مقالة عن souvnir بقلم علياء صوص
- مايو 20, 2010
- 0
عتمةٌ دامسة, ستارة مغلقة, وأنفاسُ انتظارٍ تتصاعدُ من كلّ مكان مرّة أخرى, وبنكهةٍ مختلفة …Souvenir … صخب بإخراج هادي فاضل، وقصائد لثائر مسلاتي
عتمةٌ دامسة, ستارة مغلقة, وأنفاسُ انتظارٍ تتصاعدُ من كلّ مكان
مرّة أخرى, وبنكهةٍ مختلفة …Souvenir
جاء, وعلى نفس الطاولةِ انتظرَها.. كان انتظاراً طويلاً, لكنّها لم تأتِ أبداً..
أوجاعه.. تمتدّ لمساحاتٍ تخترقُ المكان, وكلماته تسري لوعة عبر جسده المطوّى بين أرجل الجالسين, ولا حلّ ..!
عبر أزقة الآرت ريفر المزدحمة و في مكانٍ يتنفسُ فيه الجالسون عبقَ الثقافة, أعادَ المخرج الشاب هادي فاضل صياغة عمله "صور تذكارية" وأمدّه بنصوصٍ تهذي بأذهانِ أصحابها وتَخلِق ألفَ سؤالٍ لأكثرَ من حكاية ..
فشهدنا إدخالاتٍ حيّة للكلمة والممثل, وتناثرت الأجسادُ المعذّبة أمام الحضور لتوزّع على الجميع حصّة من ألم, لتنفضَ غبارَ الذاكرةِ اللعينِ الذي يجب أنّ يُنفض, ولتُقصِي عنهم شبحَ التناسي المُتَلبِّس, فاختصر بلغةٍ بصريّةٍ مفعمةٍ بالحسرةِ مشاهدَ لعُمرٍ بأكمله..
ومن وراءِ الستارةِ المدجّجةِ بالأنين سقطت الذكرياتُ الملفوفةُ والمؤطرة دُفعة واحدة, افترشت الأرضيّة بقسوةٍ وأخرجت كلّ شيء, كلّ الشرائطِ المخبئةِ والصور, وانفجر الرأسُ المعبئُ بكلّ الوقائعِ ليُشعلَ الاعترافَ الأخيرَ بنارٍ وقودها الصفحاتُ والعباراتُ المخنوقة سنيناً..
وتصاعدت دقّات القلبِ مع بدء العدّ التنازلي لمشهدِ نهايةٍ محتوم, فعمّت الفوضى المتقنة وتجلّت عبرَ صدحِ الموسيقى المتعالية لتزيحَ كلّ القيودِ ولتعلنَ النهايةَ صراخاً في وجهِ التراكمات, فتطايرت وريقاتُ الماضي وصورُ الحاضر, وتفجّرت خَزّانَات الذاكرةِ المُشبعة, وتعارك وجها العملة الواحدة – الذاكرة – تعاركا مع ما تلبّسهما من نخرٍ ولوم وصدأ, ونفضَا بهمجيةِ منطقِ الخلاصِ كلّ ما غطّاهما, وانتشلت اللغة المجنونة كلّ البقايا وقذفت بها خارجَ الجسد لتُنهي عذاباً سيعود ليبدأَ منذ اللحظةِ التي تلي ختامَ هذا العرض..
حيث الخشبةٌ والستائرُ المخمليّة و قناعا المسرح الباكي و الضاحك, وفي مكانٍ عُرف بنشاطاته الفنيّة المتميّزة, وبإدارة ساغاتيل باسيل القائمِ على هذا المعتكفِ الثقافي .. كان يوم الأحد الموافق 9-5-2010 يوماً مختلفاً..
مشروعٌ جديدٌ من نوعه أطلقَ بادرته السيّد ساغاتيل ليعلنَ عن افتتاح مسرحٍ مُتحرّك ستحتضنه جدران الآرت ريفر لكلّ من لديه هاجسٌ مسرحيٌ ملحٌّ في حلب ليقدّمه على الخشبةِ الحديثةِ العهد في هذا المقهى.
وقد ألقى السيّد ساغاتيل كلمة ترحيبيّة مفتتحاً وموضّحاً ماهيّة الفكرة وأهميّتها كمشروع يخدم أصحاب المواهب ويدعمهم كخطوةٍ أولى.
