ثمة سؤال يطرح نفسه.. لماذا نقيم معرضاً للوحة الصغيرة؟ ندوة حول معرض ملتقى اللوحة الصغيرة تسبقها محاضرة حول الحركة التشكيلية المعاصرة في حلب للفنان والناقد التشكيلي طاهر البني

 

 

وقد جاء في الإعلان

 

يدعو اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب
إلى ندوة حول
معرض ملتقى القصة الصغيرة
تسبقها محاضرة حول
الحركة التشكيلية المعاصرة في حلب
للفنان والناقد التشكيلي
طاهر البني
وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم الخميس 23-12-2010ط
في صالة الأسد للفنون الجميلة

 

جانب الرازي ـ أمام السكك الحديدية
الدعوة عامة

 

 

الأستاذ غالب البرهودي مدير الثقافة بحلب ـ الأستاذ أحمد ناصيف مدير اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب

الأستاذة عهد قطان ـ الأستاذ ابراهيم داود

الأستاذ طلال أبو دان ـ الأستاذ طاهر ـ الدكتور علي السرميني

ندوة حول

 الحركة التشكيلية المعاصرة في حلب


اللوحة الصغيرة

طاهر بني

 

 

 

ثمة سؤال يطرح نفسه.. لماذا نقيم معرضاً للوحة الصغيرة؟

ـ أمن أجل إتاحة الفرصة أمام الفنان في تقديم نفسه بأبسط والوسائل التي تتناسب مع روح العصر الذي نلجأ فيه إلى السرعة والإيجاز، كما في القصة التي تحولت إلى قصة قصيرة، وقصيرة جداً؟..

أم إننا في هذا المعرض نسعى إلى استقطاب معظم الفنانين للمشاركة في تظاهرة تشكيلية شاملة، تضم أجيالاً متباينة وتتيح لنا مشاهدة أغلب الاتجاهات الفنية، واكتشاف الطاقات والمواهب الواعدة؟

أم إننا نسعى إلى ترويج العمل الفني، وتقريبه من المجتمع بإتاحة الاقتناء بقيمة رمزية تشجع محبي الفن؟

قد تكون إقامة هذا المعرض مرتبطة بمجمل هذه الأهداف وغيرها..

ولكن ماذا قدم هذا المعرض؟ وهل استطاع أن يحقق الأهداف المرجوة منه؟..

الحقيقة، أن هذا المعرض استطاع أن يستقطب ما يقارب الستين مشاركاً، من خلال نتاج غزير ومتنوع لعدد من الفنانين وهواة الفن، رغم ما ظهرت فيه من اتجاهات فنية متفاوتة في أساليبها، ومتباينة في مستوياتها. حيث ظهرت الأعمال التصويرية ذات النزعات الاتباعية إلى جانب الأعمال التي تبحث عن صيغ تعبيرية مستحدثة ومبتكرة. لذلك شاهدنا أعمالاً تشخيصية تسجيلية إلى جانب أعمال تجريدية، مروراً بالعتبيرية والانطباعية والحروفية وغيرها من الاتجاهات التي نرى مرادفات لها في التشكيل السوري المعاصر.

ومع ذلك فقد كانت الأعمال الفنية الناضجة نادرة إلى جانب كثرة الأعمال التي تعوزها الخبرة والموهبة. فبعض الأعمال كانت تظهر مقدرة مبدعيها وجديّتهم، وبعضها تظهر ضحالة منتجيها وتسرعهم، واستهتارهم، وكأن اللوحة الغصيرة شيء عارض لا ينبغي منحُهُ الأهمية التي تُمنح للوحة الكبيرة.. علماً بأن اللوحة الصغيرة قد تعطي مجالاً للإتقان والتجريب الجميل الذي قد لا نراه في اللوحة الكبيرة التي تحتاج إلى مجالدة ومناضلة ووقت وطاقة.

وقد ظهرت في المعرض تجارب تتكئ على تجارب سابقة لعدد من الفنانين المحليين وغير المحليين، دون أن تتمكن من تجاوزها وبذلك فهي تبتعد عن روح الأصالة في الفن، وتدور في فلك التقليد المستهجن.. فبعض الأعمال ما زال أصحابها يقحمون أنفسهم في تجارب غيرهم دون امتلاك لأدوات فنية ملائمة.. من ذلك مثلاً: بعض التجارب الحروفية التي لا يعرف منجزوها قواعد الخط العربي، فيمضون في تشويهه والإساءة إلى جمالياته.

