هدف ونجاح بقلم ليلاز غريب
- يوليو 19, 2020
- 0
لكن الإصرار والرغبة العميقة في الوصول إلى هدفنا تجعل من أي عائق أو صعوبة تواجهنا مجرد منعطف صغير في الحياة يزيدنا إصراراً ورغبة ًفي العمل، وبذل الجهود مهما كانت كبيرة.
تمتلئ الحياة بالمطبات والمصاعب التي قد تواجهنا في أي لحظة، بعضها نكون سبباً مباشراً في حدوثها أو نتيجة قرار اتخذناه فكان علينا تحمل تبعاته، وبعضها الآخر أقدار مكتوبة علينا لا يد لنا فيها، وفي كلتي الحالتين نحن بحاجة إلى تجاوزها والصمود بقوة أمامها مهما كانت صعبة وإيجاد الحلول للتغلب عليها، لكن الإصرار والرغبة العميقة في الوصول إلى هدفنا تجعل من أي عائق أو صعوبة تواجهنا مجرد منعطف صغير في الحياة يزيدنا إصراراً ورغبة ًفي العمل، وبذل الجهود مهما كانت كبيرة.
ليلاز غريب
"ميشيل" شاب سوري من مواليد اللاذقية
قدم اللجوء في ألمانيا عام 2015
وصل المانيا وبجعبته شهادته الثانوية العلمية
يدرس الآن ال Geoinformatik نظم المعلوماتية الجغرافية في جامعة
Hochschule Neubrandenburg
في السنة الثانية؛ الفصل الرابع، في مدينة "نيوبراندنبرغ" بعد حصوله على
BAföG (البافوغ)
ونظراً للظروف الصعبة لأي شاب يعيش بمفرده يصبح الشاب معرضاً للاكتئاب والفشل ولكن رغبته في التحصيل العلمي أقوى من أي ظرف يمكن أن يواجه
حيث تقدم إلى الجامعة في مدينته واستطاع الحصول على القبول والمنحة الدراسية
واللحاق بالعام الدراسي من بدايته ليلتحق بالجامعة، ويبدأ رحلته الجديدة المليئة بالمفاجآت والصعوبات
تغيير نمط الحياة بشكل جذري وبسرعة ليس بالأمر السهل من الناحية النفسية،
كلٌ منا يحتاج إلى الكثير من الوقت كي يستطيع التأقلم مع الظروف الجديدة ومسايرتها، ورغم سرعة استجابة ميشيل للتغيير في حياته ونمطها
واستطاعته عبور أول مطب واتخاذه قرار إكمال دراسته
لكنه وجد نفسه بحاجة للكثير من التعب والعمل كي يكون قادراً على اللحاق بأترابه من الجامعة والتخرج معهم.
الصعوبات التي تواجه كل طالب
أوضح لي ميشيل خلال لقاءي معه الفرق بين ان تأتي المانيا وشهادتك الثانوية بحوزتك وبين ان تدرس البكالوريا في ألمانيا
هناك فرق شاسع
كطالب لم أدرس الأبيتور في ألمانيا. واجهت صعوبات مثلاً ككتابة البغيشت" (Bericht ) "
ففي سوريا لم أُطالب في الثانوية أو حتى الإعدادية بكتابة تقارير أو شيء مشابه
فالدراسة في سوريا ربما أصعب ولكن تختلف الطريقة والمناهج
واجهت صعوبات كبيرة في كتابة البغيشت وتجميع معلومات من المواقع والمقارنة بين المصادر والمراجع
وعندما كنت أقدم تقريري للمدرسين بعد أسبوع كامل من التدقيق والتمحيص
يفاجئني ويحزنني بأنه مرفوض او يخبرني بأنه خطأ ولا يمكن قبوله
لست كزملائي من الألمان فهم قد اعتادوا على كتابة البيغيشت
ولايجدون فيه صعوبة
لذلك كان من واجبي اعطاء وقت أطول للدراسة بسبب عائق اللغة والنظام التعليمي الجديد بالنسبة لي
التحق ميشيل بصفوف اللغة وحصل على شهادة في المستوى B1 وبعدها B2
