نوار خليل والمضحك المبكي
- نوفمبر 25, 2013
- 0
نوار خليل …. المضحك المبكي
دمشق ـ عالم نوح ـ شادي نصير:
انه فن الكاريكاتير، بخصوصيته وصعوبته كان له مكانا واسعا في خيال نوار خليل، نوار الذي يدرس الاقتصاد استطاع أن يلتقط الألم والمعاناة، وأن يحولها بريشته الكاريكاتيرية إلى لوحة فنية فنراه يرسم عن الجوع والتعب.
نوار خليل …. المضحك المبكي
دمشق ـ عالم نوح ـ شادي نصير:
انه فن الكاريكاتير، بخصوصيته وصعوبته كان له مكانا واسعا في خيال نوار خليل، نوار الذي يدرس الاقتصاد استطاع أن يلتقط الألم والمعاناة، وأن يحولها بريشته الكاريكاتيرية إلى لوحة فنية فنراه يرسم عن الجوع والتعب.
نوار كاريكاتير مبدع له خصوصيته التي لا تشبه أي كاريكاتير أخر وقد التقاه "عالم نوح" بالمحبة دوماً وكان معه الحوار التالي:
الكاريكاتير فن قائم بخصوصية، له رؤيته، ما هي الرؤية التي يرغب فناننا الشاب في تقديمها من خلال موضيعه؟
فن الكاريكاتور هو فن هادف وقائم بذاته.. يحتل موقع مميز جدا في الصحافة المقروءة وحتى المرئية… ومن الممكن القول أن لوحة كاريكاتورية واحدة يمكن أن تعوض عن مقالات صحفية عديدة… حيث أن بعض الصحف تعتمد ضمن سياستها على إدراج رسم كاريكاتوري ضمن مقالة ما لتوضيح مضمونها وإكسابه معنى أعمق… هو فن محاكاة الواقع ويعتمد على تصوير المشكلات بإختلاف أنواعها بأسلوب ساخر محبب للناس…
يعتمد هذا اللون على المبالغة بتوصيف الأشياء وتقريب المتناقضات من بعضها ضمن إطار اللوحة الواحدة، وذلك بعد تناغم رائع بين مخيلة الرسام وقدرته الفنية وروحه الناقدة والساخرة من خلال ملامسته لتفاصيل القضايا التي يحاكيها، وهو الفن القادر على كسر القيد وشطب الخطوط الحمراء والتجاوز بمهارة فائقة لعيون الحسيب والرقيب، إذاً هو فن (وضع النقاط على الظروف).
أنا كرسام كاريكاتير أحاول التركيز على الجوانب الإنسانية كالظلم والاستغلال والفقر والأمور التي تهم جيل الشباب ضمن مجتمعنا وباقي المجتمعات، كونها سبب أول ورئيسي لكثير من الأزمات التي يعيشها الإنسان.
أحاول تجسيد الشخصية الفقيرة المغلوبة بصورة ساخرة مضحكة ولكنها قريبة من الواقع لحد ما، أحاول إظهار علاقة المواطن بالمسؤول، وعلاقة المواطن بالمواطن باختلاف الشريحة الإجتماعية ضمن المجتمع الواحد، بالإضافة لمجريات الأحداث من حولنا وتصوير العلاقات بين الدول والأنظمة السياسية المختلفة والمجتمع العربي، كل ذلك بلوحة ساخرة أحاول من خلالها إيصال كلمتي المرسومة… وتسليط الضوء على السبب والنتيجة معاً.
أانطلق بأعمالي من مبدأ أن اللوحة يجب ـن تترجم ما بداخلي، أعطي لأعمالي بالإجمال عنوان (المضحك المبكي).
في المواضيع التي تقدمها ككاريكاتير هناك مجموعة من الطروحات الاجتماعية والسياسية، هل ترى أن الفن الكاريكاتيري قادر على خلق حالة حوارية وتقديم حل المشكلة، أم انه فقط مادة إعلانية؟
ـ طبعاً فن الكاريكاتور يجب أن يتضمن رسالة مفيدة موجهة من الرسام إلى الجمهور.. إلى المجتمع المقصود والشريحة الإجتماعية المستهدفة.