وعن طريق مادةٍ شعريةٍ ألقاها الشاعر ثائر مسلاّتي صُوحبت بالموسيقى, سادَ جوٌّ من الحميميّة تحضيراً لجرعةٍ أكبرَ من المتعة..
ومن بين الحضور, وتحت دهشةِ الجميع واستغرابهم, صعدَ أحد الأشخاص على الخشبة قبل أن يترجّل ثائر من عليها, مُطلقاً أصواتاً وتصّفيراً ومرتدياً زيّاً كمن خرج للتوّ من حكاية قديمة
.. عبيدة طراب من صخب.
وبسرده أقصوصة صغيرة على لسان الحكواتي بما يشابه مسرح الفرجة تحوّل الجوّ الهادئُ إلى جوّ فكاهيّ سرت فيه الضحكات, وبعد إلقاء التحية والسلام على السادة الكرام كان ما كان, حيث يُحكى أنّ شكسبير هو أبو المسرح العالمي وأبو خليل القباني هو أبو المسرح السوري وأنطونين آرتو هو أبو مسرح القسوة, فتنوّعت المسارح وتشكّلت, وكثرت الآراء وتعددت..
وكما يُحكى في أسطورة قديمة, أنّه كان هناك مكان يُدعى نهر الفن يؤمُّه المثقفون, ويستقون منه مايريدون من شتّى أنواع الفنون, ليمارسوا فيه طقوس عبادتهم الأدبيّة ..
وكانت أولى العروض المتحدّية والمدشّنة للخشبة, عرضُ "صور تذكارية" لفرقة "صخب" المسرحية, من فكرة وإخراج هادي فاضل وأداءِ كلٍّ من مصطفى الآغا ونهاد بريمو وأحمد فاضل وأحمد حاج عمر وثائر مسلّاتي في تجربته الأولى, وفي كلمةٍ سبقت عرضه عبّرَ هادي فاضل عن مدى أهميّةِ تواجدِ مكانٍ كالآرت ريفر في مدينة حلب, وأهميّةِ هذا المسرح المتحرّك الذي اُستحدث, ودعى المثقفين والمهتمّين لتضافر الجهود لجعل هذا الحدث ظاهرةً تتخطى حدود سورية ولتجاوز مثيلاتها من الحركات المسرحيّة العالمية.
وقد سَبق "لـصور تذكارية" أن عُرِض على هامش المهرجان الدوليّ العاشر للتصوير الضوئي بإدارة عيسى توما والذي جَرى في الشهرالعاشر من 2009, فكان مشروع الكارلتون أمام قلعة حلب والذي ما يزالُ قيد التعمير السقفَ الذي ضمّ النسخة السابقة من "صور تذكارية" وقد أُنتقيَ هذا المكانُ خصّيصاً ليُقدّمَ أسلوباً جديداً للعروض المسرحيّة بعيداً عن تقليدية المسارح المغلقة رغم إمكانية عرضه في أحدها, حيث عجّ المكان بمواد البناء الأوليّة وأشرطة الكهرباء المتدليّة وقضبان الحديد المتناثرة, بالإضافة لمادّة فلميّة عُرضت على أحد الجدران, وماكينة خياطة تموضعت على يمين المشهد المسرحي, وآلة تصوير – فوتوكبي – في الجهة المقابلة لها, وبرميلٍ تآكله الصدأ إستقرّ في المنتصف, ليثير ضجيجُ الضَرباتِ التي أوقعها عليه أحد الممثلين رُعباً مترقِّباً, كلّ هذا دون أن ننسى أن العمل انتشل نفسه من نمطيّة حضور الكلمة معتمداً بذلك على الصورة فحسب وسيلة للتعبير خلال نصف ساعةٍ كانت هي مدّة العرض كاملاً, فكانت هذه بعض حيثيّات العرض بهيأته الأولى, وأمّا هذه المرّة, ونظراً للظروف الجديدة للمكان, استعاض المخرج عن كلّ عناصر السينوغرافيا تلك بمعالجةٍ جديدةٍ تخدمه دونَ أن تأثّر على فكرةِ العمل الأساسيّة, كما استحدث وجوداً لجملٍ أُخذت عن عدّة نصوص, وكانت أن خدمت العمل ووسّعت دائرة الفكرة التي يطرُقها, فتمازجت هذه العبارات مع حوارٍ جسديّ أدّاه كلّ من أحمد فاضل وأحمد حاجّ عمر ضمن رؤية فنيّة أظهرت الحِسّ المعتمرِ وراء تلك الكلمات.
