لقاء بمنتهى الصراحة، وحوار حول الشباب وعطائهم و الكبار وتاريخهم الفني.. أجرى الحوار لعالم نوح الصحفي أغيد شيخو.

هاني السعدي وثلاثون فيلماً تلفزيونياً للوجوه الجديدة

 

 ليس لدينا صناعة نجم

 يوسف رزق لم يكن أميناً على النص

 طلبوا مني استبدال الشخصية الفلسطينية

زمن الصغار وقطاع الطرق


في أحد مقاهي مدينة دمشق، و للحديث عن نتاجه الأدبي والنفي، كان لـعالم نوح و الصحفي أغيد شيخو هذا اللقاء مع الكاتب الكبير هاني السعدي المتألق في كتابة الدراما السورية، حيث له بصمة خاصة يتركها في كل أعماله انطلاقاً من "البركان" إلى أجزاء "الجوارح" ووصولاً إلى "الخط الأحمر" و "حاجز الصمت" و"أبناء القهر" ورصيد كبير من المسلسلات التي وصلت إلى ما يقارب الأربعين مسلسلاً تلفزيونياً.

نلاحظ في نصوصك الفانتازيا والأعمال الاجتماعية الهادئة في البداية ومن ثمّ تحولت إلى المعاصر الذي يحاكي قلب المجتمع بكل الصخب الذي يحمله، ماذا تحدثنا عن هذا التحوّل؟

بدأت الكتابة بالأعمال الاجتماعية من خلال " وداعاً زمن الصمت، حارة نسيها الزمان، خلف الجدران، أبو البنات ودائرة النار"، وفي إحدى المرات حدثني المرحوم عدنان بركات بأنّ أحد المنتجين يطلب عملاً بدوياً، فقلت بأني لا أعرف الكتابة باللهجة البدوية، فأصر على كتابتي للعمل باللغة الفصحى ليتم تحويله فيما بعد إلى نص بدوي، وبالفعل قمت بكتابة النص وأنجزته خلال شهرين فقط فكان تحت إسم"غضب الصحراء" وهو العمل الذي سبب لي الديسك، حيث كنت أجلس لمدّة 12 ساعة يومياً لإنهاء العمل بسرعة، وقمت بتقديم النص فاختاروا هيثم حقي مخرجاً للعمل، وعندما قرأه الأستاذ هيثم لم يوافق على تحويله إلى نص بدوي وإنما طالب بتقديمه باللغة الفصحى وبالفعل تم تقديمه كما هو، بعد ذلك طلب المنتج "فيصل مرعي" بكتابة نص آخر على النمط نفسه فكتبت مسلسل " البركان"، بعد هذا العمل عدت إلى الأعمال الاجتماعية، فجاءت شركة دبي وطلبت عملاً من الفانتازيا فكتبت " الجوارح" فطلبوا جزءً ثانياً فقدمت لهم " الكواسر" ومن ثمّ تلاه "البواسل" في الجزء الثالث، بعدها حصل خلاف بيني وبين "نجدة أنزور" وقد شعرت أني اكتفيت بثلاثة أجزاء من نمط العمل نفسه، وعلى الرغم من أني كنت قد وقّعت عقداً للجزء الرابع إلا أني لم أكتبه، وكتبت بعدها " الموت القادم إلى الشرق و الفوارس" لأعود إلى قواعدي السابقة من الأعمال الاجتماعية فكتبت " أبناء القهر، عصر الجنون، قتل الربيع، أسياد المال، حاجز الصمت، الخط الأحمر والدرب الشائك"، وقد بلغ مجموع الأعمال التي كتبتها حوالي 41 مسلسل وذلك باستثناء السهرات التلفزيونية، والذي جعلني أعود إلى النصوص الاجتماعية مرّة أخرى هو مسلسل "الفصول الأربعة " الذي كان من كتابة " دلع الرحبي وريم حنا" وأخرجه "حاتم علي"، إذ شعرت من خلال هذا العمل أنّ الجمهور بحاجة ويريد الأعمال الاجتماعية فكتبت مباشرة مسلسل " أبناء القهر" والأعمال التي تلته.

