قصة قصيرة “يباس يبتكر المطر” من مجموعة قصصية بنفس الأسم لشادي قس نصير ثم إضاءة نقدية من الصحفية “هبة جناد” فدراسة نقدية من الكاتب طارق سلمان.

شادي نصير

يباس يبتكر المطر

طيور من الورق لم تعد التفاصيل الدقيقة في حياتي تشبه قطعة الكنفة والتي غاب وضوحها من أمامي عيني، تلعثمت وأنا أشدها باتجاهي، غرقت في بحر من العرق المتصبب من جبهتي، ازددت توتراً ولكن قطرات المطر أسعفتني وأفاقتني من سهوي وأنا أهتز في باصٍ حديث قدم لمدينتنا الساحلية، هبطت من الباص وسرت قاصداً مكاناً تواعدت فيه مع صديق لي مضى زمن لم التقيه. اقتربت عجوز من طاولة نجلس إليها، بخطوات بطيئة، أشحت نظري لبرهة عنها وعندما أعدته كانت خارج المكان، والزجاج الذي يفصلني عنها، يخفي تفاصيل تحاورها مع من يجلس في التراس الخارجي للكافيتيريا. عدت إلى سرد أحاديثي على نغمات خفيفة تنبعث من الصالة المغلقة ليتناهى إلى مسمعي صوت استجداء وعطف، تحركت برأسي نحو الهدف وأطلت النظر…. كانت كالكل اللائي في مثل عمرها، ممتلئة بشيب العمر، أبيض، تنطلق منه خصلات متحررة من تحت غطاء الرأس ليتحاور مع نسمات خفيفة، سمينة ومهترئة المعالم، بتجاعيد قاسية. لم تكن أكثر من امرأة، تشبه أمي بكثير من التفاصيل، جمدت عن الحركة، لأحس بحركة من يد من يجالسني تربت على يدي لم أعِ الحدث فالكل يبدو مستاء. أعرف بأن الياسمين يموت في صومعة القدر وبأن البنفسج سيزهر رغم قسوة الشتاء الطويل مع أول شعاع دافئ ترسله الشمس في الصباحات المكللة بعبير رطوبة الأرض.

همست لصديقي…

ـ ما الخطب.

ابتسم برقته المعتادة

ـ لا أعرف ربما تستجدي العطف لمريض أو تشحذ.

صفعتني الكلمة وازددت ألماً، وأصبح اللون الأصفر الخافت للكافيتيريا في تراسه الداخلي قاتماً، وانعكس على وجوه الآخرين، ليحيلهم إلى أشباه جثث، خرجت لتوها لتحتسي فنجان قهوة في الوقت المستقطع.

حاولت استبيان الأمر، حينما كان النادل يتلفظ بأبشع الألفاظ رامياً إياها خارجاً ولدقائق أحسست بأنني ورقة بالية من أوراق كراسي المدرسي، كنا فيما مضى نصنع من خلالها طيوراً نتقاذفها في فضاء فسيح على حافة الكورنيش الغربي لمدينتي لتحلق برهة وتسقط منتحبة أسفل الجرف عند صخرة الانتحار، طلبت الحساب مسرعاً وأنا مستاء من فعلة النادل دون أن أتلمس الحقيقة.

الوقت لايمهل تكاسلنا اختفت في زحمة السوق، كنت أركض حول المكان وكأن مساً أصابني، واستغرب دهشة الموجودين وتبلد أحاسيسهم في عصر القوة. بعد مضي أسبوع كانت تسير بمحاذاتي في شارعٍ طويلٍ يفضي في نهايته إلى الكورنيش، عرفتها لم تتغير رغم الظروف التي تحيق بنا، تبعتها وازداد إصراراً على معرفة ما تفعل دون أن ألفت نظري، خشيت حدوث أي طارئ ينغص علي ما أنوي اكتشافه…. هذه المرة كانت أقل ترتيباً، وأكثر حزناً، لم تكن تستجدي العطف كالمرة السابقة كل ما كانت تفعله، الابتسام للمارة بمرارة واضحة كالعلقم، وعند حافة الجرف وقفت وأرخت يديها على حافة معدنية تفصلنا عن منزلق صخري يفضي إلى القاع.

