مهرجان الشباب الشعري الثالث والذي كان برعاية كريمة من قبل الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون و بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب، حيث قدم كل من السادة الشعراء ثائر مسلاتي، محمود حاج محمد، محمد صوفي و أغيد شيخو، نتاجهم الأدبي المميز

 

 

 بوركت يا جمعية الآداب يا ملتقى النقاد والكتاب
                                                  لما يزل إبداعك متدفق وحنوك في غاية الإسهاب
أبناؤك بين النجوم كواكب ألقاهم من خيرة الأصحاب 
                                               يمناهم مدّت لكل مثقف فهي التي شبت على الترحاب
مستبعد من الوقوف بنقطة أنت اقتداء الأخذ بالأسباب
                                        أثنى عليك الكل لما أبصروا ما كان منك طيلة الأحقاب
لم يكتموا السر الذي في جوفهم بل أظهروا دفقاً من الإعجاب

بهذه المقدمة الجميلة من قبل الأستاذ محمد داية؛ المنسق والساهر على إنجاح المهرجات، بدأت فعاليات مهرجان الشباب الشعري الثالث والذي كان برعاية كريمة من قبل الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون و بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب، وقد قدّم المتسابقون قصائدهم وذلك بتقييم من لجنة التحكيم والمؤلفة من :

مدير المهرجان  لهذه الأمسية: مهند ميري وهو

خريج جامعة حلب
حاصل على إجازة ف اللغة العربية وآدابها
مدرّس لمادة اللغة العربية
يكتب الشعر والمقالة والقصة
منسق الشباب في جمعية تنظيم الأسرة السورية
عضو مجلس إدارة في الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون

بالإضافة إلى ضيف المهرجان والذي سهر على دراسة النصوص المقدمة، الأستاذ فواز حجو، وهو:

يحمل إجازة في الأدب العربي والعلوم الإنسانية
عمل في التدريس في محافظتي حلب وإدلب ودرّس في المملكة العربية السعودية
يكتب الشعر والدراسات الأدبية والفكرية
ينشر أعماله في الصحافة المحلية والعربية
حاصل على العديد من الجوائز الأدبية
عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق" جمعية الشعر" 
 

 

 

وهؤلاء السادة الشعراء المشاركون مع قصائدهم :

ثائر مسلاتي

 على سِكَكِ الحَديِد مَضىَ قِطَارُ دَرويش

رَحل
بَينَ غُصنَينِ أحدبين …
يُخَبِئُ شَايًّ في اِبيضاض ثوب
ويذوب كبرق قبل هُنيهة
كان مبهر, سُعَالُهُ الأخيرُ صَنَعَ بَبغاءً يقلد ذكراه
على هَذهِ الأرضِ مالايَستطيعُ أن َيراه..

لن يتردد ابريل
وسينتهي روتين الخبز في الفجر
آَخِرُ الحُب عُشبٌ على عُشب

وَتمضَغُ الدودةُ ظِلُها
يُسعِدُها أن تُفني الخُلود
سَقَطَ القِناعُ على الحدود

وتَسير به سَيَّارَةٌ شَاحِبَةٌ
كأفعى وديعةٌ
صفيِرُها يُغَيِّبُ صَوتَ البُكاء
صَوتَ الثُغاء
ويَرمي الزاجِلُ الإنتهاء
نَبأٌ غَيَّرَ دَورَةَ الدّودِ فِي المكان

سيَأتي جَرِيحٌ يَسحَبُ زُجَاجَةَ الغاز
سيأتي رضيعٌ صَغيرٌ كَبيرٌ
بِكُلِ أشكالِ النمو
سَيأتي والُسمو
أُريد لِهَذِهِ القَصيدةِ أَن تَنتَهي
قَافِيَّةٌ ضَيَّعتها رَائِحَةُ الموت
وطَبيخُ أُمي أَشرَف على النفاذ
على هَذِهِ القَصيدةِ أن تَنتَهي
تَشُدُني مِن قَلمي رَائِحَةُ رِضَاعَةٍ

 

صفحة القصيدة كاملة

 

 

عارف الكريز

 

 

بضع ليرات….

هي الطفولة بضع ليرات
رميناها ببئر الأمس_ذكرى_
ثم سرنا.
(لم نكن ندري بأنّا
حين نغدوا بائسين بلا نقود،
سوف نرجع كي نحاول بضع ليرات
رميناها ببئر الأمس…)

سرنا
كانت الأحلام أقلاماً رصاصاً
نرسم الغد، في دفاترنا، بها
ونلوك" محاياتها" في غفلة الأستاذ عن هذياننا.

سرنا
ولم يحفظ رصيف العمر، بعد، خطى تسكعنا عليه…
فنحن من خلقوا ليَسنوا
نحن من صاروا شباباً دون أن يدروا
فلا مرآة تفضح شكلنا
بل لا زمان لنا ( إذ الساعات عاطلة على الجدران)
لا رزنامة، في الصبح، نقطع ورقة منها
لنعرف أننا نحيا ونكبر
مثل كل الناس.