هل أنت مع تحويل الرواية إلى نص تلفزيوني، وكيف يمكن أن يؤثّر ذلك على النص الأساسي؟

قدّم لي "يوسف رزق" سابقاً رواية " نهاية رجل شجاع" للكاتب " حنا مينا" وأراد منّي تحويلها إلى مسلسل، فقمت بقراءتها وشعرت أنها من الممكن أن تصبح مسلسلاً مهماً، وبالفعل بدأت بكتابة الخطوط الأولى ولكن اتضح لي فيما بعد أنّ "حنا مينا" لم يتنازل ليوسف رزق عن النص وإنما تنازل للأستاذ "نجدة أنزور" الذي قام بإخراج المسلسل فيما بعد، وأنا صراحةً أخاف من الروايات، فأنت لا تستطيع التقيّيد بالرواية وإن فعلت فإنك تفقد بذلك الخيال تماماً وخاصة إن كانت الرواية غير صالحة لأن تكون مسلسلاً مثل " المصابيح الزرق"، وأيضاً رواية "ذاكرة الجسد" التي تعتبر روايةً صعبة جداً ومن الجميل أن الكاتبة "ريم حنا" استطاعت تحويل النص إلى مسلسل، أما بالنسبة لي فلست ميالاً إلى تحويل الروايات إلى مسلسلات وإنما أحبذ أن أخلق الشخصيات وأقدمها كما أريد.

كيف ترى مستوى النصوص الشابة حالياً في سوريا؟

بدأ الكّتاب الجدد يظهرون بشكل ملحوظ في العشر سنوات الأخيرة، حيث كانت البداية مع الأستاذ "فؤاد حميره، مروان قاووق وأحمد حامد" بعدها تكاثفت الأعداد أكثر فأكثر إلى أن شاهدنا كتاّباً ذوي مستوى عالٍ في الكتابة كسامر رضوان في "لعنة الطين والولادة من الخاصرة" والكاتبة الشابة " آراء جرماني" من خلال عملها "سوق الورق" الذي شكّل جدلاً كبيراً في جرأته وطرحه لمواضيع خاصة بالجامعة، والذي خدمها أنّها جامعيّة وتعرف ما يحدث في الجامعة تماماً بحكم تواجدها الدائم هناك، لذلك تم رفع دعوى عليها ويريدون محاكمتها وفصلها من الجامعة، أيضاً "محمد أوسو" من خلال مسلسل "بكرى أحلى" الذي كان العمل الأول له لكنّه ترك بصمة واضحة لدى المتلقي، وكذلك "رانيا البيطار" عندما قدّمت "أشواك ناعمة" الذي كان أيضاً عملها الأول، و"يم مشهدي" في "تخت شرقي" و "إيمان السعيد" في "سحابة صيف"، فمن خلال هؤلاء نرى أنّ هنالك كتّاب جيدون يظهرون باستمرار على الساحة ولهم بصمتهم الخاصة.

هل يمكن القول أن الكّتاب الشباب قد أخذوا مكان الكتّاب القدامى؟

بالتأكيد، ويجب أن يأخذوا مكانهم لأن الساحة مفتوحة للجميع والعمل المهم هو الذي يأخذ المشاهد، وأيضاً للمنتج دور في ذلك فبدلاً من أن يدفع مبلغاً كبيراً لكاتب معروف فإنه يفضل أن يدفع مبلغاً أقل على نص جيد لكاتب شاب، والساحة لا تخلو من النصوص الشابة والجيدة بالتأكيد.