ومن ذلك أيضاً بعض الأعمال التشخيصية ذات المنحنى الواقعي التي لا تمتلك المبادئ الأولية لهذا التصوير، فيقعون في أخطاء النسب والمنظور والتشريح والإضاءة وغيرها من الوسائل الضرورية لإنجاز التصوير الواقعي.. وقد رأينا أيضاً عدداً من الوسائل التي استسهلت الاتجاهات التعبيرية والتجريدية، وراحت تعكس فقرها الفني وعجزها التقني في صياغات ضالة وغير مدروسة، متناسين أن التصوير التعبيري واللوحة التجريدية من الصيغ الفنية التي تحتاج إلى الحساسية المرهفة والخبرة المعمقة، فهي من الصيغ التي تبدو سهلة لكنها لا تتحقق، ولا تنضج إلى عند أصحاب المواهب الفذة والقدرات الكبيرة.

ومع ذلك فقد ضم المعرض مجموعة من الأعمال الناجحة والمواهب المتفتحة التي أضاءت صالة المعرض بأدائها الجميل وصياغاتها المبتركة، وشكّلت حضوراً لافتاً من ذلك مثلاً: لوحات أحمد برهو، طلال أبو دان، محمد ظاظا، جلال دادا، سلام أحمد، علاء حسون، ممدوح عباس، جمان حوكان، شكران بلال، نزار حطاب… وغيرهم.

لقد أكد المعرض على أهمية الموهبة في صياغة العمل الفني إلى جانب الثقافة التشكيلية والمعارف التقنية، فالموهبة وحدا لا تحقق الإنجاز الفني ما لم تسعفها الثقافة والخبرة التي لا تنمو وتثمر دون موهبة حقيقية، وأهمية الفنان تظهر في امتلاكه أدوات الإبداع وتطويرها.. والفنان الكبير يكون كبيراً في سني عمره فقط. ولذلك وجدنا عدداً من الفنانين الشباب وقد تألقت تجاربهم إلى جانب عدد من أساتذتهم.

فالفنان الكبير هو ذاك الذي صُقِلت موهبتُه، وتطورت أدواته، ونمت ثقافته الفكرية والروحية والبصرية. وليس فناناً من اكتفى بدراسته الجامعية وغير الجامعية، ثم توقّف عن بحثه الفني وإنتاجه المستمر. فالجامعة تخرّج دارسين للفن ولا تخرّج فنانين. لأن الفنان تخرّجه موهبته ودأبه على تطوير إنتاجه بالدراسة والثقافة والعمل الدءوب، فالدراسة تصقل الموهبة وتفجّر الطاقات، وتضيء السبل، وتحقق النجاح.

وينبغي هنا أن نشير إلى بعض التجارب الاتباعية التي ظهرت في المعرض، وهي صيغ ناضجة وحضورها خير من الصيغ التي سعت في دروب الحداثة دون أن تتمكن من بلوغها فجاءت مضطربة تعاني من فجاجة الأداء وخواء المحتوى. لكن هذا لا يعني أننا ندعو الفنان للتوقف عن التجريب والتجديد والصيغ المبتكرة، بل ندعوه ألا يقدّم عمله دون بلوغ أدنى مراتب النضوج.
وبعد.. هل حقق المعرض النتائج المرجوة منه؟

نقول: لقد زرع هذا المعرض بذرة طيبة في أرض تكاد تكون مجدبة، وأمدّها بما توفرت لدى المنظمين من طاقات وأفكار فكان خطوة عملية للمكتب الفرعي لاتحاد الفنانين التشكيليين لتمحو بعض الخطوات الضالة التي سعى إليها بعض الذين أرادوا للنتاج الإبداعي أن يتوارى، فجاء هذا المعرض تظاهرة فنية جماهيرية ورسمية، أعادت لصالة الفنون ألقها، وربطت الفن بمبدعيه ومحبيه، وأكّدت أن هذا اتحاد الفنانين التشكيليين وليس اتحاد الحرفيين.

وإذا كانت هناك العديد من الأسماء المتميّزة غاب نتاجها عن المعرض لسبب أو آخر، فإننا نأمل أن يتألق الموسم القادم بمساهماتهم التي نعتز بها، لتكون مصباحاً يضيء حياتنا التشكيلية ويبعث فيها الأمل في عطاءات جديدة وآفاق رحبة.
طاهر البني.

 وقد أعلن السيد غالب أنه سيكون هناك فعاليات للفنون التشكيلية والنحت ضمن فعاليات ليالي حلب لعام 2011

كما أعلن الأستاذ أحمد ناصيف أن صالة الأسد للفنون الجميلة ستفتح أبوابها صباحا ومساء كما أنه سيكون هناك معرضا دائما لمقتنيات الصالة في حال لا يكون متواجداً معرضا لأحد الفنانين وهذان الخبران أثارا حماس و تفاؤل جميع الفنانين المتواجدين.

                                    

نتمنى للجميع التوفيق والنجاح. نوح