسيقية لفنانين كبار منهم: نور الهدى ومحمد مرعي وإلياس كرم ، أنجز العديد من الكتب الدينية حول آثار كنيسة في اللاذقية

 

هو باحث في الموسيقي والشعر والتراث له عدد كبير من الألحان الموسيقية لفنانين كبار منهم: نور الهدى ومحمد مرعي وإلياس كرم ، أنجز العديد من الكتب الدينية حول آثار كنيسة في اللاذقية ، يرسم اليوم من خلال عالم نوح رؤية خاصة ومنظور ينطلق من خلاله نحو إعادة صياغة القديم بالجديد إنه المبدع فايز فضول.

 

              

 
بداية أنت باحث في الموسيقى و الكتابة في التراث تشمل الكثير من المواهب في شخص واحد، حدثنا عن هذه الموهبة المبكرة؟

في البداية كنت هاوياً للموسيقى ظهرت على مسرح المركز الثقافي كموسيقي وكان لدي حوالي (7) أو(8) فرق موسيقية في عام /1964/ من ثم انتقلنا لمرحلة الغناء والتمثيل وقد كانوا أكبر مني سناً وأذكر أسماء بعض الفرق مثل: البيت الموسيقي – نادي الشرق- نادي النهضة , وأعطيت ألحاناً لمطربين محليين منهم المرحوم مصطفى موجة، فقد كنت أحب الموسيقى كثيراً وكان لدي إلمام بها و من ثم ألتفت للتلحين وأعطيت (لمحمد ميرعي) كلمات (يا جارتنا شو عملنالك) وهو مشهور في لبنان يغني "تسرح وتمرح" و "وينك يا ليلى".

بالإضافة إلى أنك كنت مؤسس لفرق ومشرف عليها موسيقياً أختصيت بآلة العود، حدثنا لماذا أختصيت بآلة العود تحديداً وكيف كانت النوتة الموسيقية على هذه الآلة؟

في مرحلة الطفولة عانيت من الضغط المادي ولم أستطيع أن أقتني عوداً فكنت أحضر قطعة من الخشب وأربط أوتار عليها وفي الحقيقة لم تعطي الصوت الحقيقي ومن ثم حاولت صنع آلة وهي عبارة عن ثماني زجاجات وعملت عليها ألحان وعندما كنت أسمع لحناً جميلاً يتناسب معي كنت أفرح كثيراً. وبعدها حصلت على العود. 

في مهرجان "ملامح أوغاريتية" الرابع كان هنالك مسرحية "كارتور" أو"غاريتي" كانت الموسيقى لفايز فضول، حدثنا عن هذه الرؤية الخاصة التي انتهجتها في اختيار موسيقى تعود لأسطورة 4000أو5000 ألاف سنة تقريباً ق.م؟

عندما الإنسان يصنع قطعة موسيقية للحن غنائي يجب أن يشاهد المطرب من هو ويعطيه حسب شكله الداخلي والخارجي…أما في هذه الأيام يقول الملحن يوجد لدي ثلاثين لحناً أختر واحد منهم وأذهب، وطبعاً هذا خطأ فادح, ولكن الشخص الذي يحترم نفسه والموسيقى والجمهور يجب أن يشاهد الشخص الذي سيعطيه اللحن هل يناسبه أم لا إذ يجب أن يكون هناك تناسب بين الكلمة واللحن الآلة لأن الآلة تضحك وتبكي، فملامح أوغاريتية عرضوا علي صور قديمة وحاولت العودة إلى 4000 سنة من ثم اخترت الموسيقى المناسبة والحمد لله نجحت وتم عرضها بجامعة تشرين والتلفزيون السوري والمتحف الوطني وقد لاقت نجاحاً كبيراً.

هل هناك توارث حضاري بين الموسيقى الأوغاريتية التي بدأنا نسمعها اليوم وموسيقى اليوم، وهل هما متصلان مع بعضهما موسيقياً؟

هناك موسيقى القرن الواحد والعشرين وموسيقى القرن العشرين والتاسع عشر والثامن عشر، نحاول أن نجمعهم مع بعضهم ونسمع هذا وذاك ، وفي النهاية أعطانا موسيقى واحدة, ولكن بالنسبة لأوغاريت تدخّل فيها المرحوم (رؤوف فيتالي) والأستاذ (جبرائيل سعادة) ونوّتها الأستاذ (زياد عجان)، وقد ألفت أيضاً موسيقى تصويرية للرئيس الراحل "حافظ الأسد" والأستاذ (سجاق قرقماز) ولحنت موسيقى لفلم عن الدكتور الرئيس "بشار الأسد" عند استلامه لمنصب الرئاسة.

أنت شاركت بحلقات تلفزيونية لمسلسل "حكايا" لياسر العظمة تحديداً حدثنا عن هذه الحلقات وعن المضمون الذي اخترته لهذه الحلقات؟

شاهدت المسلسل وكان جميل جداً ومواضيعه واضحة ويوجد فيها شيء مفيد ، فكتبت حلقة بعنوان (الأخوان)وكانت القصة ذا مضمون هادف وجميل وكانت أول حلقة أبعثها، فاتصل بي وطلب الحلقة حصرية للمسلسل دون غيره.