قد تقدم هذه الرسالة دورها في حل مشكلة أو قضية ما.. لكن مع احترامي للجميع هناك من يقدم فنه كسلعة تجارية خالية من المضمون، لكن بالمجمل الكاريكاتير كفن هو اللسعة الشافية وهو الدواء الذي يعطى للجسم المهترئ ليتعافى، وحديثاً أصبح اللقاح الذي يعطى قبل تفشي المرض وانتشاره.
يفتقر المجتمع العربي إلى كاريكاتيريين بشكل عام، إلام تعزي فقرنا بالكاريكاتيريين، وإلام تعزي أيضاً تفوق السوريين في هذا المجال ووجود الأسماء السورية كبصمة في الكاريكاتير العالمي؟
ـ هناك أسماء عربية رائعة في فن الكاريكاتير ولها بصمة مؤثرة ويمكن أن نقول أن هناك مدارس عربية في هذا المجال يمكن أن تدرس لأجيال وأجيال، سوريا لها نصيب كبير من هذه الأسماء… لأن المجتمع السوري يتمتع بثقافة عالية، فلدينا الأدباء والشعراء والمسرحيين والروائيين والرسامين وكل من يعرف أن يصهر حروف اللغة ضمن مقالة أو مسرحية أو لوحة وتقديمها في طرح معين ….
في كاريكاتيرك الخاص هناك بصمة مختلفة تحاول أن تقدمها من خلال طروحاتك ما هي آلية العمل التي تنتهجها؟
استغرقت من الوقت ما يكفي قبل ظهوري كرسام كاريكاتير لإنشاء ما يميزني عن غيري…. سواء بطريقة رسم الخطوط أو التلوين اأو بربط الفكرة مع الخط وانسجامهما لحد كبير أو بالمواضيع التي أتناولها ضمن أعمالي، أو حتى طريقة التوقيع التي دمجت بها شيء من اللغة الأصل (العربية) وشيء من لغة العصر (الانكليزية).
أنت اليوم تعيش في حالة من الجنون في العالم، هل ككاريكاتيري قادر على نقل أحداث ومجريات المجتمع العالمي بخطوط إلى الواقع؟
ـ أنا قادر لحد كبير أن أنقل الواقع، لدي كنز من الأفكار الجديدة المتجددة والغير مطروقة أبداً، لدي قلمي الخاص ويدي ومخيلتي.
تجنح في أعمالك إلى البورتريه الشخصي والذي يعتبر من أصعب أنواع الكاريكاتير، ما هو الذي يدفعك لرسم شخصي كاريكاتيرية معينة؟
ـ فن البورتريه هو ليس فقط فن رسم الوجوه بل إضافة اللمسة الفنية الخاصة مع إظهار الشيء المميز بالوجه واللعب على وتره على حساب الملامح الأخرى.
هو نوع من الفنون التي لها خصوصية… وممكن لأكتر من مرة أن أفشل بإخراج اللوحة إما لصعوبة الوجه أو لتخفي بعض الملامح حتى الوصول إلى الشكل الذي يرضيني.. لدي متعة برسم بعض الوجوه ذات الملامح الحادة والقوية .
هل تعتقد أن موهبة الرسام في اقتناص خطوط الحياة أو الأشخاص هي من تحوله إلى كاريكاتيري؟
ـ طبعا وبلا أدنى شك، اليد الفنية هي اليد الثالثة التي تخلق مع الرسام وتربط جسده بعينه بعقله هناك بعض أنواع الرسوم تعتمد على تصوير تجريدي لشيء معين دون أي إضافات، ولكن هنا من يريد أن يوصل أفكاره وحلوله ونقده فيجد فن الكاريكاتير أفضل طريق يناسبه ويناسب مخيلته.