وقد اعتمد المخرج في عرضه على عددٍ من المدارس المسرحيّة منها : "مسرح الجسد" و "مسرح القسوة" و "المسرح الفقير" و "البوتو دانس" وهو نوع من الرقص لم يسبق استخدامه في سورية كلغة مسرحيّة..
وبدون الدقات الثلاث..أعتمت الصالة تمهيداً لبداية العرض, وبعد ثوانٍ معدودةٍ أُضيئت الخشبة ليبدو لنا شابٌ يدير ظهره للجمهور .. (أحمد حاج عمر) وقد أٌغرقت الأرضيّة أسفلَه بالأوراق والصور الشعاعية, ليتوجّه آخر ( ثائرمسلّاتي) صوب إحدى الصفحات المنثورة يئن ويصرخ عن النكبة الستين, عن ذكرى رحلةٍ صيفيّة, وعن ذكرياتِ نسيان ..
وعن الانتظار الذي قضاه طويلاً لأجل أنثى, كانت حكاية ذاك الشاب المتسمّر في الأعلى والذي كان سرده صعوداً ونزولاً على الخشبة وتكراره لذات الجملة كناية عن إلحاح الذاكرةِ المُتعب.. حتى اعترضت حكاية أخرى المشهد, قصّة ألمٍ يعتصرُ روحاً ممدّة على الأرضيّة (أحمد فاضل) بما تقاسيه من تكتّلاتٍ مميتةٍ أرهقها كبتُ صاحبها فأبت إلاّ أنّ تُباشر الجميع بوجعها..
وبأداءٍ تناظريّ جسديّ يُوحي بتشابهُ القوالبِ الإنسانيّة مهما اختلفت المحتويات من الذاكرة, عُجنت الحكايتان في بقعةٍ واحدة وصارَ الواحد كلًّاً, ليختزل الألم الإنسانيّ نفسه بصورة جسدٍ معذّب, فتمثّلا بصورة واحد, ومارسا طقس الإختباء المؤقت معاً تمثيلاً لحالة الهرب المزمن من إلحاح الذكرى.
وكمن يزيح الغبار عن صورةٍ متخفّيّة ليُفاجئ بما فيها كمن يراها للمرّة الأولى كانت المفاجئة بصعود الشخصيتين الأوليتين إلى الخشبة, وإطلاقهما للشخصيتيّن الأخريين (مصطفى الآغا) و
(نهاد بريمو) من خلف ستارة الخشبة التي لم يتصوّر أحدٌ أن يكون وراءها شخوصٌ تتنفّس, فباغتا الذاكرة في معقلها وحرّراها, لينتقلا بعدها إلى جانبين قريبين من المسرح في بقعة النظر وداخل المشهد المسرحي وليتحوّلا إلى شاهدين على الحدث, ومن وقع خروج ما خلف تلك الستارة كان وقع سقوط الممثلين المدوّي على الخشبة أكبرَ وأعنف فاهتزّت تحتهما واقشعرّت أبدان الحاضرين حيث عبّرت تلك السقطة عن يقظةِ الرأس المُختنِق لمحتواه وإطلاقه لما فيه قسراً.
وترافقت الموسيقى مع المشاهد تاركة أثراً متصاعداً كلّما ازدادت حركة الشخصيتين -وجها الذاكرة- فوقف الممثلان بصيغة الماضي دقيقة صمتٍ أمام النفس وتعبيراً عن مواجهتها ونسف النكران والتناسي ليحلّ محلّها البوح والإعتراف ..
ومن ثمّ كانت الحركة لكلّ من الشخصيتيين إيذاناً ببدء الفعل المصيري لمهاجمة الذكرى وتخليص العقل من كل صورها التي كانت تلتصق بجسد أحدهما, فيرتجف ويتخبّط محاولاً إزاحتها, بينما كان الآخر ملتفّاً بأشرطة الفيديو التي تخنقه وتخفي حتّى ملامح وجهه وفي تلويّه تعبيرٌ عن محاولاتٍ للفكاك من تعلّق الجسد والروح بها .
واستمرّت الشخصيّتان في محاولات الخلاص مع تعالي الموسيقى التي أتلفت الأعصاب, ووصل الإثنان للذُروة في النهاية ومزّقا ما التفّا به وتجمّع الممثلون في المشهد الأخير حيث تنازعت الأصوات والحكايات من كلّ اتجاه, وتحوّل مشهد الختام لمدفنٍ سُكبت فيه كلّ القصص أو لعلّه كان الرأس الذي ينضح بكل مافيه في لحظةٍ واحدة.. وفي ذات اللحظة توقّف كل شيء وسادت العتمة وتحوّل الضجيج السابق إلى سكون مفاجىء ليترك نهايةً مفتوحة لبقايا ذاكرة تراوح مكانها ..