لماذا برأيك يتم محاربة الكّتاب الشباب في بداياتهم في الوسط الفني؟

برأيي هي غيرة وحسد وعدم حب، فكونك تعمل في الصحافة، أليس جميلاً أن ترى ممثلاً وتشكره على ما قدّمه من نتاج!؟، وهذا بالتالي يحفّزه على تقديم أفضل ما لديه في المرة القادمة وكذلك الأمر بالنسبة للكاتب، فعندما يعجب الجمهور بالنص الذي قدّمه لا يجوز أن تأتي وتحدثه عن تفاهة نصه وتهبّط من معنوياته، لأن الجمهور أحب نصّه وإن كان فيه بعض الأخطاء التي من المحتمل أن يقع فيها إلا أن النص كونه التجربة الأولى له فإنه يستحق أن يشكر عليه لا أن يحطّم، فأنا قدمت نص "دائرة النار، غضب الصحراء وحارة نسيها الزمان" وجميعها أتت مع الرفض وبدون إبداء الأسباب وفيما بعد قالوا أنّ قوانينهم هكذا، وهذا ما أسمية كسراً للأرجل إذ أعتبر أنّ من حقي أن أعلم سبب رفضهم لنصي لأتلافى الأخطاء في العمل القادم الذي سأقدمه ولكن ماذا أفعل إن لم يقدّموا لي أسباب الرفض..!؟، وهؤلاء الشباب يجب أن نشجعهم على تقديم أفضل ما لديهم ويجب على الإعلام أن يساعدهم على الشهرة لأن الإعلام في فترات سابقة كان مقصّراً جداً في حقهم ونتمنى في هذه الفترة أن يتطوّر الأمر، ففي مصر مثلاً يتم عقد الكثير من النداوة حول العمل للترويج له ويأتون بالنجوم والكاتب والمخرج للحديث حول العمل، أمّا هنا فليس هنالك شيء مماثل أبداً وليس لدينا صناعة نجم أبداً سواء أكان كاتباً أم ممثلاً أم مخرجاً.

هل ترى أنّ سبب ذلك في الكوادر الإعلامية الموجودة أم من الفنانين أنفسهم؟

الكوادر الإعلامية تتحمل جزءً كبيراً بالإضافة إلى النفسيّة التي يتحلى بها بعض الفنانين، فنحن مع الأسف في وسطٍ البعض فيه لا يحب الآخر وبالتالي لا يحب الخير له ومن لا يحب فمن المؤكّد أنّه يريد الإساءة بطريقة أو بأخرى، وبرأيي أنّ الحب هو الذي يصنع الإنسان وأنت تصنع نفسك من خلال ثقة الناس بك، ويجب أن تكون موضوعياً كثيراً بالإضافة إلى شعورك بأنك إنسان،وكل شخص يجب أن يضع نفسه مكان الآخر ومن ثمّ يحكم على نتاجه.

