
من ديوان بعض الظن .. أنت لنضال كرم
- أبريل 18, 2013
- 0
أعزاءنا في عالم نوح يسعدنا أن نقدم لكم قصيدة من ديوان الشاعر نضال كرم الذي تم إصداره في بداية عام 2013
أعزاءنا في عالم نوح نقدم لكم قصيدة من ديوان الشاعر نضال كرم الذي تم إصداره في بداية عام 2013
صادر عن دار بعل للطباعة في دمشق لعام 2013
الغلاف من تصميم الفنان العالمي رائد خليل
التصوير الفوتوغرافي للفنان حمادة سميسم
مكتبة نوبل : دمشق – جانب سينما الشام
مكتبة عالم المعرفة : دمشق – فيكتوريا
اللادقية ـ مقهى قصيدة نثر ، مقهى ناي
التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً
دمشق 0933432824
اللاذقية 0966879707
الحُبُّ كَمينٌ مِنْ صُنْعِ الله
أَتخذُ مَكاني مِنْ هُدْبِ قَاسيون
وأنتَ معي .. قُربي وفي قلبي
لا مكانَ يَجمعُنا سِواه
عَبَقُ الياسمينِ مَلَّ صَحوَهُ فــ غَفا
العِطْرُ وَحدهُ يَستطيعُ كَشْفَ الأنفاسِ واعتقالها
اللَّيلُ تمثالٌ على شاطئ النهار
كأنَّ الغيبَ يُلقّحُ اللحظةَ بمراكبِ الدم
كأنَّ السماءَ تُمْطِرُ دِمَشْقَ نَجيعا
والناسُ أفواهٌ تَفتحُ الطريقَ بسريّةٍ نحو المجهول
هنا أبتكرُ للصيدِ معنىً آخر
هنا أُصغي لكتابِ المطرِ المتثاقل
لا طعمَ لمساءاتِ الخريف
يثقبُ الحزنُ أذنَ الحديقة
وتُرْجِئُ الرّياحُ رِحلتَها
أبوابُكِ السبعةُ يا أميرتي تَتحوَّلُ إلى تجاعيد
أرى ظِلَّ الشمسِ يَقعُ على دمعِ "ابن عربي"
وشامةُ الخدّ تسألُ عَنْ مَخرج
بعدَ أنْ فَرَّ اليقينُ هارباً مِنْ نفسه
في سراديب الغموضِ أرى الأشباحَ تتراقص
طابَ البكاءُ في أحضانِ المراكب
ثمّةَ ذاكرةٌ تُقتَلُ وينهدمُ الكتاب
أقتفي الشظايا وقاسيون يزمجرُ بعزفٍ قبائليّ ساخر
لم يبقَ على شفاهنا أثرٌ للقُبَل
يَفِرُّ المستقبل
والشرطيُّ يؤنّبُ صَخَبَ الأرواحِ بعدَ تشظّيها
الغيمُ يكادُ أنْ يبكي نساءَ الأنين
يمتزجُ بزهورِ العشقِ الناهد
تَنبجسُ الشهواتُ ناراً لا تُبقي ولا تَذَر
أسبحُ في لهيبِ النارِ ظِلَّاً للشهوة
وأتركُ الجسدَ مَحارةً تُشنَقُ على رغيفِ خبز
أرمي الشِباكَ مِنْ قاسيون لأصطادَ أغنية
يبدو لي القهرُ مَسْرَحَاً لذاكرةٍ مِنْ جمر
مثل حبّك لم تُزلزلني قصيدة
عُدْ أيها القلبُ إلى مسرحِكَ واجعلني وشوشةً لموجِكْ
لا تنقطعْ أيها المخرجُ عن خاصرةِ الخيل
على خشبةِ مسرحِ المدينة يَتسكّعُ "تشيخوف"
يُراودُكَ عَنْ كتابِ الماء .. والزَبَدُ حِبْرُكَ المطواع
جسدُ الليلِ يسألُني العناق
أصابعُ الموسيقى تتراقصُ على بحرٍ مِنْ عِطْر
سأنامُ الليلةَ على هُدْبِكَ قاسيون
لحافي غيمُكَ السكران .. فراشي خَشَبُ المسرحِ – القمر
ستبقى صلاتي لك .. تُثمرُ لقاء
وفي مساءٍ آخرَ .. سيأتي الياسمينُ مُشتاقاً
لعطرِهِ ولأنفاسِنا
والليلُ زائرٌ يَخطو .. نحوَ ذاكرةِ الهواءِ والهوى
لم يَبْقَ مِنَ الحياةِ الكثير ..
والحقيقةُ تَنْبتُ على مشاجبِ الريح
عرشُكَ يَصعدُ فوقَ خَشَبةِ المسرح
والعِطرُ آلهةٌ لصدرِ عاشقٍ أسمر
عذراً أيها الموت .. لا تَزدري بَصَري
لن تسخرَ مِنْ ألِفي .. ومِنْ يَائي
الخيبةُ أنكرُها .. حيثُ الوحدة رغبتي
وقبري .. مُؤجَّلٌ حتى صَدأ آخر
الناسُ قبورٌ مفتوحةٌ .. تحلُّ وتعقدُ جدائل التراب
وعلى أعتابِكِ يا أبواب
أكتبُ سِفْرَ الآفاق
يعرفُني الغيمُ بابَ حِجاب .. حجابَ الباب
وفي مراكبِ الدمِ تتلاطمُ أمواجُ الشِعْرِ
أنتبذُ الهُدْبَ بأجفاني
لأعانقَ رغباتِ الصوت
وفي الموت ..
لا أجدُ ماء يرويني .. لا أكتبُ وردة
أمضي .. .. .. والعينُ تسكبُ عبراتي
على مَسْرَحْ .. ولن تفرحْ
أحلامي يا هُدْبُ أرسمها
أتهيأُ لأصبحَ عاصفةً
لا تُخطئُ وجهةَ نبوءاتي
والحبُّ كمينٌ من صُنْعِ الله
ملائكةٌ لن تكسوها .. أوبار الحلم
في أوجِ خريفي أرى حقلي .. شكلاً للعرش
يضطربُ .. ينأى .. يحتارُ
بأسرارِ الوجد
الحبُّ حكيمٌ يتهاوى .. في صمتِ الضوء
وظلالُ الدَّمْعِ تعشقني .. وَعْدَاً للقلب
أسبحُ في قلبي وأغنيتي .. بيضاءَ كــ فجر
لن أنسى .. شفاهك أحيتني في قولِ الوجد
وأراها تبعثرُ أمدائي .. ..
في هُدْبِ القلب
نضال كرم، من ديوان " بعض الظن .. أنت "
•