وكان ختام هذه الأمسية متمثّلاً بجلسةٍ تلت العرض مباشرةً دعى إليها ساجاتيل بنفسه, تبادل فيها جمهور الصالة الضيّقة وشباب صخب الآراء والأفكار, فاصطفّ الصخبيون على مسرحهم وآثار الماكياج مازالت على وجوههم بينما إفترش المخرج الأرضيّة, وكان أن أثنى الدكتور حسام خلاصي وهو أستاذ محاضر في جامعة حلب على ما قُدم من مادّة مسرحيّة مختلفة لم يشاهد مثلها قبلاً في حلب, واعتبر أنّ أساس نجاح أعضاء الفرقة في إيصال فكرتهم للجمهور هو مدى قناعتهم هم أنفسهم بما يقدمون من اختلاف, فكان إيصالها للحضور سهلاً ومبرراً حيث تفاعلوا مع الأسلوبية التي تعتمدها الفرقة, ورأى أن لغة الجسد المقدمة في العمل غاية في الرقي فكان العمل احترافياً, ورغم ثنائه على الجهد المبذول كان له رأيٌ مغاير بالنسبة للموسيقى والتي وجدها لم تخدم العمل بشكلٍ كامل ..
وسٌئل المخرج كيف استطاع اختصارَ نصفِ ساعةٍ هي مدّة العمل في نسخته السابقة إلى أقلّ من عشر دقائق, فكان ردّه أن هذا النوع من الأعمال والذي لا يشترط بالضرورة حواراً مكتوباً له القدرة على إيصال الأفكار المكثفة من خلال التعبير الجسدي والذي يقدّم بالتالي فرصةً مفتوحة لأكثر من فكرة وأكثر من مفهوم ويترك للأشخاص حريّة التحليق بخيالهم ما شاءوا دون أن تأسرهم العبارات المكتوبة .
ولذا فإن إمكانية اللعب على هكذا مادة تترك هامش حريةٍ أكبرَ للمخرج ليُعيد بناء مشاهده كيفما شاء طالما أنّه مازال قادراً على إيصال فكرة .
ومابين استفساراتٍ وملاحظاتٍ وإطراءات, ختمت الأمسية لتترك أثراً على جميع من تواجد ذلك اليوم ولتعد بالمزيد في الأيام القليلة المقبلة ..
وفي لقاءٍ مع مخرج العرض هادي فاضل كان سؤالي له عن الجديد الذي قدّمه في "صور تذكارية" في النسخة الثانية ؟
رأى هادي أن صور تذكارية بنسختها المحدّثة و الأقصر كانت أشمل , فتداخلت الذكريات الشخصيّة والعامّة بالذكريات العاطفيّة وتم مزج فكرة الحبّ الإنساني بالعاطفة التي تجمع الأنثى والذكر معاً لنصل الى خلاصة مفادها أن جميع أنواع العاطفة تعود للأصل نفسه وأن الإنسان يعيش كل تلك الأنواع,وكما أنّ في الذاكرة مساحاتٍ للحظات السعيدة التي تجمعنا مع أطفالنا وعائلاتنا أو تلك التي نفردها للحب, يجب أن يكون هناك مساحاتٍ موازية من اللحظات الداكنة والحزينة والتي تتركها المآس والمجازر التي تحوم من حولنا..
كما أشار للتغييرات التي تمثّلت في غيابِ بعض الممثلين ومشاركة ممثلين جدد, بالإضافة للإختلافات في سينوغرافيا العمل, حيث أستعيض عنها برؤيةٍ أخرى تتناسب مع مكان العرض وظرفه, فاستُغلّت المواد المتوفّرة كالستارة المتحرّكة والتي شكّلت عامل دهشة للمتلقين الذين فُوجؤوا بخروج شخصييتين من خلفها..