ما مدى الحرية التي يملكها المخرج في نصوص هاني السعدي؟

هذا يتوقف على المخرج، فأنا أعطي المساحة الكاملة لهيثم حقي ونزير عوّاد وهشام شربتجي ومحمد عزيزية وسالم الكردي، ولكن شخص مثل "يوسف رزق" والذي لم يكن أميناً على النص وكان مركزاً في عمله على إظهار ابنه وزوجته أو أحد أصدقائه على حساب النص، ففي أولى الأعمال التي قدمناها "حاجز الصمت، قتل الربيع وأسياد المال" لم يتجاوز حدوده وكان زيادة المشاهد لزوجته أو ابنه أو لأحد من طرفه ضمن اتفاق بيننا وبحيث لا يخل ببنية النص وكانت تدخلاته في النص بسيطة وضمن الحد المعقول، ولكن في "الخط الأحمر" أضاف شخصية إلى النص لم تكن موجودة لإضفاء جو وحركة على العمل، فقام بإدخال شخصية "سامر المصري وطوني موسى" لإظهار المزيد من البوليسية على العمل على الرغم من أن العمل بأكمله "أكشن" فظهر الخط الذي أضافه من خلال هاتين الشخصيتين باهتاً جداً ولم يضف إلى العمل شيئاً سوى القول بعبرات عادية لا تخدم العمل بتاتاً، بينما في "سفر الحجارة" فقد تلاعب بالنص كثيراً إلى درجة أني تبرأت من النص وإلى الآن بيننا دعوة قضائية، ومنذ "الخط الأحمر" قررت عدم التعامل معه ولكن نص"سفر الحجارة" كان قد مضى على كتابته أكثر من ستة سنوات ولم تقبل أي شركة في إنتاج عمل عن فلسطين لذلك عرض عليّ "يوسف رزق" إنتاجه بيننا على شكل أسهم فوافقت، وقد قلت له وقتها بأن لا يتصرف بالنص إلا بعد مشورتي لأنني من خلال هذا النص كنت أوثّق تاريخاً، لكنه تصرف بالنص كما يشاء وأعطى ابنه دوراً لا يمكن أن يكون له، إذ جسّد دور ابن "تيسير إدريس" الذي من المفترض أن يكون عمره بين 13 و15 عاماً والذي سيقنعك من خلال تطورات المسلسل أنه سيسرق حزاماً ناسفاً ويفجّر نفسه أمام حاجز إسرائيلي، لكن ابنه الذي لعب الشخصية على الرغم من أنه موهوب لكن عمره لا يتجاوز 7 سنوات وهذا ما يمكن أن يؤثّر سلباً على رؤية الغرب لنا من حيث أنهم سينظرون إلينا على أننا نجنّد أطفالنا ونعلّمهم الإرهاب منذ الصغر، وعندما أتت الصحافة إلي لتسألني حول المسلسل طلبت منهم توجيه الأسئلة إلى المخرج ولكن المخرج رفض أن يجاوب وطلب منّي أن أتحدث بالنيابة عنه، فقلت بأنني سأحدثهم بالحقيقة وبأنّ الذي قدّمته في المسلسل هو صناعتك أنت وليس صناعتي، وبالفعل تحدثت وقتها إلى جريدة الوطن وقاموا بنشر الخبر الذي تلقاه "يوسف رزق" بصدمة واتهمني بأنني همّشت دوره كمخرج وصغّرت شأنه بين المخرجين، على الرغم من أني طلبت منه عدّة مرات أن يتحدث إلى الصحافة إلاّ أنه رفض، وبعد تلقيه الأموال من الفضائيات وكان يجب عليه أن يدفع لي ما يترتب عليه من مستحقات، لكنه قال بأن أعتذر للصحافة وبعد ذلك يدفع لي وبناءً على ذلك قمت برفع دعوة ضدّه ولا تزال قائمة إلى الآن.

كونك من مدينة الناصرة في فلسطين، لماذا برأيك لا نرى الأعمال الفلسطينية كما يجب أن تكون من حيث الترويج الإعلاني أو الإنتاج أو حتى من خلال الفضائيات التي غالباً مالا تعرض هذه الأعمال؟

برأيي أنّ عملاً مثل "التغريبة الفلسطينية" لحاتم علي والذي تحدث عن الهجرة وكيف بدأ اللجوء وظهرت العصابات اليهودية في فترة سابقة جداً من هذا التاريخ لا بدّ أن يلقى رواجاً، ولكن الأعمال الحالية إن ذكرت فلسطين فإنك لا بدّ أن تذكر أمريكا وأوربا وحتى مجلس الأمن، فإسرائيل إن لم تكن محمية من مجلس الأمن لم تكن لتضرب "أسطول الحرية"، والمحطات هنا لا تريد أن تتعرض للرقابة وأن تعادي دولة ما من خلال مسلسل تعرضه، لذلك تكتفي بعدم عرضه.
منذ فترة طلبوا مني في الخليج عملاً اجتماعياً يتحدث عن جنسيات عربية تسكن في بناءٍ واحد في قطر وكيف هي حياتهم في الغربة، فقمت بكتابة ملخصٍ للعمل ووضعت بعض الشخصيات من "لبنان، المغرب، مصر وسورية" بالإضافة إلى شخصية فلسطينية واحدة ليس لها علاقة لا بالمقاومة ولا بالسياسة، هو شخص لديه أخوة صغار يريد تربيتهم بعد وفاة والده، فاتصلوا بي وطلبوا مني استبدال الشخصية الفلسطينية بأي شخصية عربية أخرى، فاعتذرت منهم.