تشبه وشمس الغروب خلفها القديسين على جدران كنيستي القديمة، كنت أحس بأن خطباً ما يحث أسرعت دون أن ألتفت إلى مرافقي وغير عابئ بما يجري حولي، لأمسكها وأسحبها نحو الكشف عن حقيقة راحت تؤرقني. عندما لامست يدي كتفها كان الوقت قد مضى كعربة جرار فولاذي راحت تتدحرج في مهب الريح مسرعة بسرعة الضوء وأصبحت طيراً من طيور الورق، حلقت عالياً لبرهة في الامتداد البعيد تتقاذفها الريح وكأنها جنية خرجت لتوها من قصص الرسوم المتحركة، لتسقط في أسفل الجرف، هول المنظر الانتحاري للعجوز أربكني، شرخ ذاكرتي نصفين، وأصبت بحالة هلوسة أصرخ وأبكي وألطم. تجمهر الناس مستغلين المنظر وراسمين قصصاً كقصص رسوم خيال الظل، ولكنهم لا يعلمون أن ما كسر أمامي الآن من خزف الحياة لن يرممه أعظم خزاف في الكون الكبير لمجرة التبانة، وضاعت التفاصيل الأخيرة المتبقية من قطعة الكنفة نهائياً عن ناظري، اقترب مني رجل وضع يده على كتفي ضمني بقوة وقال بصوت تشوبه ألام حادة.

ـ لم تستطع تأمين ثمن جرعة دواء لابنتها المريضة والتي ماتت هكذا ببساطة كورقة تطير في مهب الريح.

((يباس يبتكر المطر)) للقاص والروائي السوري شادي نصير

الصحفية هبة جناد:

بحروف خفيفة الظل رسم القاص الشاب شادي نصير أحداث قصصه بعد أن راحت عينه تلتقط صوراً من كل حدب وصوب فتخرج من بيت تعيس فقير تاركة وراءها رجلاً عاجزاً شل عن الحركة في (الموت الأبيض) لتسافر إلى فتاة شرب الزمن على أحلامها حتى ثمل فقتل بثمله ودون أن يدري مستقبل فتاةٍ بريئةٍ، كانت عذراء، في (ذكورة متقدة) لينتقل إلى امرأة عاشقة مفجوعة ولعلها قاتلة ومقتولة تصادق النحيب وتنام على طقوس خاصة بالألم في نثر رائع في (الاحتراق على رماد النار) ليطل هذه المرة من نافذة يوم يشبه تفاصيل يومنا بكل ما فيه في (مشروع يومي).

ويغوص نصير في أعماق الأنثى فيكتب بقلمها ويتقلد إحساسها ليعبّر عن كينونتها في غير موقع كان أبرزها رؤيته لإحساسها المقيت عندما يجبرها الفقر وشدة العوز على ما لا تطيق فعله كأنثى شفافة ورقيقة محاولة أن تخلق ابتسامة تموت قبل أن ترتسم في (يباس يبتكر المطر). ليزور "الأزرق الفيروزي" على حد تعبيره ويعبر عن نهاية ما بطريقة رمزية تتجسد في البحر الذي لا حدود فيه تطوق ماهية نظرنا إليه في (الكبير).