ومن مخرج العرض انتقلتُ إلى السيّد ساغاتيل باسيل مدير الآرت ريفر وصاحب المشروع والذي تحدّث وبشغف عن أمسية يوم الأحد التي افتتحت مشروعه الجديد من نوعه, حيث لم يسبق وان قٌدم في الأرت ريفر أيّ نشاطٍ مسرحي وكان يوم الأحد فعلياً هو اليوم الأول الذي يوضع فيه هذا المسرح المتحرك, والفرقة التي استهلّت عرضها على متن هذه الخشبة كانت فرقة صخب الذين عرفهم منذ وقت قصير ورأى في مشروعهم نمطاً مختلفاً مما شجّعه على دعوتهم ليكونوا البادئين ورأى أنّها شجاعة كبيرة منهم أنّهم قبلوا أن يكونوا أوّل المبادرين وهذا في حدّ ذاته مغامرة.
وعن هدفه من هذا النشاط ونيّته استكمال المشروع قال أن الهدف بالطبع هو اجتذاب أكبر عدد من الشباب الطامحين لتقديم عروض مسرحية والذين ولم تتوفر لهم الإمكانات أو الظروف ولم يجدوا من يتبنى أعمالهم و أن الآرت ريفر مستعدّ لاستقبالهم على خشبةِ مسرحهِ كلّ أحد من كلّ أسبوع سعياً وراء ولادة حركةٍ مسرحيةٍ جديدةٍ في البلد .
وعن رأيه في العرض الذي قُدم قال ساجاتيل أن العرض كان متميّزاً وحصد النجاح رغم جوّ الإرتباك البسيط في البداية والذي خلقه وضع مكان العرض وصعوبة التعامل معه مع ثقته بأن هذا سيختفي تماماً بعد أن تتوفر الحلول للتعامل مع المساحة المعطاة, ووجد أن الجميع قد لمس النجاح عن طريق تفاعل الحضور الكبير وإعجابه بالفرقة ومادّتها, ومن خلال النقاشات التي طُرحت بعد العرض والتي أضفت على الأمسية طابعاً ثقافياً وأثبتت أن الجمهور السوري قادرٌ على التعامل مع هكذا نوع من المسرح بل ولديه تعطّش لمشاهدة شيء مختلف عن ما ألفه, وهذا أكبر دليل على أن العروض القادمة ستلاقي مالقيه العرض الأول, وتمنّى في النهاية للفرقة وللمشروع النجاح ووعد بالاستمرار في دعم هذا المشروع .
مقالة وحوار: علياء صوص
النصوص:
قصائد ثائر مسلّاتي
"بعل" محمد جبسة
"آلام مؤقتة" علياء صوص
صور من آخر عرض souvenir لصخب في الآرت ريفر بتاريخ 9-5-2010
وجاء رد علياء وشكرها للذين دعموها وراسلوها قطعة أدبية في حد ذاته لذا ارتأيت أن أنشره في صحفتها هنا بالإضافة لنشره طبعا في "إضافة تعليق" حيث وصل.
"يلقي بجسده فوق الكلام … يسحب جسداً أو ألماً آخر .. وآخر وآخر وآخر" "تأتي كمخاض للرفض بقناع الورق وأشياء أخرى كانت كلها صخب" ولا تصنف نفسك ضمن الماضي ان كان هناك حاضر يشتهيك" " "وان الصمت لغة لا يفهمها إلاّ من احترف الكلم" .. لقد كنت محظوظة كفاية لأجدَ من يحتضن كلماتي الوليدة في عمله المعتّق ومن ثمّ يمنحني شرف الكتابة عنه بلغتي الخاصة, شكراً أولاً وأخيراً لأستاذي هادي فاضل ..الذي منحني من وقته وجهده الشيء الكثير.. أنا أفخر بأني حظيت بثقتك وإيمانك. وثقة الصخبيين جميعا.. شكراً لعملٍ أخرج من رأسي عفاريت الكلمات المخبوءة ونبش بكل ما أوتي من ضراوة معاقل الأحرف ليطلق منها هذه المادة التي بين أيديكم .. صور تذكارية عمل حفر في حاضري الشيء الكثير .. وعبره أطفأت شمعة مقالتي الأولى . مرّة أخرى .. شكراً وشكر للأستاذ نوح حمامي الذي كرّمني بنشرها على صفحات موقعه الرائع مقدّما كل الدعم والمساعدة .. شكرا لكل مشاركة ولكل إطراء, شكرا لكم فرداً فرداً .. وأخيراً وليس آخراً أشكرك دكتور حسام فقد شرّفتني وأخجلتني .. وسأكتفي بأن أقتبس قولك " شكرا للمسرحية التي أنجبت نصا صحفيا, فالإبداع لايولد إلاّ إبداعا"