كيف ترى واقع الكاريكاتير السوري ولماذا الضعف في طرح المواضيع أو سطحيتها طبعاً مع وجود استثناءات؟
ـ برأيي ممكن أن تكون تجارية، في سوريا هناك ضعف بالمجتمع الصحفي الخاص ونلاحظ أن القطاع الحكومي هو المسيطر من خلال الصحف والمجلات الحكومية والتي بطبيعتها تتشابك بها الخطوط الحمراء لكثرتها،الأمر الذي يؤدي لتقييد فكر الرسام لحد ما.
هل ترى أن الموهبة في الرسم الكاريكاتيري مهمة أم أن أي رسام يستطيع أن يتحول إلى كاريكاتيري؟
ـ فن الكاريكاتير هو فن تناغم اليد الفنية مع المخيلة والأرضية الثقافية والقدرة على تحقيق أعلى مستوى من الإنسجام بينهما لإخراج تحفة تتضمن رسالة مقصودة تحمل بين طياتها الأسباب والحلول والنتائج الممكنة لمشكلة ما.
كلنا نعرف أن فن الكاريكاتير لا يدرس بجامعة أو معهد ولا يمكن أن يؤخذ على يد (رسام أكبر سناً) أنما هو حاسة تولد مع الأنسان يدعمها بالتدريب المتواصل و توسيع الآفاق الثقافية.
لا يمكن أن ننفي فكرة أن يتحول أي فنان إلى رسام كاريكاتيري، وأنا من أنصار التخصص في مجالات الفنون المختلفة فلكل فنان اختصاصه الذي يبرع به.
هناك مسابقات للكاريكاتير هل شاركت في إحداها وحدثنا عن مشاركاتك؟
ـ لم أشارك حتى الآن سوى بمسابقة دولية في لبنان بثلاث لوحات وانتظر النتيجة.
ما هو مشروعك كرسام كاريكاتيري، وهل تطمح لأن تمثل سوريا في محافل دولية؟
ككاريكاتيري أعمل على تأسيس المدرسة الخاصة بفني وإعطاء اسمي حقه، وسأمثل سوريا بكل المسابقات المتاحة أمامي، للوطن واجب على كل إنسان أن يقدم له ما يستطيع ضمن مجاله، وأشعر بالفخر عندما يقترن اسمي باسم سوريا ضمن سطر واحد جانب لوحتي المشارك بها.
رائد خليل اسم بارز في التشكيل "في فن الكاريكاتير" هل أثر على أسلوبك في الكاريكاتير؟
ـ رائد اسم كبير جداً، شخصياً وبدون تحيز أعتبره من الأوائل بهذا المجال، لكن رائد كأسم قريب مني و بذات المجال حتى الآن لم ألاحظ أي تأثير مباشر على طريقي.
هناك عدة مدارس في الرسم هل تقوم بدمج المدارس الكاريكاتيرية أم تبقى على كل مدرسة؟
ـ أقدم طريقتي الخاصة، واستفدت من بعض المدارس الفنية سواء بالألوان أو الخطوط وغالباً أميل لفنانين أوروبا الشرقية بطريقة التعبير عن الفكرة دون أي إضافات تعبيرية، اكتفي فقط بلوحة صامتة معبرة مزينة ببعض الرموز الدلالية.
تستخدم الكومبيوتر في بعض الأعمال، تحديدا في التلوين، ما هي النسبة في الرسم والعمل الإبداعي؟
لليد نصيب يصل حتى 80% من اللوحة، وباقي20% لبرامج على الكمبيوتر أعتبرها مجرد حركات تجميلية ليس أكثر، أي أن اليد المبدعة والفكر الوقاد هما الأساس في إخراج لوحة فنية متميزة، أما التقنيات فهي من الكماليات بالنسبة لي.
ما هو طموحك اليوم؟
ـ طموحي أن أرفع اسم بلدي، وأتميز بهذا المجال ويكون لي اسمي وبصمتي الخاصة، وأكمل دراستي الجامعية في كلية الإقتصاد.