نلاحظ في نصوصك روحاً أمريكية من حيث الأحداث والطابع العام، لماذا؟

أنا أفضل في أعمالي عنصر التشويق وانتظار ما سيحدث لاحقاً، ففي كل الأعمال التي كتبتها يجب أن يكون هنالك شيء غير ظاهر للمتلقي لا يكتشفه إلا في نهاية العمل، ومن خلال مسلسلٍ من ثلاثين حلقة لا بدّ للكاتب أن يستعرض الكثير من الأحداث وهذا ما يدخل الكاتب أحياناً في المط في الأحداث مهما كانت قريحته.

هل برأيك الأعمال السورية حاكت البيئة السورية بالمجمل؟

هذا يتوقف على نوعية الأعمال، فالأعمال الشامية كـ باب الحارة عمل جيد ويستحق المشاهدة ولكنه لا يتحمل أربع أو خمسة أجزاء لعدم وجود جديد لتقديمه، أيضاً مسلسل "طالع الفضة" هو عمل جميل وخاصة أنّ عباس النوري وزوجته يكتبون لأوّل مرّة وأنا أهنئهم كثيراً على هذا العمل الذي قدّم البيئة الشامية بطريقة مختلفة جداً ولكنها موجودة، وبالمجمل يمكن القول أنّ الدراما السورية حاكت البيئة إلى حد ما كالصندوق الأسود ولعنة الطين و"بقعة ضوء" في معظم لوحاته بالإضافة إلى عمل "الولادة من الخاصرة" في هذه السنة الذي حاكى واقعنا، وأيضاً "جلسات نسائية" الذي حمل الكثير من الصدق والشفافية.

نلاحظ أنّ النصوص حالياً تحاكي الشباب في غالب الأحيان، ألا يشكل ذلك تحييداً للممثلين المتقدمين في العمر والذين لهم فضل كبير على الدراما برأيك؟

لست مع ذلك أبداً، فلن تستطيع الخوض في عمل دون عائلات فهي التي تشكل العمل سواء أكانت عائلات في المنزل أم الموظفين، لأن فيهم الكبير والصغير، ولا أحد يأخذ دور أحد، ولكن يمكن القول أنه أحياناً يأتون بممثل صغير في السن وببعض الماكياج يجعلوه متقدماً في العمر وهذا برأيي ظلم بحق المتقدمين في العمر لأننا همشنا دورهم كثيراً، ففي كافة بلاد العالم عندما يتقدّم الشخص في السن فإنهم يضاعفون تقاعده ويجعلونه يعمل لألا يشعر بالعجز والوهن ولكي لا يشعر أن دوره قد انتهى في الحياة، أمّا نحن فنقابة الفنانين في إحدى المرات أرادت منع المتقاعدين من العمل بدلاً من إعطائهم الأعمال وزيادة أجرهم وهذا برأيي لا يجوز أبداً بل يجب الانتباه أكثر إلى هذه الفئة ومراعاتها أكثر.

أثناء كتابتك للنص، هل تتخيل الممثلين الذين سيقومون بتجسيد الشخصيات التي تكتبها؟

لا أبداً، فقط عندما كتبت دور "الأزرق" في مسلسل "غضب الصحراء" فقد كنت أتخيل عبد الرحمن آل رشي وهو يؤديها بالإضافة إلى شخصية رشيد عسّاف في مسلسل "البركان" ولم أتخيل أحداً غير هاتين الشخصيتين أبداً، أما بالنسبة للأدوار التي قدمتهما "ربى وروعة"* فإني أقول لك أني كنت أتخيلهم وأنا أكتب شخصيتهما. * ابنتي المخرج

ماذا عن ربى وروعة السعدي حالياً، أين هما من الوسط الفني؟

روعة اعتزلت التمثيل وهي تعمل في الدبلجة حالياً، أما ربى فقد انتقلت إلى الصف الحادي عشر ولم تستطع العمل في السنة الماضية وكانت في الكفاءة في السنة التي سبقتها، وأرى أنها ستكون مهمة أينما وضعتها لأنها استطاعت أن توازي بين دراستها وبين التمثيل ولم تفضل شيئاً على حساب الآخر بل استطاعت أن تجمع الاثنين بحيث تكون متفوقة في دراستها ومقنعة في تمثيلها.

