لطالما زخرت سوريا بأطيافها وأديانها البديعة الذين عاشوا ولا يزالون ينعمون بخيراتها في عيشٍ مشترك يعتبر واقع معاش وليس فكرة للتطبيق، جمعية الوفاق الاجتماعي معاً نحيا، أقامت ندوة حوارية بعنوان تجسيد العيش المشترك بحضور كلاَ من الدكتور محمود عكام، والقدس الأب الياس زحلاوي، والأستاذ الدكتور محمود مرشحة، والدكتور شعيب عبد الهادي، وقد أدارت الحوار الإعلامية هناء الصالح

 

 

 

لطالما زخرت سوريا بأطيافها وأديانها البديعة الذين عاشوا ولا يزالون ينعمون بخيراتها في عيشٍ مشترك يعتبر واقع معاش وليس فكرة للتطبيق، جمعية الوفاق الاجتماعي معاً نحيا، أقامت ندوة حوارية بعنوان تجسيد العيش المشترك بحضور كلاَ من الدكتور محمود عكام، والقدس الأب الياس زحلاوي، والأستاذ الدكتور محمود مرشحة، والدكتور شعيب عبد الهادي، وقد أدارت الحوار الإعلامية هناء الصالح….وقد جاء في بطاقة الندوة ما يلي:

 

 

 

جمعية الوفاق الاجتماعي معاً نحيا
المشهرة بقرار وزارة لالشؤون الاجتماعية والعمل رقم /4/464ق تاريخ السابع من آذار 2011


أرض الوطن مهدنا
وسماؤه سماؤنا
لا تسأل ما أعطاك
وطنك…
بل سَل نفسك
ما عساك تعطي وطنك


الأعضاء المؤسسون

 أعضاء مجلس الإدارة:
الدكتور ابراهيم الخلف: رئيساً لمجلس الإدارة
الدكتور المحامي محمود مرشحه: نائباً للرئيس
الباحث موسى أسمر: أميناً للسر
الأستاذ عماد خليفة: أميناً للصندوق
الدكتور رلى أحمد
الأستاذة هاسميك قيومجيان
الدكتور سفيان ابراهيم باشا

المستشارون:
الدكتور سعد أبودان: المسؤول الاجتماعي
الدكتور المهندس نبيل عدس: المستشار المعلوماتي
الأديب رياض عبد الله رياض: المستشار الثقافي
الأستاذ نسيم عفيصة: المستشار القانوني
الأستاذة رانيا برشة: المستشارة المالية
الأستاذ أحمد جسري: المستشار الاقتصادي

 نحن:

 مجموعة من الشباب الجامعي المتعلق بأرضه، وانطلاقاً من قيمنا الانسانية والوطنية والاجتماعية، نسعى من خلال جمعيتنا (جمعية الوفاق الاجتماعي التي تأسست بالقرار الوزاري /4/464ق تاريخ السابع من آذار 2011 الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل) إلى تثبيت عيشنا الوطني المشترك بفسيفاته الجميلة وأطيافه المتعددة، كي نرفع هذه الشعلة، شعلة التآخي والتطور واحترام الآخر بمبادئه، تحت سقف الوطن الواحد مضيئين بهذه الانطلاقة إلى الوطن العربي والعالم، مستنكرين المخططات التي على وطننا في التعصب والتطرف والتفرقة.

 أهدافنا:
تعزيز القيم الحضارية والانسانية المشتركة بين أبناء الوطن الواحد.
نشر ثقافة التعددية وقبول الآخر.
تأسيس مكتبة لهذه الثقافة.
الاسهام في رفع المستوى الثقافي الاجتماعي العام.
النظام المالي للجمعية:
إن نشاطنا الإنساني والوطني والثقافي يتطلب موارد مالية: رسوم الانتساب والاشتراكات السنوية والتبرعات والهبات، ومعونات الجهات الرسمية والقطاع الخاص.

 
النشاطات:
محاضرات للتعريف بأهداف الجمعية
محاضرات ثقافية واجتماعية
لقاءات فكرية وعلمية
تعزيز القيم الحضارية والوطنية
بناء الجسور مع اخوتنا المغتربين
العمل على دعوة مثقفين عرب وأجانب
اصدار نشرات ومطبوعات لمزيد من التوعية


