حديث عن الورشة التي أقامها فنان التصوير الضوئي عيسى توما في استديو الجسر بتاريخ 17-3-2012

 

 

في ورشة التصوير الضوئي التي أقامها فنان التصوير الضوئي عيسى توما … حضرنا وكان لنا هذا الانطباع نقدمه لكم ..

 لم تكن هذه الورشة مجرد حديث عن أساليب العمل في فن التصوير الضوئي، بل تعدت إلى أبعد من ذلك بكثير، فقد تخللها طرح لشروحات ما بعد التقاط الصورة الفنية من طرق ترويجها ونقل الثقافة الناتجة عنها بشكل صحيح. أيضاً تجسد في هذه الورشة مفهوماً عميقاً بأن التصوير الضوئي ليس مجرد لوحة ذات منظور خاص، بل أشبه بلغة وصل وتواصل بين مختلف المجتمعات العربية والغربية والإنسانية والعالمية، لنقل ثقافة مجتمع ليس بالضرورة أن يكون لمصورها ذو صلة به, فقد أثبتت هذه اللغة البصرية قدرتها في مد جسور التكوين المعرفي والإطلاعي والفكري بين الشعوب، سواء كانت ناتجة عن ثقافة شخصية لفكر ما أم ظاهرة موجودة ضمن شريحة معينة. كما تأتي هذه اللغة البصرية بدور كبير في إظهار الجمال وتسليط الضوء عليه لنشره وإبرازه، ليعمَّ بكل إيجابياته. أيضاً لنقد كل ما هو قبيح ورديء، عسى أن تساهم هذه اللغة البصرية في درئه في مكان وزمان ما.
من حيث أصبح التصوير الضوئي فناً قد يتخلله الخيال البشري بلا حدود، رأينا في بعض الصور التي تم عرضها أفكاراً بديعة في كيفية صنع الإطار الخارجي، والذي قد لا يخدم بالضرورة الصورة المعروضة وإنما جاء عملاً فنياً آخر تضاف قيمته الجمالية للوحة بشكلها العام.
وهنا يسعنا القول بأن هذا الفن بات يعطي مساحة أوسع من الحرية البصرية من خلال تكوين يدوي لمجسمات تظهِر فكرة ذات مضمون معطيةً لناطرها تهيأً يختلف من شخص لآخر، سواء كان ذلك متعمداً للوصول إلى قراءات متعددة أم عمل له هدف محدد مسبقاً.
هذه التجربة الخاصة قد تتناول في الأيام القادمة مشروعاً أوسع، من خلال البحث المشترك عن الجمال ورصده أو صناعته والعمل على فن "ملء الفراغ"، ومن ثم تصويره، ليكون الرسول الأقوى للتعريف عن أنفسنا، عن بلدنا، و عن أي شيء نرغب في إبراز ماهيته. وهذا ما يسعى إليه فنان التصوير الضوئي عيسى توما من خلال هذه الورشة التي تضم العديد من الشباب ذوي المواهب أو الاهتمام.

 

 

 

 

 

زكريا محمود_عالم نوح