لماذا لم نرى لك أي عمل هذه السنة؟

كان من المفترض أن نقدّم هذه السنة "فرسان الظلام" عن طريق مدينة الإنتاج الإعلامي الذين أشادوا بالعمل كثيراً وأرادوا تقديمه هذه السنة وأردنا توقيع العقد ولكن مدير الإنتاج "يوسف عثمان" عندما استلم مدينة الإنتاج قال بأنّهم اكتشفوا مبلغ 5 مليون جنيه تم دفعها للكّتاب ولم ينفذ من نصوصهم شيء لرداءتها، لذلك اتخذوا قراراً بعدم توقيع العقد مع أي كاتب إلا عندما يتم وضع العمل في خطّة الإنتاج أي قبل البدء بحوالي الشهر، بعدها حدثت خلافات في مدينة الإنتاج فاضطررت إلى سحب النص منهم، والآن هو في أيدي جهة إنتاجية أخرى وننتظر العمل عليه بالإضافة إلى نصوص أخرى.

ماذا عن جديدك وما تحضّره حالياً؟

لدي حالياً عمل من إنتاج شركة "قبنّض" السورية اسمه "رياح غربية" وهو عبارة عن ثلاثين فيلماً تلفزيونياً طويلاً تتراوح مدة الفيلم الواحد منه بين "الساعة والنصف" و"الساعتين"، وصراحةً كلفته عالية جداً لأن كل فيلم قصّته مختلفة عن الآخر ولا يوجد أي تقاطعات بينها إلا تقاطع صغير يجمعها في النهاية بحكم حديثنا عن شيء معيّن، وهو مكلف إنتاجياً لأنه بحاجة دائماً إلى وجوه جديدة ولا يمكن تكرار الوجوه إلا لممثلين أو ثلاثة عبر ثلاثين حلقة، وهذا ما يخلق صعوبةً في الإنتاج وخاصةً أنّ أماكن التصوير والشخصيات فيه لا تحصى، أيضاً هنالك "فرسان الظلام" و" زمن الصغار وقطّاع الطرق" وهو لدى منتج كويتي سيعملون عليه قريباً، ولدي"الهوى هوايا" الذي يتحدث عن الحب وألوانه وأطيافه المختلفة، بالإضافة إلى البانوراما التي أعمل عليها والتي تصب في البوتقة الاجتماعية نفسها، وحالياً أتابع كتابة مسلسل اسمه "آباء وأبناء" الذي أظنه سيكون أفضل ما كتبته طيلة مسيرتي، حيث استعرض عائلتين ، فعائلة "الحاج عبد الحميد": الوالدة متوفاة والوالد اسمه "عبد الحميد" والابن "عبد الرزاق" والثاني"عبد القادر" والثالث"عبد التواب" بالإضافة إلى ابنتين "فاطمة وعائشة" إحداهما تدرس في السنة الأخيرة من كلية الطب والأخرى في السنة الأولى. أمّا العائلة الثانية والتي تكون بموازاة الأولى وبجوارها في البناء نفسه فهي عائلة شخص اسمه "أبو فراس" صاحب الشركات والأموال وفاعل خير جيد حيث بنى مأوى للعجزة وتكفل بطعامهم وشرابهم وبكل ما يلزمهم بالإضافة إلى كونه يعيل عائلتين أرملتين "أم محمد وأم جورج"، وبالمقابل فأن لديه عادة سيئة جداً جداً………ستعرفونها في الوقت المناسب.

وهنا انتهى حوارنا ولما تنتهي أسئلتنا آملين الالتقاء مجددا مع الكاتب المتألق دائما هاني السعدي وشكرا لصراحته ووقته الذين منحهما لنا. أغيد شيخو _ عالم نوح