تتأرجح كلمات القاص شادي نصير بين قصة وأخرى لتقص في ثلاثة وعشرين قصة قصيرة أحداثا من واقع المجتمع السوري بجرأة وبساطة لتؤدي بفحواها عن حزن كامن وهواجس عديدة بسبب تجلي هذه الحالات بشكل حقيقي في المجتمع وخوف كبير من استمراريتها في المستقبل لتعبر في غايتها عن قلم خط لأجل صنع التغيير ليقف مراقباً سيرورة الحياة قائلاً:(إلى أين يذهب شبابنا وأطفالنا ومن المسؤول عن هدر مستقبل الكثيرين؟) وأسئلة عديدة ومواقف شتى نقرأها بجمالية خاصة في (يباس يبتكر المطر)

 

وتوصلنا عبر "إضافة تعليق" من الكاتب طارق سلمان هذه الدراسة المهمة لقصص شادي نصير وتحليلها… ونعيد نشرها هنا لأهميتها لتفهم شخصيات قصص شادي خاصة و كمثال عن الدراسة عامة. تحياتنا للكاتب طارق سلمان والذي يسعدنا أن ننشر له دائما نتاجه الأدبي من قصص أو مقالات أو دراسات. ولكن بما هل نحصل من شادي على نص من مجموعته حلم … لتكتمل الدراسة. نوح

 