ولاؤنا ….ولكل انسان

هدفنا المساهمة في بناء مجتمع مثقف يحترم القانون والنظام العام وحرية الآخر وقبوله في مجتمع سوري عربي موحد. يسعى للنهوض نحو مستقبل زاهر، مؤمن بالعلم والمعرفة، والمحبة المتبادلة، متحل بالفكر النير والإبداع الخلاق، والحياة الحرة الكريمة بعيداً عن أي انتماء آخر. هكذا انبثقت جمعيتنا من مختلف الأطياف والمذاهب من أبناء سورية الأبية المتآخية ببعضها للنهوض بمجتمعنا نحو الأفضل.
نحن خيوط مبعثرة في نسيج الوطن الجميل
التقينا على أن نضئ شمعة
لا أن نلعن الظلام
علاقتنا من انسان إلى انسان
فأهلاً بمن اتفق معنا، بانتظار من لم يتفق
نرحب بقبول الأعضاء الذين يؤمنون بأهدافنا والمنفتحين على حب الآخر، وقبوله والعيش معه وفق أهداف ونظام الجمعية
سوريا وطن يسوده السلام
ورغد العيش المشترك


المقر المؤقت للجمعية: رابطة الحقوقين
خلف شارع تشرين-السبيل حلب- سورية
صندوق البريد 6283- حلب – سورية
هاتف:2111127- موبايل:0955864909
www.sasyria.org info@sasyria.org

 

 

قدمت الندوة الأستاذة هاسميك قيوقجيان و إليكم مقتطفات مما جاء في هذه الندوة:

هاسميك قيومجيان:

وتبقي يا شام عروس الأيام، مجدك عالي، ونبضك فينا بيدوبنا غرام، وحياتك يا شام، بتحيات المجد والرحمة والخلود لشهداء الوطن من الجيش والأمن والمدنيين، لدمائهم الطاهرة الزكية علة تراب أرض الوطن في وجه المؤامرة بل الحرب الكونية …. نقف دقيقة لأرواح شهداءنا الطاهرة.

 

 

عندما نقول العيش المشترك تحضرين على الفور يا سوريا ،وقد عنونتك تلك العبارة بأبهى وأجمل وأرقى صورٍ عايشناها على مر العصور والسنين. يا أيها السادة ما أحوجنا اليوم كي نكرس هذا المفهوم ونحمله لأجيال سوريا القادمة لكي يحفظوا عليه حصناً متيناً، يحمي بيتنا الكبير سوريا من أيادي الغدر والمخططات المشبوهة التي لطالما أرادت تفتيت هذا النسيج السوري البديع، الذي آمننا الله علينا أجمعين، وكنا و الحمد لله آمنين له، وما اجتماعنا اليوم إلا رسالة نريد تكرار قراءتها على الملء أجمعين؛ نقول فيها: هذا هو عيشنا المشترك الجميل حصناً منيع في وجه كل الحاقدين والمتآمرين، أما نحن فعيشنا المشترك عقد جميل نتباها به ، عيشٌ سنظل نمارسه قولاً وقبله فعلاً، والأهم درس وتعليم مناهجه وثقافته في نفوس أبناءنا أجمعين، هناك في سوريا المستقبل والعيش الأجمل الأكيد.

 

وتحدث الدكتور محمود عكام

عن العيش المشترك بكلام غير مباشر، وبجلّ مقاماته كما سمّاها، من حيث أن الإنسان يجب عليه ألا ينطوي على نفسه، وقد خلقه الله واحد من العالمين، وهنا تساءل لماذا الانفراد والتفرد؟ وأن المبادئ هي من تؤسس المصالح، لا العكس. وأنه يجب احترام الآخر والآخر لا يعني أنني الأول وهو الثاني، فأنا الأول عندما أتحث معه، وهو الأول عندما يتحدث إلي. وأن التعاليم هي التي أن ترعى التقاليد، حيث أنه في هذه الأيام أصبحت التقاليد تهزم التعاليم، وهذا جلَّ المشكلة. وأن المواطنة هي الرباط فيما بيننا، حيث أن المجتمعات تدرجت في العلوم وارتقت إلى أن وصلنا إلى المواطنة. وأن الوطن يساوي الأرض مع الحرية، فعندما ننفي الحرية عن الوطن يصبح الوطن أرضاً جرداء، وأن الإصلاح هو عملية تحويل القيم إلى مؤسسات، فالعدل والعيش المشترك والحرية قيم إنسانية راقية يجب أن تحول بضوابطها وقوانينها إلى مؤسسات، كي لا تبقى رهينة أشخاص لننتقل من مجتمع أفراد إلى مجتمع مؤسسات.
وأن العيش المشترك بعد هذه المقامات تصبح تحصيل حاصل، كالمنطق الذي يقول أن: أشكل المشكلات..توضيح الواضحات، لأن الله خلق فينا هذا الأمر الفطري في ديننا وأخلاقنا، وكوننا في هذا الوطن جميعنا مواطنون ولسنا رعايا.
وختم حديثه بالقول: أنا متفاءل وهذا ليس مجانياً، لأنني أعرف نفسي، وأن الله مع التعاون والتآلف والتعارف، وأن المؤمن من يستخدم الله وأن المتزمت هو من يستخدم الله
.

