قدمت فرقة صخب نتيجة لورشة عمل استمرت حوالي /15/ يوماً أمسية شعرية سبقتها فقرة للأداء المسرحي وذلك في مقهى “الآرت ريفير” بتاريخ 5/5/2012، عالم نوح حضر النشاط والتقى بالمخرج “هادي فاضل” الذي تحدث عن الأفكار التي قدموها قائلاً:

لقاء مع هادي فاضل حول عرض "وزن أعرج"

 

قدم مجموعة من الشباب ونتيجة لورشة عمل استمرت حوالي /15/ يوماً أمسية شعرية سبقتها فقرة للأداء المسرحي وذلك في مقهى "الآرت ريفير" بتاريخ 5/5/2012، عالم نوح حضر النشاط والتقى بالمخرج "هادي فاضل" الذي تحدث عن الأفكار التي قدموها في الفقرة الأولى قائلاً:

قدمنا اليوم فقرتين، الفقرة الأولى كنت المشرف عليها وكانت عبارة عن عرض تم إنشاؤه بناء على طلب الكاتبات اللاتي طلبن مني العمل على شيء غير مألوف وجديد ليكون تمهيداً للأمسية التي ستكون في الفقرة الثانية.

وقد بدأت الفكرة كورشة تشاركنا فيها كعازفين وممثلين وكاتبات، وكان المطلوب مني أن أفرض إحساساً معيناً ليستطيعوا الكتابة بناء عليه، لذلك فحتى في العزف فقد افترضت عزفاً ومقطوعات معينة للدخول للموضوع، وقد افترضت على صعيد الموسيقى شيئاً إسمه "وزن أعرج" وهو وزن حقيقي موجود بالفعل في الموسيقى العربية، وبناءً على هذه التسمية فقد افترضنا حالة معينة كالتي رأيناها اليوم والتي هي عبارة عن وزن ولكن بطريقة عرجاء، فبدأت العرض بفكرة عدم التلاقي بيننا، وإن أردنا الحديث عن الحب الذي هو جوهر العمل، فهو ما ينقصنا وخاصة في الفترة الحالية، لذلك كان يجب عليّ أن أتحدث عن عدم وجود إمكانيات للتواصل بيننا، وليس هذا فحسب وإنما حتى نحن أصبحنا نضع حدوداً للتواصل لنفرض آراءً معينة على الآخرين  وحتى على أنفسنا، ففي بداية العرض كان "الغيتار" يعزف لحناً معيناً ليقول شيئاً ما، فنجده في لحن عذب شفاف إلى أن يقتحم "الجيللو" المسرح والذي بدأ من الصفر حتى أصبح المسيطر على الحالة العامة إلى درجة لم يستطع الغيتار إيصال ما يريده إلينا فأصبح يحاول فرض رأيه والتغلب على الآلة الأخرى مما نتج عن ذلك صراع بين الآلات إلى أن يصلا إلى نقطة التلاقي، ولكنهما عندما يصلان لمرحلة ليعزفا معاً فإن العزف لا يبدو سليماً وهذا ما أردنا الحديث عنه أي أن يبدو الوزن أعرجاً ونشاذاً لا يستسيغه أي عازف أو حتى أي متلقي، ويسير العرض بهذه الطريقة إلى أن تظهر الشخصيات من الورق، فتظهر شخصية من عمق المسرح والتي من الممكن أن نفترضه شيطاناً أو قيداً أو أي حالة سلبية مفروضة علينا في حياتنا، وهي شخصية ميتافيزيقية مفترضة يمكن أن تحمل العديد من الدلالات التي نترك للمتلقي حرية إختيارها.

 وحول إمكانية وصول هذه الأفكار للجمهور أجاب المخرج "هادي فاضل":

كان هنالك شيء من المباشرة في الموضوع الذي طرحناه بالإضافة إلى الجهد العضلي المبذول والواضح والذي أعتقد أنه وصل، فأي حركة من الممثل على الخشبة سواء أكانت حركة من الجسد أو حتى عبارة، من الممكن أن توحي بشيء ولكن هذا الإيحاء من الممكن أنه بحاجة إلى قليل من الوقت ليستطيع المتلقي إيجاد التفسيرات المناسبة لها.

