وسام أبو صعب: في سورية كتّاب مسرحيون مهمّين إضافة لوجود شباب لديهم تجارب كتابية متميزة، والأمر هنا لا علاقة له بحرية التعبير بقدر ما هو متعلق بأزمة تمويل

الفنان وسام أبو صعب

دمشق ـ عالم نوح ـ شادي نصير:

يمتلك الفنان النجم وسام أبو صعب هدوءاً مميزاً وخطوات مدروسة في طريقه الفني، ومع أنه من النجوم الشباب إلا أنه استطاع أن يحقق وجوداً من خلال تعابير وجهه ومقدرته على تقمص الشخصيات بأوقاتها.

تخرج وسام من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2011، وهو اليوم يبحث عن الفرصة الحقيقية التي تخوله أن يكون نجماً من النجوم العرب، وقد التقاه عالم نوح وكان معه الحوار التالي:

*حدثنا عن البدايات الفنية التي أطلقتك في عالم التمثيل؟

** شاركت مع المخرج السوري جود سعيد في فيلمه "صديقي الأخير" بشخصية "ناجي" وهو عنصر أمن جنائي مخلص في عمله ومحب لقائده، ويمثل عنصر الأمن البسيط والدرويش، ولكنه؛ أي ناجي، بالرغم مما يقدمه من مساعدات ويخلص في عمله إلا أنه يبقى كما هو، على حاله دون أي تغير أو تقدم.

كما شاركت مع المخرج سامي جنادي في العمل الدرامي التاريخي "إمام الفقهاء" إضافة إلى مشاركتي حالياً في تصوير فيلم "لحظة صمت" وهو فيلم قصير ويعتبر باكورة نتائج أعمال ورشة العمل السينمائية التي شاركت بها وكانت بعنوان "عين على الفن السابع" التي أقامها موقع "دي برس" السوري الالكتروني بالتعاون مع قناة روتانا خليجية.

* هل ترى كخريج معهد عالي للفن المسرحية بوجود أزمة في المسرح؟

**أحب المسرح الحياتي اليومي، وأرى أن حياتنا العادية هي نص مسرحي مهم ولا بد من أن نستقي منها ونحولها إلى أعمال على خشبة المسرح، ويجب علينا الابتعاد عن النصوص المستوردة ولا بد من أن نتطرق إلى الواقع في إطاره، وأن نستغل الطاقات الشبابية من كتاب ومسرحيين لأنهم يعايشون الواقع.

*هناك وجهات نظر أخرى ترى أن النص الأجنبي المسرحي أهم من أن تأخذ الواقع وتحوله إلى نص؟

** لكل بلد ظروفه وخصوصيته في التفاصيل الحياتية والعادات والتقاليد ومع ذلك فإن هذا التوجه واضح لدى العديد من المخرجين، وتبقى مع ذلك عيوب تشوب هذه العروض.

وأرى أنه لا يوجد جرأة في كتابة نصوص مسرحية جديدة وواقعية أو ربما لا يوجد معرفة جيدة لكتابة سيناريو مسرحي.

*هل ترى أن النص المسرحي المقدم على الخشبة يمتلك حرية في التعبير توازي ما تطرحه الدراما التلفزيونية أو ربما تفوقه جرأة؟

**في سورية كتّاب مسرحيون مهمّين إضافة لوجود شباب لديهم تجارب كتابية متميزة، والأمر هنا لا علاقة له بحرية التعبير بقدر ما هو متعلق بأزمة تمويل وإنتاج العمل المسرحي والعلاقات العامة في هذا الوسط.

*ما هي الصعوبات التي تواجه الوجوه الجديدة في الوسط الفني؟

في العموم مشكلة الخريج الأساسية هي أن دراسته أساسها المسرح، وليس لديه الخبرة أو المعرفة في التعامل مع كاميرا التلفزيون أو السينما، وأفضّل أن أبدأ كمتمرن أمام الكاميرا، ولو بأدوار صغيرة حتى أمتلك الأدوات التي تساعدني في التعامل معها وتطوير هذه الأدوات، فأنا لا أطمح لدور بطولة في بداية دخولي للوسط الفني في وقت لا أعرف فيه التعامل مع الكاميرا بالشكل المطلوب.

كان لي تجربة مختلفة كلياً بالتعامل مع الكاميرا من خلال فيلم "صديقي الأخير" ومسلسل "إمام الفقهاء" حيث واجهت اختلافاً كاملاً بين كل من كاميرا التلفزيون والسينما وبين ما درسته عن المسرح، وهذا الاختلاف يتعلق بالأداء والحركة والصوت والإحساس أمام الكاميرا وغير ذلك.

*حدثنا عن ورشة العمل التي اشتركت بها وهي عين على السينما وإلام يرجع الصدى الإعلامي التي حققته الورشة؟

**يرجع للربط بين الفترة التي أقيمت فيها الورشة وبداية الحراك السينمائي في سورية، في ظل حديث عن تعاون مشترك بين مؤسسة السينما والقطاع الخاص لإنتاج أعمال سينمائية إضافة إلى الحديث وقتذاك عن نية مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي (قطاع عام) عن إنتاج مجموعة من الأفلام القصيرة والطويلة والمتوسطة، ويضاف إلى ذلك أن إصرار القائمين على الورشة على إنجاحها ساهم في ذلك.

وأتمنى أن تتكرر هذه التجربة وتلفت النظر لإقامة تجارب مماثلة تكون خطوة في طريق تحسين واقع السينما في سورية وتقديم الدعم لها.

وبالنسبة لي كانت الورشة مهمة، فكانت فرصة للتعرف على مفاتيح العمل السينمائي إن كان من ناحية كتابة السيناريو أو الإخراج السينمائي أو الإضاءة والديكور والتصوير والسينوغرافيا والتمثيل والماكياج وحتى الخدع السينمائية، وبالرغم من قصر مدة الورشة إلا أنها فتحت لنا بوابة للدخول إلى هذا المجال، وهذه البوابة فتحت لنا أبواب عدة أخرى.

إذن، لا بد أن نتمنى للفنان وسام أبو صعب المستبقل الذي ينشده أملين استمرار التواصل