كتبت عمل ولحنته للفنانة الكبيرة نور الهدى رحمها الله حدثنا عن الكلمات والألحان كيف اخترتها لهذه المطربة الكبيرة؟

أذكر أن ثمانية صحف كتبت عن الفنانة نور الهدى ومن هذه الصحف النهار والوحدة, كتبوا عنها وهي تقول: بأن صديقي فايز فضول سيعطيني آخر لحن وسأسجله قريباً بعنوان(أنت يلي غدرت الزمان) وتحدثت معي عبر الهاتف قائلة: أنا سأزور سوريا وحلب تحديداً لأنه سيتم تكريمي ولن أستطيع أن أزورك بسبب الوفد الرسمي ولكننا على موعدنا, وبعد تسعة عشر يوماً بعد التكريم توفيت دون أن ترى الأغنية النور فقط غنتها في البروفات.

اختيارك للحن والكلمات للست نور كان فقط على أساس الشكل أم كانت هنالك صداقة تجمعكم؟

الست نور كبيرة تاريخياً وقبل أن تتحدث عن تاريخها أعرفها لأنني شاهدت لها أفلام منذ الطفولة….لذلك عندما ألحن لها أعلم أنني ألحن لإنسانة راقية وعندما سمعت اللحن قالت لي: أريد أن أغنيه, والدليل أنني حضرت معها بروفا في لبنان سمعت منها اللحن.وقالت بالصحف أريد أن أختم أعمالي بهذا اللحن وقامت بتسجيله بالإذاعة اللبنانية صوت فقط دون صورة.
أصدرت ثلاث مجلدات بعنوان" صفحات في تاريخ اللاذقية " كنت توثق اللاذقية سواء من خلال الكنائس أو من خلال الجوامع بالصورة والمعلومة التاريخية الموثقة عبر عدة مراجع،

حدثنا عن بحثك التاريخي كيف بدأت فيه وما هي العقبات التي واجهتك بالتوثيق؟

دعني أقول بأن اللاذقية هي أمي, في مرحلة الطفولة كنت أمشي دائماً على شاطئ البحر (الكورنيش) صوره تعبر عنه ، وكنت أضع يدي على الجدار ورذاذ الماء يأتي على وجهي فأتذوقه وأشعر بطعمه المالح، كتبت فيلم وهو موجود بوزارة السياحة وهو يوثق اللاذقية كيف كانت قديماً وكيف هي اليوم وأصبح هناك مقارنة أيضاً. مثلاً: العصافيري كان أرض أصبح مكانه قبر لشيخ العصافيري فوق القبر بني مقهى وسميت بمقهى العصافيري وصنعوا غرفة للقبر وبقيت حتى اليوم والصور كانت من قبل وبعد أن يبنى المقهى وكيف ردمت.
بدأت التصوير بدءاً من جهة العصافيري الكورنيش الشمالي ومن ثم مقاهي البحر من جهة الكازينو وبعدها البطرني و جميعها صور موثقة وكيف أن مكان صخرة البطرني أصبح مكان للقمامة اليوم، ومقاهي البحر أصبحت اليوم سياجاً وخلفها قمامات للبواخر…. سمعنا خبر أنه سيقومون بتنظيف المنطقة بدءاً من الكازينو حتى القوة البحرية ويرجعوا مقاهي البحر وهذا بالنسبة لنا حلم نود تحقيقه في أيامنا هذه.
من ثم انتقلت لشارع بغداد من ثم صليبة من بعدها القلعة، كل منطقة بمنطقتها ومن ثم الريفيرا وعين أم إبراهيم التي كانت بساتين أصبح أمامها الريفيرا ودار الأسد ودار السياحة.

كيف استطعت الحصول على هذه الصور الوثائقية بالرغم من ندرتها ؟

يوجد مثل: يقول (الي بدور على ربه بلاقيه) حصلت على هذه الصور من خلال حبي لهذا العمل وكنت أبحث في المكاتب وحتى أنني وجدت أشياء موجودة بسوق الجمعة منها صور ووثائق مهمة و كتاب لموسيقار كبير معروف باللاذقية يدعى الأستاذ (محمود عجان) رحمه الله, تأثرت حينها كثيراً كادت دموع عيني تنهمر عندما شاهدته على الأرض مع كتب عدة ، شيء مؤسف للغاية.

اليوم كرمت بعدد كبير من المحافل الموسيقية حدثنا عن هذه التكريمات وما هو آخر عمل لك؟

أشكر الله على شيء واحد هو حضوري لتكريمي عدة مرات أي حوالي ثمانية عشر تكريماً, منها الجامعة اللبنانية للموسيقى وفي سوريا في نقابة الفنانين وقد وقع على الشهادة الفنان الكبير (صباح فخري), وفي الولايات المتحدة الأميركية صحيفة الاعتدال وعدة صحف أخرى، فيوجد أشخاص يفقدون الحياة دون أن يكرموا فبذكر وفاته عبر التلفاز كخبر فقط لا أكثر ويتم تكريمه بعد موته.

أين ترى نفسك أكثر في الموسيقى أم في التراث؟

كل شيء أفكر فيه إذا كان مناسبا ألتفت إليه، بالنسبة للموسيقى كانت في البداية في دمي ، ويوجد كتاب لم أتحدث عنه وهو عن الأغاني التراثية للاذقية وعدني الأستاذ زياد عجان بأنه سيعطيني النوتة الموسيقية فإذما أعطاني النوتة سينزل الكتاب آخر هذه السنة إنشاء الله…

 

حوار:  شادي نصير

تحرير : رنا ماردنلي