أما عن تقيّده بأفكار محددة في العمل الذي قدّمه، يقول المخرج:

أقول أن المخرج كان مقيداً بكلمات، لأنّ الفكرة الأساسية هي إقامة أمسية شعرية لكننا انتهينا بإقامة هذا العرض البسيط، وقد تقصدت أن أعلن عنها في بداية العرض، إذ أنّ ما رأيناه ليس عرضاً وإنما هي أمسية شعرية سبقتها "توليفه" معينة من مجموعة من الكلمات قدمتها ضمن رؤيتي، وكوننا يجب أن نبقى ضمن نطاق الأمسية فقد حددت بالكلمات التي من الممكن أن تشكل عبءً على المخرج، وأعتقد أننا لاحظنا ذلك وخاصة  أني وجدت أنّ المشاهد الجسدية كانت أكثر وصولاً للمتلقي.

وعن ابتعاد العبارات والقصائد عن الجسد والسينوغرافيا التي تم تقديمها يقول "فاضل":

هنا أعتقد انني ابتعدت قليلاً عن الاسلوب الذي أتبعه عادةً وهو الجسد ودخلت في السيكولوجيا أكثر من الجسد، وقد قدمت حالات نفسية أكثر، لذلك لم تكن هنالك حالات تطفو على الجسد إلا فيما ندر، فكل شيء خرج من النص سواء كان ذلك على صعيد الرؤية أو الشخصيات التي خرجت من الورق أو حتى العازفين الذين تم إقحامهم ليعبّروا عن الآلة والتكنولوجيا التي في حياتنا، وأعتقد أنّ هذا الأسلوب ناجح وإن لم يصل حالياً إلى المتلقي، ولكن إن توفر لديّ الممثل الجيد فأعتقد أنّه كان باستطاعته اللعب على الناحية السيكولوجية أكثر.

أما عن عدم استعاضته بممثلين بدلاً من الشاعرات في العرض يتابع "هادي فاضل" قائلاً:

  إن الفكرة الأساسية بدأت من إحدى الشاعرات المشاركات وهو أن نقدّم أمسية شعرية بطريقة مختلفة وبوجودهن ضمن العمل، وأنا صراحةً لم أستطع حرمان أي شخص من الظهور على الخشبة وإن لم يكتمل أداؤهم بعد، وأعتقد أن السبب هو أنه كان لدي أمل في أن الذين كتبوا النص من الممكن أن يشعروا به أكثر من أي ممثل آخر وخاصة أنه كانت لديهم الرغبة الشديدة في الظهور وقول ما كتبوه بهذه الطريقة، وأنا صراحةً بحاجة إلى إنسان ملتزم أكثر من أن يكون ممثلاً بارعاً، ولن أقول أنهم خيبوا ظني ولكنهم مع الأسف لم يكونوا بالمستوى المطلوب.

وأضاف ختاماً:

لقد قدمنا هذا العمل في ظروف قاسية جداً حتى على صعيد مكان البروفات التي قدمته لنا الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون مشكورة، ولكن كنا نتمنى رعاية أفضل من قبل جهات أخرى يؤمنون بوجود مواهب لدينا ويؤمنون بالشباب وبالطاقات الشابة، مع الأسف فإنّ إمكانياتنا القليلة لم تتوافق مع طموحنا ومع ما أردنا الوصول إليه وفعليلاً يمكنني القول أننا نخلق شيئاً من لا شيء، وعلى الرغم من جميع الظروف فإننا سنقدم هذا العرض مرة أخرى ولكن بروح جديدة بتاريخ 13/5/2012 في مقهى أثر الفراشة.

وأضيف، إنّ ما قدمناه كان عبارة عن ورشة وبقيت كورشة، فقدمنا منه عملاً تجريبياً أعتبره "بروفا جينيرال" قدمته أمام أفراد عائلتي الذين هم جمهورنا الذي أتى من كل مكان ليحضرنا في هذا المكان الصغير.

إضاءة نقدية حول العرض

أغيد شيخو_ عالم نوح