الكاتب طارق سلمان 

إشكالية الذكورة عن شادي نصير

نجد في بعض المجموعات القصصية الاخيرة, محاولة لتطويق الحدث الاجتماعي, بأنفاس جديدة تحاول ابتكار نقطتها في خريطة التوقعات, والمجموعتان اللتان سنتناولهما بالبحث : هما »حلم« و»يباس يبتكر المطر« لشادي نصير, وحديثنا عن الذكورة, لا يغطي على الموضوعات الاخرى التي قد تتوالى في المجموعة القصصية, ولكننا بصدد حالة لافتة في المجموعتين القصصيتين, فرغم السنتين الفاصلتين بين المجموعتين نلحظ التطور الاشكالي لحالة الرجل, حيث يمكننا ان نقسم حالة الرجل » الذكورة « في قصص شادي الى ثلاثة اقسام : الرجل الاول »المناضل«, الرجل الثاني »العاجز« , الرجل الثالث »القوي والمغوي والمغتصب«, و تندرج معظم قصصه حول هؤلاء الرجال الثلاثة بأقنعة مختلفة, فالرجل الاول: هو المناضل في السجون, وبطله عند القاص هو الكاتب والمبدع والفنان, وهو دوماً عرضة للموت والاعتقال, وهذا ما نجده جلياً في قصص »وطن« و »دمي في رقابهم« و »نافذة الضوء« , ففي قصة »دمي في رقابهم« يصر على حمل السلاح في وجه محتل ما, لكن عجزه الوهمي, جعله يحمل فرشاة أو قلماً ليقاوم فيها, وكأن القاص يشير الى عجز الرجل المبدع عن القتال بجسده, لكنه ليس عاجزاً عن القتال بعقله وفكره »كل ما أستطيع فعله أن أضرب الألوان على لوح وأمزجها بفرشاتي وأثور على العدو وظلمه« والنهاية واحدة اعتقال وسجن وموت »سيكون مصيري كمصير من سبقوني الى هذا المعتقل« فالموت مصير هذا الرجل والألم هو تعبير عن قدرته على النضال ومقاومة الملاحقة والاعتقال من قبل الرجل »الثالث« , ولكنه في لحظات ومضيّة يكتشف أن الطريق الذي اختاره هذا المناضل لم يكن الا صدى لذاته المسجونة داخل جوفها, فالخوف هو اللحظة المرحلية التي يعيشها هذا الرجل ويبتكر لأجلها صوره واحاسيسه, وهذا ما نجده في قصته »ندبة سوداء« , عندما يخاطبه الرجل الثالث »تريدون أن تؤسسوا, تريدون ان تحرروا, أنتم الذين تعيشون حياة الفقر والظلم والخوف, الخوف من كل شيء, وأهم شيء الثقة بأنفسكم« فالخوف هنا يحيط به ويسيطر على حياته فالعدو الذي يناضل ضده ليس إلا قناعاً آخر يجدد خوفه, فالرجل »الأول« يخاف على أحاسيسه حتى من أقرب الناس اليه »أن طيفها يزورك ليلاً …تخاف أن تستيقظ زوجتك وتحرمك الحديث معها« , فالخوف هو المغزى الاساسي لنضاله وحياته, والنهاية لهذا الرجل , هي بحسب القاص اما نهاية دراماتيكية تنتهي بالموت وبذلك يخلّد سره البطولي العظيم , كما حدث في قصة » وطن « فالمطارد يلقي بنفسه من النافذة متخيلاً نفسه قادراً على الطيران »فرد جناحين خياليين, وحاول التحليق لكن صوت ارتطامه بالأرض صعقني« أو استمرار لحالة الخوف من الخوف والخنوع بشكل دائم كما ظهر في قصة »ذكرى« »فتشت عن حرية المكان لكن عبثاً فقد تعودت على تنفيذ الأوامر والخنوع«, وهذا يقودنا الى الرجل الثاني , الذي جعل الخوف ملاذاً له وتبريراً لرضوخه, ونرى ان هذا الرجل قد تطور كثيراً خلال المجموعتين, خاصة أن القاص حاول تحرير مكنونه المحرّم في دواخل الشخصيات, فخرجت إلى السطح عوالم تتحرى القلق, وتبحث عن مخرج في اللامخرج, وتغوص في لدة بررّها لها رفضها الواقع, وهذا ما نراه في قصة »ويتلاشى خلف الغبار« فوجود الرجل »الثالث« وجودا واقعياً أشعل الطاقات المخبأة, والرغبات المكبوتة »أقرُّ بأنه صعقني, أشعل الاهتياج الذي كنت أتلافى فتح نافذته«, فالرجل العاجز هنا هو المصعوق, الذي يبهر بالرجل الثالث, الذكر الخارج من بوتقة المجتمع, القوي برجولته وسطوته, فهو القانون والخارج عن القانون الملهم لثورة متجددة, وإن كان القاص قد اعتمد في تناوله الأولي لقضية المثلية عند الرجل الفكرة السينمائية الحاضرة في أذهان الناس لدعم نصه وتغذيته, وهو فيلم »عمارة يعقوبيان«, إلا أنه انتقل في قصصه الأخرى انتقالة نوعية, ليخرج من عبء الدنس الذي احس به »عبد ربه« أو قرينه في القصة في »شارع الموت« إلى الرغبة بالمضي والاستمرار في لعق الشهوة والتحول التدريجي إلى شخص شبيه ومواز للقائم بالفعل الذي هو بحسب نص القاص »الرجل الثالث«, وهذا ما نجده في قصة »ويتلاشى خلف الغبار« حيث يقول بطل القصة »رغم إحساسي بالألم ارتضيت بأن أتمدد قربه« , فالاقتراب هنا من جسد المغتصب, هو رغبة في ولوجه والتوحد معه حتى في فعله الآثم, ولعل القاص صدم بجهورية الرغبة عند بطل قصته, فحول تبرير فعله بالحياة الاجتماعية البائسة التي كان يعيشها , ففي القصة ذاتها نرى البطل المغتصب يعطي لغاصبه مزايا متعددة , فقد ساعده على إعالة عائلته, وإطعام الافواه الجائعة »أموال سرقاتي كانت كفيلة بفك حجز والدي المخمور, وإطعام أفواه ..