مونودراما الجرذ
- أكتوبر 24, 2010
- 0
مونودراما الجرذ..من 24-10- لغاية 29-10-2010 والدعوة عامة الساعة الثامنة مساء على مسرح دار الكتب الوطنية. تأليف عمرو حاج محمد و اخراج بلال شركس ولقاء مع أغيد شيخو. وطبعا كان هذا منذ قليل.
حوار وتصوير أغيد شيخو
مونودراما الجرذ
بدأت المسرحية بقطرات من الماء النقية التي انهالت على مسامعنا وانتهت بوابل من التصفيق الحار, إنها مسرحية الجرذ.
وللحديث عنها كان لنا اللقاء التالي مع مخرجها بلال جركس:
تندرج هذه المسرحية تحت "المونودراما" التي هي أصعب أنواع المسرح لأنه من خلال شخصية واحدة نقوم بإيصال فكرة أو عدّة أفكار إلى الجمهور. ويجب في المونودراما مراعاة عامل الزمن فهو مهم جداً ويجب استغلاله جيداً وخاصة أن هنالك زمناً طويلاً فلا يمكن تجنّب أفكارا أو استبعادها. ففي هذه الفترة الزمنية التي لدينا يجب طرح الفكرة ودراستها ومعالجتها إذ لا يوجد ممثل يساند الممثل البطل الذي أمامنا, أما بالنسبة للموسيقى والإضاءة فمهما حاولنا ادخال الموسيقى أو التلاعب بالإضاءة فبالنهاية هنالك شخص واحد على المسرح والجمهور يراقبه هو.. فهو المتحرّك الوحيد على الخشبة الذى يقوم بهذه المهّة الصعبة ووبالأخص في المونودراما التي هي ممثل وجمهور فقط فالممثّل يطرح الأفكار والجمهور يتلقاها وهنا نكون قد حيّدنا الموسيقى وحيّدنا الإضاءة وحتّى المخرج والنص قد تحيّدوا إذ يمكن بقصّة صغيرة أن نخلق مونودراما وهنا النص غير مهم والمخرج غير مهم وحتى الإضاءة غير مهمّة فقط لدينا الممثّل والجمهور وكيفيّة تقبّل هذا الجمهور لهذا الممثّل فإن لم يتقبله الجمهور منذ بداية العمل فالعمل وقتها هالك تماماً , وإذا وقع الممثّل في مطب ضمن العمل أي هبط الإيقاع الموسيقي أو تصاعد وأصبح مبالغاً أيضاً نكون قد فقدنا التواصل بين الجمهور وبين الممثّل.
أما عن الديكور فقال:
كل قطعة من الديكور يجب استخدامها الإستخدام المناسب وفي حال وجدت قطعة على الخشبة ولم يتم استخدامها فمن الأفضل إبعادها وأيضاً طريقة التعامل مع الديكور لها الدور الهام فمثلاً في هذه المونودراما تم استخدام البرميل بعدّت طرق مختلفة كل الإختلاف عن بعضها ولكن كل هذا كان يخدم النص دون أن تكون مجرّد حركات يتّم استعراضها عشوائياً, وأيضاً المساحة الموجودة يجب استخدامها تماماّ إذ لايجوز ترك ولو جزء بسيط من المسرح فارغاً تماماً من الحركة فكل مساحة يجب أن يكون هنالك فعل ورد فعل فالمسرح فضاء ويجب استخدامه كلّه دون ترك مساحات فارغة.
أما النص فقد أعجبنتي أفكاره كثيراً عندما قرأته فهو يطرح مواضوع موجود في واقعنا ويمس الشباب بشكل خاص الذين أسعى دائماً للعمل معهم لما يحويه عالمهم من أشياء يجب طرحها ومعالجتها فقصة المسرحية تدور حول شاب عشق فتاة ولكن الفتاة تزوجت فذهب الشاب وقتلها في ليلة عرسها وهرب ليعيش في المجاري فعاش مدة ثلاثة أيام أو أربعة أيام وهو يتصارع مع نفسه , هذه الفكرة أغرتني للعمل على النص وتقديمه بهذا القالب الذي شاهدتموه, هذه الفكرة ليست خيالاً وإنما هي موجودة في واقعنا والمسرح يجب أن يكون الواقع ففكرة الموبايل في المسرحية مثلاً لم أكن راغباً بها بدايةً ولكني رأيت أن هذا الجهاز قد فرض نفسه علينا ولا يمكن تجاهله فوافقت على إدخاله في المونودراما.
أما عن النص فتحدثّ إلى عالم نوح بطل المسرحية وكاتبها عمرو حاج محمد حيث قال:
إذا أردنا الحديث عن النص بعيداً عن الأداء… نص مونودراما "الجرذ" يتحدث عن شخصية يحمل أوزار هذا المجتمع بتناقضاته وعنفه وأفكاره. فالشخصية هي شخصية شاب يتخذ أنفاق الصرف الصحي ملاذاً له لأنه خائف لقتله حبيبته في ليلية عرسها، فنراه خائفا مرتبكاً يتصارع مع نفسه حتى أنه يصل إلى مرحلة الإنفصام في الشخصية فيعرض لنا أحداث مرّت بحياته.. فهذه الأحداث وتراكماتها هي التي أوصلته إلى ما هو عليه.
وإذا أردنا الحديث عن تكتيك النصّ فبما أنّ الشخصيّة تعيش حالة من الرعب والجنون فسيكون عرض النص بطريقة التداعي الحر أو الإسترسال فلا توجد فكرة معينّة وإنما أفكار منثورة بشكل فوضوي ولكن منظّم لأنّ الشخصية بحد ذاتها متوتّرة وغير قادرة على التفكير المنظّم.
أما بالنسبة للأداء الشخصيّة كانت مرهقة نوعاً ما جسمانياً بالنسبة لي ولكن كل حركة كان لها هدف معين أردنا إيصاله للمتلقي فأردت من خلال هذه الشخصيّة إيصال فكرة لا أقول بأنّها جوهرية ولكنها إحدى هموم الشباب, هذا الشاب الحامل لأوزار مجتمعه فنراه يقوم بطرد مديره ويتعامل مع حبيبته بطريقة قد لا نألفها …
أما عن جديده فقال أنّ هناك عمل مع الأستاذ بلال جركس يقومون بدراسته حالياً ولم يأخذ الخطوات العملية بعد.
أما بالنسبة للأعمال التي قدها المخرج بلال جركس فهي كالتالي:
محاورة في الليل……..المؤلف فريدريش دورنمات
الحقد …… المؤلف كارن برامسون
السرير…… المؤلف عمرو حاج محمد
الشريك…..المؤلف فرديريش دورنمات
أوهام……المؤلف صلاح حسن
أحلام جندي معوّق…..المؤلف فريدريش دورنمات
كنا هناك…..المؤلف عمرو حاج محمد
ولا بدّ من توجيه تحيّة إلى الفنيين وهم:
إضاءة: عمار جراح
صوت: بيبرس ماوردي
تصميم مطبوعات: أحمد الستان
كما ننوّه إلى التنظيم الجميل الذي قام به شباب جمعيّة تنظيم الأسرة تحت إشراف الأستاذ مهنّد ميري
حوار وصور أغيد شيخو