نحفظ الكتب الخليعة، والروايات الحزينة،د
والمقاهي، والبكاء
وبعدَ لم نحفظ نشيد بلادنا

صرنا كباراً
وانحنت أحلامنا مثل الجذوع،
ورتّب المجهول، فوف رفوفه، أسماءنا، كتباً
كأنا لم نكن إلا شظايا لوح بلور تكسّر
ثم رممه التسكّع
أو كأنّا محض أعمدة أنارت شارع النسيان
كيلا تخطئ الذكرى الطريق
كأننا….
لا
بل كأني، وحدي أسير
ألفّ من أسمائهم تبغاً
تدخنه شفاه الأمس، لا شفتاي
أمشي نحو بار، في المدينة، بائس
لا أطلب المشروب، بل ورقاً
لأكتب للذين رموا، معي، ليراتهم في البئر:
" عودوا هاهنا،
صفّوا ملامحكم كؤوساً فوق طاولتي…
وروحوا..!!" 

 

 

محمود حاج محمد

 

 

 

آخر ما قاله الحمام

لا باب أدخل منه لي
إلاك أنت!
ولا مرايا أستعير مجازها
لأرى إلى ظلّ يشيح وراء روحي

الآن ، والمطر البدين يهدهد لطرقات،
هل يجدي الوقوف على طلول الماء
إن شربته روحك ثمّ شفت؟
هل أجيد الحلم
إن صدئت حوافر خيله؟
أم هل أجيد الطين بعدك؟؟
كان ينقصنا شتاء آخر
لنروّض الأيام في درب سنمشيه سويّاً
نغتدي، والطير في وكناتها تغفو،
وبرد طاعن في الذكريات يقولنا:
كم أنت أهدأ من تلاوة ياسمين عطره!
وأنا المبعثر
تعتريني رعشة الصّوفي بعدك
سبحني من حبّ رمّان تفرّط بين ثغرينا
وعكّازي وعودك…

بارد جسد المسافة بيننا
والشّوق قد طالت أظافره كثيراً.
كستناء لقائنا اتقدت على حطب الوعود
وباب غرفتي المبلل كم تثاءب في انتظار؟
كم سيكفيني من رذاذ الضوء
كي أبتلّ فيك؟
فكلما أشعلت يوماً غيابك
أطفأته أصابع الدمعات!

وحدي الآن أرسم صوتك المبحوح
فوق زجاج نافذتي
لأسمعه يسيل على الأصابع
كلّما غبشٌ تقطّر فوقها !
يأسي تحنّطه الرسائل باصفرار سطورها

 

محمد صوفي

 

صانع القانون

يا صانع القانون
أصنع لي قانوناً
قانوناً مميزاص
لا يشبه أي قانون
قانون..
لا يحتاج دوزان
ولا تقطع أوتاره الأيام
أريد أن أعرف
لحن التحرير
لحن الاستقلال
لحناً يطرب
أولئك العرب
الذين يمثلون دور الصمت
لحناً يَسمع
كل من لا يريد السمع
لحن الشهامة
لحن النخوة والرجولة
لحن لا يفهمه
العدو وقتلة الأطفال
فالنساء ترملن
والشيوخ يقتلون في صحوهم
وفي نومهم يذبح…
الأطفال…
أريد أن أعرف
لحناً للشهداء
للذين ضحوا بأنفسهم فداء
يا صانع القانون
سآتي في الصباح
سأعزف وأعزف
حتى لا أموت
حسرة في الدروب
يا صانع القانون…

 

 

 

 

أغيد شيخو

 

 

تكوينه تكوّني

رأيت الشمس شاردة
تسير على شاطئ من زمرّد …
المنازلُ تعرج كالدمى
شارع زنجي ينحني في خشوع …
تلتوي أعناقنا في لحظة سكرٍ
وتتناثر الحواس….

في المفترق…
أتخبّط وتكوينٍ فيّ…
يطوي حديثه كلّما حلّ السكون
يجلس على خاصرة الوقت
ويبدأ…
ينسج صمته عباءةً مع الفراغ
يوصل الليل بربطة العنق

في تقاسيم البرودة…
يربط أهدابه بصلعة الشمس
وينسج مفاصل القصيدة…

قلت:
أيّها السائر في انعتاقي…
الريح تكوّمٌ للشوق
والمدّ تخبّط العاطفة
صفعة الموج أهزوجةُ للولادة.

أين تسير حيرتك الذبيحة
وخلفها قطيع شكّ جائع

ألا يكفيك إياي رباباً…
أم قصعة الحب نذرت للجياع…!؟؟

حين استيقظت أناي…
انتعل الشرود
تقوقع سحابة
وإلى الآن…
هو في صمته العاقر
وأنا…
المأتم فيّ يولد…