ندوة الفن التشكيلي في حلب 22-5-2012
- مايو 23, 2012
- 0
أعزاءنا، نقدم اليوم، بعضاً مما جاء في الندوة الحوارية التي أقامتها الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون مساء الثلاثاء 22-5-2012، أدار الندوة الأستاذ عبد القادر بدور، وبحضور كل من: الفنان التشكيلي والناقد طاهر البني، والفنان موضوع الندوة: ناصر نعسان آغا.
أعزاءنا، نقدم اليوم، بعضاً مما جاء في الندوة الحوارية التي أقامتها الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون مساء الثلاثاء 22-5-2012، أدار الندوة الأستاذ عبد القادر بدور، وبحضور كل من: الفنان التشكيلي والناقد طاهر البني، والفنان موضوع الندوة: ناصر نعسان آغا.
الجمعيّة العربيّة المتحدة
للآداب والفنون
حلب
تأسست عام 1959
• عرض الفيلم .
• لو تأملتَ هذا الكونَ الساحرَ الخلّابَ لأدركتَ عَظَمةَ المصوِّرِ الخالقِ الذي أبدعَ هذا الجمالَ وحَفِظَه , ولأدركتَ قدرةَ الله وهو يقدمُ لك لوحةً مُزِجتْ ألوانُها بِشفافيةٍ رائعةٍ لا مثيلَ لها ، وأتى الإنسانُ يمارسُ موهبةً رزقَه إياها الله عزّ وجل , وهذه الموهبةُ أصبحتْ تتشكلُ على لوحاتٍ فنيةٍ وتجريديةٍ رائعةٍ , تشكّلتْ هذه الموهبةُ على مَرِّ العصورِ لتكونَ عِلماً وفَناً قائماً بِذاتِه , وأصبحَ له عدةُ مسمَّيَاتٍ وأنواعٍ,…., أنه مزيجُ المعرفةِ … والخيالِ … والحبِّ , فمن محمود حمّاد ونذير نبعة إلى لؤي كيالي وفاتح المدرِّس إلى وحيد مغاربة وسعد يكن وعبد الرحمن موقت .
• أيها السيداتُ والسادة أسعدَ الله أوقاتَكم بِكلِّ خيرٍ ومحبّةٍ , باسمِ الجمعيّةِ العربيّةِ المتّحدةِ للآدابِ والفنونِ وباسمِ مديريةِ الثقافةِ بحلب , أرحبُ بكم أجملَ ترحيبٍ في هذه الندوةِ الفكريةِ الفنيةِ "الفنُّ التشكيلي في حلب , الفنان ناصر نعسان آغا أنموذجاً " ضمنَ فعالياتِ البرنامجِ الثقافي للجمعيّةِ العربيّةِ المتّحدة , الذي يُقَامُ بالتعاونِ مع مديريةِ الثقافةِ بحلب .
• كيف نشأ الفنُّ التشكيليُّ في سورية وهل وصلَ إلى الاحترافِ أم مازالَ يسعى ؟ ما هي ضرورةُ وجودِ فنٍّ نسعى لتطويرِه ؟ هل للفنانينَ التشكيليينَ دورٌ في دفعِ الحركةِ التشكيليةِ ؟ كيفَ تتطورُ الحركةُ التشكيليةُ ؟ وأين موقعُها على الخارطةِ التشكيليةِ العالميةِ ؟
• أسئلةٌ وأفكارٌ كثيرةٌ نطرحُها في هذه الأمسية , وللوقوفِ على تلك النقاطِ وتسليطِ الأضواءِ عليها، اسمحوا لي أن أدعو ضيفينا العزيزين .
1. حاصلٌ على إجازةٍ في اللغةِ العربيةِ وآدابِها من جامعةِ حلب – درَسَ فنَّ التصوير- عمِلَ مدرسا ًلمادة الفنونِ في ثانويات حلب – عمِلَ مصمما ً للمسرح المدرسي والجامعي – أقامَ عشرةَ معارضَ فرديةٍ داخلَ سوريةَ وخارجَها في الفترةِ الواقعةِ بين عامي1971و1999-صدَرَ له العديدُ من الكتبِ أبرزُها :
الفنًّ التشكيلي بحلب , ذاكرةُ الفنِّ التشكيلي في سورية , تجاربُ تشكيليةٌ رائدة , أطياف في التشكيل السوري , وله العديدُ من المشاركاتِ في الندواتِ وإعدادِ الحلقاتِ الإذاعيةِ حولَ الفنِّ التشكيلي- نالَ جائزةَ الإبداع الفني لمجلسِ مدينة حلب 2003 – نالَ الجائزةَ الأولى لمعرضِ الفنانينَ المعلمينَ المركزي بدمشق 2006 – عضو نقابةِ الفنونِ الجميلة واتحادِ التشكيليينَ العرب واتحادِ الصحفيين في سورية- له مشاركاتٌ في البرنامجِ الثقافي للجمعيةِ العربية المتحدة , رحبّوا معي بالفنان التشكيلي الأديب الناقد طاهر البني .
