تأتي مفردة الصداقة من “الصدق” وهو يعني قول الحقيقة دون غش أو تزييف مهما كانت هذه الحقيقة مؤلمة أو ضارّة، وعليه نجد أنه لا يتماشى هذا المفهوم مع الصداقة الموجودة حالياً لما فيها من مجاملات تسيء لهذه العلاقة المقدّسة.

 

 

 

هل نحن أصدقاء؟…بقلم جلال مولوي

 

يقولون الصديق من تستطيع أن ترتمي في أحضانه وتبكي ، من يدعمك في جميع قراراتك فيزيحك عن الخطأ ويبقيك على الصواب، من إذا تخاصم معك اليوم أصابه فقدان ذاكرة في اليوم الثاني، من يدافع عنك في غيابك ويحفظك في حضورك ويحتفظ بأسرارك الدفينة، من يناصفك همومك وأفراحك.

تأتي مفردة الصداقة من "الصدق" وهو يعني قول الحقيقة دون غش أو تزييف مهما كانت هذه الحقيقة مؤلمة أو ضارّة، وعليه نجد أنه لا يتماشى هذا المفهوم مع الصداقة الموجودة حالياً لما فيها من مجاملات تسيء لهذه العلاقة المقدّسة.

نعم إنها علاقة مقدّسة، ربما اعتدنا على تسمية الأشياء بغير مدلولاتها الصحيحة فنحن نطلق كلمة صديق على كل مما يلي مع اختلاف درجتهم الاجتماعية بالنسبة لنا، فهناك المعارف التي لا يوجد احتكاك لنا معهم بل نعرفهم وهم كثر، ثم يأتي "الأصحاب" أو بالعامية "الرّفقة" وهم من يمرّون في حياتنا لفترات معينة يكونون فيها رفقاء درب أو لمصلحة ما، أو حتى "زملاء" عمل أو دراسة، ومن ثم تأتي مرتبة الصديق الذي لا بدّ له من أن يمرّ على المرحلتين السابقتين كما أن عليه إثبات أنه مصدر للثقة بالنسبة لنا، وهذا الأمر يعتبر جوهر العلاقة العميقة هذه فلا يمكننا اتخاذ الصديق دون "ثقة".

في بعض الأحيان تسمو الصداقة لتتحوّل إلى مرحلة الأخوّة وهنا يجب أن تتوافر مجموعة شروط عظيمة تبدأ من الانصهار في بوتقة الآخر إلى العيش المشترك لساعات طوال مع هذا الصديق "الأخ".

المشاعر تكون كالبوصلة بالنسبة لنا وهي التي تحدّد نوعية العلاقة فقد نحبّ هذا الشخص لدرجة كبيرة وهذا أمر مفروغ منه في الصداقة فنحن نحب أصدقاءنا ومخالطتهم ومعاشرتهم وتصرّفاتهم وأغلب ما فيهم من أمور نفسية وسلوكية، أما إذا دخلت المشاعر الجنسية في هذا المضمار تحوّل الأمر إلى حبّ يحتاج لتطوّر، لهذا نجد غالباً بأن الصداقة المبنية على إعجاب "شكلي" لا تستمر.

هنا سيداتي سادتي أصل إلى بعض النصائح المهمّة في كيفية اكتساب الأصدقاء والتعامل معهم:

عليك أن تتمتّع بالدبلوماسية أثناء تعاملك مع الآخرين.

ابتعد عمّا يجرح من أمامك وأشعره أنك تهتم لأمره ولأحاديثه.

تكلّم بمواضيع تهم أصدقاءك فذلك يقرّبهم منك.

لا تتكلّم في الأمور المادية معهم لأن النقود ومواضيع الدين تنفر الآخرين.

هذه كانت بعض النصائح المفيدة في مجال اكتساب الأصدقاء والتعامل معهم، وأخيراً يبقى السؤال الحائر بين كلّ هذه الكلمات "هل نحن أصدقاء أم لعلاقتنا تسمية أخرى؟"