ورشة تدريب القيادات في مجال الإعاقة
- ديسمبر 18, 2010
- 0
تم إقامت ورشة في مجال تدريب القيادات في مجال الإعاقة التي نظمهاالمنتدى الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة في حلب وذلك ضمن مشروع الدمج الثقافي المحتضن لدى روافد…
تم إقامت ورشة في مجال تدريب القيادات في مجال الإعاقة التي نظمها المنتدى الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة في حلب وذلك ضمن مشروع الدمج الثقافي المحتضن لدى روافد المشروع الثقافي لدى الأمانة السورية للتنمية وبدعم مالي من الهيئة السورية لشؤون الأسرة وذلك بتاريخ 17-18-12-2010، وقد حاضر في هذا المشروع كل من الأستاذ الحقوقي ثائر بلال والحائز على شهادة مدرب إقليمي في مجال السياسة الإحتماعية والأستاذ أحمد طلحة مدرب في مجال التنمية البشرية وخريج قسم اللغة العربية في حلب واختصاصي في الدراسات الإسلامية في جامعة دمشق.
وعن هذا المشروع تحدثت إلى عالم نوح الآنسة جافيا علي رئيسة المنتدى الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة في حلب ومديرة مشروع الدمج الثقافي ضمن مشاريع الأمانة السورية للتنمية :
هذا المشروع هو تنفيذ لأحد مراحل مشروع الدمج الثقافي الذي مدته ثلاثة سنوات ففي العام الأول نركز على الكتابة من خلال الشعر والقصة والأدب، وفي هذه الورشة نحاول معرفة من لديه القدرة والأفكار القيادية ليستطيعوا بالتالي إدارة المراحل اللاحقة من عملنا وقضيتنا نحن كجمعية حقوقية تعنى بالشؤون الثقافية وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ، اليوم اجتمع لدينا ستة عشر شخصاُ وستون في المائة لديهم إعاقات والباقي ليس لديهم إعاقة ونحن نتحدث اليوم عن الدمج الثقافي ولا يمكن تحقيق هذا الدمج إلا عن طريق جمع المعاقين مع الأشخاص الغير معاقين بنفس الادوات وبنفس الإمكانات وبنفس الأفكار حتى نستطيع خلق بيئة تفاعلية لنصل لنتيجة مهمة جداً فقضية الإعاقة هي قضية مطلبية وليست قضية لشريحة أو فئة معينة، وهذه النشاطات لها التأثير الكبير على المعاقين وعلى الناس ككل فهي نشاطات محفّزة فعند الحديث عن هكذا جمعية فالناس ينظرون إليها على انها مصنفة ضمن الجمعيات الخيرية التي تقدّم الملابس وإلى ما هنالك ولكنها لا تقدّم الثقافة وهنا يأتي دورنا في هذه الجمعية فحين نعطي الثقافة لهؤلاء الأشخاص فإن نظرتهم إلى نفسهم تتغير ويصبحون أكثر وعياً لدورهم وانهم قادرون على خلق شيء ما في هذا المجتمع ويتعرفون من خلال هذه الثقافة على انهم ليسوا دائماً محط شفقة من قبل الآخرين بل هم أشخاص متفاعلون في المجتمع وهذا لا يتحقق إلا على طريق تثقيفهم وتأهيلهم، ونظرت المجتمع لا تتغير عن الشخص المعاق إلا إذا تغيّرت نظرته هو إلى نفسه فلا يستطيع أن يتفاعل مع المجتمع إذا كانت نظرته إلا نفسه نظرة شفقة وتطلّب من الآخرين.