2. عضو اتحادِ الفنانينَ التشكيليينَ في سورية – له العديدُ العديدُ من المشاركاتِ في المعارضِ الجماعيةِ الافراديةِ المحليةِ والخارجيةِ والدوليةِ العالميةِ والمهرجانات: في حلب ودمشق واللاذقية وحمص وجدة وعمان والكويت وفرنسا واسبانيا وايطاليا والسويد – حَصَلَ على عدةِ جوائزَ تقديريةٍ , منها جائزةُ بينالي الخرافي في الكويت 2008- أعمالُه موزعةٌ في العديد من دولِ العالمِ – وهو عضو في الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون , رحبّوا معي بالفنان التشكيلي ناصر نعسان آغا .
• أسعدَ الله أوقاتِكما , أرحبُّ بكما في هذه الندوةِ ضمنَ فعالياتِ البرنامجِ الثقافي للجمعيّةِ العربيّةِ المتّحدةِ و مديرية الثقافة بحلب , واسمحوا لي أن أتوجّه بأسئلتي :
1. فكرة عن الفنُّ التشكيلي بشكل عام وكيف بدأ في الوطن العربي عموماً وسوريا وحلب خصوصاً؟ (طاهر)
2. كيفَ بدأتْ موهبةُ الفنِّ لديك ؟ ( ناصر )
3. كونك ناقد ومن خلالِ متابعتك للحركة التشكيليةِ كيف ترى تطوّر هذا الفن ؟ ( طاهر )
4. كيف عمِلتَ على تطويرِ هذه الموهبةِ ووصلتَ بها إلى الاحتراف ؟ وبشكلٍ عام كيفَ تسهمُ المعارضُ الجماعيةُ والمعارضُ الخارجيةُ والدوليةُ في تطويرِ الإبداعِ الفنيّ الذاتي ؟ ( ناصر )
5. كيفَ ترى ناصر نعسان آغا كفنان تشكيلي سوري ؟ ( طاهر )
6. كيف ترى مستقبلَ الحركةِ التشكيليةِ في سورية ؟ ( ناصر )
7. كيف ترى مستقبلَ الحركةِ التشكيليةِ في سورية عموماً وفي حلب خصوصاً ؟ ( طاهر )
8. ما أهميةُ هذا النوعِ من التعبيرِ الإنساني في حياةِ الشعوبِ ؟ ( ناصر )
• في نهايةِ أسئلتي أتركُ الأسئلةَ أو المداخلاتِ إن وجِدت للسادة الحضورِ مع التقيدِ بالاختصارِ والضبطِ ضمنَ سؤالٍ أو فكرةٍ مختصرةٍ , مع الشكرِ والاحترام .
• أسئلة ومداخلات الحضور
• في النهايةِ باسمِ الجمعيّةِ العربيّةِ المتّحدةِ للآدابِ والفنونِ وباسمِ مديريةِ الثقافةِ بحلب أشكرُ المشاركَين بهذه الندوةِ "الفن التشكيلي في حلب الفنان ناصر نعسان آغا نموذجاً" : الأستاذ طاهر البني , الفنان التشكيلي ناصر نعسان آغا , ونعِدُكم بأن نُسلِّطَ الضوءَ ثقافياً في كلِّ برنامجٍ على فنانٍ من فناني حلب اللذين نفخَرُ بهم , كما أشكرُ لكم حضورَكم وإلى اللقاءِ بكم في فعاليات قادمة والسلامَ عليكم .
