
وهلأ لوين فيلم نادين لبكي 28-1-2012
- يناير 29, 2012
- 0
إضاءة على فيلم نادين لبكي وهلأ لوين الذي عرض على مسرح مديرية الثقافة في حلب بتاريخ 28-1-2012
نادين لبكي تعجب جمهور حلب بفيلمها السينمائي (وهلأ لوين) الذي عرض على مسرح مديرية الثقافة في حلب ضمن نشاطات النادي السينمائي بتاريخ 28-1-2012
بحضور مدير الثقافة الأستاذ غالب برهودي
أفيش الفيلم
إن فيلم (وهلأ لوين؟) بما يحمله من رسائل وأصداء موجهة لجميع المجتمعات العربية وغير العربية، إضافة إلى الاستفهامات الواردة عنه والمتبدية في عنوانه، والذي إن تطرقت إلى طرح عنوانه بطريقة أخرى، سيكون على الشكل الآتي: إلى متى؟ … لا يجعلنا نقف فقط عند موضوعه الأساسي وهو النزاع الطائفي على خلفية حرب طائفية في مدن لبنانية أخرى، بعيداً عن القرية المنعزلة، والتي تدور فيها أحداث الفيلم، ودور الإعلام الذي ساهم في شرارة هذا النزاع، إضافة إلى دور نساء القرية في وأد هذه الفتنة، ومحاولاتهن عبر العديد من الإسقاطات المتضمنة في إحداها تضحية من قبل إحدى الأمهات بإطلاق الرصاص على ساق ابنها لمنعه من الاقتتال مع جاره المسلم نتيجة موت أخيه برصاصة طائشة.
هذا الموضوع المهم من نواحي عديدة في مجال التوعية وفي تجسيد العيش المشترك، إضافة إلى جرأة طرحه وتناوله، لا يجعلنا نغفل الجوانب الفنية التي كان لها دور كبير في نجاحه، وإن كانت ضعيفة نسبياً من خلال سيطرة طريقة (الفيديو كليب) على هذا الفيلم السينمائي، كون المخرجة قادمة من هذا الإطار. فقد يتبدى للمشاهد أن كل مقطع هو مشهد منغلق على نفسه، ويتواصل مع تاليه بحلقة سينمائية ضعيفة، إضافة إلى الكوميديا وروح الدعابة التي طغت بعض الشيء على سوداوية الموضوع ككل، والذي لعب دوراً مهماً في جمالية الفيلم، ولكن بإسراف خصوصاً في المشهد النهائي المبني على حنكة كوميدية. الأمر الذي يدعونا للتساؤل عن الهدف من هذه النهاية المفتوحة على مصراعيها للقراءات المتعددة، والذي يعيدنا قليلاً إلى الوراء لنجد أنها نتيجة غير مباشرة لفكرة أقدمت عليها نساء القرية.
في هذا الفيلم كان الاعتماد على الموسيقى التصويرية بجانبين لا أكثر، أحدهما كان ملاحقاً لأغنيتين جاءت كلماتها من فحوى السيناريو، والآخر كان الصوت الجو العام للقرية.
بالرغم من اللقطات التصويرية الاعتيادية لكاميرا نادين القائمة على اللقطات القريبة والبعيدة، والتي لم تبرهن على تفوقها، وإنما جاءت مريحة للعيان وذات طابع جمالي أكثر من كونها ذات أسلوب فني.
كل ذلك لو اعتبرناه محاولة ضعيفة لإيجاد بعض الجوانب المغفلة من هذا الفيلم، فلن تجد لها طريقاً أمام ما سنكون شاهدين عليه لنادين لبكي ببراعتها في صياغة الموضوع ككل، وعرضه بالطريقة المثلى سواء كان ذلك بتصوير السيناريو بما تحمله كل شخصية من النساء من روح الدعابة والحنكة إلى التضحية والألم أو إلى نادين لبكي نفسها وأداءها العال في لقطة الاقتتال داخل القهوة، والذي أظهرت أثناء تأديتها له مشهداً بديعاً لا ينسى لها. لنصل إلى جوهر ما في الأمر أن نادين لبكي لم تبالغ في لعب دورها التمثيلي، لتأخذ حيزاً أكبر في حضورها كإحدى أبطال هذا العمل.
الجدير بالذكر أن الفيلم " وهلأ لوين؟" هو الفيلم العربي الوحيد الذي شارك في المسابقات الرسمية مهرجان "كان" وحصل على جائزة "فرانسوا شاليه" من قسم "نظرة ما" بالإضافة إلى تنويه خاص من لجنة تحكيم جائزة أوكومينيك في نفس المهرجان.
زكريا محمود _ عالم نوح