كيف يتم تطويع الأشخاص إلى المنتدى، هلاً حدثتنا عن آلية التطوع لديكم؟
بالنسبة لموضوع التطوع إلى الآن قائم على العلاقات الشخصية والمعرفة المباشرة للأشخاص ونحن لا زلنا نعمل على تحويل التطوع إلى منهج نستطيع أن نكرسه بين أشخاص لديهم الرغبة في التطوع وبين المنتدى ليصبح بذلك منهجاً تطوعياً وقد بدأنا في هذه الورشات العمل على منهجة عمل المتطوع فأصبح نركز على المتطوع النوعي طبعاً بالإضافة إلى المتطوع الغير نوعي وأهميته كالعضلي أو الخدمي فهو مهم جداً ولكن نحن من خلا أنشطتنا نود أن يتطوع المثقف والعالم وليس فقط الشباب المتحمس أو الذي لديه أوقات فراغ يرغب في استثمارها فنحن الآن مستهدفين كبار السن وأصحاب مراكز ليكونوا متطوعين فهنا نود أن يتحول التطوع إلى منهج فأنا في سن العشرين أستطيع أن أتطوع في مساعدة فئة معينة وفي سن الثلاثين تصبح لدي خبرة أستطيع أن أطوعها في مجالات حسب نوع الخبرة وفي سن الأربعين تبدأ في العطاء من تطوعك فتعطي منهجاً ثابتاً في التطوع وهذا ما نعمل عليه اليوم فاليوم هناك أشخاص أتوا بناءً على دعوة منا وأشخاص أتوا من تلقاء أنفسهم فهذه الآلية هي التي نعمل عليها لنخلق الفلسفة التي نسعى إليها ألا وهي منهجية التطوع .
بالنسبة لنوعية المتطوعين لديكم هل كان لديهم خلفية مسبقة عن ذوي الإحتياجات الخاصة؟
بصراحة نحن نود أن لا يكون لديهم خلفية مسبقة عن هذا الموضوع والسبب بكل بساطة أني كشخص لديه إعاقة عندما كنت أذهب إلى مؤسسات فيها متطوعين كنت أشعر أن المتطوع الداخل إلى المؤسسة ينقصه فهم للتطوع فأصبح لدي نوع من الحساسية من التطوع ومن خلال المنتدى ومن خلال تجاربنا مع بعضنا وصلنا إلى قناعة أننا نحن نريد أن نصنع التطوع ونأتي بأشخاص ندربهم نحن ونؤهلهم للعمل التطوعي ، وأيضاً توجد هنا نقطة مهمة عن التطوع فالمتطوع في مؤسسات الإعاقة يقتصر تطوعه على العمل العضلي والتجهيزات لا أكثر ونحن بحاجة إلى ذلك ولكننا بحاجة أكثر إلى ذهنية المتطوع طبعاً هذا لا يعني أن المتطوع مرفوض لدينا إذا كانت لديه الخبرة في التطوع طبعاً هذا الكلام مرفوض لا نقبله.
بالنسبة للنشاطات التي تحضرونها في المستقبل، ماذا تحدثينا عنها؟
لدينا جدول زمني لنهاية عام 2011 ولدينا إستراتيجية كاملة أننا في نهاية 2011 نكون قد قدمنا ستون في المائة من المبدعين أربعون منهم لديهم إعاقة وعشرين منهم ليس لديهم إعاقة ففي الإستراتيجية المتبعة طوال السنة نكون إن شاء الله قد استطعنا أن نقدّم هؤلاء المبدعين ونتاجاتهم وقدمنا لهم الأدوات الكافية والمعلومات التي تستطيعوا من خلالها أن يندمجوا في موضوع صنع الثقافة وثانياً نكون قد استطعنا مساهمة عشرين من دور النشر في مساعدة المنتج الثقافي الذي نعمل عليه لتدرين المتطوعين لدينا، ويوم الأحد القادم لدينا ورشة أخرى سنقوم بها وهي تحت عنوان "أصوات أخرى من المدينة " أدعوكم لحضورها وهي ورشة من نوع آخر ولكن بنفس المكان والتوقيت.