عبد القادر بدّور – رئيس الجمعيّة العربيّة المتّحدة للآداب والفنون
ناصر نعسان آغا
يفرش سحائب اللون فوق البيت الحلبي
بقلم : طاهر البني
استطاعت لوحات ناصر نعسان آغا أن تتخذ لها موقعاً متميزاً في صالات العرض الفنية في عدد من العواصم العربية والأوربية ، منذ مطلع التسعينيات من القرن العشرين ، لما تضمنته من موضوعات آسرة ، و معالجة فنية جديدة تجمع بين الرسم الواقعي و التصوير التجريدي بأسلوب حيوي و مبتكر ، و مناخ رومانسي جمالي . و قد حظيت هذه اللوحات باهتمام لافت في الوسط الثقافي و لدى المولعين باقتناء الأعمال الفنية، لأن الفنان لم يتخلّ فيها عن الموضوعات ذات الطابع المحلي ، و الصيغ الجمالية التي تلقى الاهتمام في معظم الأوساط المحلية و العربية .
من هنا تأتي أهمية التجربة التي طوّرها الفنان ناصر آغا خلال عقدين من الزمن ، انتقل فيها من الرسم الواقعي التزيني إلى التصوير الفني المتجدد ، و المستند إلى تجارب فنية متواترة ، و متتابعة ، حظيت بجهد متواصل بذله الفنان بوعي جيد لطبيعة العمل الفني ، و خصائصه التقنية و السيكولوجية الهادفة إلى تطوير اللوحة الفنية و الوصول بها إلى مرتبة متقدمة ، تنال إعجاب عامة المتذوقين و خاصة الفنانين ، محققاً المعادلة الصعبة بين ما ينبغي أن يقدمه الفنان لنفسه ليرضي مطامحها المتطلعة إلى الابتكار و الحداثة ، و بين ما ينبغي أن يقدمه للآخرين من متع جمالية ، ترتبط بالقيم التراثية و الروحية التي يرغبونها في العمل الفني .
و في عام 1992 أقام ناصر معرضه الفردي الأول في صالة الخانجي بحلب ، كانت اللوحات المعروضة تتناول موضوعين أساسيين : صورة الحي الشعبي ، و الطبيعة الصامتة ، و هما الموضوعان الأكثر انتشاراً في تلك الآونة ، و قد عالجهما الفنان عبر رؤية رومانسية حالمة ، تسعى إلى رصد المعالم الهامة في الحي الشعبي و البيت الحلبي القديم بكثير من الحرص على إبراز التفصيلات في مفردات العمارة المحلية ، مراعياً في ذلك النسب المدرسية السليمة ، و المنظور الهندسي التقليدي ، دون أن يسمح لريشته بالخروج عن تلك المفاهيم و القيم ، لكنّه أبدى بعض التصرف في الصيغ اللونية التي تباينت في توضعاتها محدثة بعض المفارقات في المساحات المضيئة و البقع المعتمة من أجل إثارة جو مفعم بالرومانسية .
و قد ظهرت نتائج هذه التجارب المتصاعدة في عدد من المعارض التي أقامها الفنان في صالة بلاد الشام بحلب عامي 1999-1995 و في صالة السيد بدمشق عامي 2002-1998 ، و في صالة العالمية بمدينة جدة السعودية عام 2000 .
و تعتبر صور الحي الشعبي و معالم البيت الحلبي القديم أبرز موضوعاته التي طرحها عبر معارضه المتوالية ، حيث ظهرت الحارات الضيقة بطرقها المرصوفة بالحجـارة ، و قناطرها الحانية ، و أكشاكها الخشبية ، و حوانيتها الصغيرة ، و قد صيغت جميعها صياغة دقيقة مرهفة ، تغمرها الإضاءة المسرحية الفاتنة ، بينما تجلت صورة البيت الحلبي بباحته الواسعة ، و غرفته المطلّة و نوافذه ذات الزخارف الحجرية و القمريات الجصية و ظهرت السلالم الحجرية ذوات المساند المعدنية المزينة بالزخارف الشرقية ، و قد توسطت الباحة فسقية رخامية تتدفق المياه من نافورتها ، و تحيط بها الطيور البيضاء التي تستحم بمياهها قبل أن تحطّ على أغصان شجرة النانرج و الليمون المحاطة بعرائش الياسمين و العسلة، و قد أبدى الفنان اهتماماً واسعاً بالزخارف النباتية و الهندسية التي تكسو الواجهات الحجرية للبيت الحلبي ، بينما بدت الأعمـدة الرخامية رشيقة بتيجانها و مقرنصاتها و توريقاتها.