 

أما عن القدس الأب الياس زحلاوي، فقد عبّر عن اشتياقه لمدينة حلب، لأهالي مدينة حلب، ثم ابتدأ قائلاً:
بوصفي مواطناً عربياً سورياً وكاهناً بآن واحد، أود أن أطرح سؤالين صريحين ثم أقترح لهما علاجاً. أولاً، هل من خوفٍ على المسيحيين في سوريا؟
عندها أجاب نفسه وقال: نعم، ولكن بنظرة عميقة وتاريخية فأقول كلا كلا، استناداً لقراءة التاريخ قديماً وحديثاً، الذي يؤكد وقوف المسيحيين إلى جانب المسلمين بكونهم عرباً، في مواجهة كل من حاول أن يجتاح هذه المنطقة حتى هذا اليوم، كما أن خبرتي الشخصية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أنني أنتمي إلى أرض هي أرضي ، وقوم هم قومي، وإلى مصير هو مصيرهم ومصيري في آن معن.
أما عن سؤاله الثاني فكان، هل من خوف على سوريا؟ رد قائلاً: نعم من مخطط الصهيوني والغربي، إذ ما رجعنا إلى التاريخ تذكرنا سايكس بيكو، وعهود الانتداب، وظهور إسرائيل وما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي عام 1954 من طموحه بتجزئة المنطقة أكثر فأكثر ولكن لدينا هنا في سوريا نهج وطني وقومي مقاوم، وأضاف أنا هناك نهج في نطاق المعيشة، وفي نطاق الممارسة بحاجة إلى معالجة، لخدمة الإنسان اليوم ومساعدته على تحقيق حريته، فالحرية نسبية أينما وجدت، لكنها حق وواجب، وهنا لابدّ من مكافحة الفساد، بإعادة النظر كلياً بسياسة الإعلامية، وهنا أسأل أين برامج مكافحة الفساد على التلفاز، كما أن هناك تفاوت كبير بين الأغنياء والفقراء، أما من سبيل لردم هذا التفاوت؟ أما من سبيل لإنقاذ الفقراء من فقرهم؟

 

ولقد أخذنا مقتطفات مما جاء في كلمة الدكتور "شعيب عبد الهادي" الذي أكّد على وضوح العيش المشترك في سوريا وأنه ليس فكرة قابلة للتطبيق بل إنه واقع معاش, حيث قال:

يمكن أن نعرف العيش المشترك بأنه احترام غنى وتنوّع الثقافات في بلدنا وقبول هذا الغنى وتقديره, فالعيش المشترك من هذه الزاوية ليس وليد صراع ديني أو مساومات فكرية, بل إنه الاعتراف العميق بوجود هذه الاختلافات واحترامها واعتبارها نتائج طبيعية للجهد البشري واستمرارية للتزاوج الفكري بين التيارات و الرؤى من خلال عملية تواصل وحوار.
من هنا تكون المعرفة شرطاً أولاً للعيش المشترك, المعرفة للذات والتاريخ المعززة بمعرفة الآخر ذاتاً وتاريخاً, ولذلك أقول من لا يعرف… لا يتحاور… لا يتعايش, فالجهلاء هم الذين لا يتعايشون بل يقفزون فوق الحقائق في محاولةٍ لإلغاء الآخر وممارسة نوع من الديكتاتورية الفكرية.
عندما أقول سوريا فإن للحديث خصوصية تضرب ثمارها عبر جذور ممتدة في عمق التاريخ فمن محمد القرشي صاحب رحلة الشتاء والصيف إلى يسوع ويوحنا المعمدان الذي رفض تعميد من يعمّد الناس جميعاً إلى موسى الذي قاد شعبه إلى أرض الأمان مروراً بحميه شعيباً…. أجدني لا أستطيع إحصاءاً لجميع العقول المستنيرة وأصحاب الفكر الذين كانت سوريا لهم موطناً أصيلاً أو بديلاً عبر التاريخ وصولاً إلى هذه اللحظة التي تحتضن فيها سوريا ما يزيد عن أربعين ديناً وطائفةً وقومية وعرقاً , وأستشهد هنا بمثاليين متشابهين من زمنين مختلفين:
الأول جمعية الوفاق الاجتماعي "معاً نحيا" التي تحتفل اليوم بجهودها والمثال الثاني شعار مستشفى الكلمة وجمعيتها الخيرية التي أفتخر بأن أكون من أسرتها والتي اتخذت من كلام العالم والطبيب الفرنسي "باستور" دستوراً…. يقول باستور : هل أنت عليل, ليس لي أن أسألك عن عائلتك أو جنسيتك أو عن مذهبك أنت تتألم وهذا يكفيني تعال لأضمك إلى صدري تعال لأسعى كي أشفيك بكل ما أوتيت من علم وحب.
يجب نزع السياسة عن الدين ومنع استخدام الدين في الصراعات السياسية, فيكفي أن نطوف بين الأديان لنعثر عن ثوابت تأسس للعيش المشترك 
يقول المسيح في ترسيخه لمفهوم التسامح اللا محدود : "من لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر", ونجد المفهوم التعايشي في قول النبي محمد : "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به", كما أن القرآن الكريم أكّد على العيش المشترك من خلال قوله تعالى : "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم".