وأيضاً هنالك أمر أننا في نهاية عام 2011 نكون قد استطعنا أن نقدم معرضاً للكتاب من المنتجات الثقافية التي عملنا عليها بمفهوم التنمية والإعاقة وهذا المعرض يستهدف كل أنواع الأدب ولكن سنفرد قسماً خاصاً بنتاج الأشخاص الذين عملنا معنا، وأيضاً ستكون هناك مسابقة تستهدف جميع الذين عملوا معنا في هذه ورشات وستكون هنالك جوائز مادية بالإضافة إلى طباعة كتاب يحمل مجموعة أعمال لجميع المشاركين حسب تقييم كل شخص والعمل الذي يقدمه وفي النهاية سيكون لدينا نكون قد استطعنا أن نؤمن مركز بحث للأماكن الثقافية في حلب وما التعديلات المهمة لدمج المعاق في العملية الثقافية في هذه المراكز الثقافية وما لمراكز الثقافية التي يمكن أن نعمل معها بناءً على عقود شراكة لتكون منازل دائمة لتكون ميسرة ومؤمنة للأشخاص ذوي الإعاقة وإلى أي درجة أيضاً نستطيع أن نؤثر على المراكز الأخرى لدعمنا في الإعاقة ونحن لا نستبعد المراكز الأخرى وقدرتنا على أن نتشارك النشاطات معاً .
أما المحاضر ثائر بلال فقال:
لا بد من وجود ورشات عمل للتعريف بالإعاقة ومتطلبات الإعاقة أكثر وحقوق الأشخاص المعاقين وطالما أن هناك حركة على مستوى العالم وحتى على مستوى الدول العربية فقد أتاحت هذه الحركة الحقوقية بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة فانتقلنا من نظرة الاستحسان التي سيطرت على الناس لسنين عديدة إلى التعرف على حقوق هؤلاء الفئة من الناس وخاصة بعد إبرام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006 للاتفاقية التي كانت أول إقرار بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ، وهي لم تأتي بحقوق جديدة ولكن أكدت على وجود هذه الحقوق وضرورة أخذ الدول التي صدّقت على الاتفاقية بعين الاعتبار لموضوع هذه الحقوق وتعزيزها وحمايتها من أجل الوصول إلى الغاية والهدف بمشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع على قدر المساواة مع الأشخاص الآخرين.
وكان محور الندوات هذه كيفية خلق نوع من المناصرة الذاتية للأشخاص ذوي الإعاقة ونوع من التحفيز للمطالبة بحقوقهم ، ونحن نعلم أن أي عمل مطلبي لا بد من أن يكون له أساس نظري وورشة العمل هذه أغنتهم بالمعلومات النظرية وطبعاً بشيء من العملية من خلال الحوار والمناقشة والإجابة على الأسئلة والاستفسارات الموجودة في المحاضرة طبعاً ضمن إطار قانوني وحقوقي من اجل أن يكون هؤلاء في النهاية مرآة لهذه القضية ويمتلكون بالتالي الآلية والطريقة التي يتحدثون بها عن حقوقهم ويبتعدوا عن نظرة الرعائية والاستحسان وقبولهم لهذه النظرة إلى الانتقال بالمطالبة بحقوقهم والمساواة بينهم وبين الأشخاص الآخرين، فهؤلاء الأشخاص ذوي الإعاقة يمتلكون برأي طاقات جبارة وهائلة حتى بإقرار من منظمة العمل الدولية حيث نشرت دراسة مفادها أن الدول تخسر ما يقارب 3% من ميزانيتها لعدم تفعيل طاقات وإمكانات الأشخاص ذوي الإعاقة وهذه النسبة لا يستهان بها.
وأيضاً بالإضافة إلى الأشخاص المعاقين فإننا نستقبل في هذه الورشات عدداً من المتطوعين الذين شاركوا في إعداد الطاولات والمواد التدريبية فكثير منا لناس كانوا غرباء عن هذه القضية أو على بعد مسافة منها ولكن بمجرّد دخولهم إليها شعروا بأنهم أشخاص دخلوا عالماً مفتوحاً ومتنوعاً ومليئاً بالحياة وأحيانا كثيرة لا يجدون أنفسهم إلا في هذا العالم وأصبحت قضيتنا قضيتهم والحمد لله لقينا تجاوباً جيداً منهم في أثناء التدريبات.
