نبيل المالح والسينما الوثائقية 23-7-2011
- يوليو 24, 2011
- 0
عرضت مديرية الثقافة في حلب يوم أمس السبت ثلاثة من أفلام المخرج السينمائي الكبير نبيل المالح وذلك ضمن نشاط مديرية الثقافة في إحياء السينما
عرضت مديرية الثقافة في حلب يوم أمس السبت 23-7-2011 ثلاثة من أفلام المخرج السينمائي الكبير نبيل المالح وذلك ضمن نشاط مديرية الثقافة في إحياء السينما وعودة الجمهور إلى الشاشة الكبيرة، وتم عرض الأفلام بحضور المخرج نبيل المالح الذي أجرينا معه لقاءً مطولاً عن مواضيع شتى وسنعرض لكم اللقاء في فترة قريبة، والأفلام المقدّمة كانت :
الكريستال المقدس 2009 :
عبر ثلاثين دقيقة فقط يقدّم نبيل المالح فلماً فريداً من نوعه ، يمزج فيه بين المادة التسجيلية والإطار الروائي، وتبدأ من عبارة كانت قد قرأتها " ريم" في إحدى الكتب عما يسمّى" الكريستال المقدّس " …السر المخبّأ في دمشق .
تنطلق ريم التي تحضّر رسالة ماجستير للبحث عن هذا الكريستال المقدّس في المكتبات والمتاحف وتسأل زملاءها من طلاب أو خريجي الجامعة فلا تجد جواباً ، سألت الجميع لكنها لم تجد أحداً سمع بالكريستال المقدّس… وهنا تقرر" ريم" أتصطحب صديقتها راقصة الباليه " سوزان" بعد أن أعياها البحث بمفردها وهي تقول في وقفة حيرة وتأمل: " كل مدينة فيها كتير أسرار، وحكايات غريبة ولغز مخبأ بشي محل ، بيجوز يكون حقيقة وبيجوز يكون خيال ، والمشكلة أنو الشام كلها أسرار ، مدينة عمرها أكتر من خمسة آلاف سنة …أديش بدو يكون فيها أسرار وإشيا مخباية ؟بس أنا عم دور على سر واحد صغير …إبرة بكومة قش… وماعم لاقي " .
نبيل المالح أراد أن يقدّم فيلماً يجلو عظمة هذه المدينة التي نقدّم نموذجاً فريداً للتعايش والتسامح ويكشف بوجدانية عن أسرار خلودها وعراقة تاريخها الذي لم ينقطع .. فدمشق كما يراها نبيل المالح في هذا الفلم، ليست آثاراّ ومتاحف فقط إنما نمط حياة فريد و حميم وآسر أبدعه أهلها على مر آلاف السنين …لذلك كانوا هم أنفسهم الكريستال المقدّس .
شيخ الشباب 2004 :
فلم تسجيلي عن حياة المناضل والشاعر والفنان والموسيقي فخر الدين البارودي، هذا الفنان الذي أعطى دمشق الكثير ولم يأخذ منها إلا شرف الانتماء لها.
يبدأّ " المالح" فيلمه بصور أرشيفية نادرة عن دمشق القديمة وعن منزل فخر الدين البارودي، هذا المنزل العتيق الذي جال فيه أهم شعراء المنطقة العربية وسياسييها ومغنيها أمثال : سعد الله الجابري وإبراهيم هنانو وأم كلثوم…ومن هنا يبدأ بعرض مشاهد ولقطات عن سيرة البارودي مذ كان طفلاً لينتقل إلى الجانب السياسي من حياته فقد تحول بيته إلى منزل للأمة، ففيه نشأت بوادر لأفكار أول دولة سورية في الوقت الحاضر التي كانت تخضع فيه بلاد الشام للاحتلال العثماني ،لذلك فإن نشأت البارودي كانت مبنية على أساس مطالب الحرية والاستقلال التي بدأت بالنضج منذ تخرجه من مكتب عنبر وانضمامه إلى حلقات الشيخ طاهر الجزائري وبعد فترة أخرج صحيفة " حط بالخرج" السياسية الساخرة ، ومنه ينطلق الفلم نحو لمحات تستعيد حياة " شيخ الشباب" الدمشقي.
عرض نبيل المالح في فلمه صوراً توثيقية مهمة ونادرة عن حياة فخري البارودي وصوراً لمناضلين كثر ، كذلك عرض مقابلة أجريت معه في الستينات من القرن الماضي ومقابلة مع " حزام شيخ الأرض " ابنة شقيقه ورجا شربجي " جار وصديق فخري البارودي " .
متحدون في المهجر 2011 :
" في العراق فقدت أهلي وهنا وجدت أهلاً آخرين " بهذه الكلمات يختصر أحد المشاركين في فلم متحدون في المهجر قصته عن اللجوء من العراق إلى سوريا بعد الحرب الأمريكية على العراق .
الفلم يقترب كثيراً من حالات وشخصيات واقعية عبر تنويع في الشرائح التي تناولها المخرج ليسلط الضوء من خلالها على الواقع الحقيقي دون لبس، ببساطة تسرد هذه الشخصيات ما حصل بعد اكتشاف الحقيقة المختلفة عما روّج له وما اشتغل عليه الأمريكيون، ويقترب " متحدون في المهجر " من حكايات اللاجئين العراقيين وحياتهم في المهجر أو الوطن البديل لحين عودتهم راسمين ملامح وتفاصيل هذا الوطن الذي لمّ شملهم بعد أن فقدوا الأهل والأحبة وتركوا كل شيء وراءهم .
كاميرا " المالح " تلتقط أنفاس القهر والحزن التي تختزنها ذاكرة كل عراقي عن طريق الأشخاص الذين اختارهم ليتحدثوا عن وجع كل عراقي سواء في البلاد التي هجروا قسراً إليها أو من هم في الداخل مع توصيفٍ للمكان الذي لجؤوا إليه ومدى التأقلم معه والانسجام مع سكانه .
أغيد شيخو _ عالم نوح