وحيدا الكلاب تحت برجك لمحمود م درويش
- مارس 22, 2010
- 0
أكسر هذا الباب .. وأرسل من ذاتي .. لذاتي ((أنا)) .. تُشبه أشياء .. أصوغُها كلَّ آن .. من خيال…!
وحيداً !
– وحيداً سوى من فنجان قهوةٍ
على طاولة فارغة من الخيال
وحيداً… أكثر من قدرتي
على الاحتمال
– أكثر من أن ألوّن صوراً
من ربيع مضى
وأنسج من الأجساد
ابتهال!
– وحيداً كأنني لم أكن
كذلك يوماً
كأنني أفكّك لغم الوحدة
لينفجر في رأسي (الأنا)
لأصوغ نفسي من
ارتجال!
– لست ((حيّاً)) وما عاد
بقدرتي أن أكون
لستُ أحداً…
لستُ أنا
لستُ الذي
ولد بالأمس
وقرأ اليوم
ومات غداً…
لستُ نفسي… أنا
– لكنني أتهشّم من خيالي
من أناي
قطعي… تنهشها النسور
لتصوغها الحياة
فسيفساء…
– تضيق بالأمكنة أنفاسي
وأشيائي
ولا نافذة… ولا قمر
ولا حرف لألملم اسمي
من سقوطي…
و ((ذكائي))
– عيناي… في جيبي
وأعرف أنني
سأموت معرفة
وأنا أكنس أناي
من الطرقات
صباح مساء
– عيناي… في دمي
أتوق لدفئٍ من
جليدي
أتوق لجليد الرؤية
لأدوس ابتهالاً
إثر ابتهال
بابٌ أمامي…
ومفتاح في عيني
ولا أرى…!
– أكسر هذا الباب
وأرسل من ذاتي
لذاتي ((أنا))
تُشبه أشياء
أصوغُها كلَّ آن
من خيال…!
الكلاب
– أسنان بيضاء مدماة
بلون الشره
والجشع… أسطورة
تتلوى في عيون مفقّأة
وفحيح لا يداري نُباحاً
يهزّ صدورهم…
– هم والطرائد
معنى بلا معنى
وشيء يشبه الأشياء
هم والـ ((هم))
خاصتهم… هم… كلهم
هم… دونهم
دنياهم… تلوّنهم
طريقهم أحمر
أحلامهم حمراء
أوقاتهم صُفر
أسنانهم بيضاء
بيضاء… بيضاء يا سادة
… بيضاء…!
– أعيدوا هذا المشهد
قبل أن تسقط لوحتي
قبل أن يهجع الشيطان
على أسرّة الملائكة
قبل أن يصحو…
ليمص أبيض أجسادِهم
ويدّعي أنّه ربَّهم…
أين ربُّهم…؟!
– والآن… دعوا الأسئلة
جانباً… وانتظروني
على حلمٍ… وصمت
ولوّنوا أقمارَكم
حمراء… خضراء… صفراء
وانهشوا حُلُمات صدوركم
انهشوا… لذيذة ؟!
م م م…!
لذيذة …!
– جسر… يقود
كلابَكم (أفئدتكم)
إلى الشمس…
أسنانكم البيضاء… بيضاء
وقلبي أخضر…
– امسحوا بألسنتكم
أحذيتكم
وتابعوا سيركم…
بوركتم… تابعوا
إليه سيركم…!
تحت برجك
– لا تسقط من ذاكرتي
أطبِق جفنيك
وتلعثم في حرفين
من اسمي…
لأواصل وهمي…
– لا تبحث عن أشياءٍ
تُلهيك في ضوئي
انثر شَعرَك
ألوانَك
في كفّي…
لأعلِّق تلك الغصّة
في حلقي… حُلُماً
تأتيه… ولا يأتي
– لا تسأل…
والحُلُم منك
إنك تائِهٌ
والأبواب تُفتح
من خلفي…!
– أتمنّى لجليدك أن
يُزهر في عيني
أتسلّى برُؤاك
عن سأمي…
– أتمنى أن أكسر
فيك صوتي
أن أبلُغ بعضاً
من نفسي…
– أيُّها العابِقُ بالليل
من ذاكرتي
كالآخرين… لا تهرول
كالمَنسي…
تحت بُرجِك
أولد
في حرفي… وفي صمتي…