« فالرجل الثالث هنا خارج عن العدالة علم طريدته السرقة وكافأها بالنوم معها. ولتأكيد عجز الرجل الثاني نرى القاص, يبتكر صوراً مغايرة بمحاولة الصعود والتظاهر بمظهر الرجل القوي امام الرجل »الثالث«, فيحاول مجاراته, وقد يصطدم معه فيلاقي الاعتقال او الهزيمة, مبرراً لنفسه ان غاية الرجل الثالث فقط كسر نظراته ومقاومته !! وهذا ما برز في قصة »رهان« فالصراع هنا بين رجلين عاجز وقاهر, وطبعاً النتيجة معروفة سلفاً, لكن الحديث يجب ان يكون محمّلاً بمؤكدات العمل البطولي »المازوشي« يقول البطل العاجز: »همّه الوحيد كان يكسر عنفوان نظراتي التي أبيت ان استسلم من اجلها مهما حصل « فالرجل الثاني » العاجز « هو نموذج اولي للرجل الثالث »الغاصب« , فكل المبررات التي سمحت له بالتخلي عن انسانيته وكرامته واستقامته , ستجعله شبهاً موازياً له , وبالتالي انموذجاً يحتذى به , وخاصة ادراكه لقدرة الرجل القاهر على اخذ ما يريد دون عوائق , فهو يملك – اي الرجل الثالث – القوة والجمال والحظ حتى انه يستملك ما يمكن ان يكون للرجل الثاني كما في قصته » زحام الورد « فعندما حصل الرجل الثاني على مبتغاه فوجئ بالواقع » وعندما حان دوره وحصل على مبتغاه , خرج متلهفاً …شاهدها تبتعد مع آخر وبيدها باقة ورد حمراء …« وهنا تبرز نقطة التحول فالذكورة التي تتفجر من بين ضلوعه , تقوده ليكون بإصرار الرجل الغاوي , وهذا ما اتضح في قصته » نسيتها ان اتذوقها كاملة « فالغوى الذي انبثق من واقع اجتماعي تعيس جعلته يفلت من كل اغلاله نحوها , خارجاً من جوفه الخائف الى شبق ما يعززه تحوله ويطلقه من جديد » في فراشي داهمني طيفها , حاولت الهروب منه لكنه حاصرني , نسيت اكوام اللحم والبرد القارس , ذاب الثلج الذي اكتسى قلبي , واصبحت بحالة غليان …« فالقوة والحظ اللذين حظي بهما الرجل الخارق » الثالث « جعلت منه الغاية والهدف اللذين قد يلجأ اليهما كل من كان في حقل الرجل العاجز » الثاني « فهو القانون والخارج على القانون انه يملك معيار الخوف بالشكل والاداة , وما الشكل الا مظهر من مظاهر الرجولة المفرطة كما في قصة » وطن « فالرجل القوي هنا رجل بنظارات سوداء » كانا شخصين ضخمين يرتديان بذلات سوداء, ونظارات استعاروهما من خفافيش هربت من بؤس وعتمة كهوفها « , وهنا يشير القاص الى الشكل الجزئي الذي يراه في الرجل الثالث , ونلحظ ان القاص عمد الى تنويع الطرائد بالنسبة الى الرجل الغاصب , فهذا الرجل يملك الحق في اخذ ما يريد ولو بعد حين كما في قصته »ذكورة متقدة « فالطفلة التي هربت من مشهد اغتصاب ابنة الجيران حملها – القدر – لتقع مهما ابتعدت بنفس الانياب ولو بعد حين » انت تختلف ..ابتسم وادار كرسيه .. وضع يده فوق صدري , سال لعابه الذكوري « والطريدة تنتظر مصيرها المحتوم, فتحاول حيناً ان تشعر بلذة اختيارها او ما تدعي انه اختيارها كما في قصة »ثوب بمقاس قديم« : »أجلس الى النافذة , منتظرة عودته, مستسلمة« أو ان تهرب منتظرة تحولها الذي تخافه وترغب في حصوله, كما في قصة »سينما ولكن« فالفتاة التي تعرضت لتحرش في الظلام, تأمل ان تعود ثانية لتبحث عن ذلك الغامض الذي خرق القيود والمساحات المغلقة »أسقطت جسدي تاركة اياه يتدافع في الشارع العام  وفي نيتي العودة ثانية« وهكذا نجد انه مهما حاول ابطال القاص التبرؤ من واقعها أو جنسها فهي تبقى مصدر تهديد لنفسها ولما حولها , لتبرز القدرية التي آمن بها القاص , وعجز ابطاله عن تغييرها