حديث الفنان جميل ولاية شيق، يحدثنا عن كثير من ذكرياته الفنية والثقافية، ونستعرض بالصور بعضا قليلا من ذكريات أعماله. استمتعوا معنا.

يقدم الفنان جميل ولاية المقالة التي كتبها عادل أبو شنب و التي تحدث فيها عن كتاب
( ذكريات في الفن, حلب بيت النغم).
أصدر الصديق جميل ولاية و كان مخرجاً تلفزيونياً فذاً له برنامج موسيقي فني ذائع الصيت كتاباً ضخماً عبارة عن موسوعة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى بعنوان (حلب بيت النغم), لم يترك فيه شاردة أو واردة لم يكتبها عن موسيقيها و فنانيها منذ بدء التاريخ و حتى اليوم .
(أثناء ذلك كان هناك مكالمة هاتفية استغرقت ثلاث دقائق للفنان غسان ذهبي.) ثم تابع الفنان جميل ولاية (الصديق ولاية قد دقق تاريخ الموسيقى و ما لفت نظري بالموسوعة أنه اعتمد على مصادر غير معروفة و خاصة في ما يتعلق( بأبي خليل القباني) الملقب برائد المسرح في الوطن العربي و أشار أن القباني قد تتلمذ على يد الشيخ أحمد عقيل عندما زار حلب و مكث فيها بضعة أشهر و أخذ منها العلوم و هذا غير موثق من باقي الكتب,و قال أن حلب أعطت الفنانين بما فيهم القباني نفسه و الدليل أن جهابذة الموسيقى في مصر جاؤوا ليتزودوا بالمعارف و على سبيل المثال الفنان المصري الكبير( سيد درويش), وقد نجح ولاية في ذكر المصادر و تعلم أصول الموسيقى و قد استغرقت منه سنوات, وخرج بكتابه الموسوعة الذي أثرى تاريخ البشرية .
– الفنان غسان ذهبي: هل هناك اهتمامات فنية بالعائلة ؟
والدي يعرف الموسيقى و كان يعمل تاجراً و أمي صوتها جميل, و لدي أربع أخوة أنا أصغرهم و كل الأسرة تغني مثل أهل حلب .
– الفنان غسان ذهبي:هل أنت من مواليد 1934؟
مواليدي عام 1930و لكن نتيجة خطأ بالتسجيل كتب على الهوية عام 1934
– الفنان غسان ذهبي: شاهدنا صورة نادرة و أنت تغني أمام الفنان الكبير عبد الحليم حافظ حدثنا عنها ؟
عندما كنت طالبا في المعهد الموسيقي بحلب صدرت أغنية (أيظن) للموسيقار محمد عبد الوهاب و الفنانة نجاة الصغيرة من كلمات الشاعر الكبير نزار قباني و فكرت لو أنها كانت قبل خمسين سنة كيف كان لحنها و حاولت تلحينها على هذه الطريقة ولحنت مطلع أغنية
(قولي حاجة )للفنان عبد الحليم حافظ بنفس الطريقة و قد غنيت مطلعها و كان الفنان
عبد الحليم يسمعني.و بدء الفنان جميل ولاية بالغناء و أثناء ذلك قاطعه الفنان غسان ذهبي بالاتصال الثاني .
ثم تابع الفنان ولاية الحوار قائلاً:بذكرياتي سوف أكتب كيف ذهبت إلى موسكو بسبب أغنية (أيظن )
هل يمكن أن تروي لنا هذه القصة ؟
في ذلك الوقت لم أكن أعلم أنه يجب أخذ ختم لأنه لم يكن هناك سفارة بسبب الوحدة عام 1961,ذهبت إلى القاهرة و توجهت إلى مبنى الإذاعة و التلفزيون الساعة العاشرة و النصف و في ذلك الوقت كانوا يقومون بالإلغاء الرحلة لأني لم أكن أحمل الفيزا بعد أن ودعت الأهل و الأصدقاء و ذهب معي إلى المطار عادل خياطة و خلدون المالح .
و كنت متعبا جدا فوبخني المندوب قحطان الجندي الذي أقمنا له حفل غنائي بقيادة الفنان عمر حجو و طلب مني عمر حجو أن أغني لقحطان أغنية أيظن و لما غنيت له قال :آه يا سلام و طلب مني إعادتها ست مرات و غنائها أمام المدير العام للتلفزيون المصري (و لم يتذكر اسمه) .
و عندما غنيت أمامه كنت أرجف من خوفي و تعبي فأسكتني و قام بتأجيل أعماله و طلب مني الغناء مرة أخرى ,ثم أجرى اتصال مع عبد الوهاب ليسمعه اللحن ,و كنت خائفاً جداً لأني سأغني أمام عبد الوهاب الذي أجلّه و لكنه لم يجده, فطلب مني تسجيلها فأقنعته بتأجيل الموضوع حتى عودتي من موسكو وكانت هذه أولى بعثاتي عام 1961.
غسان ذهبي: الفنان عمر حجو قام بتلحين أغنية أيظن بطريقة كوميدية خاصة فأجابه جميل ولاية : ممكن .
و قد اختتم اللقاء بالمكالمة الثالثة للفنان غسان ذهبي. قريباً سوف نحمّل مقتطفات من مكالمات غسان ذهبي أثناء اللقاء و غناء جميل ولاية ل(أيظن)و أغنية (قولي حاجة) باللهجة الحلبية.

تحرير : محمود مولوي و نور الرفاعي.