وأكمل تسجيله الجامعي ودرس السنة الأولى في الجامعة بنفس الوقت درس مستوى اللغة C1 وحقق النجاحين في وقتٍ واحد
فقضى أحد عشر شهرًا وهو يدرس ويتابع المحاضرات والمشاريع إضافةً إلى تجاوز حاجز اللغة الذي كان عائقًا إضافيًا، وتجاوز حالة الغربة والاكتئاب الذي يصاحب المغترب في بداية سفره وبُعده عن أهله و وطنه
الاندماج ومساعدة العائلة الألمانية له
عبّر لي ميشيل في لقائي معه عن مدى امتنانه للعائلة التي وقفت بجانبه طيلة هذه الفترة
هم من وقفوا بجانبي في كل خطوة ودعموني وحثوني على الاستمرارية وعدم التوقف عند أي عثرة
ساعدوني على تعلم اللغة والتعرف على ثقافة الشعب الألماني
وجهوني للطريق الصحيح ساعدوني في جميع المجالات العلمية والمعيشية والنفسية
•نصائح ميشيل لمن يود الدخول للجامعة في ألمانيا
النصيحة الأولى
يجب على أي طالب أجنبي أن يكمل مستويات اللغة ويتمكن منها جيّداً قبل الالتحاق بالجامعة
"اللغة مفتاح كل الأبواب المغلقة" على حد قوله
النصيحة الثانية
يجب على كل طالب أن يعمل
(Studienkollegs )قبيل الالتحاق بالجامعة
هذا سيساعد كثيراً على التخفيف من هول المصطلحات وكم الدروس بلغة جديدة ونمط تدريس جديد على كل أجنبي
(Studienkollegs)
هي مؤسسات تعليمية يتم فيها إعداد المتقدمين الحاصلين على مؤهل جامعي أجنبي ، والذي لم يتم الاعتراف به على أنه معادل لأبيتورالألماني للدراسات الأكاديمية في إحدى الجامعات الألمانية توجد كمؤسسات تابعة للدولة في معظم الولايات الاتحادية لجمهورية ألمانيا الاتحادية. يوجد هناك NRW بعد إغلاق الدورات التحضيرية للدولة في عام 2010، مؤسستان تدعمهما الكنيسة وعدة دورات تحضيرية في الملكية الخاصة كقاعدة، طلاب الكلية الإعدادية هم طلاب مسجلون في جامعة المدينة التي تقع فيها الكلية التحضيرية ذات الصلة
النصيحة الثالثة
عدم اليأس وتحديد الهدف وقوة الإرادة إلى جانب الدراسة سيبعدان كافة العثرات والعوائق في المجال العلمي
ليست كل المصائب يمكن أن تمنعنا من الوصول إلى أحلامنا، ولكن ليس كل شخص يستطيع أن يتجاوزها ويتحمل الصعاب النفسية والمعنوية مقابل تحقيق هدفه، فالكثير من الأشخاص يستسلم عند أول عائق يقف في طريقه ويترك أهدافه وينساق وراء القطيع، ولا يصحو إلى نفسه إلّا بعد سنوات طويلة يكون قد خسر فيها عمره وقدرته على الحلم …
كان ميشيل واضعاً هدفه طوال هذه المدة في مقدمة أحلامه وكافح للوصول إليه ، وأعتقد أنّ هذا الحلم كان يحفزه كلما بردت همته وتراجع في دراسته، كي يتذكر دائمًا أنّ بعض الأمور مهما كانت صعبة ربما كانت تفتح أمامنا فرصًا كبيرةً أفضل من تلك التي فقدناها، المهم هو ألّا نستسلم للمصاعب ونتركها تهزمنا بل نتجاوزها بكل ثقة وما نملكه من إمكانيات، وكل منا يملك فرصًا كثيرةً وإمكانيات هائلة
في النهاية أريد ان أشكر ألمانيا وكل من يساعد على تمهيد الطريق للطالب السوري لبناء مستقبل جيد بعد أن دمرت الحرب مستقبلنا في وطننا الأم. ميشيل