وقد ألقى الأستاذ الشاعر زياد حلاق قصيدة بعنوان معاً نحياً ..معاً نموت، وهذه بعض من الأبيات من قصيدته:

 

مسحيين نحن ومسلمينا
بهذي الأرض كنا الأولينا
وقبل محمد كنا وعيسى
لهذي الأرض أشجاراً وطينا
فهذه الأرض موطننا جميعاً
وما كنّا بيوم لاجيئنا
ولو نطقت سماءً أو تراباً
لكان لسانها الضادُّ المبينا
ولو أن الصليب رماهُ درٌ
رأيت هلالنا نكاداً حزينا
ولو أن الهلال شكى الونى
لم يجد غير الصليب له معينا
يداً بيدٍ نعيش وسوف نبقى
يداً بيدٍ إذ نلقى المنونا
وإن تكن الجذور جذور لوزٍ
تُتوِّجُ زهرة اللوز الغصونا
وما كنّا من الأعرابِ جَداً
فنحن عرب الشرايين بقينا

كما قال الدكتور محمود مرشحة:

 

 

إن العيش المشترك يبدو للوهنة الأولى مهدد، ومهدد بتجزئة هذا الوطن المجزئ أصلاً، فعندما انفصلنا عن الدولة العثمانية أرادوا أن ينشئوا من هذا الوطن دويلات، فهل نجحوا؟
فجاءت الثورة لتعبر عن كل أطياف هذا الوطن، فكان سلطان باشا الأطرش في الجنوب، والشيخ صالح العلي في الساحل، وابراهيم هنانو هنا، والقائمة تطول.
بمعنى آخر إن استهداف سوريا من الصهيونية وعملائها ليس وليد اليوم، وكل الأنظمة التي تعاقبت على سوريا، أثناء قيام بما يسمى بالدولة الصهيونية، كانت تؤكد رفضها لكل أشكال الاحتلال والتبعية، لأن هذا الموقف جاء من الشعب السوري بكل مكوناته، ومن هنا أطمئن الجميع أن لا خوف على سوريا، وهنا لابد من التأكيد على تعزيز الوحدة الوطنية، بأن نؤمن جميعاً باحترام بآراء الآخرين، وأننا جميعاً شركاء وعلى قدر المساواة في هذا الوطن، وأن السبيل الوحيد هو أن نؤمن بالحوار الهادف الفعال.


كان لعالم نوح لقاء مع الدكتور شعيب عبد الهادي

كيف وجدت هذه الندوة، والآراء التي طرحت من قبل المواطنين؟
لقد كانت الندوة ناجحة بامتياز وغنية بالآراء المفيدة والأفكار المطروحة من قبل المواطنين والتي إن دلت على شيء دلت على هذا الشعب المثقف الغيور على وطنه ولابد من أن نوحد الجهود من أجل خدمة وبناء هذا الوطن.


كونك تمثل الحلقة الوسطى، كيف ترى دورك؟
إن موضوع تسلسل الأجيال في سوريا جميل جداً بما يحتويه من تكامل بالإضافة إلى تفاوت وتناقض، وإن كان أصغر المبادئ التي يحترم الصغير فيها الكبير، والكبير يعطف فيها على الصغير، فأنا أرى أنني أمثل صلة الوصل بين جيلين، فضياع أي حلقة منهم يؤدي إلى تخلل في هذا التسلسل الطبيعي، ولكل منا دوره ومسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه، فيجب علينا أن نكون على قدر عالٍ من المسؤولية والوعي مهما كان دورنا صغيراً كان أم كبيراً.

 

 

زكريا محمود – جلال مولوي – عالم نوح

تصوير : ماهر طراب – نوح حمامي