و كانت هذه المفردات تحظى بحضور جيد ، و عناية كبيرة في التفاصيل في اللوحات التي أنجزت في المعارض الأولى ، بينما أخذت تندغم في أتون اللون في المعارض المتوالية ، و أخذت الخطوط التي تصوغها ترتعش مرهفة ، مبتعدة عن التحديد الصارم و العناية الفائقة ، لتبتعد بالشكل عن المباشرة ، و تضعه في حالات جديدة ، تتوارى فيها الحرفة أمام خفقات القلب، و دفقات الهواء في محيط اللوحة .
و في معرضه الذي أقامه الفنان عام 1998 في صالة السيد بدمشق ، كان موضوع البيت الحلبي أكثر تألقاً و وضوحاً ،كما كان للطبيعة الصامتة نصيب في لوحاته ، لا سيما تلك المزهريات العابقة بألوان البنفسج و القرنفل ، و بعض الفاكهة ، و أشياء صغيرة كتلك التي ترتصف في المرسم الجديد الذي أنشأه الفنان قرب جسر الملك فيصل بحلب ..
و غالباً ما شغلت لوحات الطبيعة الصامتة مساحات صغيرة ، حيث يجد الفنان فيها استراحة من معالجة موضوعه الأول الذي كان يشغل مساحات كبيرة و متوسطة . و تناول ناصر في أحد معارضه موضوع البحر ، و القوارب الصغيرة التي تتهادى متراقصة فوق الأمواج ، لكنه كان يسعى إلى إدماج شكل القارب مع الموج ، محاولاً الوثوب إلى خضم التجريد ، و البحث عن موضوعات جديدة ترتبط باهتماماته ومغامراته الروحية و الفنية .
وقد شكلت بيوت معلولا المتسلقة بين الصخور جانباً من نتاج الفنان في معرضه الذي أقامه في صالة بلاد الشام بحلب عام 1999 ، و قد تناول هذا الموضوع برؤيا خاصة ، تختلف عن تلك التي عالج فيها عدد كبير من الفنانين السوريين هذا الموضوع الآثر ، حيث أضفى عليها مناخاً قدسياً عندما غمرها بالضياء الأبيض الموشى بالزرقة . كما تناول مشاهد لبعض الأحياء التقليدية في مدينة جدة السعودية من خلال معرضه الذي أقامه في صالة العالمية بجدة عام 2000 ، لكن العنصر الجديد الذي أخذ يطرحه في لوحاته الأخيرة هو الصور المؤلفة من بعض العناصر النسائية ، التي أخذت تتسرب إلى موضوع البيت الحلبي ، ضمن تكويناته المبتكرة التي آلت إليها لوحة الفنان في معارضه الأخيرة .
إن هذا الفعل الإبداعي النافذ لم يأت بمحض صدفة ، بل جاء نتيجة بحث دائم ، و تواصل دؤوب مع لغة التشكيل، فقد استمدّ الفنان مفردات لوحته من الينبوع الأول الذي احتفظت به ذاكراته ، معالم العمارة العربية ، و لكن مع فارق كبير، فعينه لم تعد تأخذ مكان آلة التصوير، و لم يحتفظ بالمفردات التزينية و الصيغ المألوفة، فقد استغنت عنها، و اكتفت بما هو معبر و موح من مفرداتها التي تستعيض عن الجمال الظاهر بجمال آخر يستتر وراء أشكالها، فالنوافذ و الأبواب و الأقواس و المقرنصات و المشربيات، و فسقيات الماء، جميعها أخذت تتوارى خلف سحائب اللون التي شرعت تزحف من أطراف اللوحة ، تحجب بعضها ، و تبرز بعضها في محاولة لخلق مناخ لوني حيوي ، يتمثل بضربات الفرشاة السريعة ، و لمساتها الناعمة حيناً آخر، لتقيم توازناً بين الموجودات و المجردات، و تنظم العلاقة بين زحف الألوان الباردة و انحسـار الألـوان الحارة، مما يثيـر إيقـاعاً بصرياً حركياً بين القـوى المتنـافرة : العتمة و النور ، الحار و البارد ، الظاهر و المستتر ، القديم و الحديث .
ذلك هو ناصر نعسان آغا .الذي ينشر سحائب اللون فوق البيت الحلبي ، ويطوف به في عواصم الشرق والغرب.
الفنان التشكيلي والناقد طاهر البني