أنا من حلب مصمم حدائق وشلالات وبحيرات وأعمل في تصميم عدد من أنواع الحدائق كالحدائق الصينية الرائعة والانكليزية بالإضافة للشلالات الكورية والحدائق الإفريقية…

مقابلة مع منسّق الحدائق محمد طحّان

                                              

كثيراً ما يسحرنا الصمت فتتالق الروح في افتتان بما حولها وتغدو أسيرة اللحظة حيث يغلّفها السكون أمام ثانية من الطبيعة قد لا تتكرر مرآها, فكيف إذا كنا نستطيع تجسيد تلك اللحظة وتغليفها بما هو أبهى ورؤيته في أي لحظة…؟؟

إنه فن الديكور وللتحدث عنه كان لنا اللقاء التالي مع الاستاذ محمد طحان الذي اتخذ الطبيعة عشقاً له فأخذت أنامله تخيط الجمال في لوحة قد تبدو للوهلة الاولى خيالاً بحد ذاته……

                                                            

استاذ محمد هلاّ حدثتنا عن نفسك و عن طبيعة عملك؟

أنا من حلب مصمم حدائق وشلالات وبحيرات وأعمل في تصميم عدد من أنواع الحدائق كالحدائق الصينية الرائعة والانكليزية بالإضافة للشلالات الكورية والحدائق الإفريقية التي تحتاج منّا بحثاً أكثر ودراية حول الثقافة الإفريقية وتحتاج أيضاً إلى جهد ليس بالقليل وذلك لقلّة المعلومات عن هكذا نمط من الحدائق وللتباعد بين الثقافتين, فأسعى بذلك قدر الإمكان إلى محاولة الجمع بين الثقافتين بإسلوب فنّي جميل وبسيط.

تحدثت عن عدد من الحدائق, فمن أين اكتسبت هذه الخبرة؟

عملت في لبنان لمدّة ثمان سنوات وخلال هذه الفترة استطعت أن أتواصل مع عدد من الشركات الصينية والإفريقية والاوربية والكورية حتّى, واستطعت بفضل الله أن أكرّس هذه الخبرات وأوظفها في سوريا بطريقة تتناسب مع الذوق العام ومع روح الحديقة السورية.

من خلال إلمامك بالحديقة الصينية والافريقة والاوربية, مالذي يميّز الحديقة السورية عن غيرها من الحدائق؟

لكل حديقة طابع خاص بها يختلف عن غيرها فالحديقة السورية تمتاز ببساطتها ورقيّها وقوّة تأثيرها إذ يمكن اعتبارها كقولٍ مأثور أو كقصيدة حيث نشعر ببساطة الألفاظ والعبارات ولكن المعنى متدفّق والعبارة فيها من البلاغة ما يسحر فنرى بذلك منظراً بسيطاً تتألق فيه الألوان وتجتمع لتؤلّف كلاًّ متكاملاً يريح النظر ويمتّعه.

للنماخ دور هام في طبيعة عملك, فما المناخ الأنسب للعمل في سوريا؟

المناخ في سوريا يمكن اعتباره مناخاً مثالياً ومميزاً بحكم موقعه الجغرافي حيث يشمل الفصول الأربعة, فحين العمل في سوريا على حديقة صينية أو أفريقيّة فإننا نادراً ما نصادف مشاكل في المناخ لأنّ الجو العام يمكن اعتباره أنه يتقبّل الكثير من أنواع النباتات التي تتكيّف مع المناخ دون أي مشاكل.

على ماذا يتوقّف اختيارك للألوان أو الشكل الهندسي للحديقة؟

بالنسبة للشكل الهندسي فطبيعة المكان لها الدور الرئيسي من حيث المساحة أو الشكل العام أما بالنسبة للألوان فهنالك عدد من الامور نتوقف عندها ولعلّ من أهمها الألوان المستخدمة في الديكور الداخلي ولون الأثاث الموجود أو المخطط لاستخدامه إذ لايمكن للديكور الداخلي إذا كان شرقياً أن نعمل على الديكور الخارجي بطريقة غربية معاكسة .

هل هناك علاقة بين عدد أفراد الأسرة وأعمارهم وبين اختيارك للألوان المستخدمة في الحديقة؟

طبعاً هناك علاقة وثيقة, فنحن قبل المباشرة بالعمل لا بدّ من مقابلة الأسرة مرّة أولى وثانية وثالثة لمعرفة ما يحبون وما لايحبون وما أنواع النباتات التي يفضلةنها والتي ينفرون منها بالإضافة لمعرفة أعمارهم وأحياناً نضطر لأخذ برجهم الفلكي حتّى وأيضاً الثقافة التي يفضلونها, فللأطفال نمط خاص من الألوان والشكل الهندسي وأيضاً يجب الأخذ بعين الإعتبار الغالب في كل سنة ففن الديكور مشابه لفن الأزياء حيث يوجد لكل سنة لون دارج وخاص.

برأيك إلى أي درجة وصل مستوى الديكور في سوريا؟

كان فيما مضى هناك اهتمام قليل في سوريا بفن الديكور بشكل عام ولا توجد ثقافة كافية عن هكذا نمط من الفن, ولكن الآن نلاحظ انّه تطوّر تطوّراً ملحوظاً فأصبح هناك أشخاص ينظرون نظرة جديّة بخصوصه ولم يعد الأمر مجرّد هواية بل أصبح هناك من يختصّون دراسياً في هذا المجال الأمر الذي يدعو للتفاؤل ويبشّر خيراً أنه أصبح هنالك انفتاح على الأقطار الأخرى والثقافات العربية والغربية وتأثّر بها خصوصاً بعد موجة الثقافة المتبادلة التي نشهدها منذ أمد.

ما الذي يأخذ منك وقت أكثر, التصميم أم التنفيذ؟

التنفيذ طبعاً, فالتصميم يمكن أخذ الأفكار عند رؤية المكان ومشاهدة الديكور الداخلي إذا كان جاهزاً طبعاً أو أخذ فكرة عنه, عندها نستطيع تحديد الفكرة العامة التي سنعمل عليها , وبعد تبلّور الفكرة نبدأ بالمباشر بالعمل أي نصل إلى مرحلة التنفيذ التي تأخذ أمد أطول بحسب حجم المكان وحجم الفكرة المأخوذة.

من أين تستمد أفكارك في التصميم؟

أفكاري دائماً استمدها من عرابي الأوّل الذي أريد دائماً ان أعمل على نمط يشابهه وهو ربّ العالمين, لأنّ الطبيعة الأم التي خلقها الله لا يعلى عليها, فأأخذ منها وأعيد صياغتها لأقدّمها للآخرين بطريقة جميلة تتناسب مع المكان المخصّص للعمل فيه.

أما عن المشاريع المستقبلية فللحديث تتمة إن شاء الله

محمد طحان 0933351768

اعداد وحوار أغيد شيخو