مقالة للناقد أديب مخزوم عن معرض ضياء حموي
- يونيو 16, 2010
- 0
تلقينا من الفنان ضياء حموي نص المقالة التي أوردها الناقد أديب مخزوم في صحيفة الثورة اليوم 16-6-2010 وننشرها تحية للفنان ضياء والناقد أديب وتحياتنا لجريدة الثورة. نوح
الناقد أديب مخزوم في صالة الخانجي
ضياء الحموي .. في عرض جداري بانورامي احتفاء بأيام الموسيقا السورية – الألمانية
ثقافة ـ جريدة الثورةالأربعاء16-6-2010م
أديب مخزوم
يطرح الفنان ضياء الحموي علامات استفهام عديدة حيال القدرة على تحويل المساحات التشكيلية الشاسعة إلى رؤية بصرية بانورامية زاخرة بإمكانيات التنويع التشكيلي التجريدي الانفعالي والهندسي المستمد من حركة ايقاعات وعناصر الطبيعة.
مظهر احتفالي
فالمعرض الذي تقيمه الوكالة الألمانية للتعاون التقني مع مجلس مدينة حلب ومديرية المدينة القديمة في سياق الاحتفال بأيام الموسيقا السورية – الألمانية يأتي في مظهره الاحتفالي البانورامي ليساهم في تعزيز وتمتين روابط الحوار بين الشرق والغرب وليبرز العلاقة المتبادلة والمتداخلة في فنون العصر بين ايقاعات اللون وايقاعات النغم الموسيقي.
ومن أجل ذلك يجب تأويل لوحات ضياء الحموي وقراءتها قراءة جديدة ومعاصرة لابراز هذا التناغم المطلق والائتلاف الكامل بين الغنائية التجريدية والموسيقا البصرية. فحضور الحركات واللمسات والضربات اللونية بايقاعاتها المتنوعة والمتفاوتة فتح نصوصه التشكيلية على صفحات من نوتات لمعزوفات أو سوناتات أو سمفونيات لونية تنساب انسياباً موسيقياً.
هكذا يميل بلوحاته وجدارياته نحو لغة التلميح والايقاع اللوني القادر على الايحاء بالموسيقا البصرية عبر لمسات منسابة ومتشابكة ومتقطعة ومستقيمة ونصف دائرية ربما لأنه آمن بمنطلقات كاندينسكي الذي أيقظ فينا هذا الاحساس اللوني الحيوي المبني على عناصر عاطفية وتجليات تشبه إلى حد بعيد تنويعات النغم الموسيقي حيث كل حركة أو لمسة لونية تشكل نغمة من نغمات السلم الموسيقي المسموع بالعين.
منطلق جديد
ولقد كان ضياء الحموي ومنذ بداياته مؤمناً بقوة اللون وقدرته في حركاته وايقاعاته المتنوعة على صياغة أحلام التكوين التجريدي الخاص الذي تميز به طوال أكثر من عشرين عاماً، فالمنطلق الجديد الذي يجاهر به على صعيد البحث التشكيلي يكمن في مظاهر التفاعل والانفتاح على ما يسمى بالمفهوم الفني الحديث الذي يحدده وبشكل أعمق من خلال القدرة على ايجاد علاقة اللمسة باللمسة أو بالضربة اللونية الأكثر حدة وجرأة في تجسيد الدمج الحيوي بين الواقعي والتجريدي أو بين الاشارات المرئية والأحاسيس الخطية واللونية حيث تتنوع اللوحات بين ما هو تجريدي انفعالي وبين ما هو تجريدي ايحائي مستمد من اشارات العناصر النباتية والزهور ولاسيما شقائق النعمان والطيور والفراشات والتي تعكس في أكثر الأحيان معطيات الألوان الزاهية والفرحة المستمدة من استخدام ألوان الاكريليك. علاوة على جدارياته التي تبدو الألوان فيها سائلة أو منثورة بطريقة الرش بحيث تتحول اللوحة إلى مزيج من اللطخات اللونية المتداخلة والحية السائلة.
ألحان بصرية
هكذا يكشف في جداريته العملاقة التي تغطي واجهة مدرسة الشيباني في حلب، عن ملامح خطوات تجاربه للدلالة على امكانيات تصعيد الكثافة اللونية والتعبير عن الموسيقا البصرية التي تتصاعد من ايقاعات الضربات والحركات اللونية لتعزف ألحان النغمات البصرية التي تنتمي في جوهرها ومظهرها إلى الثقافة البصرية الموجودة في الفنون الحديثة وبذلك ساهم في ايجاد علاقة تفاعلية بين موسيقا اللون والموسيقا السمعية التي قدمت في أيام الموسيقا السورية- الألمانية.
وهذا العمل الجداري البانورامي العملاق يشكل امتداداً للوحته الكبرى التي عرضها خلال عام 1999 في غاليري عالم الفنون في بيروت وتجاوز طولها أربعين متراً وأعماله الجدارية تفسر دوره في انتاج وعرض اللوحات البانورامية العملاقة وفيها يعطي أهمية قصوى لعلاقة الأجزاء بالكل ومدى تأثير هذا الكل على العين القادرة على الاحساس بايقاعية وحيوية وانسيابية موسيقا اللون.