وأوجه ختاماً رسالة إلى الرأي العام والجانب الرسمي إلى أنه لابد من الاعتناء ثم الاعتناء بالأشخاص ذوي الإعاقة لأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع ويسعون مثل غيرهم إلى إضافة انجاز إلى مجتمعهم، وأشكر عالم نوح على هذه البادرة اللطيفة وعلى تغطيته لهذه الندوات.
وأيضاً كان لنا لقاء مع الأستاذ أحمد طلحة الذي أفاد عالم نوح بقوله:
موضوع المحاضرات يتعلق بتأهيل بعض من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لديهم إمكانات في موضوع التدريب وتقديم المحاضرات فكل واحد منا يحتاج إلى بعض المهارات في كيفية إعداد الحقائب التدريبية وبعض المهارات التي تتعلق بكيفية تقديمهم لهذه البرامج، فقدمنا لهم من خلال هذه المحاضرات مجموعة من الخبرات والمهارات التي تساعدهم في إيصال رسالتهم بشكل أفضل للأفراد الآخرين وأرى أن التفاعل كان جيداً والمشاركات كانت لطيفة إذا يوجد اهتمام في نوعية المعلومات التي قدمناها لهم، وأعتقد أن موضوع ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا البلد موضوع مهم فنلاحظ أنه توجد رعاية حكومية ودعم لا يمكن تجاهله من قبلهم.
وأعتقد أنه لا يوجد أقدر منهم أنفسهم في إيصال راسلتهم وأفكارهم ومعاناتهم إلى المجتمع ونرجوا من خلال هذه المحاضرات التي قدمناها أن تساعدهم على ذلك.
وأعتقد أن الشيء الذي قدمناه في هذه المحاضرات لا يقتصر فقط على ذوي الإعاقة وإنما يحتاجه كل الأفراد لأن جميع الناس يريدون امتلاك الثقة بالنفس، ففي دراسة أجريت في أمريكا مضمونها عن أكثر عشرة أشياء يخاف منها الناس وكانت النتيجة مفاجئة للجميع إذ كان الأمر الذي تصدر القائمة والذي يخشاه الناس أكثر هو الوقوف والتحدث أمام الجمهور وبناءً على ذلك فكل المهارات التي تساعد الإنسان أن يمتلك الثقة بنفسه وكيفية طرح أفكاره للمجتمع بطريقة يضمن وصولها وأعتقد أن هذه المهارات جميع الناس بحاجة إليها ولكن ذوي الاحتياجات الخاصة أحوج من غيرهم في امتلاكها وخاصة أن قضيتهم مستجدة على الساحة على الرغم من أنها مشكلة قديمة ولكن التفكير بها وتقديم حلول لها هي قضية حديثة على الساحة الاجتماعية بشكل عام ومن هنا يأتي أهمية هكذا برامج و ورشات وندوات في مساعدتهم على استعادة حقوقهم وتصالحهم مع أنفسهم وزيادة الثقة ورفع معنوياتهم، ومن زاوية أخرى تساعدهم على إقامة نوع من التثقيف الإحتماعي فهؤلاء الأشخاص جزء من بنية المجتمع ولهم دورهم وحضورهم ولديهم إمكاناتهم وقدراتهم وهم في النهاية بشر يحتاجون إلى أن يعيشون إنسانيتهم مثل أي إنسان يحتاج أن يعيش إنسانيته ويثبت وجوده على الساحة الاجتماعية.
في الختام أشكر كل الجهات الصحفية والإعلامية على اهتمامها بتغطية هذه النشاطات فنحن لولا وجودكم لن يصل صوتنا إلى احد، وشكر أيضاً للقائمين على ورشات المنتدى الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة والأمانة السورية للتنمية على رعايتها واحتضانها لهذه النشاطات كما أشكر الحكومة على اهتمامها بهذا النوع من النشاطات والتي لها أهمية كبرى لا يستهان بها و لربما تشهد الأيام القادمة نتاج هذه الورشات إن شاء الله.
أغيد شيخو_عالم نوح
وإليكم صور اليومين الأول والثاني بالإضافة إلى توزيع الشهادات على المشاركين في الورشة